العلاقات الإماراتية الصينية الأبعاد والتحديات, 2024
تأتي الزيارة الحالية لرئيس دولة الإمارات محمد بن زايد إلى جمهورية الصين الشعبية على هامش المنتدى ... more تأتي الزيارة الحالية لرئيس دولة الإمارات محمد بن زايد إلى جمهورية الصين الشعبية على هامش المنتدى الصيني – العربي، ثمار علاقة طويلة ممتدة ومتطورة بين الدولتين، فتعد العلاقات بين الدولتين واحدة من أكثر العلاقات الثنائية تطوراً في منطقة الشرق الأوسط، إذ تمتد جذورها إلى عدة عقود. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الإمارات والصين في عام 1984، شهدت العلاقات بين البلدين نمواً ملحوظاً، حيث أصبحت الإمارات أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للصين في منطقة الخليج العربي، وتعد الإمارات بوابة رئيسية للأسواق في الشرق الأوسط وأفريقيا، فيما تعتبر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وقوة تجارية وصناعية كبرى، مما يجعل من تعاونهما استجابة طبيعية للتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. يُعتبر الاقتصاد هو العمود الفقري للعلاقات الإماراتية - الصينية. فقد شهدت السنوات الأخيرة توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية التي تشمل مجالات متعددة مثل الطاقة، البنية التحتية، التكنولوجيا، والسياحة. تتمثل هذه الاتفاقيات في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث تلعب الإمارات دوراً محورياً في هذه المبادرة بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وإمكاناتها الاقتصادية. وتهدف الإمارات من توثيق علاقتها الاقتصادية والسياسية مع الصين تنفيذ رؤيتها واستراتيجيتها في تنويع الحلفاء بجوار تنويع الاقتصاد، لذا تحرص الإمارات على توثيق علاقتها مع الصين مستغلة صعودها الاقتصادي والتكنولوجي خلال السنوات الأخيرة. وبالرغم من عوامل تطوير العلاقات المتعددة بين الدولتين إلا أنها كذلك تواجه تحديات عديدة ربما أهمها الموقف الأمريكي من التواجد الصيني في منطقة الخليج وخاصة في الإمارات إحدى حليفاتها الكبرى، وكذلك التنافس الاقتصادي والتكنولوجي بين الصين والدول الغربية، وانعكاساته على سير المشاريع التنموية والاستثمارية المشتركة بين الإمارات والصين. إضافة إلى التحديات الناجمة عن الصراعات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها على استقرار وأمن المنطقة. تهدف هذه الورقة إلى استعراض المحددات والأبعاد الرئيسية لهذه العلاقة، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها.
منذ الخامس عشر من إبريل 2023 بدأت الاشتباكات المسلحة بين رفقاء الحرب والانقلاب، القوات المسلحة ال... more منذ الخامس عشر من إبريل 2023 بدأت الاشتباكات المسلحة بين رفقاء الحرب والانقلاب، القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) وكما كانت الإمارات العربية المتحدة حاضرة وبقوة في قيام " الحليفان" بانقلابهما على الرئيس السوداني السابق " عمر البشير" عشيّة العاشر من أبريل عام 2019، ظلت كذلك حاضرة وبقوة في مشهد نزاع الحلفاء، وللمفارقة هذا التحول تم خلال ثلاثة أعوام فقط. وفي الشهور القليلة الماضية تصاعدت حدة الاتهامات حول الدور الإماراتي، فتواجه الإمارات العربية المتحدة اتهامات مستمرة بتسليم أسلحة بشكل غير قانوني إلى قوات الدعم السريع، مما يطيل أمد الحرب، ويزيد من حجم المآسي التي يعاني منها الشعب السوداني. وبالرغم من وجود العديد من التقارير والوثائق التي تثبت دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، إلا أنها تنفي وتدعي أنها تقوم بمساعدة اللاجئين وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في السودان، كما أنها وفقاً لتقارير إعلامية تستغل قوتها المادية ونفوذها السياسي في تمرير مخططاتها بعيداً عن الضغوط الدولية. ويرى بعض الباحثين أن الإمارات تسعى من هذا التحول في مواقفها إلى تحقيق أهداف عدة أهمها توسيع مجال هيمنتها الإقليمية ونقل مواجهتها مع السعودية إلى ساحة جديدة وهي ساحة البحر الأحمر، فليس بخاف أن الإمارات تسعي إلى السيطرة على الموانئ وخاصة البحر الأحمر من خلال سعيها للسيطرة على الموانئ في مصر والسودان والصومال واليمن لتهيمن بشكل كامل على البحر الأحمر وذلك بهدف السيطرة على هذه البقعة الحيوية التي تتحكم في مرور نفط وتجارة العالم من الغرب للشرق والعكس. وتأتي الخطوات الأخيرة لبدء مرحلة متجددة من الصراع في السودان التي يبدو أنها لن تنتهي قريباً، فيبدو أن السودان مقبل على النموذج الليبي " الدولة الفاشلة المنقسمة" الذي وبالرغم من أن الإمارات لم تحقق أهدافها به بشكل كامل إلا أنها استطاعت أن تحقق أحد أهدافها وهو إيقاف التنمية خاصة في الموانئ التي ربما قد تنافس أبوظبي ودبي وربما هذا هو أحد الأهداف التي تسعي الإمارات من تدخلها لدعم حميدتي، فطبيعة الحال لاتريد الإمارات أن تقوم الدول الأخرى ببناء منظومة تنموية قد تعرض مصالحها الاقتصادية للخطر، بل وربما يتعدى أهدافها إلى الحرص على تفكيك بعض الدول وتقسيمها. وتتناول الورقة أبعاد الموقف الإماراتي في السودان وكذلك أهدافه وأهم المسارات المستقبلية التي قد تنتهجها دولة الإمارات.
AL-Rafidain Journal of Computer Sciences and Mathematics, 2020
Blood donation (BD) is one of the most significant contributions that a person can make towards t... more Blood donation (BD) is one of the most significant contributions that a person can make towards the society. The growing android technology has made the process of BD easier and hassle-free. The Nineveh blood bank is an android application made for such great and noble cause. The application connects the givers and the requesters of blood who live in the Nineveh province, Iraq. The blood requester can serach from a list of all donors who have the same blood group and directly contact them without any thirdparty involvement. The Nineveh Blood application creates giver's/requester's profile through the Google Firebase Real-time database. In which, a one WebSocket two-way channel can constantly send the data back-and-forth between the server and the clients, and store the data as a JavaScript Object Notation (JSON) file.
العلاقات الإماراتية الصينية الأبعاد والتحديات, 2024
تأتي الزيارة الحالية لرئيس دولة الإمارات محمد بن زايد إلى جمهورية الصين الشعبية على هامش المنتدى ... more تأتي الزيارة الحالية لرئيس دولة الإمارات محمد بن زايد إلى جمهورية الصين الشعبية على هامش المنتدى الصيني – العربي، ثمار علاقة طويلة ممتدة ومتطورة بين الدولتين، فتعد العلاقات بين الدولتين واحدة من أكثر العلاقات الثنائية تطوراً في منطقة الشرق الأوسط، إذ تمتد جذورها إلى عدة عقود. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الإمارات والصين في عام 1984، شهدت العلاقات بين البلدين نمواً ملحوظاً، حيث أصبحت الإمارات أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للصين في منطقة الخليج العربي، وتعد الإمارات بوابة رئيسية للأسواق في الشرق الأوسط وأفريقيا، فيما تعتبر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وقوة تجارية وصناعية كبرى، مما يجعل من تعاونهما استجابة طبيعية للتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. يُعتبر الاقتصاد هو العمود الفقري للعلاقات الإماراتية - الصينية. فقد شهدت السنوات الأخيرة توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية التي تشمل مجالات متعددة مثل الطاقة، البنية التحتية، التكنولوجيا، والسياحة. تتمثل هذه الاتفاقيات في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث تلعب الإمارات دوراً محورياً في هذه المبادرة بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وإمكاناتها الاقتصادية. وتهدف الإمارات من توثيق علاقتها الاقتصادية والسياسية مع الصين تنفيذ رؤيتها واستراتيجيتها في تنويع الحلفاء بجوار تنويع الاقتصاد، لذا تحرص الإمارات على توثيق علاقتها مع الصين مستغلة صعودها الاقتصادي والتكنولوجي خلال السنوات الأخيرة. وبالرغم من عوامل تطوير العلاقات المتعددة بين الدولتين إلا أنها كذلك تواجه تحديات عديدة ربما أهمها الموقف الأمريكي من التواجد الصيني في منطقة الخليج وخاصة في الإمارات إحدى حليفاتها الكبرى، وكذلك التنافس الاقتصادي والتكنولوجي بين الصين والدول الغربية، وانعكاساته على سير المشاريع التنموية والاستثمارية المشتركة بين الإمارات والصين. إضافة إلى التحديات الناجمة عن الصراعات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها على استقرار وأمن المنطقة. تهدف هذه الورقة إلى استعراض المحددات والأبعاد الرئيسية لهذه العلاقة، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها.
منذ الخامس عشر من إبريل 2023 بدأت الاشتباكات المسلحة بين رفقاء الحرب والانقلاب، القوات المسلحة ال... more منذ الخامس عشر من إبريل 2023 بدأت الاشتباكات المسلحة بين رفقاء الحرب والانقلاب، القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) وكما كانت الإمارات العربية المتحدة حاضرة وبقوة في قيام " الحليفان" بانقلابهما على الرئيس السوداني السابق " عمر البشير" عشيّة العاشر من أبريل عام 2019، ظلت كذلك حاضرة وبقوة في مشهد نزاع الحلفاء، وللمفارقة هذا التحول تم خلال ثلاثة أعوام فقط. وفي الشهور القليلة الماضية تصاعدت حدة الاتهامات حول الدور الإماراتي، فتواجه الإمارات العربية المتحدة اتهامات مستمرة بتسليم أسلحة بشكل غير قانوني إلى قوات الدعم السريع، مما يطيل أمد الحرب، ويزيد من حجم المآسي التي يعاني منها الشعب السوداني. وبالرغم من وجود العديد من التقارير والوثائق التي تثبت دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، إلا أنها تنفي وتدعي أنها تقوم بمساعدة اللاجئين وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في السودان، كما أنها وفقاً لتقارير إعلامية تستغل قوتها المادية ونفوذها السياسي في تمرير مخططاتها بعيداً عن الضغوط الدولية. ويرى بعض الباحثين أن الإمارات تسعى من هذا التحول في مواقفها إلى تحقيق أهداف عدة أهمها توسيع مجال هيمنتها الإقليمية ونقل مواجهتها مع السعودية إلى ساحة جديدة وهي ساحة البحر الأحمر، فليس بخاف أن الإمارات تسعي إلى السيطرة على الموانئ وخاصة البحر الأحمر من خلال سعيها للسيطرة على الموانئ في مصر والسودان والصومال واليمن لتهيمن بشكل كامل على البحر الأحمر وذلك بهدف السيطرة على هذه البقعة الحيوية التي تتحكم في مرور نفط وتجارة العالم من الغرب للشرق والعكس. وتأتي الخطوات الأخيرة لبدء مرحلة متجددة من الصراع في السودان التي يبدو أنها لن تنتهي قريباً، فيبدو أن السودان مقبل على النموذج الليبي " الدولة الفاشلة المنقسمة" الذي وبالرغم من أن الإمارات لم تحقق أهدافها به بشكل كامل إلا أنها استطاعت أن تحقق أحد أهدافها وهو إيقاف التنمية خاصة في الموانئ التي ربما قد تنافس أبوظبي ودبي وربما هذا هو أحد الأهداف التي تسعي الإمارات من تدخلها لدعم حميدتي، فطبيعة الحال لاتريد الإمارات أن تقوم الدول الأخرى ببناء منظومة تنموية قد تعرض مصالحها الاقتصادية للخطر، بل وربما يتعدى أهدافها إلى الحرص على تفكيك بعض الدول وتقسيمها. وتتناول الورقة أبعاد الموقف الإماراتي في السودان وكذلك أهدافه وأهم المسارات المستقبلية التي قد تنتهجها دولة الإمارات.
AL-Rafidain Journal of Computer Sciences and Mathematics, 2020
Blood donation (BD) is one of the most significant contributions that a person can make towards t... more Blood donation (BD) is one of the most significant contributions that a person can make towards the society. The growing android technology has made the process of BD easier and hassle-free. The Nineveh blood bank is an android application made for such great and noble cause. The application connects the givers and the requesters of blood who live in the Nineveh province, Iraq. The blood requester can serach from a list of all donors who have the same blood group and directly contact them without any thirdparty involvement. The Nineveh Blood application creates giver's/requester's profile through the Google Firebase Real-time database. In which, a one WebSocket two-way channel can constantly send the data back-and-forth between the server and the clients, and store the data as a JavaScript Object Notation (JSON) file.
Uploads
Papers by السعيد العبادي
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الإمارات والصين في عام 1984، شهدت العلاقات بين البلدين نمواً ملحوظاً، حيث أصبحت الإمارات أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للصين في منطقة الخليج العربي، وتعد الإمارات بوابة رئيسية للأسواق في الشرق الأوسط وأفريقيا، فيما تعتبر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وقوة تجارية وصناعية كبرى، مما يجعل من تعاونهما استجابة طبيعية للتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.
يُعتبر الاقتصاد هو العمود الفقري للعلاقات الإماراتية - الصينية. فقد شهدت السنوات الأخيرة توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية التي تشمل مجالات متعددة مثل الطاقة، البنية التحتية، التكنولوجيا، والسياحة. تتمثل هذه الاتفاقيات في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث تلعب الإمارات دوراً محورياً في هذه المبادرة بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وإمكاناتها الاقتصادية.
وتهدف الإمارات من توثيق علاقتها الاقتصادية والسياسية مع الصين تنفيذ رؤيتها واستراتيجيتها في تنويع الحلفاء بجوار تنويع الاقتصاد، لذا تحرص الإمارات على توثيق علاقتها مع الصين مستغلة صعودها الاقتصادي والتكنولوجي خلال السنوات الأخيرة.
وبالرغم من عوامل تطوير العلاقات المتعددة بين الدولتين إلا أنها كذلك تواجه تحديات عديدة ربما أهمها الموقف الأمريكي من التواجد الصيني في منطقة الخليج وخاصة في الإمارات إحدى حليفاتها الكبرى، وكذلك التنافس الاقتصادي والتكنولوجي بين الصين والدول الغربية، وانعكاساته على سير المشاريع التنموية والاستثمارية المشتركة بين الإمارات والصين. إضافة إلى التحديات الناجمة عن الصراعات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها على استقرار وأمن المنطقة.
تهدف هذه الورقة إلى استعراض المحددات والأبعاد الرئيسية لهذه العلاقة، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها.
وفي الشهور القليلة الماضية تصاعدت حدة الاتهامات حول الدور الإماراتي، فتواجه الإمارات العربية المتحدة اتهامات مستمرة بتسليم أسلحة بشكل غير قانوني إلى قوات الدعم السريع، مما يطيل أمد الحرب، ويزيد من حجم المآسي التي يعاني منها الشعب السوداني.
وبالرغم من وجود العديد من التقارير والوثائق التي تثبت دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، إلا أنها تنفي وتدعي أنها تقوم بمساعدة اللاجئين وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في السودان، كما أنها وفقاً لتقارير إعلامية تستغل قوتها المادية ونفوذها السياسي في تمرير مخططاتها بعيداً عن الضغوط الدولية.
ويرى بعض الباحثين أن الإمارات تسعى من هذا التحول في مواقفها إلى تحقيق أهداف عدة أهمها توسيع مجال هيمنتها الإقليمية ونقل مواجهتها مع السعودية إلى ساحة جديدة وهي ساحة البحر الأحمر، فليس بخاف أن الإمارات تسعي إلى السيطرة على الموانئ وخاصة البحر الأحمر من خلال سعيها للسيطرة على الموانئ في مصر والسودان والصومال واليمن لتهيمن بشكل كامل على البحر الأحمر وذلك بهدف السيطرة على هذه البقعة الحيوية التي تتحكم في مرور نفط وتجارة العالم من الغرب للشرق والعكس.
وتأتي الخطوات الأخيرة لبدء مرحلة متجددة من الصراع في السودان التي يبدو أنها لن تنتهي قريباً، فيبدو أن السودان مقبل على النموذج الليبي " الدولة الفاشلة المنقسمة" الذي وبالرغم من أن الإمارات لم تحقق أهدافها به بشكل كامل إلا أنها استطاعت أن تحقق أحد أهدافها وهو إيقاف التنمية خاصة في الموانئ التي ربما قد تنافس أبوظبي ودبي وربما هذا هو أحد الأهداف التي تسعي الإمارات من تدخلها لدعم حميدتي، فطبيعة الحال لاتريد الإمارات أن تقوم الدول الأخرى ببناء منظومة تنموية قد تعرض مصالحها الاقتصادية للخطر، بل وربما يتعدى أهدافها إلى الحرص على تفكيك بعض الدول وتقسيمها.
وتتناول الورقة أبعاد الموقف الإماراتي في السودان وكذلك أهدافه وأهم المسارات المستقبلية التي قد تنتهجها دولة الإمارات.
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الإمارات والصين في عام 1984، شهدت العلاقات بين البلدين نمواً ملحوظاً، حيث أصبحت الإمارات أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للصين في منطقة الخليج العربي، وتعد الإمارات بوابة رئيسية للأسواق في الشرق الأوسط وأفريقيا، فيما تعتبر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وقوة تجارية وصناعية كبرى، مما يجعل من تعاونهما استجابة طبيعية للتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.
يُعتبر الاقتصاد هو العمود الفقري للعلاقات الإماراتية - الصينية. فقد شهدت السنوات الأخيرة توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية التي تشمل مجالات متعددة مثل الطاقة، البنية التحتية، التكنولوجيا، والسياحة. تتمثل هذه الاتفاقيات في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث تلعب الإمارات دوراً محورياً في هذه المبادرة بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وإمكاناتها الاقتصادية.
وتهدف الإمارات من توثيق علاقتها الاقتصادية والسياسية مع الصين تنفيذ رؤيتها واستراتيجيتها في تنويع الحلفاء بجوار تنويع الاقتصاد، لذا تحرص الإمارات على توثيق علاقتها مع الصين مستغلة صعودها الاقتصادي والتكنولوجي خلال السنوات الأخيرة.
وبالرغم من عوامل تطوير العلاقات المتعددة بين الدولتين إلا أنها كذلك تواجه تحديات عديدة ربما أهمها الموقف الأمريكي من التواجد الصيني في منطقة الخليج وخاصة في الإمارات إحدى حليفاتها الكبرى، وكذلك التنافس الاقتصادي والتكنولوجي بين الصين والدول الغربية، وانعكاساته على سير المشاريع التنموية والاستثمارية المشتركة بين الإمارات والصين. إضافة إلى التحديات الناجمة عن الصراعات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها على استقرار وأمن المنطقة.
تهدف هذه الورقة إلى استعراض المحددات والأبعاد الرئيسية لهذه العلاقة، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها.
وفي الشهور القليلة الماضية تصاعدت حدة الاتهامات حول الدور الإماراتي، فتواجه الإمارات العربية المتحدة اتهامات مستمرة بتسليم أسلحة بشكل غير قانوني إلى قوات الدعم السريع، مما يطيل أمد الحرب، ويزيد من حجم المآسي التي يعاني منها الشعب السوداني.
وبالرغم من وجود العديد من التقارير والوثائق التي تثبت دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، إلا أنها تنفي وتدعي أنها تقوم بمساعدة اللاجئين وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في السودان، كما أنها وفقاً لتقارير إعلامية تستغل قوتها المادية ونفوذها السياسي في تمرير مخططاتها بعيداً عن الضغوط الدولية.
ويرى بعض الباحثين أن الإمارات تسعى من هذا التحول في مواقفها إلى تحقيق أهداف عدة أهمها توسيع مجال هيمنتها الإقليمية ونقل مواجهتها مع السعودية إلى ساحة جديدة وهي ساحة البحر الأحمر، فليس بخاف أن الإمارات تسعي إلى السيطرة على الموانئ وخاصة البحر الأحمر من خلال سعيها للسيطرة على الموانئ في مصر والسودان والصومال واليمن لتهيمن بشكل كامل على البحر الأحمر وذلك بهدف السيطرة على هذه البقعة الحيوية التي تتحكم في مرور نفط وتجارة العالم من الغرب للشرق والعكس.
وتأتي الخطوات الأخيرة لبدء مرحلة متجددة من الصراع في السودان التي يبدو أنها لن تنتهي قريباً، فيبدو أن السودان مقبل على النموذج الليبي " الدولة الفاشلة المنقسمة" الذي وبالرغم من أن الإمارات لم تحقق أهدافها به بشكل كامل إلا أنها استطاعت أن تحقق أحد أهدافها وهو إيقاف التنمية خاصة في الموانئ التي ربما قد تنافس أبوظبي ودبي وربما هذا هو أحد الأهداف التي تسعي الإمارات من تدخلها لدعم حميدتي، فطبيعة الحال لاتريد الإمارات أن تقوم الدول الأخرى ببناء منظومة تنموية قد تعرض مصالحها الاقتصادية للخطر، بل وربما يتعدى أهدافها إلى الحرص على تفكيك بعض الدول وتقسيمها.
وتتناول الورقة أبعاد الموقف الإماراتي في السودان وكذلك أهدافه وأهم المسارات المستقبلية التي قد تنتهجها دولة الإمارات.