"هل تحب البوم؟" هل شاهدت مرة بومة في سيرك؟ إنها مخلوق يستعصي على التدجين، ويرفض التسول العاطفي ومنطق اللعبة الاستعراضية.. هل شاهدت بومة تحاول إضحاك أحد، أو جرّه إلى مداعبتها ككلب زينة يهزّ ذيله؟ هل شاهدت مرّة بومة مستقرة في قفص تغرد لذلها؟ هل عرض عليك أحد شيء بومة في سوبر ماركت المخلوقات الداجنة؟ البومة لا تُباع.. ولكنها تحلق إلى ما تحب ومن تحب. أفلا تحبها؟".
كلمات غادة السمان تلك تدعوك للتأمل، لمراجعة حساباتك فيما تحب وفيما لا تحب، ولتقيم ميزاناً لخطأ في حساباتك القديمة وفي مفاهيمك التي استعرتها من الموروث أو من الآخرين ثم احتلت جزءاً من قناعتك دون تفكير. ونصوص غادة السمان في كتابها هذا هي في ظاهرها دعوة لعقد علاقة ود مع البوم للرقص معه بد طول مجافاة، وهي في باطنها فلسفة لطيفة محببة تنفذ مع البوم إلى القلوب، وتستأثر بالفكر لكونها تشكل منحى أدبياً أرادته غادة السمان بعيداً، أو ربما موازياً لأعمالها الروائية خصوصاً والأدبية عموماً، نوع من الإبداع الأدبي الذي يصب في نهر العطاء الإنساني الذي يجري غزيراً عند مخزون الكاتبة الإبداعي.
English: Ghadah Samman. غادة أحمد السمان (مواليد 1942) كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية عريقة، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه. أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.
:الدراسة والاعمال
تخرجت من الجامعة السورية في دمشق عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي، حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت، عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي. ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965. ثم سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها. ورغم أن توجها الفكري اقرب إلى اللبرالية الغربية، إلا أنها ربما كانت حينها تبدي ميلا إلى التوجهات اليسارية السائدة آنذاك في بعض المدن العربية وقد زارت عدن في اليمن الجنوبي في عهدها الماركسي وافردت لعدن شيئا من كتاباتها. كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان وجيلها، يومها كتبت مقالها الشهير "أحمل عاري إلى لندن"، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" وأثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي وكتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد أدبية ستكتبها لاحقا. في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكرة وسلوكه. في أواخر عام 1974 أصدرت روايتها "بيروت 75" والتي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب الأهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية. مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهم الروائيين والرئيات العرب.
قرات لغادة السمان عدة مقالات من قبل تتحدث فيها عن حبها للبوم، وأنها لا تتشاءم منه أو تتفاءل بذلك الطائر "المظلوم" في ثقافتنا العربية، لكن لأول مرة أعرف أنها تحتفظ بعدة تماثيل للبوم في مكتبها، بل وحرصت على أن يكون شعار دار النشر الخاصة بها يتضمن صورة لبومة على العموم الكتاب عبارة عن نصوص تثرية وخواطر لا ترتبط بالبوم إلا قليلاً، وهي خواطر بعضها جيد وبعضها لم ألمس فيه عبقرية غادة السمان اللغوية وقدرتها الهائلة على تطويع اللغة إلا بقدر محدود اكثر ما أعجبني
حين حطت الذبابة على صورة "الرقم 1" الهائلة الضخامة في الساحة العامة ارتجف الحارس غضبا منها واطلق عليها النار وشنقوه قبل أن يشرح لهم حقيقة ما حدث
ربحت جائزة اليانصيب الاكبر في العالم وفوجئت بأن اسمها "ممحاة النسيان" ..
نصوص نثرية أقل من المعتاد، لكني خرجت منها بعدد من الاقتباسات المفضلة
صليت كي تبزغ الشمس وحين بزغت احرقتني رعيت سنبلة وحين كبرت اكلتها وسممتني هتفت باسم الحرية وحين اطلت عربات تحمل الويتها دهستني أنا بومة الخيبة غدر بي كل من احببته وظف نفسه ناطقا باسمي بعدما كممني وها انا في العراء بلا عزاء انشد طوال الليل احزاني وفوق ذلك يتشاءمون مني!
هل شاهدت مرة بومة في سيرك ؟ إنها مخلوق يستعصي على التدجين ويرفض التسول العاطفي ومنطق اللعبة الاستعراضية هل شاهدت بومة تحاول اضحاك أحد ؟ أو جره إلى مداعتبها ككلب زينة يهز ذيله ؟ هل شاهدت مرة بومة مستقرة في قفص تغرد لذلها ؟ هل عرض عليك ��حد شراء بومة من سوبر ماركت المخلوقات الداجنة البومة لا تباع لكنها تحلق إلى ما تحب ومن تحب أفلا تحبها ؟
- أغلب الظن أنها أصبحت تباع -
من الكتاب :
قرع الفراق بابي وحين فتحت له أعطاني وردة الحب الآتي!
-- ثمة مصاص دماء لطيف نتغزل به جميعاً وندين له بالولاء اسمه الحب اصيب بالهياج في طفولته واصيب بالجنون في مراهقته وبالفتور في كهولته اصيب بفقدان الذاكرة في شيخوخته لكنه ما زال يحكمنا ...
" غازلني الصفر وقال لي انه أهم من الارقام كلها . قلت له : أنت لا أحد بدون سواك . قال لي : أنا العاشق الأزلي .. لا أصلح لشئ بدون حبيبتي واذا فأنا الأهم والأعظم !! "
" أنا تفاحة نيوتن التي تمردت على قانون الجاذبية وأصرت على السقوط الى الأعلى "
"- بماذا تشعرين نحو الذين يتهجمون واللواتي يتهجمن عليك ؟ - أشعر بالامتنان ,فهن يؤكدن لي أنني ما زلت قادرة على اثارة الحسد والغيرة .. كل طعنة من الخلف في ظهري تؤكد لي أنني ما زلت أمشي في المقدمة! "
" في الغربة لست يا صديقي أكثر من مقعد في حديقة عامة . سيجلسون فوقك و يستريحون وينتشون ويشكرونك ثم يمضون . في الوطن أيضا لست يا صديقي أكثر من مقعد في حديقة خاصة بالسلطان يجلس فوقك وحده ويستريح وينتشي لكنه لا يشكرك ولا يمضي أبدا !! "
" ولدت قبل أن يولد الديناصور وشاهدت الممالك تشيَد وتنهار والقردة تتعلم ارتداء معاطف الكشمير والذئاب تتعلم الأكل بشوكة و سكين من ذهب وتدع نفسها جنسا بشريا "
وها انا انهي عملاً اخراً لـ غادة السمان و لا اجد فيه ما يبرر شهرتها حاولت جاهدة ان اركز مع كلماتها لكني فقدت الصبر بعد المنتصف و انهيته على عجل فلم اجد مبررا لاضاعة وقتي على هذا الكتاب و ما زال سؤالي قائماً :هل سبب تلك السمعة و الشهرة هو قلة النساء الاديبات في تلك الفترة ؟ اية اقتراحات لكتب افضل لغادة ؟
بصراحة اثارني عنوان الكتاب حيث لم يسبق لي ان قرأت كتابا عن البوم احب الطيور الى قلبي :) غادة السمان ابدعت بصراحة في هذا الكتاب حيت ارسلت احيانا رسائل وأحيانا تعليقات وأحيانا حوارات قصيرة جمعتها في هذا الكتاب ضم كلاما عن الحب والسياسة والارض والصداقة ايضا
لا تقل لي ذات يوم ليس ثمة ما يدعى ذات يوم ! فالبهاء الذي عشته معك ذات يوم يعادل عمراً مستقبلياً ضوئياً في كوكب آخر و يعادل الماضي الأزلي لكوكب الأرض بأكمله .. وأنت امتزاج الأزمنة فكيف أنسى ذكرياتي الآتية معك ! غادة وما أدراك ما غادة حروفها دوماً تعجزني وتتركني اتسائل وفي حيرة من أمري ، برأي غادة السمان ظُلمت ولم تأخذ المكان الحقيقي الذي تستحقه فعلياً بين خضم أسامي الأدباء الكبار .
لقد احببت البوم و قيل لي انة زمر للتشائم! و لكنني اراه جميل ذو عين واسعة جميلة. شدني عنوان هذا الكتاب ولم يخيب ضني في وصف جماليات البوم ! ولم اعرف ان غادة السمان تحب البوم لهذه الدرجة ولم اعرف قصة صور البوم التي تنشر مع كتبها !
صحيحٌ أن أحداً لم يرى بومة تقف على حاجز وتمتشق السلاح وتختطف الأبرياء وتذبحهم على الهوية، لكن الناس مازالوا يتشاءمون بالبومِ بدلاً من التشاؤم ببعض زعمائهم الذين قادوهم إلى الخراب! صحيح أن أحداً لم يرى بومة تحمل بندقية "ام16" وتقنص الناس من على السطوح ولا بومة تدلي ببيان وتدلي بعكسه وتنهي عن خلقه وتأتي مثله ولكن الأكثرية ما تزال تتشاءم من البوم بدلاً من التشاؤم من الطائفية وحُـب السيطرة وشهية الإفتراس و العنف والتدمير العبثي وإذا كان البوم رمزاً للخراب؛ فقد سرقنا اللقب منه بجدارة فخرية !!
*** هل شاهدة مرة بومة في سيرك ؟ أنها مخلوق يستعصى علي التدجين ويرفض التسول العاطفي ومنطق اللعبة الاستعراضية هل شاهدت بومة تحاول إضحاك احد أو جره إلي مداعبتها ككلب زينة يهز ذيله ؟ هل شاهدت مره بومة مستقرة في قفص تغرد لذلها ؟ هل عرض عليك احد شراء بومة من سوبر ماركت المخلوقات الداجنة البومة لا تباع . لكنها تحلق إلي ما تحب ومن تحب أفلا تحبها ؟ ***
حبك عيدي وعيناك قدري إلى أبدي ***
ثمة مصاص دماء لطيف نتغزل به جميعا وندين له بالولاء اسمه الحب، أصيب بالهياج في طفولته وأصيب بالجنون في مراهقته وبالفتور في كهولته، أصيب بفقدان الذاكرة في شيخوخته لكنه ما زال يحكمنا..! ***
قلت لي: الحب خط مستقيم هكذا، ورسمت خطا فوق البحر و لحظتها ولد الأفق! للظلام فضل على حبنا فلولاه لما عشقت ضوء حضورك في عتمتي ***
حين حطت الذبابة على صورة الرقم 1 الهائلة الضخامة في الساحة العامة، ارتجف الحارس غضبا من ها و أطلق عليها النار وشنقوه قبل أن يشرح لهم حقيقة ما حدث..! ***
حين أكون وحيدة في البيت اسمع اصواتا تخاطبني وأتحاور معها و صوتها يشبه كثيراً صوتي.. بل يخيل إلي أحياناً أن صوتها هو صوتي لكنني لست متأكدة من ذلك! لا لست مجنونة، فأنا أعرف كيف أغلق عليها الابب جيداً بالمفتاح حين أغادر بيتي!! ***
من أجلك تعلمت كيف أقود صاروخاً إلى القمر و كيف أتحدث بلغات الأرض كلها و أهتف حبك عيدي و رغباتك إرادتي! وحين اكتشفت أنني لم أكن أكثر من مضيفة أخرى في سيركك الكبير تعلمت من أجلك لغة الصمت كي لا أعاتبك و أقول بمرارة أنك خذلتني. ***
تسكعت في الغابة شاعدت ضفدعا، قبلت الضفدع فصار أميراً.. وحين فتح عينيه قال لي باحتقار: "من أنتِ أيتها الضفدعة؟" ***
سامحني يا بطل قصتي، حملتك سر حبي واسقطته عليه وأنت لا تريد الحب بل الحرية.. أثقلتك بأحزاني الشخصية وأنت بلا ذاكرة كورقة بيضاء حملتك قضاياي وأطلقتك في التظاهرة وجلست في مقعدي الوثير أمام التلفزيون أرقبك تحت رصاص جلاديك لا تقلق سأبعثك حياً في روايتي القادمة. ***
ما زلت أحبك رغم كل شيء.. ففي شواطئك تعلمت كيف أشرب ضوء القمر في صدفة بحرية. ***
إنني أحببت مرة رجلا خطوط يده تشبه خارطة وطني، وجهه يشبه عنترة بشاربي جدي ***
قلت له مرة ولم يصدقني: "احرص على صون القلوب من الأذى\ فرجوعها بعد التنافر يعسر، إن القلوب إذا تنافر ودها مثل الزجاج كسرها لا يجبر". ***
وها أنا أصطاد النسيان داخل غليون بعينين زرقاوين في المسافة بين البكاء و الكبرياء و ذكريات الياسمين. ***
سألت الشجرة: ما اسمكِ؟ قالت: اسمي لا يهم المهم انني عاشقة لبوم مهاجر، مضى مع الريح و نسي كل شيء عني. قلت لها: بوم على غصنك أيتها الشجرة خير من ذكرة عشرة في الريح! ***
لا تقل أنه ذنب الأفعى، قل: كان ذنبنا ذات صيف .. ذات حزن .. ذات تكارُه، ذات حب لم يعد يتطرق إليه الحب!! ***
أداعب بومتي فتروي لي أسرار عشاق الصيف وتقول لي سر الفصول الأربعة فاكتشف أنها خمسة والفصل السري يدعى: فصل الحب. ***
وفقط حين أنام أركب بساط الريح وتبدأ حياتي الحقيقية التي أنجو بها من كوابيس اليقظة ومن خيبتي بمن أحببت، وهذه السطور لا أخطها حقا بالحبر بل بدمعي الأزرق.! ***
علقك الحزن على صدري وساما وقال لي: طوبتك عاشقة فحلقي بمجد الحب واكتبيه. أيها القريب البعيد، إذا كان قلبي بحيرة بوسعك المشي فوق مائها دونما غرق إذا كان قلبي قنفذا ستصير أشواكه مخملاً و حريراً لخطاك إذا كان قلبي منارة ستشرق فيها شموس اذا مرت بها مراكبك وإذا كان قلبي بومة فستطير حتى القمر اذا قت لها أنك تحبها! ***
قال لي الحزن الذي علقك وساما على صدري : لقد ادخلتٍ الحبور على قلبي باناشيدك البومية وصدق العشاق ولو كذبو! ***
منذ اليوم الذي عرفتني فيه وأنت دوما في مكانين معاً في آن فأينما كنت أنت أيضا معي تقطنني! ***
قرأت قصيدتك التي تزعم فيها كاذباً أنك تحبني .. وفرحت حتى الثمالة! ألم أقل لك: صدق العشاق ولو كذبوا! ***
العين لافتة إعلانية عن أسرار القلب، ولذا أَحرص على ارتداء نظارتي السوداء حين ألتقيك! ***
لا تقل لي ذات يوم، ليس ثمة ما يدعى "ذات يوم" وإنه ثمة اليوم فقط .. فالبهاء الذي عشته معك "ذات يوم" يعادل عمرا مستبليا ضوئيا في كوكب آخر. ***
أشهد قبل ذلك كله أنني لولا حبك لتناثر جسدي حفنة من الرماد في ليل كوني بلا قاع ولانهاية ولاضوء آخر النفق لولا حبك لفقدت صبري وبوصلتي ومظلتي وتبويمي ***
امشي بحذر على أطراف ثوب حبنا مثل لص يحاذر ايقاظ أصحاب البيت، حين يستيقظ الحب ويصحو جيداُ يرتدي أجنحته ويطير هاربا كأي بوم متطير من لا وفاء البشر العشاق! ***
فالقمر؛ مرآة البوم! ***
قضيت عمري وأنا أهرب من لقائك، وحبيباتك يبكين أكاذيبك على كتفي، وكلما اقترب كوكبي من كوكبك تحاشيت الصدام و غادرت مداراتك، عطلت ألغامك، كنست النجوم التي تنثرها قصائدك فوق ثوبي، ظننت العمر قد مر بسلام بمنأى عن عواصفك المغناطيسية ظننتني نجوت من سحر أكاذيبك حتى مستني عصا لقائك وأدركت أن لا نجاة لي من بئرك، وافاقك وحرائقك وجنونك وعذوبة أناشيدك الكاذبة.. فلتكن مشيئتك أيها الشاعر جميل الكذب لتغمرني مياهك المشعة المظلمة الغامضة ألف سنة ضوئية لعلي أولد من جديد ولادة حقيقية داخل كذبة ناصعة اسمها حبك. ***
كل شاعر شهريار من نمط خاص، يقضي عمره وهو يكذب بصدق مفرط، لكنه يقص رأس الحبيبة لحطة تصدق أكاذيبه ***
تشبه خصناً أثرياً مهدماً تعبره الرياح من الجهات كلها، تزيده خراباً وهو مستسلم كلنه يباهي بمجده الغابر أشبه بئراً خرابه جزء منه، يضمر خريفه وصيفه.! ***
أنا تفاحة نيوتن التي تمردت على قانون الجاذبية، وأصرت على السقوط إلى أعلى !! ***
الحب لا يجعلنا روحا واحدة في جسدين الحب لا يجعلنا شخصا واحدا لا اريد أن تشبهني أو أشبهك ولا أن أتحد بك .. ولا أحب أن أكون صورتك في المرآة ولا ظلك ، ولا عصفور زينتك في قفص ذهبي أو افتراضي .. وحدة المسارين في الحب ضرب من المحال. أحب أن أظل مقيمة داخل جسدي كي أذهب إليك وأفرح بلقائك، وليظل حبنا غرفة لشخصين داخل ذاكرة نلتقي فيها في اجازة من اشباحنا و انهياراتنا وفيضاناتنا وهواجسنا غير المشتركة الحب لحظة جمالية عابرة مترعة بأجمل أكاذيبنا ولن نبني "تاج محل" جديداً لكل وهم عشناه فلا تقترب كثيراُ كي لا تصير بعيداً!! ***
لم تعد تخصني، تعبت من دور القاتل و القتيل و الشاهد أيضا، وأرفض أن يلعب المجرم دور القاضي الذي يحاكمني كل يوم..! ***
لا تطلبي الكثير من حبيبك الشاعر، فصخور الشاطئ لا تتذكر وجوه الغرقى كلهم ولا أجساد الين لفظهم البحر على أعتابها ولا ملامح السابحات العابرات و المقيمات صخور الشواطئ، لا تميز بين القتلى والمنتحرين و الشهداء فلا تكوني شهيدة حب شاعر بالنسبة لصخور الشاطئ هنالك الذين مضوا واللذين بقوا وهذا كل شيء!! ***
أحزاني تأكل أظافرها في العتمة مثل صبي خجول في ركن باحة مدرسة الأيتام اتستر على أحزاني، مثل سكير يتستر على رائحة أنفاسه في مأتم والده!! ***
غازلني الصفر وقال لي أنه أهم من الأرقام كلها قلت له: أنت لا أحد بدون سواك قال لي: أنا العاشق الأزلي .. لا أصلح لشيء بدون حبيبتي ولذا أنا الأهم والأعظم ***
ما من جريمة تعادل جرم أن تعيش بومة من دون أن تحيا حياتها!! ***
وحده البوم يعرف أن العبير هو أسلوب الوردة في التعبير عن وحشتها! ***
كم يشبه حبك الموت؛ يثقب قلبي ليخطف أنفاسي يثقب ذاكرتي ليمسح كل من فيها قبله! يحتويني بلا شريك وسرعان ما ينتقل إلى سرير محتضرة أخرى!! كم يشبه حبك الأطفال متغطرس ويبكي بلا مبرر و يضجر سريعاً! بعيداً عنه أطير .. بحثا عن صيف للنسيان في باريس.! ***
حبي الكبير اه كم عذبني تخليت لأجله عن أهلي ووطني .. حبي الكبير اسمه "الحـــرية" أما هديته لعشاقه الكثر مثلي فهي مقصلة الغربة!! ***
هل الأصداف دفاتر مذكرات الغرقى، ولذا ينبت اللؤلؤ في بعضها؟ ***
سأروي لك قصة حياتي باختصار شديد، خوفا عليك من الضجر لقد اقترفت أخطاء كثيرة في حياتي.. هي التي أنقذت حياتي!! ***
كنا نطالب بتحرير كامل تراب ارض الوطن فصرنا نطالب بتحرير ضفة.. كنا نتحدث عن وحدة من المحيط الي الخليج صارت العبارة نكتة دامعة.. وصرنا نحلم بتوحيد الالشرقية والغربية في بيروت قلبا لا مظهرا.. وكنا نتحدث عن اقتحام العالم وصرنا ننام ونصحو علي هاجس اقتحام بيت الجيران.. فيا حسرتنا علي ما سيكون وما كان!! ***
اينما حلقت ، أطير دوماً صوبك وقلبي بوصلة تشير اليك لا اريد ان اذكرك ، ولا استطيع نسيانك أن تحبني او لا تحبني تلك هي المسألة ***
كنت تريد تسيير حياتي بـ( الريموت كونترول ) كما تدير خاتمك في إصبعك, وكنت أبحث عن أفق شاسع يتسع لجموحي فكيف تهديني جدارا وقيدا ذهبيا و كمامة وأنا بومة الضوء و الحرية و الافق ***
غادة وما أدراك ما غادة وحروف غادة ! أشعرُ أحياناً ورغم شهرتها بأنّها ظُلِمت ولم تأخذ الحيّز الحقيقي الذي تستحقه على الساحة الأدبية
هنا نجد غادة بكل حالاتها وثقافاتها وهنالك معاني مبطنة وظاهرة في استخدامها للبوم كرمز _ حيث يجد القارئ بأنّ غادة استخدمت البوم كطائر وعشقها له على ماهيته الحقيقية وتغزلت به بكل حواسها وعاطفتها وكيف انها احتفظت بما يقارب ٤٠ بوم في منزل الزوجية بين منحوتات خشبية وكرستالية ومتماثيل محنطة وغيره�� وكان كلّما يأتيها بوم حقيقي ترفض وتطلب من المُهدي أن يعيده للغابة _ ثمّ نرى الجانب الباطن وهو استخدمها للبوم كرمز للسياسة والخراب الذي طال المنطقة سواء لبنان وغيرها من الدول العربية التي عانت ويلات الحروب . هنا غادة توظّف كالعادة كل ذكاءاتها وتجيد حروفها أدوراها على نحو مذهل في ارتداء وخلع الرداء الذي تريد حسب النص
وأجادت سبر أغوار الواقع وشتمه خاصة للحُكّام من خلال اقتناص صفة ملاصقة للبوم عند العرب وهي : التشاؤم بل وهزأت العديد من الشخصيات والصفات تحت رداء الإسقاط والإستعارة
وندّدت بتمسك العرب بالتشاؤمية المطلقة تجاه البوم على عكس ما هو حاصل عند الغرب والأجانب حيث هي رمز للتفاؤل غير فوائدها الجمة في الحفاظ على الحقول ومحاربة الجرذان وغيرها من آفات ومشكلات
هي اتخذت موقف محايد رغم اصرارها على أنّ البوم كان دوماً حليف مميز و وفي لها_ لم تتخذه رمز للتفاؤل_ فعلى سبيل المثال : البوم كان كل مرة منقذ لها بشكل أو بآخر؛ كحادثة حريق المنزل مثلاً وحادثة القصف والقذائف وغيرها
حتى وصل بها التفاؤل بهذا الطائر المشؤوم أنها كانت عازمة على وضع صورة بوم على غلاف كتاب : أعلنت عليك الحب وعندما اعترض الناشر قائلاً ستجلبين النحس للحب ولقرائك أجابته : الحب لا ينفصه النحس أما القراء فلا شأن لك بيني وبينهم
وبعدها طلّقت الناشر وافتتحت دار نشر خاصة بها وبإصداراتها. وكان شعار البوم مرافق لأغلب إصداراتها
عن الكتاب : _ خواطر منوعة تقع ضمن ١٧٦ صفحة _ نصوص وأفكار منوعة فلم تدع أمراً لم تنبشه ابتداءًا من الحب والحرب ، الصداقة والغدر ، الخيانة والبعد ودواليك _ اللغة جميلة جداً وأغلبها شاعري وحالم وتناسب كل أنواع القرّاء _ الأفكار مبتكرة وأغلبها لم يسبق ذكرها في كتب لمؤلفين آخرين وهذا ما تتميز به غادة دوماً ودون منافس البتّة _ الإستعارات هي إحدى الألاعيب الحرفية التي تجيدها غادة بإمتياز _ يخلو من الأخطاء الإملائية والنحوية _ لا تشعر بالملل مطلقاً أثناء القراءة بل تأتيك رغبة لإكماله دفعة واحدة
مجرد ملاحظة هامشية : بعد عدة قراءات لغادة وجدت بأنّها تميل للثقافة الغربية بشكل عام وفي المقابل هي عازفة عن الثقافة العربية بشكل عام أيضاً
ليست سلبية أو نقطة تُحسب ضدها وإنما : هذه هي غادة
ثمّ للأمانة رغم جودة الكتاب لكن لها إصدارات أكثر تأججاً وصخباً هنا لمست فيها بعض التشتّت أو أنا المتشتّتة لا أعلم !
لعلّ شهادتي مجروحة في شيء يختصّ بالبوم العزيز على قلبي، ذلك الرمز الذي كلما تقادم العمر تلبّسني أكثر فأكثر، وأحببت كلّ من يراه جميلًا. هي أول مقاربة لي مع غادة السمان، وعلى الرغم من كون الكتاب الصوتي ممتاز الصوت؛ إلا أن طبيعة النصوص الأدبية الداعية للتأمل تحول بين تلقٍ غير مشوب.
الكتاب عبارة عن نصوص متناثر تكوّن غادة السّمان في تجميعها، متعلقة بكلّ شيء يمسّها وهي الشاعرية كما قرأتها/سمعتها. أحببت كثيرًا إسقاط رمز البوم، أعجبت بالمقدمة، ولكنّ ظنّي خاب قليلًا لأني أؤمن بأن الأفكار الجميلة عندما لا تجوّد صياغتها ولا يعتنى بها بشكل جيد تنقلب عليها، ولعل هذه النظرة عائدة لعين الشعر.
حبي الغير طبيعي للبومة ذلك الكائن الساحر الملفت الغامض ..وتلك العيون الواسعه المحدقة دائما في اللاشئ هو من قادني الى قراءه هذا الكتاب المقدمة جذبتني اعجبتني جدا جدا جدا ..استمتعت بها لدرجه كبيره ..تحدثت بصوره مختلفة و ازالت تلك النظرة التشائمية الدائمة ونصرت وانصفت أكثر الطيور المظلومة بسبب خرافات ومعتقدات قديمة و واحده من الطف كوائن الوجود الا أن باقي الكتاب الحاوي على النصوص أو الرسائل وأن كان قد كتب بعضها على لسان البومه إلا أنه لم يعجبني منها سوى عبارات بسيطه ..
البوم يحب الحقيقة لذلك يحب الظهور في الظلام .. كل الأضواء مزيفة ..... وخانقة ..... أفكار غادة السمان رائعة دوما ... إلا أن اللغة والأسلوب به من الركاكة والضعف ما به .. لم أجد إلى الآن ما يبهرني بأدب غادة السمان ......
مجرد تبويم من بومة حزينة وحيدة متهمة بالنحس و هي براء منه. يضم حكما عميقة لكنها كالدر وسط الغثاء. ربما كانت تبرا حين صدورها أما الآن فطريقة الكتابة هذه نمطية و مسطحة حد الملل.... مجرد رأي
عشق لحظهای است زیبا و گذرا و سرشار از زیباترین دروغهای ما» ماهرگز تاج محلی جدید برای هر توهمی که در آن زیستهایم بنا نخواهیم کرد... پس ای یار زیاد نزدیک میا تا دور نشوی.» اشعار این مجموعه از زبان غاده السمان ناامید و تنها و خشمگین روایت میشود.
اول قراءه لغادة السمان. ابتدائاً بالمقدمه لنهاية الكتاب تُصرح غاده بحبها للبوم، طريقة تعبيرها جميله وشاعريه. جعلني هذا الكتاب ارغب بالمزيد مِنْ غادة السمان، ليست أخر قراءه الي بالتأكيد.
" ولدت البومة في غابة الأقنعة لم يستشرها أحد: اي اسم تحب ان تحمل الى اي حقل تريد أن تنتمي اي بحار تعشق واية رياح تهوى ولدت واكتشفت البومة انها جزء من قطيع لم تختره عليها واجبات نحوه لا تروق لها كالطاعة والقناعة وقبول الاكاذيب والمشاركة في المهرجانات ولدت البومة مفعول به لا فاعل و منذ ذلك اليوم وهي تعمل كي تتحول من مفعول به الي فاعل التيس الاسود الكبير يحاكمها ويقمعها ويضع على فمها الكمامات يتهمها بخيانة كذبة .. ويجرها من منصة الولادة الى منصة المقصلة ولكنها تعلمت كيف تتحول الى بومة متوحدة تتقن طياران الليل والحرية وتتحدى كذب قامعها تلك باختصار سيرتها الذاتية "
وهذه باختصار واحدة من ضمن عدة خواطر استوقفتني وحركت قلبي خواطر جميلة ورقيقة
ولدت البومة في غابة الأقنعة لم يستشرها أحد أي اسم تحب أن تحمل الى أي حقل تريد أن تنتمي أي بحار تعشق و أي رياح تهوى ولدت و اكتشفت البومة أنها جزء من قطيع لم تختره عليها واجبات نحوه لا تروق لها كالطاعة و القناعة و قبول الأكاذيب و المشاركة في المهرجانات ولدت البومة "مفعولا به" لا "فاعلا" و منذ ذلك اليوم و هي تعمل كي تتحول من مفعول به الى فاعل التيس الأسود الكبير يحاكمها و يقمعها و يضع على فمها الكمامات يتهمها بخيانة كذبة ... و يجرها من منصةالولادة الى منصة المقصلة و لكنها تعلمت كيف تتحول الى بومة متوحدة تتقن طيران الليل و الحرية و تتحدى كذب قامعها تلك باختصار سيرتها الذاتية !
كنت أنت ممتلئاً بعظمتك ديكاً يتوهم أن الشمس لن تشرق إذا لم ينشد كل فجر بصوت يظنه جميلاً كما تؤكد دجاجة القن وكنت أنا بومة ليس بوسعها الذهاب إلى صيدها وفضولها إلا ليلاً لكنها لا تعيرك بطيرانها بأفضل مما تفعل بومة تنشد طوال الليل لطلوع الفجر كي يذهب الأخرون إلى أرزاقهم مثلها رغم تشاؤمهم من أغانيها المليئة بالمحبة وشهوات الحرية الليلة ربما لذلك لم نرى ديكاً يراقص بوم ربما لذلك أفترقنا كان القن مملكتك ولم أكن أملك غير فضولي وحيرتي واشارات الإستفهام والتعجب كانت الدهشة مملكتي وافترقنا..
في الغربة لست يا صديقي أكثر من مقعد في حديقة عامة . سيجلسون فوقك و يستريحون وينتشون ويشكرونك ثم يمضون . في الوطن أيضا لست يا صديقي أكثر من مقعد في حديقة خاصة بالسلطان يجلس فوقك وحده ويستريح وينتشي لكنه لا يشكرك ولا يمضي أبدا !!
بماذا تشعرين نحو الذين يتهجمون واللواتي يتهجمن عليك ؟ أشعر بالامتنان ,فهن يؤكدن لي أنني ما زلت قادرة على اثارة الحسد والغيرة .. كل طعنة من الخلف في ظهري تؤكد لي أنني ما زلت أمشي في المقدمة!
ساعتان تقريباً هي المسافة الفاصلة ما بين بيروت والكويت، ساعنان كافيتان لأن ألتهم هذا الكتاب بشهية أنثى عاشقة للحرية، كافية لأن تتجسد لي غادة بقوامها الفارع فتراقص البوم على إحدى الغيمات، تلك الحروف المتمردة التي لا تجيد صياغتها سوى غادة السمان والتي بسحرها تهب القاريء جناحين، وفضاء شاسع لا حدود له ! كنت أحلّق مع حروفها كبومة هاربة من قيود الوقت.
انتي ازاي كده !!! لمستي قلبي و وجعتيني.. كتير اوي افتكرتك بتتكلمي عني الكلمات رائعه و مشاعرك عاليه جدا حبيت اليوم و اعتقد ان من النهارده هتفائل بيه :) حبيت كلمة ((انا البوم)) مع ان المفروض انها بتتقال كشتيمه حبيت وصف التعامل مع الرجل و حبه لغروره حبيت وصف الوطن و التمسك بيه و وصف السياسه و التلاعب بها
ففى الحب الكل غالب و مغلوب لا استطيع ان اصف مدى روعة كتابات غادة السمان غادة بالنسبالى ساحرة ليست من هذا الزمن مستمتعة جدا بطريقة نقشها للكلمات فى عمق القلب و الوصف الفريد للحالة بتفكرنى بسوزان عليوان ف بعض مواضع كتاباتها كتاب الرقص مع البوم هو الكتاب اللى اكيد هقراه اكتر من مرة لاحقا
كنت متحمسة جدا لقراءة كتاب بيد غادة السمان ولكن صدمتي كانت كبيرة في هذا الكتاب فقد كنت أعتقد أن لها أسلوب مختلف ولكني لم أقرأ لا أسلوب ولا طريقة تشجعك على الاستمرار بالقراءة