جهاد: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
MenoBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: إصلاح التحويلات
 
(12 مراجعة متوسطة بواسطة 11 مستخدماً غير معروضة)
سطر 2:
{{إسلام}}
{{تحيز|تاريخ=مايو 2016}}
'''الجهاد''' أو '''[http://saaid.org/Doat/alrajhi/8.htm الجهاد في سبيل الله]''' هو مصطلح إسلامي يعني جميع الأفعال أو الأقوال التي تتم لنشر [[الإسلام|الإسلام،]] أو لصدِّ عدوٍ يستهدف [[مسلم|المسلمين،]] أو لتحرير [[العالم الإسلامي|أرضٍ مسلمة]]، أو لمساعدة [[مسلم]]<nowiki/>ٍ ما والمسلمين عامة. جاء هذا [[اصطلاح|المصطلح]] في بدء الإسلام عندما ذكرت معركة [[غزوة بدر|بدر الكبرى]] في [[القرآن|القرآن الكريم]] ثم تم تعميم هذا المصطلح ليشمل أي فعلٍ أو قولٍ يصبُّ في مصلحة الإسلام لصد [[عداوة|عدوٍ]] ما يستهدف الإسلام والمسلمين فعلاً أو قولاً أو كلاهما.
 
والجهاد مراتب منها ما هو [[فرض عين|واجب]] على كل مكلف، ومنها هو [[فرض كفاية]] إذا قام به بعض المكلفين سقط التكليف عن البقية، ومنها ما هو [[المندوب|مستحب]]، فجهاد [[نفس|النفس]] وجهاد [[شيطان|الشيطان]] واجبان على كل [[مسلم|مكلف،]] وجهاد [[نفاق (إسلام)|المنافقين]] و[[لادينية|الكفار]] وأرباب الظلم والبدع والمنكرات فرض عينٍ، وقد [[فرض عين|يتعين]] جهاد [[لادينية|الكفار]] باليد على كل قادرٍ في حالاتٍ معينة. قال [[ابن قيم الجوزية|ابن القيم]]:{{اقتباس مضمن|'''الجهاد أربع مراتب : جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين'''.}}
 
'''فالجهاد''' ينقسم إلى '''قسمين رئيسيين''' يتفرع تحتهما أقسامه الأخرى الكثيرة؛ هما [[فرض كفاية|'''جهاد فرض كفاية''' على طبقة وفئة محددة من المسلمين]] و[[فرض عين|'''جهاد فرض عَينْ''' على كل مؤمنٍ بالإسلام]]، تحت القسم الأول يندرج '''جهاد الطلب''' لفتح أراضي جديدة لا تعرف شيءشيئا عن الإسلام ويندرج تحته '''جهاد الدعوة''' و'''جهاد التعليم''' أيضاً، ويندرج تحت القسم الثاني كل من '''جهاد النفس''' و'''جهاد الشيطان''' و'''جهاد الدفع'''؛ للدفاع عن أراضي الوطن من عدو خارجي أو الدفاع عن المسلمين.
 
تحدد '''أهداف الجهاد''' إلى هدفين لا ثالث لهما وتنحصر جميع أنواعه فيهما تقريباً، وهما '''جهاد الدفع''' و'''جهاد الطلب'''؛ أي يكون الجهاد إما جهادٌ في سبيل الدفاع عن [[مسلم|المسلمين]] و[[الإسلام]] و[[القرآن]] أو جهادٌ بغاية نشر تعاليم الإسلام و[[الحدود في الشريعة الإسلامية|قوانينه]] على [[حياة|الحياة]] و[[مجتمع|المجتمع]] باعتباره دينٌ صالحٌ لكل الشعوب واللغات وباعتباره خلاص [[الأرض]] من كل الظلمات.
سطر 13:
'''الجهاد في اللغة''' : بذل الجهد والوسع والطاقة، من الجُهْد بمعنى الوُسع، أو من الجَهْد بمعنى المشقة وكلا المعنيين في الجهاد. و'''في الشرع''' أو في اصطلاح القرآن والسنة، يأتي بمعنى أعم وأشمل، يشمل الدين كله؛ وحينئذ تتسع مساحته فتشمل الحياة كلها بسائر مجالاتها ولهذا يسمى حينئذ: '''الجهاد الأكبر'''. وله معنى خاص هو القتال لإعلاء كلمة الله وهذا يشغل مساحة أصغر من الأولى ولهذا سُمِّىَ '''الجهاد الأصغر'''.<ref name="شفيق">[http://www.saaid.net/ahdath/68.htm ما هو الجهاد ?] بقلم حمدي شفيق. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305011851/http://www.saaid.net/ahdath/68.htm |date=05 مارس 2016}}</ref> وكما يقول الدكتور '''عبد العزيز القاري''' :{{اقتباس|فإن الجهاد بمعناه العام يشمل حياة الفرد والمجتمع كلها بجوانبها المختلفة الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصراع فيه يشمل أعداء كثيرين يشمل النفس وشهواتها والهوى ووساوس الشياطين؛ شياطين الجن والإنس، ووساوس هؤلاء الشياطين على نوعين نوع هدفه زرع الشبهات وآخر هدفه اتباع الشهوات؛ ومكافحة الأول بنشر العلم والعقيدة الصحيحة، ومقاومة الثانى بنشر الفضائل والأخلاق الحميدة وموعظة الناس لتقوية إيمانهم. وكل هذا وذاك من الجهاد الأكبر.}}
 
ولذلك فإن تسمية الأول بـ'''الجهاد الأكبر''' صحيح المعنى، تدل عليه نصوص الكتاب والسنة، وإن لم يصح الحديث الوارد فيه بخصوصه.<ref>انظر (الأسرار المرفوعة) للملا على القارى/الحديث رقم 480، 481 / طبعة دار الكتب العلمية ببيروت 1405 هـ. وانظر في معنى الجهاد : الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق - الجهاد ط دار المعارف المصرية.</ref> ففي حصر مفهوم '''الجهاد''' في القتال خطأ في فهم الكتاب والسنة، فإن الجهاد فيهما جاء بمعنى القتال، وجاء بمعنى أكبر من ذلك وأشمل: قال تعالى:{{قرآن مصور|الفرقان|52}} قال [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] رضى الله عنهما:{{اقتباس مضمن|'''وجاهدهم به''' أي القرآن.<ref>تفسير ابن كثير (3/337).</ref>}}
 
فالجهاد الكبير هنا ليس هو القتال، وإنما هو الدعوة والبيان بالحجة والبرهان، وأعظم حجة وبيان هو هذا القرآن، إنه حجة الله على خلقه، ومعه تفسيره وبيانه الذي هو السنة.
 
وقال تعالى:{{قرآن مصور|التوبة|73}} في هذه الآية ليس المراد بجهاد المنافقين القتال، لأن المنافقين يظهرون الإسلام ويتخذونه '''جُنَّة''' والنبي {{صلى الله عليه وسلم}} لم يقاتلهم بل عاملهم بظواهرهم، وحتى من انكشف كفره منهم ك[[عبد الله بن أبي ابن سلول|عبد الله بن أبى بن سلول]] لم يقتله سياسة منه حيث قال {{صلى الله عليه وسلم}} :{{اقتباس مضمن|لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه.<ref>تفسير ابن كثير (4/393).</ref>}} ولكن جهاد المنافقين يكون بالوسائل الأخرى، مثل كشف أسرارهم ودواخلهم وأهدافهم الخبيثة، وتحذير المجتمع منهم، كما جاء في [[القرآن]].
 
وقال تعالى:{{قرآن مصور|العنكبوت|69}} ولاشك أن المراد بالجهاد هنا مفهومه الشامل المتضمن نوعيه الأكبر والأصغر، نقل ابن كثير عن ابن أبي حاتم بإسناده عن ابن عباس، قال في تفسير هذه الآية:{{اقتباس مضمن|الذين يعملون بما يعلمون يهديهم الله لما لا يعلمون}} فتفسير الآية ('''الذين جاهدوا فينا''') أي جاهدوا في ذات الله أنفسهم وشهواتهم وأهواءهم وجاهدوا العراقيل والعوائق وجاهدوا الشياطين، وجاهدوا العدو من الكفار المحاربين، فالمقصود: الجهاد في معترك الحياة كلها، وفي حلبة الصراع الشامل.<ref name="شفيق"/>
 
وفي السنة النبوية بين [[نبي|النبي]] {{صلى الله عليه وسلم}} أنواع الجهاد بمفهومه الشامل فقال:{{اقتباس|ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته [[حواريون]] وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو [[مؤمن (توضيح)|مؤمن]]، ومن جاهدهم بلسانه فهو [[مؤمن (توضيح)|مؤمن]]، ومن جاهدهم بقلبه فهو [[مؤمن (توضيح)|مؤمن]]؛ وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.<ref>مسلم (في الإيمان / ص 70) - وقد عدد الإمام ابن القيم 14 مرتبة من مراتب الجهاد- انظر : زاد المعاد.</ref>}}
سطر 36:
=== فضل الجهاد ===
==== في القرآن الكريم ====
ومن الآيات التي وردت في الحث على الجهاد:{{صندوق أزرق|{{قرآن مصور|البقرة|190}}}}
 
عن [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] و[[عمر بن عبد العزيز]] و[[مجاهد بن جبر|مجاهد]] أن هذه الآية محكمة غير [[نسخ (إسلام)|منسوخة]]، أي أن حكمها باق ومستمر.<ref>تفسير التحرير والتنوير/ تأليف: شيخ الإسلام محمد الطاهر بن عاشور، [سورة البقرة: الآية 190].</ref>
سطر 49:
 
علل الإذن بأنه مدافعة في سبيل الله، وسيأتي تفصيله في الآية التالية، وعلل النهي بقوله: {إن الله لا يحب المعتدين} أي إن الإعتداء من السيئات المكروهة عند الله تعالى لذاتها، فكيف إذا كان في حال الإحرام، وفي أرض الحرم والشهر الحرام؟|}}
{{صندوق أزرق|{{قرآن مصور|التوبة|36}}}}
 
ويلاحظ هنا أن [[شهرالأشهر حرامالحرم|الأشهر الحُرُم]] هي شهور السنة القمرية اثنا عشر شهراً، ومن هذه الاثنى عشر شهراً أربعة أشهر حرم جمع حرام، وهي من الحرمة بمعنى التعظيم، يحرم فيها القتال، وهي: [[رجب]] و[[ذو القعدة]]، و[[ذو الحجة]] و[[المحرم (شهر)|المحرم]]. {فلا تظلموا فيهن أنفسَكم} أي فلا تظلِموا أنفسَكم في هذه الأشهر باستحلال القتال فيها، أو امتناعكم عنه إذا هاجمكم الأعداء. وقاتِلوا كل من يقاتلكم من المشركين جميعا، كما يقاتلونكم معادين لكم جميعاً، ولو كان ذلك في [[شهر حرام|الأشهر الحرم]].<ref>[[تفسير المنتخب]]/ تأليف: لجنة من علماء الأزهر، [سورة التوبة: الآية 36].</ref>
 
{{اقتباس عالم| [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] في تفسيره [[تفسير الطبري|جامع البيان]]|متن= وأما قوله: {وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة} فإنه يقول جلّ ثناؤه: وقاتلوا المشركين بالله أيها المؤمنون جميعاً غير مختلفين، مؤتلفين غير مفترقين، كما يقاتلكم المشركون جميعاً مجتمعين غير متفرقين.|}}
سطر 57:
 
من الحقائق التاريخية والدينية في الإسلام؛ أن النبي وأصحابه قضوا في مكة ثلاثة عشر عاما يواجهون الظلم، ويتحملون الأذى بل العذاب من كفار قريش، ورغم ذلك لم يقاتلوا الكفار ولم يشهروا سيوفهم في وجوههم. وكثيرا ما كانوا يذهبون إلى النبي يستأذنونه في مقاتلة أعدائهم، ولكن لم يأذن لهم بالقتال، وإن أذن لهم بمغادرة مكة والهجرة إلى دولة مسيحية وهي [[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]] وملكها [[نجاشي|النجاشي]]، وقد هاجر إليه المسلمون المستضعفون مرتين في العهد المكي واحتموا به، وحماهم بالفعل وأمنهم من ظلم الوثنيين. وظل الأمر كذلك إلى أن هاجر النبي والمسلمون إلى المدينة، وهناك وفي السنة الثانية بعد الهجرة إلى المدينة نزل القرآن بالإذن للمسلمين في قتال أعدائهم ومواجهتهم، وأول ما نزل من القرآن في الإذن بالقتال هو قول الله تعالى:<ref name="zanayan.org">{{استشهاد ويب|مسار = http://www.zanayan.org/arabic/articles.php?id=1390&eid=264|مؤلف= [[أحمد الطيب]]|عنوان= مفهوم الجهاد في الإسلام 2|ناشر= إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170308044923/http://www.zanayan.org/arabic/articles.php?id=1390&eid=264 | تاريخ أرشيف = 8 مارس 2017 }}</ref>
{{صندوق أزرق|{{قرآن مصور|الحج|39|إلى آية=40}}}}
 
وهاتان الآيتان واضحتان تمام الوضوح في أن مشروعية القتال في الإسلام مرتبطة بنصرة المظلومين ودفع الظلم عنهم، وتمكينهم من حقهم في حياة آمنة مثل غيرهم، وهو حق لا يستطيع عقل منصف أن يتنكر له أو يرتاب في مشروعيته في يوم من الأيام. ولو دققنا النظر في هاتين الآيتين فسوف نكتشف فيهما من عدل الإسلام وإنصافه واحترامه للآخرين ما يلي:<ref name="zanayan.org"/>
سطر 76:
ولمّا دخل بيت المقدس حان وقت الصلاة وهو في إحدى الكنائس، فقال لأسقفها: أريد الصلاة، فقال له: صلِّ موضعَك، فامتنع وصلّى على الدرجة التي على باب الكنيسة منفردًا، فلما قضى صلاته قال للأسقف: «لو صلَّيْت داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدي وقالوا: هنا صلَّى عمر».<ref>ذكره ابن خلدون في "تاريخه" (2/225، ط. دار إحياء التراث العربي).</ref> ونقل [[استشراق|المستشرقون]] هذه الحادثة بإعجاب كما صنع [[إميل درمنغم]] في كتابه «حياة محمد» فقال: «وفاض [[القرآن]] والحديث بالتوجيهات إلى التسامح، ولقد طبق الفاتحون المسلمون الأولون هذه التوجيهات بدقة، عندما دخل عمر القدس أصدر أمره للمسلمين أن لا يسببوا أي إزعاج للمسيحيين أو لكنائسهم، وعندما دعاه البطريق للصلاة في كنيسة القيامة امتنع، وعلل امتناعه بخشيته أن يتخذ المسلمون من صلاته في الكنيسة سابقة، فيغلبوا النصارى على الكنيسة»، ومثله فعل ب. سميث في كتابه: «محمد والمحمدية».<ref name="ReferenceA"/><ref>نقلاً عن التسامح والعدوانية، صالح الحصين، ص (120-121).</ref>
 
{{صندوق أزرق|{{قرآن مصور|النساء|75}}}}
{{صندوق أزرق|{{قرآن مصور|التوبة|13}}}}
{{صندوق أزرق|{{قرآن مصور|الشورى|39|40|41|42|إلى آية=43}}}}
{{صندوق أزرق|{{قرآن مصور|الأنفال|60|إلى آية=61}}}}
 
ومن الآيات التي تحث على الجهاد أيضاً:{{قرآن مصور|التوبة|111}} وفي هذه الآية ترغيب في الجهاد وقد قال [[ابن قيم الجوزية|ابن القيم]] فيها: {{اقتباس عالم|متن= فجعل الله سبحان ها هنا الجنة ثمنًا لنفوس المؤمنين وأموالهم. إذا بذلوها فيه استحقوا الثمن. وعقد معهم هذا العقد وأكده بأنواع من التأكيدات:
 
'''أولاً''' إخبارهم بصيغة الخبر بأداة إن.
سطر 126:
{{اقتباس حديث|سلمان الفارسي|متن = قال: سمعت رسول الله يقول: رباط يوم وليلة. خير من صيام شهر وقيامه. وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجرى عليه رزقه وأمن الفتان.| [[صحيح مسلم]] (1913) و[[أحمد بن شعيب النسائي|النسائي]] (39/6)|درجة= [[حديث صحيح]]}}
=== نشأة الجهاد ===
فرض الجهاد في السنة الثانية من [[الهجرة في الإسلام|الهجرة]] ونادى لنشر العدل والمساواة بين البشر في الحقوق والواجبات بين الغني والفقير الحاكم والمحكوم القوي والضعيف الشريف والوضيع العالم والجاهل الحبر والراهب العابد والزاهد تحت شعار واضح و[[حديث (توضيح)|حديث]]:{{اقتباس مضمن|يا أيها الناس إن ربكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم.<ref>الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 313,شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 361.</ref>}} فلا عنصرية بغيضة ولا طبقية مقيتة وعبر [[القرآن]] عن ذلك في [[سورة المائدة]]:{{قرآن مصور|المائدة|8}} أي يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله [[محمد]] كونوا قوامين بالحق، ابتغاء وجه الله، شهداء بالعدل، ولا يحملنكم بغض قوم على ألا تعدلوا، اعدِلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء، فذلك العدل أقرب لخشية الله، واحذروا أن تجوروا.
 
كما يفرض [[الإسلام]] على الأغنياء دفع جزء من أموالهم - [[زكاة|الزكاة]] على المسلمين أو [[جزية|الجزية]] على غير المسلمين - ليتم توزيعه على [[فقر|فقراء]] الناس وضعفائهم وحرم أكل أموال الناس بالباطل من النهب والسلب أو من [[ربا|الربا]] أو من الغش أو الخداع، وكل هذه التعاليم والمبادئ تتعارض تماماً مع مصالح بعض [[طاغية|الطغاة]] والجبابرة الذين استذلوا [[شعب|الناس]] واستعبدوهم، فأعلنوا عداوتهم لل[[الإسلام|إسلام]] و[[مسلم|المسلمين]] فكانت وصية للمسلمين من إعداد العدة لمواجهة تلك المخاطر فأمرهم الرب بذلك في [[سورة الأنفال]]:{{قرآن مصور|الأنفال|60}}
 
ولما كانت رسالة محمد للناس كافة فكان لزاماً عليه السعي لرفع هذا الظلم عن الناس كافة ومواجهة هؤلاء الطغاة في أي مكان ومهما كلف الثمن فكان فرض الجهاد على المسلمين لتحقيق مقاصد الدين السامية، ليوصل الإسلام لأهل البلد التي رفض حكامها على الدعوة إلى الإسلام في بلادهم وأعلنوا الحرب على الإسلام، فكان الجهاد على من حارب الإسلام، لا يهم أن يدخل الناس في دين الإسلام ولكن المهم أن ينعموا بالعدل والأمن تحت حكمه:{{قرآن مصور|التوبة|123}}
 
=== الهدف من الجهاد ===
غاية الجهاد هو أن يكون في سبيل الله لا في سبيل الهيمنة على الناس، ولا في سبيل إكراههم أن يخرجوا من أديانهم أو ثقافتهم أو حضارتهم، ولا في سبيل الإفساد في الأرض ابتغاء الحكم والسلطة أو أي شيء آخر، بل هو في سبيل الله كما قال الله تعالى: {{قرآن مصور|النساء|75}}، وسبيل الله هي التي وضحها الرسول فيما رواه [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] عن [[أبو موسى الأشعري|أبي موسى الأشعري]] قال: {{اقتباس مضمن|جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".}} وكلمة الله هي الإسلام والدعوة إليه، ونشر الحق والعدل، ودفع الظلم، ورد العدوان، قال الله تعالى: {{قرآن مصور|الحج|39|إلى آية=40}}، فهذه الآية صريحة في القتال لأجل دفع الظلم ولأجل أن لا تهدم دور العبادة التي أقامها صاحبوا كل دين حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، قال تعالى: {{قرآن مصور|البقرة|193}}، وغاية الجهاد أيضًا رد العدوان، قال تعالى: {{قرآن مصور|البقرة|190|191|إلى آية=192|لا تخريج=1}}، ويقول تعالى: {{قرآن مصور|البقرة|194|إلى آية=195}}، ويقول أيضا: {{قرآن مصور|التوبة|12|إلى آية=13}}.<ref name="dar-alifta.org">{{استشهاد ويب|مسار = http://www.dar-alifta.org/AR/ViewFatwa.aspx?ID=12788&LangID=1|عنوان= الغاية من الجهاد وحكمة مشروعيته|ناشر= دار الإفتاء المصرية|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191216132853/http://www.dar-alifta.org/AR/ViewFatwa.aspx?ID=12788&LangID=1|تاريخ أرشيف=2019-12-16}}</ref>
 
فالآيات التي مرت تحدد النقاط التالية:<ref>تفسير تيسير التفسير/ تأليف: [[إبراهيم القطان]]، [سورة البقرة: الآية 195].</ref>
سطر 171:
* '''إن جاء المنع مقروناً بإعلان حالة الحرب على المسلمين''' ومباشرة القتال معهم، فالحكم في مثل هذه المسألة: {{اقتباس مضمن|وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا}} ومع مثل هذه الحالة تطبق كل القواعد والأعراف، وكل الجزاءات والضوابط والآداب المتعلقة بحالة الحرب، وفق القاعدة القرآنية:
 
{{قرآن مصور|البقرة|194}}
* وإن وقف الأمر عند حالة '''المنع وعدم السماح للمسلمين بالاتصال بالناس بدون قتال''' أو اعتداء على المسلمين، فالحكم يكون باستخدام الحوار، والمجادلة معهم بالتي هي أحسن، مع الصبر والمصابرة، واستخدام كل الوسائل السلمية الممكنة مع الجهة الممانعة، حتى يفتح الله بينهم وبين المسلمين بالحق:
 
{{قرآن مصور|الشورى|15}} {{قرآن|العنكبوت|46}}
* '''وإن أتيح للمسلمين تبليغ دعوتهم والتعريف بدينهم''' فالحكم مع هذه الحالة هو السلم والمودة:
 
{{قرآن مصور|الممتحنة|8|إلى آية=9}}
 
=== أقسام الجهاد ===
سطر 196:
# '''وثانيا:''' لنصرة المظلوم.
أما الإرهاب فهو ما ترفضه وتمنعه الشريعة الإسلامية لأنه يروع المدنيين الأبرياء الآمنين دون أي ذنب، وبالطبع الإسلام يرفض كل أشكال الاعتداء على النفس الآمنة البريئة ويرى أن من يعتدي على نفس واحدة ويقتلها فكأنما قتل الناس جميعا. وقال أيضا: ان الأديان والحضارات تتعاون وتتحاور فيما بينها عند العقلاء، ولا تتصارع كما يقول الأغبياء، فالمسلمون لا يؤمنون مطلقاً بالنظرية الفاسدة التي لا تهدف إلا للخراب والتصادم والتدمير ونشر الشر، فالحوار بين الأديان والحضارات لا يأتي إلا بالخير والنفع للبشرية لأن التعايش والتحاور والتعارف بين الأمم من حكم الله، كما قال تعالى:
{{قرآن مصور|الحجرات|13}}
 
فالله لم يقل هنا يا أيها المؤمنون وإنما قال يا أيها الناس فالنداء هنا عام لكل البشر.<ref name="moheet.com"/><ref>{{استشهاد ويب|مسار = http://archive.aawsat.com/details.asp?section=4&article=181359&issueno=8992|مؤلف= الدكتور محمد سيد طنطاوي|عنوان= شيخ الأزهر: الفرق بين التطرف والجهاد كالفرق بين السماء والأرض|ناشر= صحيفة الشرق الأوسط| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20151117105603/http://archive.aawsat.com/details.asp?section=4&article=181359&issueno=8992 | تاريخ أرشيف = 17 نوفمبر 2015 }}</ref>
سطر 206:
 
فالقرآن ينص بوضوح على [[حرية الاعتقاد|حرية الدين والاعتقاد]]؛ كقوله تعالى:
{{قرآن مصور|البقرة|256}}
{{اقتباس عالم|الشيخ [[إبراهيم القطان]] [[قاضي القضاة|قاضي قضاة]] [[الأردن]] رداً على من قال أن الإسلام نُشر بالسيف|متن= وهذه الآية من أكبر الحجج التي تبيّن عظمة الإسلام، فهي نص صريح على ان مبدأه هو [[حرية الاعتقاد]]. وفي هذا المبدأ يتجلى تكريم الله للإنسان واحترام ارادته ومشاعره. لقد ترك أمره لنفسه فيما يختص في الاعتقاد. وحرية الاعتقاد هي أول [[حقوق الإنسان]]. ومع حرية الاعتقاد هذه تتمشى الدعوة للعقيدة. إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي ينادي بأن لا إكراه في الدين، والذي يبين لأصحابه قبل سواهم أنهم ممنوعون من إكراه غيرهم على اعتناقه.
 
سطر 215:
و
{{اقتباس عالم|الشيخ [[محمد متولي الشعراوي]] رداً على خصوم الإسلام الذين قالوا كذباً وافتراءً إن الإسلام انتشر بحد السيف|متن= من الذي قهر وأجبر أول حامل للسيف أن يحمل السيف؟! والمسلمون ضعاف ومغلوبون على أمرهم، لا يقدرون على أن يحموا أنفسهم، إنكم تقعون في المتناقضات عندما تقولون: إن الإسلام نُشِرَ بالسيف. ويتحدثون عن الجزية رفضاً لها، فنقول: وما هي الجزية التي يأخذها الإسلام من غير المسلمين كضريبة للدفاع عنهم؟ لقد كان المسلمون يأخذون الجزية من البلاد التي دخلها الفتح الإسلامي، أي أن هناك أناساً بقوا على دينهم. وما دام هناك أناس باقون على دينهم فهذا دليل على أن الإسلام لم يُكره أحداً. وقول الله: {لا إكراه في الدين} [البقرة: 256] علته أن الرشد واضح والغيّ واضح، وما دام الأمر واضحاً فلا يأتي الإكراه. لأن الإكراه يأتي في وقت اللبس، وليس هناك لبس، لذلك يقول الحق: {قد تبين الرشد من الغي} [البقرة: 256]. وما دام الرشد بائنا من الغيّ فلا إكراه.<ref>تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي، [سورة البقرة: الآية 256].</ref>|}}
{{قرآن مصور|هود|28}}
{{قرآن مصور|يونس|99|إلى آية=100}}
{{قرآن مصور|الكهف|29}}
{{قرآن مصور|الكافرون|1|2|3|4|5|إلى آية=6}}
{{قرآن مصور|ق|45|لا تخريج=1}}
{{قرآن مصور|الغاشية|21|22|23|24|25|إلى آية=26}}
{{قرآن مصور|الأنعام|104|105|106|إلى آية=107}}
 
=== آية السيف والنسخ في القرآن ===
سطر 246:
 
=== جهاد الشيطان ===
أما جهاد [[شيطان|الشيطان]] فمرتبتان إحداهما: '''جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات والشك في [[الإسلام|الإيمان]]'''. الثانية: '''جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات'''، فالجهاد الأول يكون بعده '''اليقين''' والثاني يكون بعده '''الصبر''' قال تعالى: {{قرآن مصور|السجدة|24}} فأخبر أن إمامة الدين إنما تنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة، واليقين يدفع الشكوك والشبهات.<ref name="المنجد"/>
 
=== جهاد الظالمين والمعتدين ===
سطر 318:
{{مواضيع الإسلام}}
{{منظرو الجهاد}}
{{إسلاموية}}{{الحركات الإسلاموية المسلحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا}}{{روحانية}}
{{إسلاموية}}
{{روحانية}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الفقه الإسلامي|الإسلام|علوم إسلامية|التاريخ الإسلامي|محمد|صحابة|السياسة|الأديان}}