MAML - Volume 4 - Issue 1 - Pages 435-459
MAML - Volume 4 - Issue 1 - Pages 435-459
MAML - Volume 4 - Issue 1 - Pages 435-459
–
ﺘﻤﻬﻴﺩ:
ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺇﺤﺩﻯ ﻓﺭﻭﻉ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻀـﺭ ،ﺇﺫ
ﺘﻤﺜل ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ،ﻭﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻜﻴﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺠﻤـﻊ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﻫﻲ ﻤﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻴﻭﻤﻲ.
ﻭﺘﻤﺜل ﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،
ﻭﻗﺩ ﺒﺭﺯﺕ ﻜﺄﺤﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤـﺙ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل ﻋﻠـﻡ ﺍﻟـﻨﻔﺱ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻋﻠﻡ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﻲ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ
ﺍﻟﻤﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ،ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺘﻔﻬﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴـﺭ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﻗﺩ ﺤﻅﻲ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ﺒﺎﻫﺘﻤـﺎﻡ
ﺃﻜﺒﺭ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺎﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ) .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻠﻴﻔـﺔ ٢٠٠٠،
(١٦-١٥:
ﻭﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻭﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﻴﻥ ﺒﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ﻤﻜﻭﻨﺎﹰ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﹰ ﻓﻲ ﺴﻌﻲ
ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺘﺠﺎﻩ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺫﺍﺘﻪ ،ﻭﺘﻭﻜﻴﺩﻫﺎ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺸﻌﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﺫﺍﺘﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤـﺎ
ﻴﻨﺠﺯﻩ ،ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺃﻫﺩﺍﻑ ،ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﺴـﻠﻭﺏ ﺤﻴـﺎﺓ ﺃﻓـﻀل ،
ﻭﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺃﻋﻅﻡ ﻟﻭﺠﻭﺩﻩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ(Franken,Re ,1980: 19) .
ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻁﻤﻭﺡ .Aspirationﻭﺫﻟﻙ ﻗﺒـل ﺍﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ ﻤـﻭﺭﺍﻱ
Murrayﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ) .ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ (٣٤: ١٩٩١،
ﻭﻨﻅﺭﺍﹰ ﻟﻤﺎ ﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻗﺩ ﺃﺠﺭﻴﺕ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟـﺩﻭل
ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻜﻭﻨﺕ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟـﻨﻔﺱ ﻓـﻲ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل .ﻭﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻓﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﻴﺸﻴﻐﺎﻥ ﻗﺎﻤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ )١٩٥٦
( ١٩٦٢-ﺒﺒﺤﺙ ﺘﺒﻠﻭﺭ ﻋﻥ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺤﻭل ﺩﻴﻨﺎﻤﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻭﻋـﻥ ﺘﻁـﻭﺭ
ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺘﺩﺭﺱ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ،ﻭﻟﻘﻴﺕ ﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﹰ ﺒﺎﻟﻐﺎﹰ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺤﺘﻰ ﺼﺎﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻟﻠﻔﻜﺭ ﺍﻟـﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ) .ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻗﺸﻘﻭﺵ ﻭﻁﻠﻌﺕ ﻤﻨﺼﻭﺭ( ١٠٣: ١٩٧٩ ،
ﻴﺨﻠﻁ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺒﻴﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻭﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺩﺍﻓﻊ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋـﻥ
ﻤﺜﻴﺭ ﻴﺤﺭﻙ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺜﻴﺭ ﺩﺍﺨﻠﻴﺎﹰ ﺃﻭ ﺨﺎﺭﺠﻴﺎﹰ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻭﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ.
ﻭﻴﻌﺭﻑ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺒﺄﻨﻪ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺜﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﺒﻪ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ
ﺍﻟﻌﻀﻭﻱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ،ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻭﻙ ﺒﺎﺤﺙ ﻋﻥ ﻫﺩﻑ ،ﻭﺘﻨﺘﺞ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﻋﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﻤﺎ ،ﻭﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺘﻨﺸﻴﻁﻪ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻪ) .ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ
( ٣٦١ :١٩٩١ ،
ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺒﺄﻨﻪ ﺤﺎﻟﺔ ﻨﻔـﺴﻴﺔ ﺘـﺴﺘﺜﻴﺭ ﻨـﺸﺎﻁ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺘﻭﺠﻬﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻓﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻫـﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺠﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﺩﺍﻓﻪ) .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ(٧٣: ١٩٩٦ ،
ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻭﺃﻤﻴﻨﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻐﻴﺭ ﻨﺎﺸﺌﻪ ﻓﻲ ﻨـﺸﺎﻁ ﺍﻟﻜـﺎﺌﻥ ﺍﻟﺤـﻲ
ﺒﺎﻻﺴﺘﺜﺎﺭﺓ ﻭﺒﺎﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻬـﺩﻑ) .ﻤـﺼﻁﻔﻰ ﺤـﺴﻴﻥ ،ﺃﻤﻴﻨـﺔ
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ(٨: ١٩٩٨ ،
ﻭﻴﻨﻅﺭ ﻓﺭﺝ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻁﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻗﻭﺓ ﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻔـﺭﺩ
ﺘﺴﺘﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻨﺸﺎﻁ ﻤﻌﻴﻥ ﻹﺸﺒﺎﻉ ﺃﻭ ﺇﺭﻀﺎﺀ ﺭﻏﺒﺔ ﻤﺤـﺩﺩﻩ) .ﻓـﺭﺝ ﻋﺒـﺩ
ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻁﻪ(١١٣: ١٩٩٩ ،
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻴﺭﻯ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻫﻭ ﺤﺎﻟـﺔ ﺘـﻭﺘﺭ ﺃﻭ ﺍﺴـﺘﻌﺩﺍﺩ
ﺩﺍﺨﻠﻲ ،ﻴﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻨﺤﻭ ﻏﺎﻴﺔ ﺃﻭ ﻫﺩﻑ ﻤﻌﻴﻥ) .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺨﻠﻴﻔـﺔ،
(٨٤: ٢٠٠٠
ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﻌﺭﻓﻬﺎ ﺸﺎﺩﻴﺔ ﺃﺤﻤﺩ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ ﺒﺄﻨﻬﺎ :ﻋﻤﻠﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺎﺕ،
ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﻫﺩﻑ ﻭﺼﻴﺎﻨﺘﻪ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺇﻴﻘﺎﻓﻪ ﻓﻲ
ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻑ) .ﺸﺎﺩﻴﺔ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺘل ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ( ٢٠١: ٢٠٠٤ ،
ﻭﻴﺭﻯ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺒﺄﻨﻪ ﺤﺎﻟﺔ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺘﻭﺠﻬـﻪ
ﻤﻤﺎ ﺘﺠﻌﻠﻪ ﻤﻬﻴﺄً ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺘﺼﺭﻑ ﻤﺎ) .ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ(٢١٥: ٢٠١١ ،
ﻭﻗﺴﻡ ﻫﻴﻠﺠﺎﺭﺩ (١٩٥٨) Hilgardﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺇﻟﻰ -:
ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻔﺭﺩ.
ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﺫﺍﺕ :ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻠﻴﺠﺎﺭﺩ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﺭﻜﺯ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﻨﻴﻑ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺇﻟﻰ :
.١ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ.
.٢ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺸﻌﻭﺭﻴﺔ.
)ﺯﻴﻨﺏ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺸﻘﻴﺭ(١٥٢-١٥١: ٢٠٠١ ،
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺘﺼﻨﻴﻑ ﺁﺨﺭ ﻟﻠﺩﻭﺍﻓﻊ :
Primary Psychological ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻓﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺴﻴﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻭﻟﻴﺔ
Motivations
ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺜﺎﻨﻭﻴﺔ Secondary Psychological Motivations
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺴﻡ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ :
ﺃ -ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ /ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺴﻌﻲ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻌﻴﻥ
ﻟﺫﺍﺘﻪ .ﻭﻫﻲ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻓﺭﺩﻴﺔ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻟﻠﺸﺨﺹ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻴﻘﻑ
ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ﻭﺍﻹﺒﺩﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ،ﻭﺃﻫﻡ
ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ﻫﻲ:
-ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﻔﻀﻭل :ﻫﻭ ﺤﺏ ﺍﻻﺴﺘﻁﻼﻉ ﻭﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻜﺸﺎﻑ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ.
-ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ :ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﻔﻀﻭل ﻭﻴﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻓﻀل ﻨﻤﻭ ﻭﺍﺭﺘﻘﺎﺀ
ﻭﺍﺴﺘﻐﻼل ﻟﻘﺩﺭﺍﺘﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻴﻬﺎ.
-ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ :ﻫﻭ ﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﻗﺩﺭﺍﺘﻪ
ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺎﺭﺴﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻘﻕ ﺒﻬﺎ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﻋﻠﻰ
ﺃﻗﺭﺍﻨﻪ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﻤﺭﺘﺒﻁﺎﹰ ﺒﺎﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﻔﺸل.
ﺏ -ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ /ﻫﻲ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ
ﺒﺎﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻤﺜل ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ،ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ ﻭﺍﻟـﺴﻴﻁﺭﺓ ،ﺩﺍﻓـﻊ
ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﻋﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ.
)ﺯﻴﻨﺏ ﺸﻘﻴﺭ(١٥٨-١٥٦: ٢٠٠١ ،
ﺇﻥ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺩﺍﻓﻊ ﻤﺘﻌﻠﻡ ﻭﻤﻜﺘﺴﺏ ﻴﻨﻤﻭ ﻭﻴﺘﺒﻠﻭﺭ ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻨـﺸﺌﺔ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻭﺇﺭﻀﺎﺀ ﺍﻟـﺫﺍﺕ ،ﻭﺘﺨﻁـﻲ
ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺎﺩﻓﻪ ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻭ ﻫﺩﻑ ﺫﺍﺘﻲ ﻴﻨـﺸﻁ ﻭﻴﻭﺠـﻪ ﺍﻟـﺴﻠﻭﻙ،
ﻭﻴﻨﺸﺄ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻤﻥ ﺤﺎﺠﺎﺕ ﻤﺜل ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ،ﻭﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓـﻲ ﺘﺤﻘﻴـﻕ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺩﺍﻓﻌﺎﹰ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎﹰ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻨـﺼﺏ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻭﺃﻨﻪ ﺃﺤﺩ ﺩﻭﺍﻓـﻊ ﺍﻟﻨﻤـﻭ ) .ﻤـﺎﻫﺭ
ﻋﺎﺩل(٥١: ٢٠٠٨ ،
ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ -:
ﻭﻓﻲ ﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﻭﻤﻴﻠـﻪ
ﻹﻨﺠﺎﺯ ﻤﺎ ﻴﻌﻬﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﻭﻤﻬﺎﻡ ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺒﺄﺤﺴﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﻪ ﻭﺃﻋﻠـﻰ
ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻤﻤﻜﻨﺔ ،ﻭﺤﺘﻰ ﻴﺤﻭﺯ ﺭﻀﺎﺀ ﺭﺅﺴﺎﺌﻪ ﻭﻤﺨﺩﻭﻤﻴﻪ ﻓﺘﻨﻔﺘﺢ ﺃﻤﺎﻤﻪ ﺴﺒل ﺯﻴـﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺩﺨل ،ﻭﻴﺴﻬل ﺃﻤﺎﻤﻪ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺘﺭﻗﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﻴﻭﺠﺩ ﻟﺩﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ) .ﻓﺭﺝ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻁﻪ(٣٢٨-٣٢٧ : ١٩٩٣ ،
ﻓﻲ ﻤﻌﺠﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻴﻌﺭﻑ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺒﺄﻨﻪ .ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟـﺸﺨﺹ
ﺇﻟﻰ ﺒﻠﻭﻍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻨـﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ،ﻭﺨﺎﺼـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻨـﺎﻓﺱ ﻤـﻊ
ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ).ﺴﻌﺩ ﺍﻟﻔﻴﺸﺎﻭﻱ(٧ :١٩٩٦ ،
ﻜﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓـﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻴـﺩ
ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﻫﻭ ﻫﺩﻑ ﺫﺍﺘﻲ ﻴﻨﺸﻁ ﻭﻴﻭﺠﻪ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﻴﻌﺘﺒـﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨـﺎﺕ
ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﻟﻠﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻲ) .ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻤﻭﺴﻰ(٥: ١٩٨١ ،
ﻭﻴﻌﺭﻓﻪ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ ﻭﺍﻟﺘﻔـﻭﻕ
ﺃﻭ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﺩﺜﻪ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ) .ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ( ٢٦ :١٩٩١ ،
ﻭﻴﻌﺭﻓﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ﺒﺄﻨﻪ ﺘﻬﻴﺅ ﺜﺎﺒﺕ ﻨﺴﺒﻴﺎﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻴﺤـﺩﺩ
ﻤﺩﻯ ﺴﻌﻲ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﻤﺜﺎﺒﺭﺘﻪ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻭ ﺒﻠﻭﻍ ﻨﺠﺎﺡ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﻭﻉ ﻤـﻥ
ﺍﻹﺸﺒﺎﻉ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻤﺤﺩﺩ ﻟﻼﻤﺘﻴﺎﺯ) .ﻋﺒـﺩ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ(٣٧ :١٩٩٦ ،
ﻭﻋﺭﻑ "ﻤﻭﺭﺍﻱ" ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺭﻏﺒـﺔ ﺃﻭ ﻤﻴـل
ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻟﻠﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ،ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫـﺩﺓ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻬـﺎﻡ
ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺒﺸﻜل ﺠﻴﺩ ﻭﺒﺴﺭﻋﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ ﺫﻟﻙ) .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻠﻴﻔـﺔ٢٠٠٠ ،
( ٨٩:
ﻭﻴﻌﺭﻑ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ﺒﺄﻨـﻪ ﺍﺴـﺘﻌﺩﺍﺩ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﻟﺘﺤﻤـل
ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺜـﺎﺒﺭﺓ ﻟﻠﺘﻐﻠـﺏ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺘﻭﺍﺠﻬﻪ ،ﻭﺍﻟـﺸﻌﻭﺭ ﺒﺄﻫﻤﻴـﺔ ﺍﻟـﺯﻤﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﺨﻁـﻴﻁ
ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒل) .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺨﻠﻴﻔﺔ(٩٦ :٢٠٠٠ ،
ﻭﻗﺩ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎﹰ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨـﻪ ﻟـﻴﺱ
ﻤﺭﺍﺩﻓﺎﹰ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﺜل ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠـﻰ ﺩﺭﺠـﺎﺕ
ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺨﺘﺒﺎﺭ ،ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﺭﻤﻭﻗﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﺭﺘـﺏ
ﻤﺭﺘﻔﻊ ،ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﻟﻠﺘﺨﻁﻴﻁ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬـﻡ
ﻓﻴﻪ ﻫﻭ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻨﺤﻭ ﺍﻻﻨﺠﺎﺯ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻻﻨﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ) .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻓﺘﺤﻲ ﻋﻜﺎﺸـﺔ،
( ١٥٨-١٥٧ :٢٠٠١
ﻭﻴﺭﻯ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻤﻨﺴﻲ )ﺃﻥ ﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻫﻭ ﻜﻔـﺎﺡ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻬـﺎﻡ
ﻭﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀل ﻭﺠﻪ ﻤﻤﻜﻥ () .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻤﻨـﺴﻲ ﻭﺴـﻴﺩ ﺍﻟﻁـﻭﺍﺏ،
(١٣٢ :٢٠٠٢
ﻭﺘﺭﻯ ﺴﻌﺩﻩ ﺃﺤﻤﺩ .ﺇﻥ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ﻜﺄﻱ ﺩﺍﻓﻊ ﺁﺨﺭ ﻴﺘـﻀﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨـﺏ
ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﺸﺒﻜﺔ ﻤﺘﺩﺍﺨﻠﺔ ﻤﺘﺭﺍﺒﻁﺔ )ﺍﻟﻭﺼـﻭل ﻟﻠﻨﺠـﺎﺡ – ﻭﺍﻥ ﻴﻜـﻭﻥ
ﻨﺎﺠﺤﺎﹰ -ﺃﺩﺍﺀ ﻤﻤﺘﺎﺯ( ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ
ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ) .ﺴﻌﺩﻩ ﺃﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭﺸﻘﺔ(٢٣ :٢٠٠٧ ،
ﻭﻴﻌﺭﻑ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻟﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ﺒﺄﻨﻬـﺎ ﺭﻏﺒـﺔ ﺫﺍﺘﻴـﺔ ﺘﻭﺠـﻪ
ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻨﺤﻭ ﻫﺩﻑ ﻤﻌﻴﻥ ﺃﻻ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺩﺭﺠـﺎﺕ ﺍﻟﻨﺠـﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﻔـﻭﻕ
ﻭﺒﺫل ﻜل ﺍﻟﺠﻬﺩ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ
ﻭﺘﻜﻤﻥ ﻭﺭﺍﺌﻬﺎ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ) .ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ(٢١٧ : ٢٠١١ ،
ﻭﻴﻌﺭﻓﻪ ﺠﺒﺭ ﻤﺤﻤﺩ ) (٢٠١٣ﺒﺄﻨﻪ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺴﻌﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻨﺤﻭ ﺇﻨﺠـﺎﺯ
ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺒﻜﻔﺄﺓ ﻭﺴﺭﻋﺔ ﻭﺃﻗل ﺠﻬﺩ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺩﻓﻪ ﻭﺍﻟﺘﻔـﻭﻕ
ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺭﺍﻨﻪ ﻭﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺼل ﻟﻤﻜﺎﻨﺔ ﻤﺭﻤﻭﻗﺔ) .ﺠﺒـﺭ
ﻤﺤﻤﺩ ﺠﺒﺭ(٢٣٦: ٢٠١٣ ،
ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﻌﺭﻑ ﺇﻴﻤﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ) (٢٠١٣ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺒﺄﻨﻪ ﺭﻏﺒﺔ ﻤﻠﺤـﺔ
ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺘﺩﻓﻌﻪ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ ﻭﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﻤﻤﺎ ﻴـﺅﺩﻱ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻟﻠﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﺍﺕ ،ﻭﺍﻹﺼـﺭﺍﺭ ﻋﻠـﻰ ﺇﻨﻬـﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﻫﺎ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻭﺴﺭﻴﻌﺔ ﻜﻤﺎ ﺘﺘـﺄﺜﺭ ﺘﻠـﻙ ﺍﻟﺭﻏﺒـﺔ ﺒﺎﻟﻌﻭﺍﻤـل
ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻫﻤﺕ ﻓﻲ ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ) .ﺇﻴﻤﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻘـﺼﻭﺩ: ٢٠١٣ ،
(١٧٠
ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻴﻌﺭﻓﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺤﺴﻥ ) ( ٢٠١٤ﺒﺄﻨﻪ "ﺍﻟﺭﻏﺒـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻨﺠـﺎﺡ
ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﻔـﻭﻕ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﺘﺩﻓﻊ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺃﻫـﺩﺍﻑ ﻁﻤﻭﺤـﻪ ".
)ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺤﺴﻥ(٩٦: ٢٠١٤ ،
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻹﺠﺭﺍﺌﻲ ﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ :ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻴﺤـﺼل
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻴﺏ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﺠﺎﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺭﺍﺕ ﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﺩﺘـﻪ
ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.
ﻭﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻜل ﻤﻥ ﺠﻭﻨـﺴﻭﻥ ﻭ ﻤﺎﻜﻠﻴﻼﻨـﺩ
ﻭﺃﺘﻜﻨﺴﻭﻥ ﻓﺄﻨﻬﻡ ﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﻤﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ﻤﻌﺎﹰ ﻭﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﻭﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴـﺔ
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺍﺘﻔﻕ ﻤﻌﻬﻡ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺴﻌﺩﻩ ﺃﺤﻤـﺩ
ﺤﻴﺙ ﺘﺭﻯ ﺇﻥ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﺸﺒﻜﺔ ﻤﺘﺩﺍﺨﻠـﺔ
ﻭﻤﺘﺭﺍﺒﻁﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ،ﻭﺇﻥ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﺃﻀﺎﻓﺕ ﻤﺤﻜﺎﹰ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻜﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﻤﻨﺎﻓـﺴﺔ ﺍﻵﺨـﺭﻴﻥ
ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻓﺭﺝ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻁﻪ ﻭﺴﻌﺩ ﺍﻟﻔﻴﺸﺎﻭﻱ.
ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻨﺠﺯ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺒﻌﺽ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ،ﻭﻴﻨﺠﺯ ﺸـﻴﺌﺎﹰ ﺼـﻌﺒﺎﹰ ،ﻭﻴﻔﻬـﻡ
ﻭﻴﻌﺎﻟﺞ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺃﻥ ﻴﻔﻌل ﺫﻟﻙ ﺒﺴﺭﻋﺔ ،ﻭﺍﺴﺘﻐﻼل ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻨـﻪ ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ
ﻴﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻭﺍﺌﻕ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺘﻨﺎﻓﺱ ﻭﻴﺘﻔﻭﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨـﺭﻴﻥ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺒـﺫل ﻤﺠﻬـﻭﺩﺍﹰ
ﻤﺴﺘﻤﺭﺍﹰ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻤﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻌﻤل ﺒﻤﻔﺭﺩﻩ ﻨﺤﻭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫـﺩﻑ ﺒﻌﻴـﺩ،
ﻭﺃﻥ ﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﺯﻡ ﻭﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺯ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻌﻤل ﻜل ﺸﺊ ﻭﻴﻘـﻭﻡ ﺒـﻪ
ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺠﻴﺩﻩ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺠﺎﻫﺩ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺠﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌـﺏ ).1972: 31
(McClelland, D.c,
ﻭﻨﺤﺎﻭل ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺭﺽ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻨﺠﺯ ﺤﺴﺏ ﺁﺭﺍﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ :
ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻨﺠﺯ ﻴﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺒﺫل ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺠﺎﺩﺓ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﻜﺒﻴﺭ
ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻴـل ﺇﻟـﻰ ﺍﺤـﺘﻼل
ﻤﺭﺍﻜﺯ ﻤﺭﻤﻭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻴﺭﺘﻘﻭﻥ ﻓﻭﻕ ﺃﺼﻭﻟﻬﻡ ﺍﻷﺴـﺭﻴﺔ .ﻭﺃﻥ ﺩﺍﻓـﻊ
ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺎﹰ ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﻼل ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﻨﻤﻴﺘـﻪ ﺘﺠﺭﻴﺒﻴـﺎﹰ.
)ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻤﻭﺴﻰ( ٧ -٥: ١٩٨١ ،
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﺩﺍﻓﻊ ﻤﺭﺘﻔﻊ ﻤﻥ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺩﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﻗﺩﺭﺘـﻪ
ﻓﻲ ﺇﻨﺠﺎﺯﻩ ﻟﻠﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﻜﻠﺔ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺸﻌﻭﺭﻩ ﺒﺎﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘـﺩﺭﺓ
ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﻤﻊ ﺘﺭﺍﻜﻡ ﺨﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﺩﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺇﻴﺠـﺎﺒﻲ
ﻋﻥ ﺫﺍﺘﻪ ﻴﺭﻓﻊ ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻟﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ
ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﻜﻠﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻴﺯﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺸﻌﻭﺭﻩ ﺒﻀﻌﻑ ﻗﺩﺭﺘﻪ
ﻭﻨﻘﺹ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻜﻔﺎﺀﺘﻪ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺜﺭ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﹰ ﺴﻠﺒﻴﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﻟﺫﺍﺘﻪ
ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻨﺨﻔﺽ ﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻟﻬﺎ) .ﺃﻤﻴﻨﺔ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺸﻠﺒﻲ( ٤: ١٩٩٣ ،
ﺇﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ﻴﺨﺘﻠﻔـﻭﻥ ﻋـﻥ ﺍﻷﻓـﺭﺍﺩ ﺫﻭﻱ
ﺍﻟﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ﺒﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻟﻬﻡ ﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ ﻓـﻲ
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ،ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﺫﺍ ﺍﻟﺩﺍﻓﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌـﺔ
ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ﻟﺩﻴﻪ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺩﺍﺨﻠﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﻴـﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘـﻪ ﺩﺍﺌﻤـﺎﹰ ،ﻭﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﻫﺩﺍﻓﻪ ﺒﺤﺭﺹ ،ﻭﺃﻴﻀﺎﹰ
ﻴﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﻭﺍﻟﺘﺤﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﺒﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠـﺔ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺘﻤﻴﺯ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﻤﻨﺠـﺯ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺘﻤﻴﺯ ﻭﺘﺘﺴﻡ ﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﺠـﺯﻴﻥ ﺒﺎﻻﺴـﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻭﺘﺤﻤـل
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻨﻭﺍﺘﺞ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﺸﻁﺘﻬﻡ) .ﻨﺸﻭﺓ ﺤﺎﻓﻅ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴـﻑ،
( ٢٧: ٢٠٠٩
ﻭﻴﺭﻯ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ) (٢٠١١ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺼﻔﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺘﻤﻴﺯﻭﻥ ﺒﻬـﺎ
ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﺘﺤﺩﻴـﺩ
ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ،ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻬﺩﻑ ،ﻭ
ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ ﻤـﻊ ﺍﻟـﺫﺍﺕ ﻭﻤـﻊ ﺍﻵﺨـﺭﻴﻥ،
ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻹﺘﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺯ ،ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﻔﺭﻴﺩ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯ ،ﻭﺍﻻﺴـﺘﻐﺭﺍﻕ ﻓـﻲ ﻋﻤـل
ﻁﻭﻴل) .ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ(٢٢٧ :٢٠١١ ،
ﻭﻓﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻴﻡ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻨـﻪ ﻨﺠـﺎﺡ ﺃﻭ
ﻓﺸل) .ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻗﺸﻘﻭﺵ ﻭﻁﻠﻌﺕ ﻤﻨﺼﻭﺭ(٣٨ : ١٩٧٩ ،
ﻜﻤﺎ ﺘﻠﻌﺏ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺩﻭﺭﺍﹰ ﻤﻬﻤﺎﹰ ﻭﻤﺴﺘﻤﺭﺍﹰ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﻨﻭﺍﺤﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻲ
ﻭﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ .ﻭﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﻟﻜـل ﻓـﺭﺩ
ﻗﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩﺍﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻭﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﻓﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺨـﺭ ﻭﻴﺘﻭﻗـﻑ
ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻟﻘﺩﺭﺍﺘﻪ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﺩﺍﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌﻠﻪ ﻴﺴﻙ ﺴﻠﻭﻜﺎﹰ ﻤﻌﻴﻨـﺎﹰ.
)ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻋﻜﺎﺸﺔ(٢٣١: ٢٠٠١ ،
ﻜﻤﺎ ﺘﻠﻌﺏ ﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺩﻭﺭﺍﹰ ﻤﻬﻤﺎﹰ ﻭﺨﻁﻴﺭﺍﹰ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔـﺭﺩ
ﻭﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﻭﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻭﺍﺠﻬﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﻩ ﻤﺎﻜﻴﻠﻴﻼﻨﺩ،
ﺤﻴﻥ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻭ ﺤﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺸﺄ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﻼﻤﻴﺫ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻟـﻴﺱ
ﻓﻘﻁ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻭﺘﺤﺼﻴﻠﻪ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻲ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌـﻴﺵ
ﻓﻴﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﺩ) .ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ(٢٢٣: ٢٠١١ ،
ﺘﺄﺜﺭ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺒﺎﻻﻨﻔﻌﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻡ ﺇﺜﺎﺭﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻌﺯﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻴﻼﻗﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻷﺩﺍﺌﻪ ﺍﻟﺠﻴﺩ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻊ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺩﺍﻓـﻊ ﺍﻹﻨﺠـﺎﺯ
ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺔ ﺘﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﻤﺴﻠﻤﺔ ﺘﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻜل ﻤﺘﻜﺎﻤـل
ﻴﺅﺜﺭ ﻭﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻪ .ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻓﺄﻨﻨﺎ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺇﻨﺠﺎﺯ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ) .ﻤﺎﻫﺭ ﻋﺎﺩل(٥٢: ٢٠٠٨ ،
ﻭﻤﺩﺭﺴﻴﻬﻡ) .ﻓﺭﺝ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻁﻪ ،٨٩ :١٩٩٩ ،ﻤﺤﻤـﺩ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭ ﻭﺴـﻴﺩ
ﺍﻟﺒﻬﺎﺹ(٢٢٢: ٢٠٠٩ ،
ﺇﺫﺍ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻟﻺﻨﺠﺎﺯ ﺨﺎﺼﺔ ﻤـﻥ ﺤﻴـﺙ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ
ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻤﺭﺒﻴﻴﻥ ﻗﺩ ﺍﻋﺘﻘﺩﻭﺍ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻟﻬﻤﺎ ﻗـﺩﺭ
ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ،ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﺫﻜﺭ )ﻫﻜﺴﻠﻲ (huxleyﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻫـﻭ
ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻼﻤﻴﺫ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟـﺴﺅﺍل ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫﻫﻥ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﻜﻴﻑ ﻨﺩﻓﻊ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ؟
ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﺘﻌﻠﻡ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﻠﻡ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ﻭﺴـﻨﺤﺕ
ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻡ ﻭﻗﺩﻡ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻭﺍﻹﺭﺸـﺎﺩ
ﻻ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻟﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ ﻤﺎ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ،ﻓﺎﻟﺩﺍﻓﻊ ﺸﺭﻁ ﻀـﺭﻭﺭﻱ
ﻟﻜل ﻤﺘﻌﻠﻡ ،ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻗﻭﻴﺎﹰ ﺯﺍﺩﺕ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤـﺘﻌﻠﻡ ﺃﻱ ﻤﺜﺎﺒﺭﺘـﻪ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻪ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻟﻺﻨﺠـﺎﺯ ﻤـﺼﺩﺭ
ﻷﺤﺩﺍﺙ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻤـﺼﺩﺭ ﻻﺨـﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤـﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﻴﻐﻴﺭ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻁﺎﻟﺒﺎﹰ ﻓﺎﺸﻼﹰ ﻓﻴﺠﻌﻠﻪ ﻤﺘﻔﻭﻗﺎﹰ ،ﻭﻗﺩ ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻻﻓﺘﻘـﺎﺭ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺴﺒﺏ ﺭﺴﻭﺏ ﻁﺎﻟﺏ ﺫﻜﻲ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﻁﺎﻟﺏ ﺁﺨﺭ ﺃﻗل ﻤﻘﺩﺭﺓ ﺒﻜﺜﻴـﺭ ﻴـﺅﺩﻱ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻨﺠﺎﺡ1961: 78)، D.C، (McClelland.
ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
.١ﺇﺒﺘﺴﺎﻡ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺸﺘﺎﺕ ) : (٢٠٠٨ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ
ﺍﻟﻀﻐﻭﻁ ﻭﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻟﺩﻯ ﻁﻼﺏ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺩﻜﺘـﻭﺭﺍﻩ ،
ﻤﻌﻬﺩ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻁﻔﻭﻟﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻋﻴﻥ ﺸﻤﺱ .
.٢ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻗﺸﻭﺵ ﻭﻁﻠﻌﺕ ﻤﻨﺼﻭﺭ ):(١٩٧٩ﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻭﻗﻴﺎﺴﻬﺎ :ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ
ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺩﺍﻓﻌﻲ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ .
.٧ﺇﻴﻤﺎﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ) :(٢٠١١ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺩﻯ ﻁـﻼﺏ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠـﺔ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩﻴـﺔ ،ﺭﺴـﺎﻟﺔ
ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ .ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﻓﻴﺔ.
.١٥ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ) : (١٩٩٥ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻤـﻥ ﺤﻴـﺙ
ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺒﻌﺽ ﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ،ﻗﺴﻡ ﺍﻟـﺼﺤﺔ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺯﻗﺎﺯﻴﻕ ﻓﺭﻉ ﺒﻨﻬﺎ .
.١٦ﻤﺤﻤﺩ ﻨﺒﻴل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ) : (١٩٩٥ﻗﻠﻕ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﻜـل ﻤـﻥ ﺩﺍﻓﻌﻴـﺔ
ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻭﺍﻟﺠﻨﺱ ﻭﻨﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻟﺩﻯ ﻋﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻁﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﻋﻠـﻡ
ﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ ١٩٩٥ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ .
.١٧ﻨﺎﺩﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺸﺭﻨﻭﺒﻲ ) :(١٩٨٨ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﻟـﺩﻯ ﻁﻠﺒـﺔ
ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻟﺘﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺒﻌﺽ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺭﺴﺎﻟﺔ
ﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭﺓ ،ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻷﺯﻫﺭ .
.١٨ﻨﺒﻴل ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻔﺤل ) : (١٩٩٩ﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻔـﻭﻗﻴﻥ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻲ ﺒﺎﻟﺼﻑ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻱ ،ﻤﺠﻠﺔ
ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ) ١٩٩٩ (٤٩ﺍﻟﺴﻨﺔ ). (١٣