مصر السفلى هي المنطقة الواقعة في أقصى شمال مصر، تتكون من دلتا النيل بين صعيد مصروالبحر الأبيض المتوسط، من العياط جنوب القاهرة الحديثة ودهشور. تاريخيا، انقسم نهر النيل إلى سبعة فروع للدلتا في مصر السفلى. قُسِّمت مصر السفلى إلى مقاطعات (نوم) وبدأت في التقدم كحضارة بعد عام 3600 قبل الميلاد. اليوم، تحتوي مصر السفلى على قناتين رئيسيتين تتدفقان عبر دلتا نهر النيل.[1][2]
في العصور القديمة، ذكر بلينيوس الأكبر في كتابه (التاريخ الطبيعي) في الجزء الخامس في القسم الحادي عشر أن نهر النيل عندما يصل إلى الدلتا فإنه ينقسم إلى سبعة فروع سماها (من الشرق إلى الغرب) كما يلي: بيلوزاك (الفرما)، طانيت (صان الحجر القبلية)، مينديز (تل الربع)، فاتنيتيك وسبينياتك (دلتا النيل)، بولبيتين (رشيد)، كانوبوس (كانوب). اما اليوم فهناك قناتان رئيسيتان يمر بهما النيل عبر دلتا النهر: واحدة في الغرب في رشيد والأخرى في الشرق في دمياط.
نظرًا لقربها من البحر الأبيض المتوسط، يعتبر المناخ في مصر السفلى أكثر اعتدالًا منه في صعيد مصر ( الجزء الجنوبي من البلاد). درجات الحرارة أقل وهطول الأمطار أكثر غزارة في مصر السفلى.
قُسِّمت مصر السفلى إلى عشرين مقاطعة كانت كل واحدة منها تسمى نوم (بالإنجليزية: Nomes). أولى هذه المقاطعات كانت اللشت. ونظرًا لأن مصر السفلى كانت في الغالب عبارة عن أرض قاحلة ومليئة بجميع أنواع الحياة النباتية مثل الأعشاب ووالنباتات، فقد خضعت هذه الأسماء لعدة تغييرات.
كانت مدينة ممفيس (تسمى اليوم منف) هي عاصمة مصر السفلى والإلهة وادجيت هي الإله الراعية للمدينة التي صورت بالنقوش الأثرية على أنها كوبرا. استخدم التاج الأحمر للدلالة على مصر السفلى واستخدم ورق البردي والنحلة كرموز. بعد توحيد الآلهة الراعية لكل من مصر السفلى ومصر العليا أصبح يعبر عن هذه الآله بالسيدتين وادجيتونخبيت (تم تصويرهما على شكل نسر)، لحماية كل المصريين القدماء.
بحلول عام 3600 قبل الميلاد تقريبًا، أسست مجتمعات العصر الحجري الحديث المصرية على طول نهر النيل ثقافتها على تربية المحاصيل وتدجين الحيوانات.[3] بعد 3600 قبل الميلاد بقليل بدأ المجتمع المصري في النمو والتقدم بسرعة نحو الحضارة الراقية.
ظهرت خلال هذه الفترة صناعة الفخار الجديد والمميز الذي كان له علاقة بالفخار في بلاد الشام الجنوبية. أصبح الاستخدام المكثف للنحاس شائعًا خلال هذا الوقت [4]، كما أصبحت عملية تجفيف الطوب بالشمس التي ظهرت أولاً في بلاد ما بين النهرين، ومبادئ البناء المعمارية - بما في ذلك استخدام الأقواس والجدران لأغراض جمالية معمارية شائعة خلال هذا الوقت.[4]
بالتزامن مع هذه التطورات الثقافية، حدثت عملية توحيد للمجتمعات والمدن الواقعة أعالي نهر النيل، أو صعيد مصر. في نفس الوقت خضعت مجتمعات دلتا النيل أو مصر السفلى لعملية توحيد.[4] كثيرا ما كانت تحدث الحروب بين صعيد مصر و مصر السفلى. هزم الملك نارمر أعدائه في الدلتا خلال فترة حكمه في صعيد مصر ودمج ممالك الصعيد ومصر السفلى تحت سيطرته.[4][5]