What do you think?
Rate this book
212 pages, Paperback
First published January 1, 1846
إنني أدرك اليوم أن هناك حاجة إليّ. و أنني لا غنى عني. و إنه ليس من الخير أن يحاول الناس ازعاج انسان شريف دون ما داع لذلك. و أن يناكدوه في أمور سخيفة تافهة. فليعدوني فأرا ما داموا وجدوا بيني و بين الفأر شبها. أسلّم لهم بهذا. و لكن للفأر ضرورته أيضا. ان له نفعا في هذا العالم. و قد يُحرص على الفأر أحيانا و قد يعطى مكافآت .. أنا فأر من هذا النوع.ماكار دييفوشكين يعيش على هامش الحياة. و كذلك صديقته فرفارا اليكسييفنا. أول روايات دوستويفسكي بعد حياة شاقة حافلة بالانكسارات.
إنه لأمر عجيب أن يستطيع امرؤ أن يعيش في هذا العالم دون أن يخطر بباله أن هناك على مقربة منه كتابا يقص فيه قصة حياتنا كلها شاهد عيان! إن أمورا من حياتي كانت خافية عليّ غامضة في نفسي. فإذا هي تظهر لي شيئا بعد شيء منبثقة من ذاكرتي أثناء قراءة هذه القصة. و إذا أنا أراها من جديد. و إذا أنا أفهمها لأول مرة.كانا يتبادلان الرسائل بصورة شبه يومية. كهل عجوز لا أمل له في أي شيء حتى الحياة نفسها و فتاة يتيمة تعيش يوما بيوم. كانت الرسائل تهون عليهما الحياة. أحيانا كأنهما أب و ابنته و أحيانا أخرى كأنهما عاشقين لولا الشقاء لبثّ كل منهما للأخر اشواقه و لوعته.
كانوا جميعا أولئك التعساء يزعمون أن لي دماغا متحجرا. و كانوا يهزأون بي و يسخرون مني صراحة. حتى صرت أحتقر نفسي بنفسي. كانوا يؤكدون أنني غبي أبله. حتى صدقت أنني كذلك فعلا. فلما ظهرتِ لي. أضأت وجودي كله. و غمرت بالنور حياتي المظلمة القاتمة. صار كل شيء فيّ عندئذٍ مضيئا. قلبي و روحي. و أخذ كل شيء يشع. و فزت بالطمأنينة الداخلية حين أدركت بفضلكِ أنني لست أسوأ من غيري.كل عذابات النفس الشقية بالفقر و كل المشاعر الطيبة التي يختزنها المرء و يود لو أن له شريكا يبثه إياها تتجلى في تلك الرواية القصيرة من بدايات دوستويفسكي و تجعلنا نتساءل معه عن كيفية الخلاص من تلك الظروف المعقدة.
لماذا أنت شقية هذا الشقاء كله يا فارنكا؟ يا ملاكي الرقيق. أهذه السيدات خير منك؟ أية ميزة لهن عليك؟ أنت طيبة جميلة مثقفة. فلماذا يكون حظك هذا الحظ؟ لماذا تعيش النفوس الطيبة النبيلة في الشقاء و الهجران؟ بينما لا يحتاج غيرها حتى إلى البحث عن السعادة لأن السعادة هي التي تلقي بنفسها بين ذراعيه؟ أعرف يا ماتوشكا أن هذا التفكير شر. أعرف أن هذا التفكير حرام. فهو لبرالية و زندقة و إلحاد. و مع ذلك فإنني أتسائل صادقا باسم الحقيقة المقدسة نفسها: لماذا خلق نساء للسعادة. بقرار من القدر منذ كن في أرحام أمهاتهن. بينما نساء أخريات يرين النور في ملاجئ الأيتام؟
"Oh Makar this week I lost my job and I'm running out of cash and I'm feeling so sick that I just might die! Whatever shall I do!"
"Oh Varvara, you poor child. Let me, as a father figure, send you some flowers and linens even though I have no money and will probably get drunk this weekend and I am only half a man!"
"Oh Makar, stop sending me things you can't afford. You're so poor and you never come visit me and you have terrible taste in books and when I was a child I was once in love with a boy who died!"
"Oh Varvara, my taste in books isn't that bad. True, I can't write and I have no style and everything I write is so deliberate and forced that it's painful to read, except when I declare my love to you, in those instances where I'm passionate my writing improves slightly. Vavara you know that I like sending you things I can't afford but this week my horrible landlady needs money and I have none, and whatever shall I do! I am a broken man!"
"ليست مصاعب المال هي التي تقتلني، وإنما تقتلني هذه الإذلالات، وهذه الهمسات، وهذه الابتسامات وهذه السخريات."
It seemed as though he were impervious to the cruel elements as he ran from one side of the hearse to the other—the skirts of his old greatcoat flapping about him like a pair of wings. From every pocket of the garment protruded books, while in his hand he carried a specially large volume, which he hugged closely to his breast. The passers-by uncovered their heads and crossed themselves as the cortege passed, and some of them, having done so, remained staring in amazement at the poor old man. Every now and then a book would slip from one of his pockets and fall into the mud; whereupon somebody, stopping him, would direct his attention to his loss, and he would stop, pick up the book, and again set off in pursuit of the hearse. At the corner of the street he was joined by a ragged old woman; until at length the hearse turned a corner, and became hidden from my eyes.
" ما أشقى الحياة و ما أكثر أحزانها "