Academia.eduAcademia.edu

Introduction to Islamic Theology & Law

Introduction to Islamic Theology & Law By: Ignaz Goldziher Muhammad & Islam (p.3) What is the psychological source of religion? Various answers have been suggested since religion first became the subject of an independent branch of knowledge. C. P. Tiele, the Dutch historian of religion, surveyed and scrutinized a number of them in one of his Gifford lectures at Edinburgh. Some propose man’s innate awareness of causality or his sense of dependency, others the awakening of a consciousness of the infinite or the renunciation of the world as the dominate state of mind that served as the seedbed of religion. ترجمة النص (ترجمة: محمَّد يوسف موسى وآخرين) مدخل إلى العقيدة والشريعة في الإسلام محمَّد (صلى الله عليه وسلم). ص 3: منذ أن أصبح الدين يُدرس على أنه موضوع علم مستقل، شرع الباحثون يتساءلون عن أصله من الوجهة النفسية، وتقدموا بإجابات مختلفة عن هذا السؤال. هذا هو العالم الهولندي تيله، أحد مشاهير مؤرخي الأديان، قد استعرض [ودقق النظر] في محاضرة له، ألقاها بإدنبرغ، سلسلة نموذجية من هذه الإجابات، ونقدها نقداً علمياً، وهذه الإجابات هي: إن أصل الدين هو حيناً الإدراك الفطري في الإنسان الخاص بالسببية [وانتهاء الأسباب إلى سبب أخير أو علة نهائية عليا]، وحيناً هو شعور الإنسان بتبعيته لقوة عليا؛ وحيناً حدس اللانهائي؛ وحيناً الزهد في العالم واطراحه، هذا الزهد الذي نرى فيه تأثيراً يسود المرء ويغلبه على أمره، كل من أولئك يمكن أن نتعرف فيه أصل الدين وجرثومته. نقد النص: قدم المستشرق غولدزيهر عدة مقترحات حول طبيعة الدين، والعوامل التي تدفع الناس إلى التدين، وهذه الأسباب وإن بدت في ظاهرها مقبولة إلا أن غرض المستشرق منها هو إثبات أن أصل ومنشأ الدين هو الأسباب التي ذكرها، وهذه نقطة الخلاف الجوهرية بين التفسير الديني لحاجة الإنسان الفطرية إلى التدين وبين التفسير الوضعي الذي يجعل حاجة الإنسان إلى التدين الآلة التي تنتج الدين وتطوره. والعبارة التي في آخر الفقرة تشير بوضوح إلى هذه الفكرة، وقوله: (إن أصل الدين هو حيناً الإدراك الفطري في الإنسان الخاص بالسببية) فيشير كذلك إلى هذه الفكرة، ولكن هذا الإدراك الفطري ـ ‏Innate Cognitive‮ ‬الذي‮ ‬وضعه‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮ ‬في‮ ‬النفس‮ ‬البشرية‮ (‬الفطرة‮ ‬ـ‮ ‬Instinct‮) ‬ليس‮ ‬أصل‮ ‬الدين،‮ ‬وإنما‮ ‬هو‮ ‬شعور‮ ‬ملازم‮ ‬للإنسان‮ ‬يدفعه‮ ‬للبحث‮ ‬عن‮ ‬حقيقة‮ ‬الأشياء‮ ‬وعلة‮ ‬الوجود،‮ ‬وهو‮ ‬البحث‮ ‬الذي‮ ‬ينتهي‮ ‬بالإيمان،‮ ‬أما‮ ‬أصل‮ ‬الدين‮ ‬معتقداً‮ ‬وشريعة‮ ‬فهو‮ ‬من‮ ‬وضع‮ ‬الخالق‮ ‬جل‮ ‬وعلا. وعبارته (شعور الإنسان بتبعيته لقوة عليا) كذلك عامل نفسي مهم يثير في الإنسان شعوراً بالضعف والحاجة، ولا يزول هذا الشعور اليائس إلا بالتوجه إلى الخالق طلباً للعون، وتهدأ النفس وتسري فيها الطمأنينة والسكينة بهذا التوجه العبادي، ومهما يكن أثر هذا العامل النفسي مهماً في دفع الإنسان للبحث عن الله (القادر على كل شيء) فإنه ليس العامل المنشئ للدين كما يطرحه مؤرخة الأديان تيله ولا هو أصل الدين. وأما عبارته (حدس اللانهائي ـ ‏Iinfinite Intuition‮) ‬فتحيل‮ ‬الدين‮ ‬إلى‮ ‬مقدرات‮ ‬شخصية‮ ‬فوق‮ ‬عادية‮ ‬تكسب‮ ‬أصحابها‮ ‬نوعاً‮ ‬من‮ ‬المعارف‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬ترقى‮ ‬إلى‮ ‬تشكيل‮ ‬برنامج‮ ‬ديني‮ ‬متكامل‮ ‬من‮ ‬حيث‮ ‬العقيدة‮ ‬والشريعة،‮ ‬وهي‮ ‬أشبه‮ ‬بالتجربة‮ ‬الصوفية‮ ‬الفردانية‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬التعبير‮ ‬عنها‮ ‬أو‮ ‬نقلها‮ ‬إلى‮ ‬الآخرين‮ ‬لا‮ ‬يعرفها‮ ‬إلا‮ ‬من‮ ‬ذاقها. وهذا ينطبق كذلك على عامل الزهد‏‭ ‮ ‬ـ‮ ‬Asceticism‮ ‬الذي‮ ‬اقترحه‮ ‬تيله‮ ‬بوصفه‮ ‬عاملاً‮ ‬منشئاً‮ ‬للدين،‮ ‬فالزهد‮ ‬طبيعة‮ ‬في‮ ‬الإنسان‮ ‬تدفعه‮ ‬في‮ ‬فترات‮ ‬من‮ ‬عمره،‮ ‬أو‮ ‬حالات‮ ‬معينة‮ ‬من‮ ‬حالات‮ ‬معيشته‮ ‬إلى‮ ‬الابتعاد‮ ‬عن‮ ‬متع‮ ‬الحياة‮ ‬ومباهجها،‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الانعزال‮ ‬السلبي‮ ‬ـ‮ ‬Passive Isolation‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يولد‮ ‬تصوراً‮ ‬كاملاً‮ ‬عن‮ ‬الدين‮ ‬عقيدة‮ ‬وشريعة،‮ ‬بل‮ ‬إن‮ ‬الباحث‮ ‬عن‮ ‬العزلة‮ ‬والزاهد‮ ‬في‮ ‬الدنيا‮ ‬يجد‮ ‬ضالته‮ ‬في‮ ‬العبادة. ولا يخفى علينا هنا أن مؤرخة الأديان يشير إلى الأديان البدائية ـ ‏Primitive Religions‮ ‬التي‮ ‬افترض‮ ‬وجودها‮ ‬مع‮ ‬المجتمعات‮ ‬البدائية‮ ‬الأولى،‮ ‬وكيف‮ ‬تطورت‮ ‬هذه‮ ‬الأديان‮ ‬من‮ ‬طور‮ ‬التصورات‮ ‬الإحيائية‮ ‬ـ‮ ‬Animism‮ ‬التي‮ ‬تعبد‮ ‬فيها‮ ‬بعض‮ ‬مظاهر‮ ‬الطبيعة‮ ‬من‮ ‬حجر‮ ‬أو‮ ‬شجر‮ ‬باعتقاد‮ ‬وجود‮ ‬أرواح‮ ‬فيها،‮ ‬وطور‮ ‬الأديان‮ ‬البدائية‮ ‬الطوطمية‮ ‬ـ‮ ‬Totemism،‮ ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬إلى‮ ‬الوثنية‮ ‬التي‮ ‬تعبد‮ ‬فيها‮ ‬مئات‮ ‬بل‮ ‬آلاف‮ ‬الآلهة‮ ‬ـ‮ ‬Idolatry/Paganism‮ ‬فالتعددية‮ ‬البسيطة‮ ‬ـ‮ ‬Polytheism‮ ‬كالتثنية‮ ‬ـ‮ ‬dualism‮ ‬والتثليث‮ ‬ـ‮ ‬Holy Trinity‮ ‬لتنتهي‮ ‬إلى‮ ‬التوحيد‭ ‮ ‬ـ‮ ‬Monotheism،‮ ‬ولكن‮ ‬يعكر‮ ‬صفو‮ ‬هذه‮ ‬الفرضية‮ ‬انتقال‮ ‬المجتمعات‮ ‬من‮ ‬طور‮ ‬متقدم‮ ‬في‮ ‬قائمة‮ ‬الأديان‮ ‬المفترضة‮ ‬إلى‮ ‬طور‮ ‬سابق‮ ‬بدائي‮ ‬في‮ ‬حالات‮ ‬كثيرة،‮ ‬كالعودة‮ ‬من‮ ‬التوحيد‮ ‬والانحدار‮ ‬إلى‮ ‬معتقدات‮ ‬وثنية‮ ‬تتوزع‮ ‬فيها‮ ‬مجموعات‮ ‬من‮ ‬الآلهة‮ ‬والإلهات‮ ‬قوى‮ ‬الطبيعة‮ ‬ومشاعر‮ ‬الإنسان‮ ‬من‮ ‬حب‮ ‬وكراهية‮ ‬وغضب،‮ ‬وهذا‮ ‬النكوص‮ ‬ملاحظ‮ ‬في‮ ‬القرن‮ ‬العشرين‮ ‬حيث‮ ‬انتشرت‮ ‬في‮ ‬الغرب‮ ‬وأمريكا‮ ‬طقوس‮ ‬الويكان‮ (‬Wiccan‮) ‬الوثنية،‮ ‬وانخرط‮ ‬فيها‮ ‬المثقفون‮ ‬والطلبة،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬أن‮ ‬فرضية‮ ‬مؤرخة‮ ‬الأديان‮ ‬تقترح‮ ‬تطوراً‮ ‬تصاعدياً‮ ‬لمعاني‮ ‬العبودية. وما يمكن تأكيده هنا هو ان العوامل التي افترضها مؤرخة الأديان تيله ووافقه عليها غولدزيهر حول نشأة الدين هي مجرد عوامل نفسية ملازمة للإنسان تدفعه إلى البحث عن الحقيقة وتوصله إلى طريق الإيمان، وادعاء أن هذه العوامل هي المنشئة للدين تبسيط كبير لقضية معقدة، خاصة وأن الأديان السماوية عموماً والإسلام خصوصاً اكتمل في فترة تاريخية وجيزة هي أقصر بكثير من الأجيال التي تفترضها المدرسة الوضعية حول نشأة الدين وتحوله إلى موروث تراكمي ـ ‏Cumulative‭ ‬Legacy.