الغدار (قرية)
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. (ديسمبر 2018) |
الغدار | |
---|---|
تقسيم إداري | |
البلد | السودان |
دنقلا | |
تعديل مصدري - تعديل |
القدار هي إحدى قرى النوبة والتي تقع في دولة السودان في منطقة دنقلا العجوز . تـمثـل قرية القـدار الحالية جـزءاً من مدينة دنقلا العجـوز التاريخية التي كانت حاضرة مملكة النوبة السفلى التي إمتدت آنـذاك من الشلال الأول وحتى الشلال الرابع. وقـد كانت مملكة عظيمة إمتـد عمرها ستة قـرون متتالية.. وكان يطلق على سكانها (المقـرة) التي سميت عليها المملكة فيما بعـد بعـد اعتناقها للمسيحية حيث كان أهلها يعبدون الكواكـب قبل إع_تناقهـم المسيحية عـام 545 ميلاديــة. ويقال أن لقمان الحكيم الذي كان مع داود النبى عليه السلام هـو مـن أهـل دنقلا العجـوز، كما يقال أن سيدنا موسى عليه السلام أقـام فيهم قبل مبعثـه إلى فـرعـون مصر، وب(المقـرة) من حيث النسب ينتمون إلى ولـد حـام بن نـوح عليه السلام.. في سنة 21هـ بعـث عمرو بن العتاص وإلى مصر عبد الله بن سعـد بن أبي السرح في عشرين ألفاً مـن الجـنـد إلى النوبة فاستعصت عليه أسوار دنقلا العجوز وكان أهلها يجيدون رمى الرماح والسهام بحـذق واقـتـدار ومهـارة حتى سمـوا برمـاة الحـدق من شـدة تمرفسهم في رميها لذا عـقـد بن أبي السرح معهم إتفاقية سلمية سميت بإتفاقية (البقـت).. وقـد خلـف عبد الله بن أبي السرح عمرو بن العاص على ولاية مصر وعند ذلك نقض النوبة الصلح الذي جـرى بينه وبينهم وأرسلوا سراياهـم إلى صعيد مصر وعاثـوا بها خـراباً فحاصرهـم بن أبي السرح وهـو على إمارة مصر على عـهـد خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه سنة 31هـ وضرب مدينة دنقلا العجوز بالمنجنيـق وخسف بهم كنيستهم وعـاد وعـقـد معهم إتفاقية أخـرى كتبت على محراب الكنيسة التي حولت إلى مسجـد من ذلك التاريخ وفيها «إنكم معاشر النوبة آمنون آمنون بأمان الله وأمان رسول الله محمد النبي صلى الله عليه وسلم ألا نحاربكـم ولا ننصب لكم حرباً ولا نغزوكـم ما اقمتم على الشرائط التي ببيننا وبينكم على أن تدخلوا بلدنا مجتازين غير مقيمين فيه وندخـل بلدكـم مجتازين غير مقيمين فيه». و(البقـت) في لغـة النوبة (الدناقلة) تعنى القسمة العادلة للمنافع والمصالح وليس كما جاء بأقـوال وتفسير بعض المؤرخين الذين اعتقدوا خطأ أنها من أصل اللغة اللاتينية القديمة التي زعموا أنها تعنى (إتفاقية).. أما كلمة (القــدار) الحالية فهى أيضاً من أصل لغة الدناقلة (قــُــدْ آر) وتعنى حجـز الماء في أضيق حيـز ممكن وهـذا في الواقـع يشير إلى موقع (القـدار) الجغرافي وهي منطقة يضيق فيها مجـرى نهـر النيل عـند آثار دنقلا العجوز التاريخية لذلك صارت كلمة (قــُــدْ آر) مع الزمن (القـدار) وهي معلومة يجهلها حتى المؤرخـون المتخصصون في علم التاريخ ممن ليسوا من دنقلا العجوز ولا يفقهون في لغة الدناقلة لذا لـزم التـنـويـه والإشارة. لقـد عـرف أهـل دنقلا العجـوز منذ التاريخ القديم بأنهم أهـل عقيدة حيث إنتقلوا من عبادة الكواكب إلى المسيحية التي أسسوا لها دولة مرموقـة سميت دولة المقـرة المسيحية على مدى ستمائة عـام ومن ثم إنتقلوا سلماً إلى الإسلام فاصبحت مركـزاً ومنارة لحفظة القرآن الكريـم إذ ما زالت مقابر شيوخهـم التسعة بوالتسعيـن تقـوم عليها القباب المتراصة بمنطقة آثار دنقلا العجـوز الحالية وهـم شيوخ الدعـوة الإسلامية ومعلمو ومدرسو القرآن بإقليم دنقلا كافـة ويطلق عليهم (التسعـة والتسعـون هارون).. والهارون تعنى (الداعية) ويقال أن ذلك أخـذ عـن (هارون) أخى موسى عليه السلام الذي كان يـــد موسى عليه السلام اليمنى. إن أصل أهـل القـدار وهـم أحـفـاد حفظة القـرآن الكريم يعـود إلى عـوائـل ذات ديـن وعـقيـدة وهم مـــن (الزياداب) من جـدهـم (زيـادة) و(السواراب) وجـدهـم (سوار الذهـب) و(الحلالاب) وجـدهـم (حلالي) وهكـذا أبناؤهم وفروعهـم وأنسابهم الذين إنتشروا على ضفتى النيل بالقـدار والغابة وحمور وتنقسى والباجـا. وقـد ب كان جُــلُ الجيل الحالي منهم يقطن بجزيرة القـدار التي سميت (جزيرة الرحمن) تيمناً برحمة الله عليهم وما أنعـم عليهم من نعـم عـديـدة حيث عرفـت (جزيرة الرحمن) بخيراتها العـديـدة وزروعهـا وبساتينها الوارفــة قبل ما يربـو عـن مائتى عام، ومع تـقـادم الزمان عـاد هؤلاء وانتقلوا إلى منطقة القـدار الحالية التي أنشأ الحكـم التركي المصري بها حـوض لتى الـذي حُـفِـرَِ (حـفيـرُه) من بداية القـدار وحتى نهاية منطقة (ناوا) التي بها (أتـر النبى) أي (أثـر النبى) وهـو إشارة إلى النبى موسى عليه السلام الذي يقال أن سحـرة فرعـون الذين تجمعـوا لمقارعة موسى كانوا من هـذه المنطقة