LiNGUA Vol. 10, No. 1, Juni 2015 • ISSN 1693-4725 • e-ISSN 2442-3823
DIRASAH AL-USLUB WA AL-USLUBIYAH FI NAQD AL-ARABY
Habibullah Ali Ibrahim Ali
Email: habeeb717@gmail.com
Faculty of Arabic Language Omdurman Islamic University Sudan
College of Education and Art Northern Borders University Saudi Arabia.
Abstract: In this study, we addressed method and style in Arabic criticism. By the
efforts of Arab critics of old and new issue, the subjects of study were as follows: First,
the stylistic origins. It means a stylistic in linguistic and rhetoric and literary criticism
and other related; Second, analysis of stylistic levels where we focus on stylistic study
premises for literary texts; Third, a study of the method in the old Arab criticism, in this
part of the study, we noted some efforts by Arab critics about stylistic and their
relevance studies in this stylistic aspect; Fourth, the stylistic of contemporary Arab
criticism. This aspect of the survey stood at some critics of contemporary Arab studies
in Stylistics, as stated what distinguishes each study than other studies. It is included as
an appendix in whale most important results achieved in this study.
Keywords: Uslub, Uslubiya, Naqd, Dirasah
مقدمة
نشأة األسلوبية :ـ
حاولنا يف هذه الدراسة التعرف على جهود النقاد
العرب يف دراسة األسلوب واألسلوبية قدمياً وحديثاً ،وذلك
ابلوقوف على الدراسات اليت اختذت من اجلانب األسلويب يف
العمل األديب مرتكزاً هلا ،حيث أحملنا إىل جهود عبدالقاهر يف
نظرية النظم اليت متت إىل األسلوبية بصلة وثيقة ،كما استعرضنا
بعض أعالم النقد العريب املعاصرين الذين كانت هلم جهود
مقدرة يف الدراسة األسلوبية لألدب وذلك ابلتنويه إىل اجتاهاهتم
املتباينة يف دراسة األسلوبية.
وقد اشتملت هذه الدراسة على املوضوعات التالية :
أوالً :نشأة األسلوبية.
اثنياً :مستوايت التحليل األسلويب.
اثلثاً :دراسة األسلوب واألسلوبية يف النقد العريب القدمي.
رابعاً :األسلوبية يف النقد العريب املعاصر.
وذيلنا هذه الدراسة خبامتة حوت أهم ما توصلنا إليه من نتائج.
لقد ارتبطت نشأة األسلوبية من الناحية التارخيية ارتباطاً
واضحاً بنشأة علوم اللغة احلديثة ،وذلك أن األسلوبية بوصفها
موضوعاً أكادميياً قد ولدت يف وقت والدة اللسانيات احلديثة،
واستمرت تستعمل بعض تقنياهتا(كامل ،ج،24 ،26
ص 221ـ : 264أكتوبر ،ديسمرب1997 ،م.).،
ومل يظهر مصطلح األسلوبية إال يف بداية القرن العشرين
مع ظهور الدراسات اللغوية احلديثة اليت قررت أن تتخذ من
األسلوب علماً يدرس لذاته ،أو يوظف يف خدمة التحليل
األديب ،أو التحليل النفسي ،أو االجتماعي ،تبعاً الجتاه هذه
املدرسة
أو
تلك(يوسف
ص.)www.swmas.net،61
،
ولعل أول من استعمل مصطلح األسلوبية هو نوفاليس
" ،"Novalisوكانت األسلوبية عنده ختتل مع
البالغة(املسدي1982،مص ،)9وقد تبعه يف هذا املفهوم
هيالنغ " "Hilangالذي يقول إن األسلوبية (عمل بالغي)
LiNGUA Vol. 10, No. 1, Juni 2015 • ISSN 1693-4725 • e-ISSN 2442-3823
(املسدي1982،مص ،))9مث انفصلت عنها ،والتحقت
مبيدان الدراسات اللسانية اليت يع ّد العامل السويسري دي
سوسري رائدها األول.
يرتكز حقل األسلوبية على (ثنائية ريفاتري) .وإن
اعتمدت كل هذه املدارس على رصيد لساين ،فإن األسلوبية
معها قد تبوأت منزلة املعرفة املختصة بذاهتا أصوالً
ومناهج(املسدي1982 ،م ،ص .)51
واألسلوبية مصطلح حيمل يف حناايه مسات املنهجية،
بوصفه منهجاً نقدايً يلتقي ابألسلوب من جانب وخيالفه من
عدة جوانب ،فاألسلوبية وإن كانت مرتبطة ابألسلوب ارتباط
املنسوب ابملنسوب إليه ،فإهنا ختالفه يف الكينونة والوظيفة ،فإذا
كان األسلوب ميثل طريقة الكاتب يف التعبري عن أفكاره ورؤاه،
فاألسلوبية متثل حبثاً علمياً لدراسة العناصر األسلوبية املستعملة
يف التعبري عن تلك األفكار والرؤى ،وبعبارة أكثر تكثيفاً نقول
إن األسلوب من مهام املبدع ،أما األسلوبية فهي من مهام
املتلقي الواعي (الناقد)؛ من هنا ابينت األسلوب يف وظيفتها
يعد
إزاء النص ،والتقت معه يف املوضوع؛ ألن األسلوب ُ
املوضوع الوحيد للدرس األسلويب ،بيد أن األسلوبية معنية
مبالحقة البىن اجلزئية الدالة على اإلبداع هنا وهناك ،وال تقف
من بنية النص اإلبداعي برمته (احلسناوي ،ص :39 -38د.
ت).
لقد حاول الدارسون رب األسلوبية بركب اللسانيات
علهم يكسبون تلك ما هلذه من صبغة علمية ،وتعددت
احملاوالت وتشعبت النظرايت إىل حد التعقيد مما يتجلى يف
املفاهيم املستنبطة واملصطلحات املستعملة ،ويف نزعة إىل
التجريد ال ختلو من مبالغة أحياانً ،والشك أن هذه احملاوالت
أثرت النظرية اللغوية وفتحت آفاقاً هامة للدراسات األدبية،
ولكن الدارس العريب ال ميكن له أن يستفيد منها إال إذا تفقه
يف هذا النوع اجلديد من علوم اللغة ،فعليه أن يتمثل أسسه،
وأن يتفهم نظرايته ،وأن ميسك بزمامها ،ويدرك صيغتها النسبية
حىت ال يتوهم أبنه فاز ابلقول الفصل ،وظفر ابملنهج الذي
الكمال يرجى بعده(املسدي1982،مص)9
يقول ميشال "أريفاي" "( :"Michel Arrioeإن
األسلوبية وصف للنص األديب حسب طرائق مشتقات من
اللسانيات) (املسدي1982،مص .)48ويقول (( دوالس
ريفاتري)) ( :إن األسلوبية تعرف أبهنا منهج لساين)
(املسدي1982،مص.)48
فاللسانيات هتب األسلوبية مثار حبثها من حيث هي
عمل ينجز على اآلاثر األدبية ،وال أينس الباحث من نفسه
قدرة يسيطر هبا على الظواهر اللغوية املختلفة حىت تتفتح أمامه
جماالت واسعة للتحليل ،فيصبح النص األديب جهازاً ينظمه
متاسك لغوي خاص ،ويف األثر األديب تتكشف اجملالت
الداللية اخلارجية ألن الكلمات وإن محلت بصمات أصحاهبا
فأصحاهبا حيملون بصمات حضارهتم ،وإن كان الكاتب
والوس الثقايف متالزمني ،فإن األسلوبية وعلم الداللة التارخيي
يعضد أحدمها اآلخر ،فاآلاثر الفنية تؤخذ أوالً يف استقالهلا
كعوامل مغلقة ،ولكنها تؤخذ بعد ذلك من وجهة التطور
التارخيي حيث يتداخل األخذ والعطاء بني أصناف النشاط
البشري ،وال شك أن التاريخ مفهوم ضمين وكل أثر متميز هو
أثر جليل ألنه جيسم حلظة اترخيية على حد ما هي جتسمه،
فإذا كانت لسانيات (( سوير)) قد أجنبت أسلوبية (( ابيل))
(املسدي1982،مص ،)48فإن هذه اللسانيات نفسها قد
ولدت البنيوية اليت احتكت ابلنقد األديب فأخصبا معاً ((
شعرية جاكبسون)) وإنشائية (( تودوروف)) وأسلوبية تكاملية
هي من مواصفات التفكري األلسين.وقد أحكم استغالهلا علمياً
سوسري ،وتتمثل يف تفكيك مفهوم الظاهرة األلسنية إىل
واقعني ،أو لنقل إىل ظاهرتني وجوديتني ،ظاهرة اللغة ،وظاهرة
العبارة ،وقد اعتمد كل األلسنيني بعد سوسري هذا الثنائي،
فحاولوا تركيزه يف التحليل ،وتدقيقه مبصطلحات تتلون بسمات
اجتاهاهتم األلسنية(املسدي1982،مص.)34
وحبسب هذه الفكرة فقد أفادت األسلوبية من علم
اللغة احلديث فكرتني مهمتني :
األوىل :التمييز بني اللغة والقول اليت قال هبا العامل
سوسري ،إذ ميز بينهما متيزاً دقيقاً ،فاللغة عنده نظام متعارف
عليه من الرموز اليت يتفاهم هبا الناس ،أما القول فهو صورة
46 | Dirasah al-Uslub Wa al-Uslubiyah Fi Naqd al-Araby
LiNGUA Vol. 10, No. 1, Juni 2015 • ISSN 1693-4725 • e-ISSN 2442-3823
اللغة املتحققة يف الواقع يف استعمال فرد معني يف حالة معينة،
وهذا االستعمال يطابق النظام العام للغة يف صفاته األساسية،
ولكنه خيتلف يف تفضيالته من فرد إىل آخر ،ومن حالة إىل
حالة ،فلكل فرد من املتعلمني طريقته اخلاصة ،وهذه الفكرة
قادت إىل نشوء علم األسلوبية ألهنا شخصت السمات اليت
تتخذها اللغة يف االستعمال ،وهي اليت تكون ما أمساه أهل
األدب األسلوب.
الثانية :إن االختالفات اللغوية ترجع يف الغالب إىل اختالف
املواقف ،فاللغة بوصفها نظاماً اجتماعياً أتخذ أشكاالً متعددة،
وهو ما جيعل لكل فئة من الناس طريقتها اخلاصة يف استعمال
اللغة ومن أبرز عوامل االختالف :
.1
.2
.3
.4
.5
اجلنس ،فكثري من الكلمات تشيع بني النساء وال
تشيع بني الرجال.
العمر ،فالشباب خيتلفون عن األطفال ،وكذا الشيخ
يف استعماهلم للغة.
املهنة ،فالطبيب يستعمل طريقة يف التحدث ختتلف
عن طريقة القاضي مثالً.
البيئة االجتماعية ،فالبادية ختتلف عن احلاضرة يف
أدائها اللغوي.
املناسبات االجتماعية واملواقف تتطلب يف بعض
األحيان أداءً لغوايً مناسباً هلا.
ميكن دراسة تكرار األصوات ،والدالالت املوحية اليت تنتج
عنه.
ب ـ املستوى الرتكييب :ويف هذا املستوى ميكن دراسة اجلملة
والفقرة والنص ،وما يتبع ذلك مثل االهتمام ب :
1ـ طول اجلملة وقصرها.
3ـ الفعل والفاعل.
واملوصوف.
5ـ اإلضافة.
7ـ التقدمي والتأخري.
9ـ التعريف والتنكري.
11ـ الرواب .
13ـ الزمن.
للمجهول.
2ـ املبتدأ واخلرب.
4ـ العالقة بني الصفة
6ـ الصلة.
8ـ العدد.
10ـ التذكري والتأنيث.
12ـ الصيغ الفعلية.
14ـ البناء للمعلوم والبناء
ج ـ املستوى الداليل :ويف هذا املستوى ميكن دراسة:
الكلمات املفاتيح.
الكلمة والسياق الذي تقع فيه وعالقتها االستبدالية
واملتجاورة.
االختيار.
املصاحبات اللغوية.
الصيغ االشتقاقية.
املورفيمات لعالمات التأنيث واجلمع والتعريف.
مستوايت التحليل األسلويب ( أبو العدوس2013،م ،ص
د ـ املستوى البالغي :يتضمن هذا املستوى دراسة:
ميكن القول إن األسلوبية قد أقامت حتليالهتا على
املستوايت اآلتية :
.1اإلنشاء الطليب وغري الطليب ،كدراسة أساليب االستفهام،
واألمر ،والنداء ،والقسم ،والدعاء والتعجب والنهي ...واملعاين
اليت خيرج إليها كل نوع.
50ـ : ) 51
أ ـ املستوى الصويت :يرتكز التحليل الصويت لألسلوب على :
1ـ الوقف.
3ـ النرب واملقطع.
2ـ الوزن.
4ـ التنغيم والقافية.
ففي هذا املستوى ميكن دراسة اإليقاع والعناصر اليت
تعمل على تشكيله ،واألثر اجلمايل الذي حيدثه ...كذلك
Habibullah Ali Ibrahim Ali | 47
.2االستعارة وفاعليتها ...
.3اجملاز العقلي واملرسل ...
.4البديع ودوره املوسيقى ...
ونستطيع يف هذا السياق أن نضع أيدينا على شكلني
من أشكال األسلوبية الوصفية يف تراثنا النقدي ،األول ما
LiNGUA Vol. 10, No. 1, Juni 2015 • ISSN 1693-4725 • e-ISSN 2442-3823
ميكننا أن نطلق عليه ((أسلوبية النم )) وهي اليت تدرس
األسلوب وفق مناذج منطية من االستخدام اللغوي ،وميثلها يف
تراثنا النقدي ما دار من نقود حول أسلوب الشعر احملدث
قياساً على أسلوب الشعر القدمي ،وميثل اآلمدي منوذجه األمثل
من خالل ما قدمه من ممارسة نقدية ألسلوب أيب متام على
وجه اخلصوص ،إذ نظر إليه يف ضوء أساليب الشعراء األوائل.
أما الشكل الثاين :فهو ما ميكننا أن نطلق عليه أسلوبية النوع،
وتبحث هذه األسلوبية يف نوعية الصياغة اللغوية وتفردها،
فتعىن بدراسة اخلصائص اللغوية اليت هبا يتحول اخلطاب عن
سياقه اإلخباري إىل وظيفته التأثريية واجلمالية (املسدي،
1982م ،)36 ،فيتم التعرف على النصوص من خالل متيز
أسلوهبا ،وطريقة أدائها اللغوي ،ويقدم عبد القاهر اجلرجاين
مناذج عديدة وانضجة هلذا الشكل من األسلوبية(عبابنة ،
2010م ص 307ـ .)308
إن األسلوب هو طريقة الكاتب اخلاصة يف التفكري
والشعور ،ويف نقل هذا التفكري وهذا الشعور يف صورة لغوية
خاصة ،ويكون األسلوب جيداً حبسب درجة جناحه يف نقل
ذلك إىل اآلخرين ،ويرتتب على ذلك أن تقليد الكتاب يف
أساليبهم ـ إذا أمكن ذلك ـ ال حيدث مطلقاً يف عمل إبداعي
ٍ
عندئذ شخصية أخرى ،وال ميكن
مبتكر؛ ألن املقلد إمنا يعرض
يف هذه احلالة أن يكون له أسلوبه اخلاص .فالكتاب ال
يتكررون ،وإمنا هم أفراد متميزون .وكذلك األسلوب ،خاصية
فردية متميزة.
وقد كان البحث يف طبيعة األسلوب مشكلة منذ عهد
أفالطون ،فاألسلوب من وجهة النظر األفالطونية صفة نوعية
خاصة ،إما قائمة ،وإما غري قائمة ،فهي ليست شيئاً يضاف
إىل الكتابة .كما أهنا ليست جمرد شكل توضع فيه الكتابة،
ولكنها صفة ـ إن وجدت ـ تتمثل فيما هو مكتوب.
وخالصة هذه القضية أن األسلوب ينظر إليه من وجهة
نظر على أنه خاصة فكرية ،ومن وجهة نظر أخرى على أنه
خاصة تعبريية.
وحني ينظر إىل األسلوب على أنه خاصة فكرية يكون
التعبري اللغوي ليس شيئاً سوى حتقيق للفكرة يف الصورة احلسية
املناسبة .فاألفكار وحدها أساس األسلوب حبسب رأي بوفون
وأفالطون من قبل .وحني ينظر إىل األسلوب على أنه خاصة
تعبريية ال يكون الفكر بوصفه مادة العمل الفين أساساً ،وال
يكون ملادة العمل الفين أن حتدد الصورة وخصائصها؛ ألنه
حيدث أن تكون املادة واحدة ،ولكن كاتباً خيرجها يف صورة
وآخر يف صورة أخرى بينهما تفاوت يف الواقع .ومها خيتلفان
كذلك عن حمرر احلوادث الذي يقدم تقريره املشتمل على هذه
املادة أيضاً ،ولكنه يكون تقريراً خالياً من كل وقع ،فإن ما
جيعل الكتاب حتفة فنية ليس هو حوادث املغامرة األساسية،
ولكنه التعبري عنها ،املرصوف رصفاً ممتازاً.
والفصل يف هذا اإلشكال يقضى أبن يكون األسلوب
صفة عقلية متحققة يف اللغة ،ويتبع هذا أن تكون لغة األديب
شخصية ....بدليل أننا :جند لكل أديب أسلوبه اخلاص الذي
متيز به عن غريه من األدابء.
وفردية األسلوب األديب أو العمل األديب أتيت من أنه
صادر عن فرد وعموميته أتيت من أنه موجه إىل
اجلماعة(إمساعيل2004 ،م ص 22ـ .)24
ويف جمال حتديد مفهوم األسلوب أخذت فلسفة النحو
حقها ،ابعتبارها ممثلة بطبيعة الرتكيب يف الصياغة ،سواء يف
مستوى الصحة أو مستوى اجلمال واإلبداع ،ومن حيث مثلت
مباحث النحو يف بعض جوانبها رب الرتكيب ابألغراض
واملعاين ،وكانت اخلربة هبذه الرتاكيب هي خربة ابملعىن يف وقت
واحد.
وقد أفاد عبدالقاهر اجلرجاين مبا يف النحو من إمكاانت
تركيبية ،ووظفها بشكل مباشر يف حماولة خلق نظرية لغوية يف
فهم األسلوب ،من حيث كان النحو خالقاً للنسق التعبريي
الذي حيقق (املزية والفضيلة) جبانب الصحة والسالمة.
وأعتقد أن عبدالقاهر جنح يف ذلك جناحاً غري حمدود؛
حيث استطاع من خالل مفهومه للنحو أن يستكشف جوانب
خصبة يف الرتاكيب ،فرب نظامها ابلفكر اللطيفة ،وكان ذلك
48 | Dirasah al-Uslub Wa al-Uslubiyah Fi Naqd al-Araby
LiNGUA Vol. 10, No. 1, Juni 2015 • ISSN 1693-4725 • e-ISSN 2442-3823
ودراسة مباحث األسلوب ومفهومه يف الدراسة العربية
احلديثة تؤكد عملية التواصل بني القدمي واجلديد ،من حيث
كانت مباحث حسني املرصفي ومصطفى صادق الرافعي
وأمحد حسن الزايت وأمحد الشايب وأمني اخلويل قائمة يف
جوهرها على ما أصله القدماء من دراسات بالغية ،مع اإلفادة
يف الوقت نفسه من التيارات اخلصبة اليت وفدت من الغرب مع
مطلع هنضتنا احلديثة ،وإن كان ذلك كله مل يهيئ لظهور
مدخله ملناقشة قضية اإلعجاز القرآين ،وأطلق على نظريته
كلمة دقيقة هي( :النظم).
ويكاد عبدالقاهر يتوافق مع األسلوبيني احملدثني يف كثري
من مباحثه ،وخاصة يف اإلمكاانت االستبدالية والقدرة
التوزيعية ،ويف مقولتهم عن انتهاك اللغة ،واحنرافها عن النم
املألوف ،وذلك إبخضاعه اجملاز لسيطرة النحو وعالقته
الرتكيبية ،إن مل نقل إنه جاوزهم مبقولته عن جتدد املواضعة تبعاً
لتجدد االستعمال.
وعبدالقاهر ال يفوته أن يرجع إىل كل ما كتب حول
البالغة من كتب القدماء ،وهو بذلك جيتهد كل االجتهاد يف
البحث والتفكري واالستنتاج ،ومن مث جاءت آراؤه غاية يف
سالمة الذوق وسالمة التفكري.
وحني نرجع إىل علم املعاين ،جند أن دراساته قريبة
إىل األسلوبية قرابً كبرياً ،فإذا جئنا إىل التقدمي والتأخري مثالً جند
أن هذا الباب هو حبث عن فهم عبدالقاهر للصياغة األسلوبية
املتمثلة يف بالغة األسلوب ،وأسرار هذه البالغة ،وكذلك جيئ
عرضه للتشبيه واالستعارة واجملاز والكناية وبالغتها ،فهو يف
ذلك يقف عند صياغة األسلوب ،وداللة هذه الصياغة نفسها
عن املعىن.
إن عبدالقاهر يف نظريته يف النظم ،ال يكاد خيتلف عن
مفهوم األسلوبية ،وفن صياغة األسلوب ،وداللة هذه الصياغة
على املعىن.
وقد اتبع القدماء أفكار عبدالقاهر يف صياغة
األسلوب ،وقسموا البالغة إىل ثالثة فنون :املعاين ،والبيان،
والبديع ،وهم يف ذلك كله يبحثون مع عبدالقاهر يف األساليب
والفروق بينها ،وبالغة كل أسلوب وخصائصه ،إهنم متابعة
لعبدالقاهر إمنا يبنون أحكامهم األدبية على قاعدة قوية من
يعد أول
خصائص األسلوب وبالغته ،فعبدالقاهر بذلك ُ
ابحث عن بالغة األسلوب ،وألوانه وخصائصه ،أو ليس يف
ذلك كله ما جيعلنا جنزم جزماً قاطعاً أبن بني األسلوبية وفكر
عبدالقاهر اجلرجاين يف النظم صلة قوية وعلى الصلة املباشرة
بركة ،2001 ،ص.)،304 :100
شرف1992 ،ص .) 7 -6
وهي ال تقف عند حدود سطح النسج األديب ،بل إهنا
(( ال تلبث بعد ذلك أن ختتل ابلنص ذاته عرب عمليات
بني األسلوبية وخصائص البالغة العربية(خفاجي ،فرهود،
Habibullah Ali Ibrahim Ali | 49
النظرية العربية املتكاملة يف دراسة األسلوب(عبداملطلب،
املقدمة .)1994
وحنب أن نقرر هنا وجود وشائج قوية بني مفهوم
األسلوب عند ريفاتري ونظرية التخييل الشعري اليت استنبطها
الفالسفة املسلمون من شرحهم لكتاب الشعر األرسطي
ووصلت زروة نضجها عند البالغي العريب أيب احلسن حازم
القرطاجي صاحب (( منهاج البلغاء وسراج األدابء))(مصلوح،
1992ص.)42
انتقل األسلوب يف النقد احلديث من كونه يعىن الطريق
أو الفن أو املذهب أو الوجه(ابن منظور ،مادة سلب) ،.ومن
كونه عاماً مميعاً خيتص ابملوضة والفن والسياسة وتدبري احلياة
اليومية(بليث1999 ،م ص ،)51إىل علم ومنهج نقدي
قائم بذاته يتكفل برصد املالمح املميزة للخطاب األديب.
ويعرف األسلوب يف االصطالح األديب النقدي أبنه (( :طريقة
يستعملها الكاتب يف التعبري عن موقفه ،واإلابنة عن شخصيته
األدبية املتميزة عن سواها ،ال سيما يف اختيار املفردات،
وصياغة العبارات ،والتشابه واإليقاع))(عبدالنور 1979 ،م
.)20واختذ امساً خاصاً به هو األسلوبية.
وتتخذ األسلوبية من اخلطاب األديب عامة مادة
وغاية هلا .يقول الباحث اللبناين بسام بركة (( :إن األسلوبية
حتليل خلطاب من نوع خاص ،فهي وإن كانت تعتمد على
قاعدة نظرية ( لسانية أو سيميائية أو براغماتية ،فإهنا أوالً
وأخرياً تطبيق ميارس على مادة هي اخلطاب األديب))(مولينيه،
LiNGUA Vol. 10, No. 1, Juni 2015 • ISSN 1693-4725 • e-ISSN 2442-3823
التفسري وشرح الوظيفة اجلمالية لألسلوب لتجاوز السطح
اللغوي وحماولة تعمق دينامية الكتابة اإلبداعية يف تولدها من
وعدم احتفاهلا ابلسياق ،وتقدميها الكم على الكيف ،وحشدها
لعناصر متباينة على صعيد واحد بناء على تشابه سطحي
2002م ص.)88
واألسلوبية تركز حبكم نشأهتا ـ على اللغة يف حتليل
النص ودراسته ،عندما تكشف عن جوانب اخلصوصية والتميز
يف اللغة ،فإذا كان اللغوي يدرس ما يُقال ،فإن األسلوبية
تدرس كيفية ما يُقال ،ويوجد فارق شاسع بني الدراسة اللغوية
والدراسة األسلوبية ،صحيح أن الدراسة األسلوبية اعتمدت يف
نشأهتا األوىل على تطور الدرس اللغوي واستفادت منه،
ولكنها حددت مسارها ـ فيما بعد ـ يف دراسة الظواهر اللغوية
يف النص األديب وحتليلها ،واستطاع دارسو األسلوبية أن يوظفوا
الدراسات اللغوية توظيفاً نقدايً وبالغياً.
وميتاز منهج النقد األسلويب ابملوضوعية ،وغياب ذاتية
الناقد ،ألن الناقد يتعامل مع مفردات النص ولغته ،ويصدر
حكمه على هذه املكوانت اليت يتشكل منها النص دون أن
يلتفت كثرياً إىل صاحب النص.
والدرس األسلويب يتخذ وسائل تقرب أحكامه من
املوضوعية وتعني على حتقيق غايته ،من أمهها :
استخدام اإلحصائيات يف صور خمتلفة ،ما بني رصد
عددي جمرد ملرات شيوع ظاهرة بعينها ،وقياس نسب الظاهرات
إىل قدر معني من النتاج اللغوي األديب بطرق إحصائية يسرية
أو مركبة.
وهو يستعني يف األساس ابخلربة اللغوية لدى الدارس،
فهي اليت ترشد إىل وصف الظاهرات وتتبع العناصر وحتليلها،
وردها إىل املستوايت اللغوية اليت تنتمي إليها ،ورمبا أمكن
تفسريها وتقدمي ما يعني على إدراك األسباب الداعية إىل
وذهاب تشومسكي إىل أن ((املصطلحات العلمية
الفخمة واإلحصاءات املؤثرة اليت يكسو هبا السلوكيون دراساهتم
ما هي إىل لون من ألوان اخلداع والتمويه خيفون به عجزهم عن
تفسري احلقيقة البسيطة اليت تقول أن اللغة ليست منطاً من
العادات ،وأهنا ختتلف جوهرايً عن طرق االتصال عند
جانب وقيامها بوظائفها اجلمالية من جانب آخر))(فضل،
ورودها ابلقدر امللحوظ يف النص(جرب1988 ،م ص.) 6
وابلرغم من اختالف الدارسني حول جدوى استخدام تقنية
اإلحصاء يف دراسة األسلوب بني معارض هلا (غرمياس مثالً)
ومؤيد (مولر مثالً) ،وكما وسم أوملان الطرق اإلحصائية
ابفتقارها للحساسية الكافية اللتقاط اخلبااي الدقيقة للنص،
بينها(أوملان ،عياد ،مقال).
احليوان))(ليونز ،.م :س ،ص .)37 -36إال أن الفرنسي
جريو استطاع أن يؤسس الجتاه أسلويب مبؤازرة بعض رفاقه
ومسّى ((ابألسلوبية اإلحصائية)) ،اليت تتخذ من األسلوب
واقعة قابلة للقياس الكمي(يوسف ،ص،61
.)www.swmas.net
األسلوبية يف النقدي العريب املعاصر :ـ
حبكم احتكاك الثقافة العربية ابلثقافة الغربية وسيطرة
الفكر العقلي املوضوعي على البحث اإلنساين يف العصر
احلديث تطلع النقاد والباحثون العرب إىل مستقبل األسلوبية،
ودورها يف النقد العريب ،كما مل يهمل هؤالء النقاد والباحثون
االهتمام بظاهرة األسلوب منذ العصور األوىل وخاصة على
مستوى الشعر ،وأهم ما وصلنا منها آراء اجلاحظ يف كتبه
النقدية وخاصة كتاب (احليوان) و(البيان والتبيني) ،وقد رأى
الدكتور عبدهللا العشي يف الكتاب األول ما يقارب املائتني
مصطلحاً ،أو مفهوماً نقدايً ،أضف إىل ذلك قضية العالقة بني
اللفظ واملعىن يف مقولته املشهورة ،وقد فسرها بعض الباحثني بـ
(( ...مبا أن املعاين كلها مطروقة مطروحة ،فإن األمر يعود ـ
إذن ـ إىل الطبيعة األسلوبية املميزة ،اليت تعطي اجلوانب الذاتية
للتعبري (املعىن) ،وخترجه من حيزه العام إىل احليز اخلاص
ذاته))(الزهرة1996 ،م ص .) 101وهذا يفهم على أساس
أن العرب األوائل تفطنوا إىل اخلصائص الشكلية يف اخلطاب
األديب ،وأولوها أمهية كبرية وعقدت بذلك موازانت نقدية
أسلوبية مشهورة كموازنة اآلمدي (ت 370هـ) بني شعر أيب
متام والبحرتي ،وما أفرزته نظرية النظم عند عبدالقاهر اجلرجاين
50 | Dirasah al-Uslub Wa al-Uslubiyah Fi Naqd al-Araby
LiNGUA Vol. 10, No. 1, Juni 2015 • ISSN 1693-4725 • e-ISSN 2442-3823
من آاثر لدى علماء الغرب الذين تفطنوا من خالل جهود
النقاد العرب األوائل إىل أمهية اجلانب الشكلي يف اخلطاب
األديب وآلية بروز السمة األدبية الشكلية وفق حموري االختيار
والرتاكيب ،وهو ما حدا هبم إىل دراسة هذه العملية واختصارها
يف مصطلحات دقيقة ،أعاد العرب فيما بعد نقلها بعد ترمجتها
لتكتسح الساحة النقدية ،وأزداد هذا اإلعجاب أبن شعروا
أبمهية األسلوب والبحث األسلويب ،وكانت البواكري احلقيقية
للممارسة النقدية األسلوبية مبفهومها احلديث يف هناية
أبو عمايرة) ،ويف اجلزائر (عبدامللك مراتض ،نورالدين
السد.)..،
ولقد تنوعت حبوث هؤالء النقاد والباحثني العرب بني
النظرية الصرفة اليت ترصد وتفحص تصورات هذا العلم على
الساحة النقدية وأخرى تطبيقية إلبراز إمكانيات التحليل
األسلويب يف العملية النقدية واثلثة حاولت التوفيق واجلمع بني
اجلانبني ،يضاف إىل ذلك بعض اآلراء االجتهادية والتطبيقات
الفردية وأمهها :
د .ت) ،وقد مرت هذه املمارسة مبرحلتني ومها(احلاج282 ،
اتسمت حبوثه األسلوبية ومصنفاته ابلبحث عن نقاط
التكامل ،والتواشج بني املنحى اجلمايل واملنحى املوضوعي
العلمي إال أن حتاليله نزعت إىل روح التجريدية العلمية أكثر
من الرصد والكشف اجلمايل ،ويعترب املسدي من الباحثني
األوائل الذين روجوا ملصطلح األسلوبية ،كما يفضل اعتماد
السبعينات من القرن املاضي(احلاج 282 ،ج ،40مج،10
ج ،40مج ،10د .ت) :
أوالا :املرحلة التعريفية أو التأسيسية يف هناية
السبعينات ،وأوائل الثمانينات من القرن املاضي عندما خاضت
البحوث األسلوبية العربية يف تعريف األسلوبية ومعطياهتا
وحقوهلا النسقية ومساراهتا عند العرب وميزها اجتاها ومها :
1ـ مسار تعريفي حديث ورواده الدكاترة :عبدالسالم املسدي،
شكري عياد ،صالح فضل.
2ـ مسار توفيقي :رسم حدود التواصل بني البالغة العربية
القدمية ومسارات املنهج األسلويب احلديث ومن رواده الدكاترة
:حممد عبداملطلب ،حممد اهلادي الطرابلسي وغريمها.
اثنيا :املرحلة اإلجرائية ،صنفت فيها الكشوف
التطبيقية وروادها من املنظرين األوائل لعلم األسلوب وأبرزهم
عبدالسالم املسدي يف كتبه التطبيقية ،ود .صالح فضل ،ود.
كمال أبو ديب يف كتابه (الشعرية).
ويبدوا أن تيار األسلوبية بدأ يف املغرب واجلزائر وتونس
ويف سوراي (كمال أبو ديب) ،مث انتقل إىل املشرق العريب ،وقد
مثل كل دولة جمموعة من الباحثني العرب ،ففي السعودية
الدكتور (عبدهللا الغذامي) الذي تتلمذ على يد الدكتور (سعد
مصلوح) ،ويف تونس (د .عبدالسالم املسدي) ،ويف مصر
طائفة من الباحثني (صالح فضل ،حممد عبداملطلب ،شكري
عياد ،عبداحملسن طه بدر ،أمحد درويش) ،ويف األردن (خليل
Habibullah Ali Ibrahim Ali | 51
أوالا :د .عبدالسالم املسدي :
مصطلح (علم األسلوب)(السد 1997 ،ص .)1،13كما
أنه مل ميل إىل منهج معني لذاته يف حتليله األسلويب بل مزج بني
املقوالت األسلوبية ومعطيات علم النفس .ودعا إىل ضرورة
إغناء العمل األسلويب ابلفحص النقدي النظري ،واملراجعة
التطبيقية للوصول إىل ختليص املعارف ،ومتحيص املفاهيم ،كما
أحل على ضرورة احلذر واحليطة املسبقني يف اختيار اخلطو األوىل
للولوج إىل العمل النقدي ذي الطابع األسلويب( احلاج 300 ،ـ
،302د .ت).
د .صالح فضل :
رائد من رواد البحث األسلويب يف املشرق العريب،
عكست إنتاجاته اهتمامه اخلاص ابلبحث يف جمال هذا العلم
وسعيه الدؤوب لوضع أسس علمية ومجالية ألسلوبية عربية
قادرة على إثبات وجودها أمام املد املتصاعد للتيارات النقدية
الوافدة من الغرب ،واليت ال يتالءم بعضها مع طبيعة النص
األديب ،ومن أهم آرائه يف هذا اجملال تفضيله الستخدام
مصطلح (علم األسلوب) بدل األسلوبية ألن علم األسلوب
هو جزء ال يتجزأ من علم اللغة العام .كما أطلق كذلك على
علم اجتماع األسلوب والشعرية معاً مصطلح (علم األسلوب
LiNGUA Vol. 10, No. 1, Juni 2015 • ISSN 1693-4725 • e-ISSN 2442-3823
الشعري) يف حبث واحد وهو ال يغفل املواشجة بني املراحل
النصية والسياقية ،وكذلك الظواهر اجلمالية أثناء التحاليل
األسلوبية للنصوص الشعرية وأساليبها بشرط احرتام
خصوصيات النص األديب العريب(السد1997 ،مج،1
394ص ـ .)395
د .سعد مصلوح:
اعتمد مصطلح (األسلوبيات) املوافقة ملا جاء على
لسان السلف على وزن (الطبقات ،الرايضيات) ،كما يرى هذا
املصطلح يتفق حديثاً مع مصطلح (اللسانيات) ،إذا يعتد هبذا
العلم (علم األسلوب) وال يعده منهجاً ألنه يضم عدة مناهج
بداخله(السد ،ج1997 ،1ص ج.)85 ،1
د .شكري حممد عياد :
اجتهد يف تقسيم وتفريع األسلوبية إىل وجهني
رئيسني(السد1997 ،مج،1ص :)39
علم األسلوب العام :وهو علم يهتم ابخلصائص األسلوبيةالتعبريية يف اللغات عموماً كاجملاز وغريه.
علم األسلوب اخلاص :يعىن مبيزات أسلوبية تعبريية خاصةبلغة ما معينة ،وهو يف موقف آخر يدعو إىل االعتداد ابلبالغة
العربية وما قدمته للبحث األسلويب احلديث يف دراسة القيم
التعبريية واالستفادة من الدراسات اللغوية احلديثة يف إرساء علم
األسلوب العريب.
د .نور الدين السد :
أبدى اهتماماً كبرياً ابألسلوبية ومنهج حتليل اخلطاب
من خالل كتابة (األسلوبية وحتليل اخلطاب) سنة 1997م،
والذي كان مبثابة دراسة بيلوغرافية ملختلف الدراسات السابقة،
وخاصة العربية منها إىل جانب بعض االختالفات اجلوهرية هلا،
وحاول عرض هذه التجارب عرضاً ملخصاً أورده فيه أهم
إحياءات هذه التحاليل وما أضافته للبحث األسلويب مع
الفروقات اجلوهرية بينها ،ومن آرائه يف هذه اجملال وصفه
لألسلوب أبنه مرتب بعلم اللغة عن طريق املادة اللغوية اليت
يصدر عنها(السد1997 ،م ص ج.)139 ،1
ومن خالل ذلك كله نقف على شهادة الدكتور (طه
وادي) يف كتابه (األسلوبية) إذ يصرح ((اليوم ...مل يعد مثة
ريب بني الدارسني العرب للنص األديب ...أن منهج األسلوبية
قد أصبح أكثر املناهج املعاصرة قدرة على حتليل اخلطاب
األديب بطريقة علمية موضوعية تعيد جمال الدراسة ـ دراسة
النص ـ إىل مكاهنا الصحيح ،وهو دراسة األدب من جانب
اللغة)) (سليمان1997 ،م ص.) 5
اخلالصة
وقد توصلنا من خالل هذه الدراسة إىل عدة نتائج
منها على سبيل التمثيل ال احلصر:
أوالً :ارتبطت نشأة األسلوبية ابللسانيات احلديثة.
اثنياً :يكاد عبدالقاهر اجلرجاين يتوافق مع األسلوبيني يف كثري
من مباحثه.
اثلثاً :دراسة مباحث األسلوبية ومفهومها يف الدراسة العربية
احلديثة تؤكد عملية التواصل بني القدمي واجلديد.
رابعاً :تتخذ األسلوبية من اخلطاب األديب عامة مادة وغاية هلا.
خامساً :تركز األسلوبية على اللغة يف حتليل النص ودراسته.
سادساً :كانت البواكري احلقيقية للممارسة النقدية األسلوبية
مبفهومها احلديث يف هناية السبعينات من القرن املاضي.
سابعاً :بدأ تيار األسلوبية يف النقد العريب يف املغرب واجلزائر مث
انتقل إىل املشرق العريب.
52 | Dirasah al-Uslub Wa al-Uslubiyah Fi Naqd al-Araby
LiNGUA Vol. 10, No. 1, Juni 2015 • ISSN 1693-4725 • e-ISSN 2442-3823
املراجع
إمساعيل ،عزالدين2004 (.م) ،األدب وفنونه ،دار الفكر العريب ،القاهرة ،ط.9
بليث ،هنريش1999( .م) ،البالغة األسلوبية ،تر .وتع .حممد العمري ،الدار البيضاء ،إفريقيا (الشرق) ط.2
جرب ،حممد عبد هللا1988( .م) ،األسلوب والنحو ،دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع ،ط.1
احلسناوي ،خالد توفيق مزعل ،األنساق األسلوبية املهيمنة على السورة القرآنية :دراسة تطبيقية على السور املكية؛ رسالة دكتوراه
(خمطوطة) ،جامعة الكوفة ،كلية اآلداب ،قسم اللغة العربية ،إشراف أ .م .د .سريوان عبدالزهرة هاشم اجلنايب.
خفاجي ،حممد عبد املنعم ،فرهود ،حممد السعدي ،شرف ،عبد العزيز1992( .م) ،األسلوبية والبيان العريب ،الدار املصرية اللبنانية،
ط.2
الزهرة ،شوقي على1996( .م) ،األسلوبية بني عبدالقاهر وجون مريي ،مكتبة اآلداب ،القاهرة.
السد ،نور الدين1997( .م) ،األسلوبية وحتليل اخلطاب ،دار هومة ،اجلزائر ،ج.1
سليمان ،فتح هللا أمحد1997( .م) ،األسلوبية ،مكتبة اآلداب ،القاهرة ،د .ط.
عبد املطلب ،حممد1994( .م) ،البالغة واألسلوبية ،مكتبة لبنان انشرون ،الشركة املصرية العاملية للنشر ،لوجنمان ،ط.1
عبابنة ،سامي حممد2010( .م) ،التفكري األسلويب رؤية معاصرة ،يف الرتاث النقدي والبالغي يف ضوء علم األسلوب احلديث ،عامل
الكتب احلديث ،إربد ،ط.2
عبد النور ،جبور1979( .م) ،املعجم األديب ،بريوت ،دار العلم للماليني ،ط.1
فضل ،صالح2002( .م) ،مناهج النقد املعاصر ،الدار البيضاء ،إفريقيا الشرق ،ط.1
املسدي ،عبد السالم1982( .م) ،األسلوبية واألسلوب ،الدار العربية للكتاب ،ط.2
املسدي ،عبد السالم1983( .م) ،النقد واحلداثة ،دار الطليعة ،بريوت ،ط.1
مسلم ،يوسف2013( .م) ،األسلوبية الرؤية والتطبيق ،دار املسرة للنشر والتوزيع والطباعة ،ط.3
مصلوح ،سعد1992( .م) ،األسلوب دراسة لغوية إحصائية ،عامل الكتب ،القاهرة ،ط.3
الدورايت :
بركة ،بسام2001( .م) ،اخلطاب األديب والنقد األسلويب احلديث عند جورج مولينيه ،جملة البحرين الثقافية.304 ،
Habibullah Ali Ibrahim Ali | 53
LiNGUA Vol. 10, No. 1, Juni 2015 • ISSN 1693-4725 • e-ISSN 2442-3823
احلاج ،بشرى موسى ،املنهج األسلويب يف النقد العريب احلديث ،عالمات ،ج ،40مج ،10السعودية.
كامل ،وفاء حممد1997( .م) ،البنيوية يف اللسانيات ،عامل الفكر ،ج.24 ،26
يوسف ،قليل ،مدخل إىل األسلوبية ،جملة العلوم االجتماعية .www.swmsa.net
54 | Dirasah al-Uslub Wa al-Uslubiyah Fi Naqd al-Araby