الأداء الصوتي في العربية PDF
الأداء الصوتي في العربية PDF
الأداء الصوتي في العربية PDF
اﻟﺨﻼﺻﺔ
ﻳﻤﺜﻞ اﻷداء اﻟﺼﻮﺗﻲ ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ ﻣﻬﻤ ًﺎ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻠﻐﺔ ،وأﺳﺎﺳ ًﺎ ﺧﻄﻴﺮًا ﻣﻦ أﺳﺲ اﻟﻜﻼم .ﻓﻬﻮ ﻓﻦ اﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﻜﻼم
ﻋﻠﻰ ﺻﻮرة ﺗﻮﺿﺢ أﻟﻔﺎﻇﻪ ،وﺗﻜﺸﻒ اﻟﻘﻨﺎع ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ .وهﻮ ﻓﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﻟﻴﻨﺠﺬب إﻟﻰ اﻟﻤﺆدي ﺑﻜﻞ
ﺣﻮاﺳﻪ اﻟﺴﻤﻌﻴﺔ واﻟﺒﺼﺮﻳﺔ واﻟﺸﻌﻮرﻳﺔ .وﻻﺷﻚ أن اﻷداء اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻳﺤﻔﻆ ﻟﻠﻐﺔ روﻧﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﻤﺎع ،ووﻗﻌﻬﺎ
اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﺎع ،وﻳﻔﺘﺢ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﻠﻮب ﻓﺘﻌﻲ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ،ﺛﻢ ﺗﺘﺄﻣﻠﻪ ﻓﻲ أﻧﺎة وارﺗﻴﺎح.
وﻧﻈﺮًا ﻟﻤﺎ أﺻﺎب اﻟﻨﻄﻖ واﻷداء اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﻋﻴﻮب وﺗﺼﺪﻋﺎت واﺧﺘﻼﻓﺎت ﺗﻤﺜﻞ ﻧﻮﻋ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻮﺿﻰ
اﻷداﺋﻴﺔ ،وﺣﺮﺻ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻷداء اﻟﺼﻮﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ـ آﺎن هﺬا اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺬي ﻋﻨﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻠﻐﻮي
اﻟﻤﻬﻢ ،ﻓﻌﺮّف اﻟﻠﻐﺔ ﻣﻨﻄﻮﻗﺔ وﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ،ﺛﻢ ﺗﻨﺎول ﻣﻔﻬﻮم اﻷداء اﻟﺼﻮﺗﻲ ،ﻣﺆآﺪًا أهﻤﻴﺘﻪ ،ﻣﺒﺮزًا دور ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ ،ﻣﻮﺿﺤ ًﺎ أهﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺠﻮدة ،وأﺧﻄﺮ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﻌﻴﻮب .ﻣﺘﻮّﺟ ًﺎ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﻣﻮﺟﺰة ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺄهﻢ
ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ...
ABSTRACT
Articulation is an important aspect of language and an essential foundation of speech.
It denotes the clear enunciation of words and the effective expression of meaning. It is also
the art of influencing the listener so as to attract his undivided attention.
Accurate articulation keeps the beauty of language and ensures its effectiveness
on the listeners’ hearts and minds. In view of the chaotic nature of modern articulation
in Arabic، the present paper has been written to explain the concept of articulation، to
stress its importance، and to trace its history in the writing of Arab scholars. The paper
ends with a short summary of findings.
ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ:
ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻨـﺯل ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺩﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻟﻡ ﻴﺠﻌـل ﻟﻪ ﻋـﻭﺠﺎ ،ﻭﺒﻌـﺙ ﻓﻲ
ﺍﻷﻤﻴﻴﻥ ﺭﺴﻭﻻ ﻤﻨﻬﻡ ﻴﺘﻠﻭ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺁﻴﺎﺘﻪ ﻭﻴﺯﻜﻴﻬﻡ ﻭﻴﻌﻠﻤﻬﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ .ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻨﺯل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﺭﺘﻼ ...ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻨﺜﺒﺕ ﺒﻪ ﻓﺅﺍﺩﻙ ﻭﺭﺘﻠﻨﺎﻩ
٢٠٩ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺘﺭﺘﻴﻼ (١)ﻭﺃُﻤﺭ ﻓﻴﻪ ﺒﺘﺭﺘﻴﻠﻪ ...ﻭﺭﺘل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺘﺭﺘﻴﻼ ،(٢) ﻭﻨﹸﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﺠل ﻓﻲ
ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ ،ﻭﻟﻭ ﻟﻐﺎﻴﺔ ﺤﻔﻅﻪ ﻭﺍﺴﺘﺫﻜﺎﺭﻩ ﻻ ﺘﺤﺭﻙ ﺒﻪ ﻟﺴﺎﻨﻙ ﻟﺘﻌﺠل ﺒﻪ ﺇﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺠﻤﻌﻪ ﻭﻗﺭﺁﻨﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺭﺃﻨﺎﻩ ﻓﺎﺘﺒﻊ ﻗﺭﺁﻨﻪ ﺜﻡ ﺇﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺒﻴﺎﻨﻪ .(٣) ﻭﺒﻌﺩ...
ﻓﻘﺩ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﻤﻴﺯﻩ ﺒﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻭﺠﻌل ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﻨﻁﻕ ،ﻭﺍﻷﺫﻥ ﺃﺩﺍﺓ
ﻟﻠﺴﻤﻊ ،ﻭﺍﻟﻌﻘل ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﻔﻬﻡ ،ﻭﺍﻟﺭﻭﺡ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘﺄﺜﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﺭ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻫﻭ ﻓﻥ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺒﺎﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﺘﻭﻀﺢ ﺃﻟﻔﺎﻅﻪ ،ﻭﺘﻜﺸﻑ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ
ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻨﻴﻪ .ﻓﻼ ﺸﻙ " ﺃﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻟﻠﻐﺔ ﻴﺤﻔﻅ ﻟﻬﺎ ﺭﻭﻨﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﻤﺎﻉ ،ﻭﻭﻗﻌﻬﺎ
ﺍﻟﺴـﺎﺤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﺎﻉ ،ﻭﻴﻔﺘﺢ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ،ﻓﺘﻌﻲ ﻤﺎ ﺘﺴﻤﻊ ،ﺜﻡ ﺘﺘﺄﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻨﺎﺓ ﻭﺍﺭﺘﻴﺎﺡ").(٤
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﺯﻴﺩ ﻭﻀﻭﺡ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ.
ﻭﻜـﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﺎ ﻨﻨﺠﺫﺏ ﺇﻟﻰ ﺸـﺨﺼﻴﺎﺕ ﻤﺤﺒﺒـﺔ ﺇﻟﻴﻨـﺎ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺌـﻬﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘـﻲ ،ﻓﻲ
ﻤﺤﺎﻀﺭﺍﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﻡ ﺨﻼل ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓل ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺘﺤﻴﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻡ
ﻓﻴﺼل ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ ،ﻭﻨﺘﺄﺜﺭ ﺒﻬﻡ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ .ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻗﺩ ﻴﻠﻘﻴﻪ ﺸﺨﺹ
ﺁﺨﺭ ،ﻓﺘﻤﻭﺕ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻨﻪ ،ﻓﻼ ﻨﺘﺄﺜﺭ ﺒﻪ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺘﺄﻤﻠﺕ " ﻤﺎ ﻓﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻤﻥ ﻤﺠـﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻁـﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺒﺩ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺡ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ـ ﺃﺩﺭﻜﺕ
ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺤﺩ ﺘﺒﻠﻎ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﻁﻕ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺤﺩ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻀﺒﻁﻪ ﻭﻴﺤﻜﻤﻪ ﻤﻥ
ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻷﺩﺍﺀ.
ﻭﻟﻴﺱ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻓﻘﻁ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻴﻀﺎ،
ﻭﻟﻴﺱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻥ ﺒﻔﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﺤﺴﺏ ،ﺇﻨﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺴﻔﺭﺍﺀ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻨﺸـﺌﺕ ﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺃﺼﻭﺍﺘﻬﻡ ،ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻬﻡ ﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ،ﻭﻓﻨﻭﻥ ﺃﺩﺍﺌﻪ.
ﻭﻨﺤﻥ ﻓﻲ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﺤﻭﺝ ﻤﺎ ﻨﻜﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ـ ﻭﻻ ﺴﻴﻤﺎ ـ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻠﺤﻅ ﻤﺎ
ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻤﻥ ﻋﻴﻭﺏ ﻭ ﺘﺼﺩﻋﺎﺕ ﻭﺍﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﺘﻤﺜل ﻨﻭﻋﹰﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ،ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﻭﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ
ﺒﺨﻁﻭﺭﺓ ﺫﻟﻙ ،ﻭ ﺒﺄﺜﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻜل ﻤﺘﻜﻠﻡ ﻟﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻨﻪ ﻋﻔﻭﹰﺍ
ﻤﻥ ﺼﻭﺭ ﻨﻁﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺩﺍﺌﻴﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺇﺤﺴﺎﺱ ﺒﻘﻴﺩ ،ﺃﻭ ﺒﻠﻭﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺨﻁﺄ ") .(٥ﻤﻤﺎ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ
ـ ﺒﻼ ﺸﻙ ـ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﻭﻭﺤﺩﺘﻨﺎ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻨﺘﺩﺍﺭﻙ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻭﻨﻘﻭﻡ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ
ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻌل ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ.
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢١٠
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
"ﻭﻤﻥ ﹶﺜ ﻡ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻭﻀﺤﻭﺍ ﺩﻭﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﻭﺍﺌل ـ ﻭﻫﻭ ﺩﻭﺭ ﺭﺍﺌﺩ ﺒﺎﻋﺘﺭﺍﻑ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ـ ﻓﻲ ﺘﻘﻨﻴﻥ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻨﻁﻕ
ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ،ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﺫﻟﻙ ").(٦
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻤﺎ ﺘﺯﺍل ﻗﻀﺎﻴﺎﻩ ﻤﻨﺜﻭﺭﺓ ،ﻭﻤﺴﺎﺌﻠﻪ ﻤﺒﻌﺜﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ
ﻭﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ...
ﻓﺈﻨﻰ ﺃﻁﻤﻊ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺠﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻀﻌﺔ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻲ ﺍﻟﻀﻭﺀ ـ ﻓﻘﻁ ـ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻤﺯﻴﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﻭﺍﻷﻨﺎﺓ ،ﺒﺤﺜﹰﺎ ﻭﺘﻨﻘﻴﺒﹰﺎ ﻓﻲ ﺘﺭﺍﺙ
ﺍﻷﻭﺍﺌل ،ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻜﻨﻬﻪ ،ﻭﺍﻹﻟﻤﺎﻡ ﺒﻜل ﺃﺒﻌﺎﺩﻩ.
ﻭﻗﺩ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻵﺘﻴﺔ :
• ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻤﻨﻁﻭﻗﺔ ﻭﻤﻜﺘﻭﺒﺔ.
• ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻭﺘﻰ :ﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ـ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺒﻪ.
• ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻭﺘﻰ ﺒﻴﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﻭﺩﺓ ﻭﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ.
• ﺨﺎﺘﻤﺔ ﻤﻭﺠﺯﺓ ﺘﻭﺤﻲ ﺒﻤﺎ ﺍﻨﺘﻬﻴﺕ ﺇﻟﻴﻪ.
ﺍﻟﻠﻐـــﺔ ﻤﻨﻁﻭﻗــﺔ ﻭﻤﻜﺘﻭﺒﺔ
ﻴُﻌ ﺩ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻫﻭ ﺃﺤﺩ
ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻴﺯ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ.
).(٧
ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺨﻠﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ
ﻭﺒﺨﻼﻑ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻪ ﺘﺄﺜﻴﺭﻩ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﻗﻭﺘﻪ ،ﻭﻓﺎﺌﺩﺘﻪ،
ﻓﻲ ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻷﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﻟﻶﺨﺭﻴﻥ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻴﻤﻜﻨﻬﻡ ﻓﻬﻤﻬﺎ ،ﻭﺒﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ
ﻤﻊ ﻗﺩﺭﺍﺘﻬﻡ ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻗﺩ ﺍﻫﺘﻡ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻥ
ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﻟﺩﻯ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻤﺭﻜﺯﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل،
).(٨
ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﺍﻟﻨﻁﻕ ﻜﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺇﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻨﻁﻭﻗﺔ ﻻ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ،ﺩﺍﺌﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺒﻁﻭﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ .ﺃﻤﺎ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﺨﺘﺭﺍﻉ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﻻﺤﻕ ،ﻭﻗﺩ
٢١١ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻼ ﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﻻ ﺘﻔﻜﺭ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺤﺘﻰ ﺇﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻅﻠﺕ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺩﻫﺭﺍ ﻁﻭﻴ ﹰ
ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻨﺸﺄﺕ ﻭﺘﺭﻋﺭﻋﺕ ﺜﻡ ﺍﻨﺩﺜﺭﺕ ﻗﺒل ﺍﺨﺘﺭﺍﻉ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻓﻀﺎﻋﺕ ﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﺍﻷﻡ ،ﻭﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﻤﻔﺘﺭﻀﺔ ﺍﺴﺘﻨﺒﻁﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﻟﻐﺎﺕ
ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﻜﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺍﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻔﻴﺔ ...ﻭﻤﻊ
ﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﺃﺤﺱ ﺒﻨﻭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ.
ﻭﺍﻟﺤﻕ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﺒﻌﺩ ﺃﺜﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭﻩ
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻭﻕ ﻴﺫﻫﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻪ ﻭﻻ ﻴﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺫﻫﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴل،
ﻭﻗﺩ ﻀﺎﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺸﻌﺭ ﻭﻨﺜﺭ ﻭﺃﺩﺏ ﻜﺜﻴﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﻨﺩﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﺘﺒﻴﻥ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ).(٩
ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻗﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻭﻕ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﺭﺌﻴﺔ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻟﻡ ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺃﻥ ﺘﻭﺠﺩ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺃﺴﻠﻭﺒﹰﺎ ﻟﺘﺴﺠﻴل ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻨﻁﻭﻗﺔ.
ﻭﻟﻘﺩ ﻅﻠﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﺘﺭﺓ ﻏﻴﺭ ﻗﺼﻴﺭﺓ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻘﻲ ﻭﺍﻟﺘﻠﻘﻴﻥ
ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ،ﻭﻟﻡ ﺘﻜﺘﺸﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ـ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ـ ﺇﻻ ﻤﺘﺄﺨﺭﹰﺍ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﻬﻡ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭل ﺍﻷﻤﺭ ﻟﺘﺴﺠﻴل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ـ ﻓﻘﻁ ـ ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻬﻴﻡ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﻭل ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻭ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ.
ﺇﺫﻥ ـ ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ـ ﺃﻱ ﻟﻐﺔ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﺃﻭل ﻤﺎ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ).(١٠
ﻭﻗﺩ ﻻﺤﻅ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﺨﺘﻼﻓﹶًﺎ ﻭﺍﻀﺤﹰﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻥ
ﻴﻌﺒﺭ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺃﻭﻀﺢ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻻﻨﻔﻌﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺘﻌﺠﺯ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ.
ﻭﻟﻌل ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﻌﺠﺯ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻫﻭ ﻤﺎ
ﺠﻌل ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ )ﺕ ٣٢٩ﻫـ( ـ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ـ ﻴﻠﺘﻔﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺼـﻭﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ،
)(١١
ﻓﻌﺭﻓﻬﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ " :ﺃﺼﻭﺍﺕ ﻴﻌﺒﺭ ﺒﻬﺎ ﻜل ﻗﻭﻡ ﻋﻥ ﺃﻏﺭﺍﻀﻬﻡ ".
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻴﺨﺭﺝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻫﻲ ﻋﻨﺼﺭ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺩﻟﻴل
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﻟﻡ ﻴﺩﺭﺴﻭﺍ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﺸﺄﻥ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺩﺭﺴﻭﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﻤﻨﻁﻭﻗﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﻋﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩﻩ ﻤﻨﻬﺞ
ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻬﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻓﻬﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺩﻴﺜﻬﻡ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻜﺄﺼل ﻤﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ،ﻭﻤﻨﻬﺞ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻓﻲ
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢١٢
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﺍﻟﺘﻠﻘﻲ ﻭﺍﻟﻌﺭﺽ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﺨﺼﻴﺼﻬﻡ ﻜﺘﺒﹰﺎ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻑ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ
ﻫﻲ ﺃﺨﻁﺎﺀ ﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ.
ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ) ،(١٢ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻜﺘﺏ ،ﻭﻴﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻟﻔﻅﹰﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻜﺘﺎﺒﺔ.
ﻭﺍﻟﺼﻭﺕ ـ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ـ " ﻫﻭ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻠﻔﻅ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ
ﺍﻟﺘﻘﻁﻴﻊ ،ﻭﺒﻪ ﻴﻭﺠﺩ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ،ﻭﻟﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻟﻔﻅﹶﺎ ﻭﻻ ﻜﻼﻤﹶﺎ ﻤﻭﺯﻭﻨﹰﺎ ﻭﻻ
ﻤﻨﺜﻭﺭﹰﺍ ﺇﻻ ﺒﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺼﻭﺕ ").(١٣
ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﻅﻬﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺒﺎﻟﻜﻼﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﻤﻊ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻤﺜل
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻔﺠﺭ ﺍﻟﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﻨﺘﺼﻭﺭ ﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ
ﻻ ﺸﺘﻰ ﺘﺤﻭﻡ ﺤﻭﻟﻬﺎ ،ﻭﺨﺼﻭﺼﹶﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﻴﻨﺎ ﺍﻹﻟﻘﺎﺀ ﺤﻘﻪ، ﻤﻥ ﻨﻁﻘﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻨﺴﺘﺸﻌﺭ ﻅﻼ ﹰ
ﻓﻭﻓﻴﻨﺎ ﻤﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ،ﻭﻻﺤﻅﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻐﻴﻡ ،ﻭﺭﺍﻋﻴﻨﺎ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻭﻗﻑ ﻭﺍﻟﻔﺼل..
ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ـ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻷﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ـ ﻴﺘﻭﻗﻑ
ﻗﺩﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻴﺯﺓ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﻥ ﺘﻼﻭﺘﻪ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻨﺩﺭﻙ ﻤﻐﺯﻯ ﻗﻭل
ﺍﻟﺭﺴﻭل " : ﺯﻴﻨﻭﺍ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﺄﺼﻭﺍﺘﻜﻡ " ،ﻓﻠﻴﺱ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺘﻁﺭﻴﺏ) ،(١٤ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺤﺴﻥ
ﻥ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﻭﺇﺨﻔﺎﺀﺍﻷﺩﺍﺀ ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ،ﻤﻥ ﻤ ﺩ ﻭﻏ
ﻭﻭﻗﻑ ﻭﻭﺼل ، ...ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻹﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺯﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﻭﻴﺒﺭﺯ ﺩﻭﺭ
ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻰ").(١٥
ﻟﻘﺩ ﻗﺭﺃ ﺍﻷﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﺄﺩﻭﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺃﺤﺴﻥ ﺃﺩﺍﺀ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺴﺒﻴﻠﻬﻡ ﻟﺤﺴﻥ
ﻼ ﻟﺤﺴﻥ ﺍﻻﻨﺘﻔﺎﻉ.
ﻼ ﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﺘﺩﺒﺭ ،ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻟﺘﺩﺒﺭ ﺴﺒﻴ ﹰ
ﺍﻻﺴﺘﻤﺎﻉ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺎﻉ ﺴﺒﻴ ﹰ
ﻭﻜﻴﻑ ﻻ ﻴﻔﻌﻠـﻭﻥ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﺯﻴﺯ ﻤﻥ ﻋﺯﻴﺯ ،ﻭﻋـﻠﻲ ﻤﻥ ﻋـﻠﻲ ،ﻭﺤﻜﻴﻡ ﻤﻥ ﺤﻜﻴﻡ،
ﺃﺤـﻜﻤﺕ ﺁﻴﺎﺘﻪ ،ﻭﻓﺼﻠﺕ ﻜﻠﻤﺎﺘﻪ ،ﺒﻬﺭﺕ ﺒﻼﻏﺘﻪ ﺍﻟﻌﻘﻭل ،ﻭﻅﻬﺭﺕ ﻓﺼﺎﺤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻘﻭل.
ﻓﻠﺯﻡ ﺃﻥ ﻴﻘﺭﺃ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﻴﺔ ﻭﺇﺤﻜﺎﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻔﻌل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻋﻁﻰ
ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺔ ﺤﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻓﻠﻡ ﺘﻜﻥ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ ﻫﺫﱠﺍ ﻭﻻ
ﻋﺠﻠﺔ ،ﺒل ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻔﺴﺭﺓ ﺤﺭﻓﹰﺎ ﺤﺭﻓﹰﺎ.
ﻼ ـ :ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻁﹼﻊ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ ،ﻭﻴﻘﻑ ﻋﻨﺩ ﻜل ﺁﻴﺔ ،ﻓﻴﻘﻭل ـ ﻤﺜ ﹰ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ﻭﻴﻘﻑ ،ﺜﻡ ﻴﻘﻭل :ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ﻭﻴﻘﻑ ،ﺜﻡ ﻴﻘﻭل :ﻤﺎﻟﻙ ﻴﻭﻡ
ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﻴﻘﻑ ،ﻭﻫﻜﺫﺍ )...(١٦
٢١٣ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢١٤
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
).(٢٤
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﻁﻕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺘﺅﺩﻯ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﻓﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻷﺩﺍﺀ ) (enunciationﻴﻤﺜل ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻭﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ،ﻭﺒﻌﺒﺎﺭﺓ
ﺃﺨﺭﻯ :ﻴﻬﺩﻑ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻤﻥ ﻜل ﺠﻭﺍﻨﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﻨﻴﻥ
ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻓﻌﻠﻡ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺅﺩﻯ ﺒﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﺫﻭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻟﻠﻌﺭﺒﻴﺔ
ﺴﻼﻤﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺤﻥ ﻭﺍﻟﺨﻁﺄ ،ﻓﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺘﻌﺒﻴﺭﺍ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﻘﻭﺹ.
ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﺼﻁﻠﺤﹰﺎ ﺼﻭﺘﻴﹰﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻁﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻤﻨﻁﻭﻗﺔ ﺒﺄﺼﻭﺍﺘﻬﺎ ﻭﻜﻠﻤﺎﺘﻬﺎ ﻭﺠﻤﻠﻬﺎ.
ﻭﻴﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺘﺘﺎﺒﻊ ﺨﻁ ﺍﻟﺸﺩﺓ ) ( Intensityﻟﻸﺼﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻁﻊ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ .ﻭﻤﻥ ﺘﺘﺎﺒﻊ ﺨﻁ ﺍﻟﻨﻐﻤﺔ ) ( Toneﺃﻭ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ) (Pitchﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻭﻫﻭ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻤﻰ ) .( Melodyﻭﻤﻥ ﺘﺘﺎﺒﻊ ﺨﻁ ﺍﻟﻜﻡ ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ ﻟﻸﺼﻭﺍﺕ ) (Durationﺃﻭ
ﺨﻁ ﺍﻟﻁﻭل ) (Lengthﻟﻸﺼﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻁﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ .ﻭﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻁﻕ
ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤل ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﺘﺯﻤﻴﻥ ) .(Tempoﻭﻤﻥ ﺘﺘﺎﺒﻊ ﺨﻁ ﺍﻟﻠﻭﻥ
) (Colorﻟﻸﺼﻭﺍﺕ .ﻭﻤﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻭﻗﻔﺎﺕ ) (Pausesﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻋﺩﺩﻫﺎ ﻭﺤﺠﻤﻬﺎ ﻓﻲ
)(٢٥
ﺍﻟﻜﻼﻡ .ﻭﻤﻥ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ(Rbythm) .
ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﻓﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭل :ﻓﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻤﻰ
ﺒﺎﻹﻨﺸﺎﺩ ﻏﻴﺭ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ ،ﻭﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ.
ﻜﺫﻟﻙ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻓﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ
ﻟﻠﻤﺘﻜﻠﻡ ،ﻓﻬﻭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺡ ﻭﺍﻟﺴﺭﻭﺭ ﻏﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺯﻥ ﻭﺍﻷﺴﻰ ،ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻜل
ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻀﺏ ﻭﺍﻻﻨﻔﻌﺎل ،ﻭﻫﻜﺫﺍ.....
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻓﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻴﺨﺘﻠﻑ
ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ،ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﺠُﺒل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﺭﻜﺎﺘﻪ
ﻭﺴﻜﻨﺎﺘﻪ ،ﻭﻜﺫﺍ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻪ ،ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺠُﺒل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺩﻭﺀ ﻭﺍﻟﺒﻁﺀ ﻭﺍﻟﺘﺄﻨﻲ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻓﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻘﻭل ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ،ﻓﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭﻴﺔ ـ ﻤﺜﻼ ـ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺃﺩﺍﺀ
ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻤﻴﺔ.
٢١٥ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻓﻤﺜﻼ " :ﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﺠﻴﺵ " ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻨﻁﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺼﻭﺭ
ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻜل ﺼﻭﺭﺓ ﺘﺅﺩﻱ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﺨﺘﻠﻔﹰﺎ ﻫﻜﺫﺍ :
ﺇﺨﺒﺎﺭ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻗﺩ ﺘﺤﺭﻙ -١ﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﺠﻴﺵ.
ﺍﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺘﺤﺭﻙ ﺃﻭﻻ -٢ﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﺠﻴﺵ ؟
ﺇﻋﺠﺎﺏ ﻤﺼﺤﻭﺏ ﺒﺎﻟﻔﺭﺡ ﻭﺍﻟﺴﺭﻭﺭ ﺒﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﺠﻴﺵ -٣ﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﺠﻴﺵ !
ﺇﻨﻜﺎﺭ ﻤﻤﺯﻭﺝ ﺒﻐﻀﺏ ﻟﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﺠﻴﺵ -٤ﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﺠﻴﺵ ؟!
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﺎﻟﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ،ﺩﻭﻥ ﺘﻐﻴﺭ ﻓﻲ ﺃﺼﻭﺍﺘﻬﺎ
ﻭﻻ ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺎﺘﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺭﻕ ـ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻁﻕ ـ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ؟
ﺇﻨﻪ ﺍﻷﺩﺍﺀ:
ﻓﺼﻭﺭﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺩﻟﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﺒﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﺠﻴﺵ.
ﻭﺼﻭﺭﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺏ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻫل ﺘﺤﺭﻙ
ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺃﻭ ﻟﻡ ﻴﺘﺤﺭﻙ ﺒﻌﺩ.
ﻭﺼﻭﺭﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﻭﻭﹼﻟﺩﺕ ﺍﻷﻤل ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭ ﺍﻟﻨﺼﺭ.
ﻭﺼﻭﺭﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ :ﺩﻟﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺇﻨﻜﺎﺭﻩ ﺇﻴﺎﻩ.
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻸﺩﺍﺀ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺩﻻﻟﻴﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎ ،ﻜﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﻤﻴﺔ ،ﻭﺃﻱ ﺨﻠل ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺨﻠل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ.
ﺘﺼﻭﺭ ...ﻟﻭ ﻨﻁﻘﺕ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻬﺎ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ،ﺃﻻ ﻴﺘﻐﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﻠﺒﺱ ؟
ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﺒﺭﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺩﻯ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ.
ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺨﻁﺄ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﺘﺠﻭﻴﺩﻩ ،ﻓﺎﻟﺘﻼﻭﺓ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻜﺎﻷﺩﺍﺀ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻐﺔ.
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢١٦
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﻭﻗﺩ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺤﻴﻥ ﻋﺭﻓﻭﺍ " ﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ " ﻭﺤﻴﻥ ﻗﻨﹼﻨﻭﺍ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ
ﻭﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ،ﻭﺤﺩﺩﻭﺍ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺒﻌﺽ ،ﻭﺤﻴﻥ ﺒﻴﻨﻭﺍ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ
)(٢٦
ﻭﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ......ﺍﻟﺦ.
" ﻭﻤﻌﻠﻭﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻴﻤﺜل ﺠﺎﻨﺒﹰﺎ ﻤﻬﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺒﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ،ﻭﻓﻲ
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻭﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﻜﻼﻡ .ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺒﺄﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﻻ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺃﻥ ﻴﻭﺼﻑ
ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﻘﻕ ﻨﻁﻘﹰﺎ ﺴﻠﻴﻤﹰﺎ ﻟﻸﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺒل ﺇﻨﻪ ﻴﺘﻁﻠـﺏ ﺇﻟﻰ
ﺠﺎﻨﺏ ﺫﻟﻙ ﺃﻤﻭﺭﹰﺍ ﻤﻬﻤﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻤﺞ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺄﺼـﻭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻎ
ﺍﻟﻤﻘﻁﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﺒﺭﻫﺎ ﻤﺜل :ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻜﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ .ﻭﻓﻲ
ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻨﻐﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﺸﺩﺓ ﻋﻠﻰ
ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻴﺔ ﻟﻨﻐﻤﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ .ﻭﻓﻲ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻜﻡ ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ
)(٢٧
ﻟﻸﺼﻭﺍﺕ ﺘﻭﺯﻴﻌﹰﺎ ﺼﺤﻴﺤﹰﺎ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺘﻠﻭﻴﻥ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ.
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻜﻼﻤﹰﺎ ـ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻜﺎﻤل ـ ﺤﺘﻰ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻭﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺠﻤﺎل ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﻟﻐﺘﻬﺎ ﻭﻤﻭﺴﻴﻘﻴﺔ ﻜﻼﻤﻬﺎ).(٢٨
ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﻋﻭﻥ ﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜل ﻋﻨﺼﺭ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.
ﻭﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻭﻥ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ﻴﺩﺭﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﻟﻜل ﻋﻨﺼﺭ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻭﻅﺎﺌﻑ
ﻟﻐﻭﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺒﻌﻀﻬﺎ ،ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺘﻤﺜل ﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻭﻭﻅﻴﻔﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻴﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﻴﺘﺼل ﺒﻬﺎ ﺘﻤﺜل ﺃﺴﺎﺴﻪ ،ﻭﻋﻠﻰ
ﻗﺩﺭ ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺒﻬﺎ ﻭﺠﻭﺩﺘﻬﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﻭﺩﺘﻪ ﻭ ﺭﻗﻴﻪ.
ﻭﻤﻥ ﺜﹶﻡ ﻜﺎﻥ ﻓﻀل ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﺤﺴﻥ ﺒﻴﺎﻨﻬﺎ.
ﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻓﺄﺩﺭﻜﻭﺍ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻭﺃﺜﺭﻩ ﻋﻠﻰ
ﻥﻤ
ﻴﻘﻭل ﺃﺤﺩ ﻤ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ " :ﻭﺒﻘﻲ ﻭﺠﻪ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺃﺩﺍﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻪ
ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻁﻘﻭﺍ ﺒﻪ ،ﻭﺘﻴﺴﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻷﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻜل ﻋﺼﺭ ،ﻭﺇﻥ ﻀﻌﻔﺕ ﺍﻷﺼﻭل ﻭﺍﻀﻁﺭﺒﺕ
ﺍﻟﻔﺭﻭﻉ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻟﻭﻻ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻟﻤﺎ ﻭﺠﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺴﻭﺩ ﻭﻻ ﺃﺤﻤﺭ ﻴﻌﺭﻑ
ﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻭﻻ ﻗﺒل ﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﻁﻕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺄﻟﺴﻨﺘﻬﺎ ،ﻭﻜﻴﻑ ﺘﻘﻴﻡ ﺃﺤﺭﻓﻬﺎ ،ﻭﺘﺤﻘﻕ
ﻤﺨﺎﺭﺠﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻫﺎﺒﻪ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺠﻤﻠﺘﻪ ﺃﻭ ﻋﺎﻤﺘﻪ ،ﻷﻥ ﻤﺒﻨﺎﻩ
)(٢٩
ﻋﻠﻰ ﺃﺠﺭﺍﺱ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻭﺍﺘﺴﺎﻗﻬﺎ ،ﻭﻤﺩﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺅﺩﻯ ﺒﻪ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ.
٢١٧ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻭﻤﻌﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻭﻁﺔ ﺒﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ،ﻭﺒﻘﺩﺭ ﺍﺴـﺘﻴﻔﺎﺀ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ
ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﺘﻜﻤﺎل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﻤﻌﻨﺎﻩ ،ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻌﺒﻴـﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺃ ﻭﻋﻰ،
)(٣٠
ﻓﻭﺼﻭل ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﺃ ﻭﻓﹶﻰ ،ﻭﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﻟﻪ ﺃ ﺭﺠﻰ.
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻫﻭ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ.
ل ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺠﻌل ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻴﺩﻋﻭ ﺭﺒﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ :ﻭﺍﺤﻠل ﻋﻘﺩﺓ ﻤﻥ ﻭﻟﻌ ﱠ
)(٣١
،ﻷﻨﻪ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺃﻥ ﻓﺼﺎﺤﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺒﻴﺎﻨﻪ ﺘﻘﻭﻱ ﻟﺴﺎﻨﻲ ﻴﻔﻘﻬﻭﺍ ﻗﻭﻟﻲ
ل ﻫـﺫﺍ ـ ﺃﻴﻀﹰﺎ ـ ﻤﺎ ﺠﻌﻠﻪ ﻴﻘﻭل :ﻭﺃﺨـﻲ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻫﻭ ﺃﻓﺼـﺢ ﻤﻨﻲ ﺍﻟﺤﺠﺔ .ﻭﻟﻌ ﱠ
)،(٣٣ )(٣٢
ﻷﻥ ﻟﺴـﺎﻨ ﹰﺎ ، ...ﻭﻴﻘﻭل ﺃﻴﻀﹰﺎ :ﻭﻴﻀﻴﻕ ﺼﺩﺭﻱ ﻭﻻ ﻴﻨﻁﻠﻕ ﻟﺴﺎﻨﻲ ...
ﺍﻟﻨﺎﻅﺭ ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻤل ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺯﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﻠﺏ ـ
ﻭﻫﻭ ﺇﺭﺴﺎل ﺃﺨﻴﻪ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻤﻌﻪ ـ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل ﻟﻪ ﺭﺒﻪ ﻤﺸﻴﺭﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻟﻘﺎﺀ
ﺍﻟﺴـــﻠﻴﻡ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ :ﻓﻘﻭﻻ ﻟﻪ ﻗﻭ ﹰﻻ ﻟﻴﻨ ﹰﺎ ﻟﻌﻠﻪ ﻴﺘﺫﻜﺭ ﺃﻭ ﻴﺨﺸﻰ .(٣٤) ﻜﻤﺎ ﺃﻥ
ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺭﺘﺏ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﻼﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﺤﻼل ﺍﻟﻌﻘﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻨﻪ ﻤﻨﺫ
ﺍﻟﺼﻐﺭ ـ ﻓﻼ ﺸﻙ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ).(٣٥
ﻭﻜﺎﻥ ﺭﺍﺌﺩ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺭﺃ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻼ .(٣٦)ﻓﻜﺎﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﺄﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﻤﻌﻴﻥ ﻭﻴﺴﺤﺭﻫﻡ
ﺃﻤﺭﻩ ﺍﷲ ﺒﻬﺎ ...ﻭﺭﺘل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺘﺭﺘﻴ ﹰ
ﺒﺤﺴﻥ ﺃﺩﺍﺌﻪ .
ﺨ ْﹾﻠﺴﺔ ﺒﻌﻀﻬﻡ
ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺸﻭﺍﻫﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﺽ ﺼﻨﺎﺩﻴﺩ ﺍﻟﺸﺭﻙ ﻴﺘﺴﻠﻠﻭﻥ
ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺒﻌﺽ ،ﻴﺫﻫﺒﻭﻥ ﻟﻴﺴﻤﻌﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ .
ﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺼﻔﻪ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻟﻪ ﺤﻼﻭﺓ ﻫﺫﺍ ﻓﻀ ﹰ
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻁﻼﻭﺓ ،ﻓﻼ ﺸﻙ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ـ ﺒﻌﺩ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺘﻨﺎﺴﻕ ﺃﻟﻔﺎﻅ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ـ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ .
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺤﺴﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ،ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻴﻘﻔﻭﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﻫﻭ ﻴﻁﻴل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻴﺸﻌﺭﻭﻥ ﺒﺄﻱ ﻭﻗﺕ ،ﻭﻻ ﺒﺄﻱ ﺘﻌﺏ ،ﻓﻠﻘﺩ ﺃﺜﺭ
)(٣٧
ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺭﺃ ﺒﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻭﺴﻭﺭﺓ ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻜﻌﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ.
ﻭﻟﻡ ﻴﻘﻑ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻋﻨﺩ ﺍﻹﻨﺱ ﻓﻘﻁ ،ﺒل ﺘﺨﻁﻰ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻡ ﺁﺨﺭ ﻭﻫﻭ
ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺠﻥ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺴﻤﻌﻭﺍ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﻥ ﻓﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ،ﻓﻠﻡ ﻴﻤﻠﻜﻭﺍ ﺇﺯﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺇﻻ
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢١٨
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻨﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻭﻭﻀﻭﺡ .. :ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ ﺇﻨﺎ ﺴﻤﻌﻨﺎ ﻗﺭﺀﺍﻨ ﹰﺎ ﻋﺠﺒﺎ ﻴﻬﺩﻱ ﺇﻟﻰ
)(٣٨
ﺍﻟﺭﺸﺩ ﻓﺂﻤﻨﺎ ﺒﻪ ﻭﻟﻥ ﻨﺸﺭﻙ ﺒﺭﺒﻨﺎ ﺃﺤﺩﹰﺍ .
ﻓﻘﺒل ﺃﻥ ﻴﺼﻑ ﺍﻟﺠﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﻫﺩﺍﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺸﺩ ﻭﺼﻔﻭﻩ ﺒﺄﻨﻪ ﻋﺠﺏ،
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ـ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻡ :ﻋﺠﺒﹰﺎ ﻓﻲ ﻨﻅﻤﻪ ،ﻭﻓﻲ ﺘﻨﺎﺴﻘﻪ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺴﻥ ﺃﺩﺍﺌﻪ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻨﺎﺱ ﻗﺩ ﺘﻤﺘﻌﻭﺍ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺨﺎﺼﻴﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ
ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯ ،ﺃﻤﺜﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ،ﻓﻠﻘﺩ ﺭﻭﻯ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ)٨٣٣) (٣٩ﻫـ( ﺒﺴﻨﺩ
ﺼﺤﻴﺢ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺩﻱ ﻗﺎل :ﺼﻠﻰ ﺒﻨﺎ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺒـ ﻗل ﻫﻭ ﺍﷲ
ﺃﺤﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻤﺩ ﻟﻡ ﻴﻠﺩ ﻭﻟﻡ ﻴﻭﻟﺩ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻪ ﻜﻔﻭﹰﺍ ﺃﺤﺩ (٤٠)ﻓﻭﺍﷲ ﻟﻭﺩﺩﺕ
ﺃﻨﻪ ﻗﺭﺃ ﺒﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻤﻥ ﺤﺴﻥ ﺼﻭﺘﻪ ﻭﺘﺭﺘﻴﻠﻪ.
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎل ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ " : ﻤﻥ ﺃﺤﺏ ﺃﻥ ﻴﻘﺭﺃ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻏﻀﹰﺎ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﻓﻠﻴﻘﺭﺃ
ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﺒﻥ ﺃﻡ ﻋﺒﺩ " ،ﻴﻌﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺴـﻌﻭﺩ ،ﻭﻜـﺎﻥ ـ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ
ـ ﻗﺩ ﺃﻋﻁﻲ ﺤﻅﹰﺎ ﻋﻅﻴﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﺘﺠﻭﻴﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻭﺘﺭﺘﻴﻠﻪ.
ﻭﻨﺎﻫﻴﻙ ﺒﺭﺠل ﺃﺤﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﻴﺴـﻤﻊ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ﻤﻨﻪ .ﻴﺭﻭﻯ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل ﻻﺒﻥ
ﻤﺴﻌﻭﺩ :ﺍﻗﺭﺃ ﻋﻠﻲ ،ﻗﻠﺕ :ﺃﻗﺭﺃ ﻋﻠﻴﻙ ﻭﻋﻠﻴﻙ ﺃﻨﺯل؟! ،ﻗﺎل :ﺍﻗﺭﺃ ﻓﺈﻨﻲ ﺃﺤﺏ ﺃﻥ ﺃﺴﻤﻌﻪ
ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻱ ،ﻓﻘﺭﺃﺕ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴــﺎﺀ ﺤﺘـﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﺘﻴﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻓﻜﻴﻑ ﺇﺫﺍ ﺠﺌﻨﺎ
ﻤﻥ ﻜل ﺃﻤﺔ ﺒﺸﻬﻴﺩ ﻭﺠﺌﻨﺎ ﺒﻙ ﻋﻠﻰ ﻫﺅﻻﺀ ﺸﻬﻴﺩﹰﺍ (٤١) ﻗﺎل :ﺤﺴﺒﻙ ﺍﻵﻥ ،ﻓﺎﻟﺘﻔﺕ ﺇﻟﻴﻪ
ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺘﺫﺭﻓﺎﻥ " ).(٤٢
ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺃﻥ ﻴﺴﻤﻊ ﻤﻨﻬﻡ :ﺃُﺒ
ﻲ ﺒﻥ ﻜﻌﺏ ،ﻭﻤﻌﺎﺫ ﺒﻥ ﺠﺒل،
ﻭﺴﺎﻟﻡ ﻤﻭﻟﻰ ﺃﺒﻲ ﺤﺫﻴﻔﺔ.
ﻴﺭﻭﻱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺒﺎﺏ " ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ : " ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺤﻔﺹ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ،
ﻥ ﺤﺩﺜﻨﺎ ﺸﻌﺒﺔ ﻋﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻥ ﻤﺴـﺭﻭﻕ " :ﺫﻜﺭ ﻋﺒ ُﺩ ﺍﷲ ﺒ ُ
ﻥ ﻋﻤﺭ ﻋﺒ ﺩ ﺍﷲ ﺒ
ﻤﺴﻌﻭﺩ ﻓﻘﺎل :ﻻ ﺃﺯﺍل ﺃﺤﺒﻪ ،ﺴﻤﻌﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻴﻘﻭل :ﺨﺫﻭﺍ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻋﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ :ﻋﻥ
ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ،ﻭﺴﺎﻟﻡ ،ﻭﻤﻌﺎﺫ ،ﻭﺃﺒﻲ ﺒﻥ ﻜﻌﺏ " ).(٤٣
ﻭﻻ ﻴﻘﻑ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻓﻘﻁ ،ﺒل ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺫﻟﻙ ﺒﺤﺴﻥ
ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺃﻴﻀﹰﺎ ،ﻴﺅﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺫﻜﺭﻩ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ :ﻭﻟﻘﺩ ﺃﺩﺭﻜﻨﺎ ﻤﻥ ﺸﻴﻭﺨﻨﺎ ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻪ
ﺤﺴﻥ ﺼﻭﺕ ،ﻭﻻ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻟﻪ ﺒﺎﻷﻟﺤﺎﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﺠﻴﺩ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻔﻅ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻗﺭﺃ
ﺃﻁﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﻭﺃﺨﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺒﺎﻟﻤﺠﺎﻤﻊ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻴﺯﺩﺤﻤﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻴﺠﺘﻤﻌﻭﻥ ﻋﻠﻰ
٢١٩ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢٢٠
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺨﻁﺒﺘﻪ ﻤﻭﺤﻴﺔ ﺘﻭﻟﹼﺩ ﻓﻴﻬﻡ ﺃﻓﻜﺎﺭﺍ ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﻭﺘﻭﻗﻅ
ﻋﻭﺍﻁﻔﻬﻡ ،ﻭﺘﻭﺠﻪ ﻤﺸﺎﻋﺭﻫﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺇﻻ ﻤﻊ ﺍﻹﻟﻘﺎﺀ
ﺍﻟﺠﻴﺩ ﺍﻟﻤﺜﻴﺭ).(٤٨
ﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ :ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻷﺩﺍﺀ:
ﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﻗﺭﺁﻨﻴﺎ ﺃﻡ ﺸﻌﺭﻴﺎ ﺃﻡ
ﺨﻁﺎﺒﻴﺎ ...ﺃﻡ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ـ ﻴﺠﻌل ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ .ﻭﻗﺩ ﺘﻭﻓﺭ ﻟﻬﺫﺍ
ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺭﺠﺎل ﻤﺨﻠﺼﻭﻥ ﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﺠﻬﻭﺩ ﺒﻨﺎﺀﺓ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻨﻬﻭﺽ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻟﺩﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﺒﻥ
ﺃﺤﻤﺩ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻠﻴل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﺤﺘﻰ ﻋﺼﺭﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻰ .ﻓﻘﺩ ﻗﺩﻡ ﻫﻭﻻﺀ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻟﻠﻨﻬﻭﺽ ﺒﺎﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻡ ﺘﺄﺕ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺒﻬﻡ).(٤٩
ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ )ﺕ ١٧٥ﻫـ( ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺩﺍﺭﺴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ،ﻴﺤﺩﺩ ﻓﻴﻬﺎ
ﻤﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺒﺩﻗﺔ ﻭ ﺘﺤﺭ ﻟﻡ ﻴﺸﻬﺩ ﻟﻬﻤﺎ ﻤﺜﻴل ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﻤﻌﺠﻤﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴل
"ﺍﻟﻌﻴﻥ" ﻭﻤﺎ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﺇﻻ ﺇﻴﻀﺎﺡ ﻤﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ،ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺼﻔﺎﺘﻬﺎ
ﻼ
ﺘﺤﺩﻴﺩﹰﺍ ﺴﻠﻴﻤﹰﺎ ...ﺜﻡ ﻗﺎﻡ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﺘﻠﻤﻴﺫﻩ ﺍﻟﻨﺠﻴﺏ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ )ﺕ١٨٠ﻫـ( ﻓﻘﺩ ﻋﻘﺩ ﺒﺎﺒﹰﺎ ﻜﺎﻤ ﹰ
ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ " ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ " ﺍﻹﺩﻏﺎﻡ" ﺒﻴﻥ ﻓﻴﻪ ﻤﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻭﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ...
ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ )٢٥٥ﻫـ( ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ" ﻋﻥ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴل ،ﻟﻜﻨﻪ
ﻜﺎﻥ ﻤﻤﺎ ﻴﺨﺩﻡ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺤﺩﺩ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺘﺼﻕ ﺒﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺘﻌﺠﺯﻩ ﻋﻥ ﺃﻥ
ﻴﺄﺘﻲ ﺒﺎﻷﺩﺍﺀ ﺴﻠﻴﻤﺎﹰ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ) ﺍﻟﻠﺜﻐﺔ ،ﺍﻟﺭﺘﺔ ،ﺍﻟﻌﺠﻤﺔ ...ﺇﻟﺦ ( .ﺜﻡ ﻗﺎﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺭﺍﻓﻲ )ﺕ٣٦٨ﻫـ( ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ " ﺇﺩﻏﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ " ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻤﺎ ﻴﺨﺩﻡ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺃﻴﻀﹰﺎ.
ﻭﻜﺫﺍ ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ )٣٩٢ﻫـ( ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ " ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ" ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻘﺩﻩ ﻋﻥ
ﻼ ﻋﻥ
ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ " ﺴﺭ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ " ﻓﻘﺩ ﻋﻘﺩ ﺒﺎﺒﹰﺎ ﻜﺎﻤ ﹰ
ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﺤﺔ ﻭﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺴﻨﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻷﺩﺍﺀ ،ﻷﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺎﺕ
ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺨﺭﻭﺝ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻤﻥ ﻤﺨﺎﺭﺠﻬﺎ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻜﻰ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ )٤٣٧ﻫـ( ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ " ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ
ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ " ،ﻤﺘﻤﺘﻌﹰﺎ ﺒﺎﻷﺼﺎﻟﺔ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻋﻪ ،ﻭﻤﺘﻔﺭﺩﹰﺍ ﻓﻲ ﻫﺩﻓﻪ
ﻭﻤﻨﻬﺠﻪ ،ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ /ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ :ﺭﺃﻴﺕ ﻓﻴﻪ ﺃﻭل ﻋﻤل ﻋﻠﻤﻲ ،ﻴﺠﻤﻊ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻓﻴﻪ
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ،ﻤﻀﻴﻔﺎ ً ﺇﻟﻰ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺘﺠﺎﺭﺒﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﺩﻋﻤﻪ ﻭﻴﺅﻴﺩﻩ ).(٥٠
٢٢١ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﺩﻡ ﺒﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺩﺍﻨﻲ )٤٤٤ﻫـ( ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ " ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺘﻘﺎﻥ
ﺴ ﺩ ﻤﻥ
ﻭﺍﻟﺘﺴﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺼﻨﻌﺔ ﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ " ﺨﻴﺭ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭﻓﻕ ﻭﺃ
ﻨﻅﺭﺓ ﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺘﺼل ﺒﺎﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻜﺎﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴل
ﻭﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ.
ﺜﻡ ﻗﺎﻡ ﺍﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻔﺎﺠﻲ )٤٦٩ﻫـ( ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ " ﺴﺭ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ" ﺒﻌﻤل ﻴﺸﺒﻪ ﻤﺎ ﻗﺎﻡ
ﺒﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﻭ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺒﻼﻏﻲ.
ﺜﻡ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻷﻭﻓـﺭ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺍﻷﻗﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺠﻠﻴل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﺒﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ )٨٣٣ﻫـ( ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ " ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ " ﻓﻘﺩ ﻋﻘﺩ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻋﻥ
ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ،ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻋﻰ ﻓﻲ ﻜل ﺤﺭﻑ ،ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺒﺘﻌﺩ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ
ﺨﺩﻤﺔ ﺠﻠﻴﻠﺔ ﻟﻸﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺃﻴﻀﹰﺎ.
ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﻗﺩ ﺘﻘﺎﺼﺭﺕ ﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ﻴﻘﻭل" :
ﺇﻻ ﺃﻨﻨﺎ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺍﻟﻬﻤﻡ ﻗﺩ ﺘﻘﺎﺼﺭﺕ ﻭﻨﻔﻕ ﺴﻭﻕ ﺍﻟﺠﻬل ،ﻓﻠﻬﺫﺍ ﺒﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻤﻐﻠﻘﹰﺎ " )،(٥١
ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ .ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻤﻘﺼﻭﺭ
ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻟﺩﻴﻨﺎ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻫﻤﻡ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ.
"ﻭﻗﺩ ﻋﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ـ ﺒﻤﺎ ﺃﺴـﻌﻑ ﻤﻥ ﻤﺨﺘﺭﻋﺎﺕ ﺤﺩﻴﺜﺔ ـ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻔﻥ:
ﻓﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺭﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴـﻤﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ،ﻭﻭﺼﻔﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ
ﻭﺍﻟﻤﻘــﺭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻔل ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺍﻟﺼﺤـﻴﺢ ،ﻭﺃﻨﺸﺌﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤل ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﻬﺊ ﻟﻠﺩﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻨﺎﻁﻕ ﺃﻓﻀل ﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ،ﻭﺍﻓﺘﺘﺤﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩ ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻔﻨﻭﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﺃﺼﺒﺢ ﻟﻌﻼﺝ ﺃﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﻌﺎﻫﺩ ﻭﺃﻗﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ
ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﻭﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻭﻋﻘﺩﺕ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﻟﺒﺤﺙ ﻤﺎ ﻴﺠﺩ ﻤﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎ
ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ").(٥٢
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴــﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺃﺴﺘﺎﺫﻨﺎ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ /ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ﺤـﻭل ﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ" ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ " ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ﻟﻠﺠﺎﺤﻅ " ﻀﻤﻥ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺩﻡ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩل ـ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻨﻅﺭﺍﺌﻬﺎ ـ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ ﺒﻘﻀﻴﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﺃﻥ ﻨﻘﻭل :ﻟﻘﺩ ﻋﺭﻑ ﺃﺴـﻼﻓﻨﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻗﺩﺭﻩ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻓﺯ ﻟﻬﺫﺍ
ﻜﻠﻪ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﺤﻤﻪ ﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻬﻡ.
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢٢٢
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﻓﻘﺩ ﻨﻅﻡ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻭﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﺴﺘﻘﻭﻫﺎ ﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﺍﺒﻥ
ﺃﺤﻤﺩ ﻭﺘﻼﻤﻴﺫﻩ ،ﻭﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻭﺃﻟﻔﻭﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ،ﻤﻨﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻁﻭل ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺭ ،ﻤﻨﻬﺎ ﻴﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﻴﻑ ﻴﺅﺩﻭﻥ ﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﺩﺍﺀ
ﺼﺤﻴﺤﹰﺎ ﻻ ﻋﻭﺝ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺍﻨﺤﺭﺍﻑ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻀﺎﻓﻭﺍ ﺯﻴﺎﺩﺍﺕ ﻭﺘﻔﺼﻴﻼﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻭﺃﺤﻜﺎﻤﹰﺎ ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺒﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻤﻤﺎ
ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﺒﻌﺩﻫﺎ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﻕ.
ﻭﻗﺩ ﺴﻌﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻭﺼﻑ ﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ،
ﻓﺴﺠﻠﻭﺍ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺼﻭﺘﻴﺔ ﺘﻨﻔﺭﺩ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ،ﻭﻭﻀﻌﻭﺍ ﺭﻤﻭﺯﺍ ﻜﺘﺎﺒﻴﺔ ﺘﻤﺜل ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ).(٥٣
ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻭﺘـﻲ ﺒﻴﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﻭﺩﺓ ﻭﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ
ﺃﻭ ﹰﻻ :ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻴﺩ :
ﻟﻘﺩ ﺍﻫﺘﺩﻯ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺓ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺘﺠﻌل ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺠﻴﺩﺍ ،ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺯﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ
ﺨﺭﺝ ﺃﺩﺍﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺘﻐﺎﺓ ،ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻤﺘﻤﻴﺯﺍ.
ﻨﺘﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻵﺘﻴﺔ:
ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ )٢٥٥ﻫـ( ـ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ـ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺠﻪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ..." :ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ
ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻭﺴـﻴﺎﺴﺔ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻭﺭﻴﺎﻀﺔ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻵﻟﺔ ﻭﺇﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ،
ﻭﺇﻟﻰ ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ،ﻭﺠﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ،ﻭﺘﻜﻤﻴل ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ،ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻭﺯﻥ.
ﻭﺃﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻼﻭﺓ ﻭﺍﻟﻁﻼﻭﺓ ﻜﺤﺎﺠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺯﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻔﺨﺎﻤﺔ ،ﻭﺇﻥ ﺫﻟﻙ
ﻤﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﺘﺴﺘﻤﺎل ﺒﻪ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ،ﻭﺘﻨﺜﻨﻲ ﺒﻪ ﺍﻷﻋﻨﺎﻕ ،ﻭﺘﺯﻴﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ").(٥٤
" ﻭﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻨﺭﻯ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻴﺩ ،ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴل ،ﻭﺇﻨﻬﺎ
ﻟﺘﺼﻠﺢ ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻨﻁﻼﻕ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺒﻼﻏﺘﻨﺎ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻡ ﺃﺩﺍﺌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻷﺼﻴل ،ﻋﻨﺩﻤﺎ
ﻨﻔﻜﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭ).(٥٥
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﺩﺍﻨﻲ )٤٤٤ﻫـ( ـ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ـ :
ﺇﻻ ﺭﻴﺎﻀﺔ ﻟﻤﻥ ﺘﺩﺒﺭﻩ ﺒﻔﻜﻪ ﻟﻴﺱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ﻭﺘﺭﻜﻪ
٢٢٣ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻭﻟﻘﺩ ﺼﺩﻕ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺤﻴﻥ ﻋﻘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ :ﻓﻠﻘﺩ ﺼﺩﻕ ﻭﺃﺒﺼﺭ ،ﻭﺃﻭﺠﺯ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﻤﺎ ﻗﺼﺭ ،ﺜﻡ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ )٨٣٣ﻫـ() (٥٦ـ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ـ " :ﻓﺎﻟﺘﺠﻭﻴﺩ
ﻫﻭ ﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ،ﻭﺯﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ،ﻭﻫﻭ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺤﻘﻭﻗﻬﺎ ،ﻭﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ ﻤﺭﺍﺘﺒﻬﺎ ،ﻭﺭﺩ
ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺇﻟﻰ ﻤﺨﺭﺠﻪ ﻭﺃﺼﻠﻪ ،ﻭﺇﻟﺤﺎﻗﻪ ﺒﻨﻅﻴﺭﻩ ،ﻭﺘﺼﺤﻴﺢ ﻟﻔﻅﻪ ،ﻭﺘﻠﻁﻴﻑ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺒﻪ ﻋﻠﻰ
ﺼﻴﻐﺘﻪ ﻭﻜﻤﺎل ﻫﻴﺌﺘﻪ ،ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺇﺴﺭﺍﻑ ﻭﻻ ﺘﻌﺴﻑ ،ﻭﻻ ﺇﻓﺭﺍﻁ ﻭﻻ ﺘﻜﻠﻑ ".
ﺜﻡ ﻴﻘﻭل " :ﻭﻫﺫﻩ ﺴﻨﺔ ﺍﷲ -ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ـ ﻓﻴﻤﻥ ﻴﻘﺭﺃ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻤﺠﻭﺩﹰﺍ ﻤﺼﺤﺤﹰﺎ
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﺯل ،ﺘﻠﺘﺫ ﺍﻷﺴﻤﺎﻉ ﺒﺘﻼﻭﺘﻪ ،ﻭﺘﺨﺸﻊ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻋﻨﺩ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ ،ﺤﺘﻰ ﻴﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﺏ
ﺍﻟﻌﻘﻭل ﻭﻴﺄﺨﺫ ﺒﺎﻷﻟﺒﺎﺏ " .ﻭﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺁﺨﺭ " :ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻡ ﺴﺒﺒﺎ ﻟﺒﻠﻭﻍ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻹﺘﻘﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ،ﻭﻭﺼﻭل ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﺴﺩﻴﺩ ،ﻤﺜل ﺭﻴﺎﻀﺔ ﺍﻷﻟﺴﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻔﻅ
ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻰ ﻤﻥ ﻓﻡ ﺍﻟﻤﺤﺴﻥ ".
ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﺃﺠﻤﻊ ﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ ﺍﻷﺩﺍﺀ ،ﻭﻟﻌل ﺍﻟﺴﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ
ﻴﺩﺭﺱ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻨـﻰ ﺒﺎﻟﻨﺎﺤﻴـﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ،
ﻓﺠﺎﺀ ﻨﺼﻪ ﺃﻭﺴﻊ ﺩﺍﺌﺭﺓ ،ﺒﺨـﻼﻑ ﺼـﺎﺤﺒﻴﻪ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﺎ ﻴﺨﺼﺎﻥ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ،
ﺇﺫ ﻫﻤﺎ ﻤﻌﻨﻴﺎﻥ ﺒﺎﻷﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ.
ﻭﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻴﺩ ﻟﻪ ﻋﺩﺓ ﻭﺴﺎﺌل ﻨﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺜﻨﺘﻴﻥ ﻤﻨﻬﺎ:
ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﻫﻲ :ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻭﺘﺒﻴﻥ ﻤﺭﺍﺘﺒﻬﺎ .ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ ﻭﻫﻲ:
ﺭﻴﺎﻀﺔ ﺍﻷﻟﺴﻥ.
ﺃﻤﺎ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻴﺩ ﻓﻨﺫﻜﺭ ﻤﻨﻬﺎ:
-٢ﺠﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ. -١ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ.
-٤ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻭﺯﻥ. -٣ﺘﻜﻤﻴل ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ.
-٦ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ. -٥ﺍﻟﻬﺩﻭﺀ ﻭﺍﻟﺘﻤﻬل.
)(٥٧
ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻭﺘﺒﻴﻥ ﻤﺭﺍﺘﺒﻬﺎ:
ﻟﻜل ﺤﺭﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ،ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺨﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺭﻗﻴﻕ...
ﻭﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻁﻐﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ،ﻓﺫﻟﻙ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺠﻤﺎل ﺍﻷﺩﺍﺀ .ﻭﻤﻥ ﺫﻟﻙ
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢٢٤
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﺠﻬﺭ ﺒﻬﺎ ﺼﺎﺭﺕ ﺯﺍﻴﺎ ،ﻭﺍﻟﺼﺎﺩ ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺏ ﺘﻔﺨﻴﻤﻬﺎ ﺼﺎﺭﺕ
ﺴﻴﻨﺎ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﻑ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺄﺨﺫ ﺤﻘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺨﻴﻡ ﺘﺼﻴﺭ ﻗﺎﻓﺎ ..ﻭﻫﻜﺫﺍ...
ﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ :ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺒﻜل ﺤﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺘﻪ ،ﻤﻭﻑ ﺤﻘﻪ،
ﻓﻠﻴﻌﻤل ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺈﺤﻜﺎﻤﻪ ﺤﺎل ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ،ﻷﻨﻪ ﻴﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻤﺎﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻹﻓﺭﺍﺩ،
ﻭﺫﻟﻙ ﻅﺎﻫﺭ .ﻓﻜﻡ ﻤﻤﻥ ﻴﺤﺴﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻤﻔﺭﺩﺓ ﻭﻻ ﻴﺤﺴﻨﻬﺎ ﻤﺭﻜﺒﺔ ﺒﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﻴﺠﺎﻭﺭﻫﺎ
ﻤﻥ ﻤﺠﺎﻨﺱ ﻭﻤﻘﺎﺭﺏ ،ﻭﻗﻭﻱ ﻭﻀﻌﻴﻑ ،ﻭﻤﻔﺨﻡ ﻭﻤﺭﻗﻕ ،ﻓﻴﺠﺫﺏ ﺍﻟﻘﻭﻱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ،
ﻭﻴﻐﻠﺏ ﺍﻟﻤﻔﺨﻡ ﺍﻟﻤﺭﻗﻕ).(٥٨
ﺭﻴﺎﻀﺔ ﺍﻷﻟﺴﻥ :
ﺨﺎﺼﻴﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻋﻨﺩ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻷﻥ ﺘﺼﺤﻴﺢ
ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻭﺇﺨﺭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺨﺎﺭﺠﻬﺎ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺭﻴﺎﻀﺔ ﻋﺎﻟﻴـﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﻷﻥ ﺒﻌﺽ
ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻴﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻷﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻔﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ
ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﺜﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺒﺒﻌﺽ .ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻟﺩﻯ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻟﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ.
ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺩﺍﻨﻲ :ﺃﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺴﻤﻊ ﺭﺠﻼ ﻴﻘﺭﺃ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﻴﻭﺴﻑ ... :
ﻟﻴﺴــﺠﻨﻨﻪ ﺤﺘـﻰ ﺤـﻴﻥ (٥٩) ﺒﻠﻔﻅ " ﻋﺘـﻰ ﻋـﻴﻥ " ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻤﺭ :ﻤ
ﻥ ﺃﻗﺭﺃﻜﻬﺎ؟
ﻗﺎل :ﺃﻗﺭﺃﻨﻴﻬﺎ ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ،ﻓﻜﺘﺏ ﻋﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ : ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻙ ..ﺃﻤﺎ
ﺒﻌﺩ :ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺃﻨﺯل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﺠﻌﻠﻪ ﻟﺴﺎﻨﹰﺎ ﻋﺭﺒﻴﹰﺎ ﻤﺒﻴﻨﹰﺎ ،ﻭﺃﻨﺯﻟﻪ ﺒﻠﻐﺔ ﻗﺭﻴﺵ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺠﺎﺀﻙ
)(٦٠
ﻜﺘﺎﺒﻲ ﻫﺫﺍ ﻓﺄﻗﺭﺉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻠﻐﺔ ﻗﺭﻴﺵ ،ﻭﻻ ﺘﻘﺭﺌﻬﻡ ﺒﻠﻐﺔ ﻫﺫﻴل "
ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺫﻟﻙ " ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﺘﻤﺜل ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻭﺴﻁﻰ ﻤﻥ ﻤﺭﺍﺤل
ﺘﻁﻭﺭ ﻜﻠﻤﺔ "ﺤﺘﻰ" ﻭﺍﻷﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﻘﺵ ﺍﻟﻨﻤﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
"ﻋﻜﺩﻯ" ،ﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﺩﺍل ﺍﻟﻤﺠﻬﻭﺭﺓ ﺘﺎﺀ ﻤﻬﻤﻭﺴﺔ ﻟﺘﻨﺎﺴﺏ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺍﻟﻤﻬﻤﻭﺴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ) (Assimilationﻓﺼﺎﺭﺕ "ﻋﻜﺘﻰ" ﺜﻡ ﻗﻠﺒﺕ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺘﺎﺀ ﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺘﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻬﻤﺱ ﻭﺍﻟﺸﺩﺓ ،ﺜﻡ ﺍﺩﻏﻤﺕ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻓﺼﺎﺭﺕ "ﻋﺘﻰ".
ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻬﺠﺔ "ﻫﺫﻴل" ﻭﺒﻬﺎ ﻗﺭﺃ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ "ﻋﺘﻰ ﺤﻴﻥ"
ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻟﻬﺠﺔ ﻗﺭﻴﺵ ﻓﻘﺩ ﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭﺭﺓ ﺤﺎﺀ
ﻤﻬﻤﻭﺴﺔ ،ﻟﻜﻲ ﺘﻨﺎﺴﺏ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻤﻭﺴﺔ ") .(٦١ﻭﻟﻡ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﺒﺎﻟﺭﻴﺎﻀﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ
ﻓﻘﻁ ،ﺒل ﺘﻌﺩﻯ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴُﻌﻭﺩﻭﻥ ﻤﻥ ﻴﻘﺭﺃ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﻴﺎﻀﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ.
٢٢٥ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻭﻗﻑ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺤﻤﺯﺓ ﻓﻘﺎل :ﻴﺎ ﺃﺒﺎ ﻋﻤﺎﺭﺓ :ﻤﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﻤﺯ ﻭﺍﻟﻤﺩ ﻭﺍﻟﻘﻁﻊ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ
؟ ﻓﻘﺎل :ﻴﺎ ﺃﺒﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻫﺫﻩ ﺭﻴﺎﻀﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﻠﻡ ،ﻗﺎل :ﺼﺩﻗﺕ ).(٦٢
ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ ـ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ـ ﺭﺍﺌﺩﹰﺍ ﺤﻘﻴﻘﻴﹰﺎ ﻷﺌﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻋﺭﻓﻭﺍ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﻭﺘﻤﺭﻴﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﻋﻠﻰ ﻀﺒﻁﻪ ﻭﺇﺤﻜﺎﻤﻪ ،ﻴﻘﻭل ﻓﻲ
ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ" :ﻓﻨﻘل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻁﻨﺔ ﻭﺩﺭﺍﻴﺔ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﻨﻪ ﺴﻤﺎﻋﹰﺎ ﻭﺭﻭﺍﻴﺔ ..ﻗﺎل :ﻓﺎﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻟﻬﺎ
).(٦٣
ﻨﻘﻠﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻀﺒﻁﻬﺎ ﻭﻋﻠﻤﻬﺎ" ...
ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ :
ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺎﻕ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺠﺯﺌﻴﺔ ،ﻤﺜﺎل ﺍﻷﻭل:
ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺒﺎﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭﻴﺔ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻤﺜل ﺍﻟﺴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺯﺍﻱ ﻭﻨﺤﻭﻫﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺭﺨﻭﺓ.
ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺎﻕ ﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻴﻥ ،ﺒﺤﻴﺙ
ﺘﻜﻭﻥ ﺭﺨﻭﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺸﺩﻴﺩﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺎﺌﻌﺔ
)ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁﺔ( ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﻴﻡ ﻭﺍﻟﺭﺍﺀ.
ﻭﻗﺩ ﺃﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ﺤﺭﻑ ﺍﻟﻌﻴﻥ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻀﺎﻑ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ
ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ ﺃﺤﺭﻑ ﺍﻟﻤﺩ )ﺍﻟﻭﺍﻭ ﻭﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻟﻑ( ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻬﻡ "ﻟﻡ
)(٦٤
ﻴﺭﻭﻋﻨﺎ"
ﺃﻤﺎ ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ﻓﺘﻌﻨﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﺏ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ،ﻭﺨﺭﻭﺝ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻤﻥ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﺘﻘﻁﻴﻊ ﻭﺍﻟﻨﻁﻕ ﺩﻭﻥ ﺘﻌﺜﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺼﺒﻴﺔ.
ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺴﻬل ﺍﻟﻤﺨﺎﺭﺝ ،ﻴﻭﻓﻕ ﺒﻴﻥ ﺘﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻻ
ﻴﻁﻐﻰ ﻋﻀﻭ ﻋﻠﻰ ﻋﻀﻭ ﻓﻲ ﺘﺤﺭﻜﺎﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺤﺭﻜﺎﺕ ﺤﺎل ﺍﻟﻨﻁﻕ ،ﻓﻲ
ﺘﻭﺍﻓﻕ ﻭﺘﻼﺅﻡ ﻭﺍﻨﺴﺠﺎﻡ ﺘﺎﻡ ـ ﺨﺭﺝ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺤﻠﻭﺍ ﺠﻤﻴﻼ ﻟﻪ ﺭﻭﻨﻕ ﻭﺒﻬﺎﺀ ،ﻭﻴﺴﻬﻡ ﺒﺩﻭﺭ
ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ.
ﻭﻗﺩ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﺭﺴـﻭل ﺒﻘﻭﻟﻪ :ﻟﻡ ﻴﺴـﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻜﻼﻡ ـ ﻗﻁ ـ
ﺃﻋـﻡ ﻨﻔﻌﹰﺎ ،ﻭﻻ ﺃﻗﺼﺩ ﻟﻔﻅﹰﺎ ،ﻭﻻ ﺃﻋﺩل ﻭﺯﻨﹰﺎ ،ﻭﻻ ﺃﺠﻤل ﻤﺫﻫﺒﹰﺎ ،ﻭﻻ ﺃﻜﺭﻡ ﻤﻁﻠﺒﹰﺎ ،ﻭﻻ
ﺃﺤﺴﻥ ﻤﻭﻀﻌﹰﺎ ،ﻭﻻ ﺃﺴـﻬل ﻤﺨﺭﺠﹰﺎ ،ﻭﻻ ﺃﻓﺼـﺢ ﻤﻌﻨﻰ ،ﻭﻻ ﺃﺒﻴﻥ ﻓﺤﻭﻯ ـ ﻤﻥ
ﻜﻼﻤﻪ .(٦٥) "
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢٢٦
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﻭﻤﺎ ﺍﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻤﻥ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺇﻻ ﻷﻨﻬﻡ ﻗﺩ ﺘﻤﺘﻌﻭﺍ ﺒﺨﺎﺼﻴﺔ ﺴﻬﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ،ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻴﺠﺘﻤﻌﻭﻥ ﺤﻭل ﻤﺘﻜﻠﻑ ﻤﺘﺼﻨﻊ ﻤﺘﻌﺴﺭ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ.
ﺠﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ:
ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﺘﻜﺴﺒﻪ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ
ﺘﺤﺱ ﺒﻪ ﺍﻷﺫﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻭﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻨﻐﻤﺔ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ
ﺍﻟﺤﺩﺓ ﺍﻟﺯﺍﺌﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻠﻅﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺭﻫﺔ.
ﻭﻤﻥ ﺜﹶﻡ ﻜﺎﻥ ﻟﺯﺍﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺴﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ،ﻓﻼ ﻴﺄﺘﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻀﻌﻴﻔﹰﺎ ﺨﺎﻓﺘﺎﹰ ،ﺘﺘﻌﺏ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁﻪ ،ﺃﻭ ﺸﺩﻴﺩﹰﺍ ﺼﺎﺭﺨﹰﺎ ﺘﺘﺄﻟﻡ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻤﻥ ﻁﺭﻗﺎﺘﻪ.
ﻜﺫﻟﻙ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻁﺒﻘﺔ ﺼﻭﺘﻪ ﻭﺩﺭﺠﺔ ﺤﺩﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﻼﺌﻡ ،ﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ
ﺍﻟﻐﻠﻅﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﺤﺔ ،ﻭﺍﻟﺭﻓﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻔﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻵﺫﺍﻥ.
ﺇﻥ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺩﻭﺩ ﺇﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ـ ﻴُﻌ ﺩ ﻋﻴﺒﹰﺎ
ﺨﻁﻴﺭﹰﺍ ﻴﺸﻭﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺍﺴﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﺤﺘﻰ ﻋﺩﻩ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻟﻭﻨﹰﺎ
ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ .ﻭﻋﺩﻩ ﺒﻌﺽ ﺁﺨﺭ ﻟﻭﻨﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﻋﻥ ﺍﻷﺩﻟﺔ
ﻭﺍﻟﺒﺭﺍﻫﻴﻥ .ﻜﻤﺎ ﻋﺩﻩ ﺒﻌﺽ ﺜﺎﻟﺙ ﺘﻌﺒﻴﺭﹰﺍ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ ،ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻨﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ
)(٦٦
ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ،ﻭﺒﻴﻥ ﺤﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﻟﺘﺨﺭﺝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﺤﻤﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤﺸﺎﻋﺭ
ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ) " : (٦٧ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻤﺩﺤﻭﻥ ﺍﻟﺠﻬﻴﺭ ﺍﻟﺼﻭﺕ ،ﻭﻴﺫﻤﻭﻥ ﺍﻟﻀﺌﻴل ﺍﻟﺼﻭﺕ،
ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺘﺸﺎﺩﻗﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﻤﺩﺤﻭﺍ ﺴﻌﺔ ﺍﻟﻔﻡ ،ﻭﺫﻤﻭﺍ ﺼﻐﺭ ﺍﻟﻔﻡ " ...ﺒل ﺇﻨﻪ ﻟﻴﺭﻭﻯ ﺃﻥ
ﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎل ،ﻓﻘﺩ ﻗﻴل ﻷﻋﺭﺍﺒﻲ :ﻤﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎل؟ ﻗﺎل " :ﻁﻭل ﺍﻟﻘﺎﻤﺔ ،ﻭﻀﺨﻡ
ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ،ﻭﺭﺤﺏ ﺍﻟﺸﺩﻕ ،ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﺼﻭﺕ ".
).(٦٨
ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺭﻭﻥ ﺠﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻭﺸﺩﺘﻪ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺭﻴﺎﺴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻑ
ﺘﻜﻤﻴل ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ:
ﻴﻘﻭل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ :ﺘﺫﻜﺭﻨﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺒﻤﺎ ﺸﺎﻉ ﻓﻲ ﺃﻭﺴﺎﻁﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﻭﻟﻬﻡ :
ﺘﺠﻭﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ.
ﻭﻜﺄﻥ ﺸﻴﺨﻨﺎ ـ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ـ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻴﺩ ﻻ ﻴﺘﻤﺎﻥ ﺒﻤﺠﺭﺩ
ﻨﻁﻕ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻨﻁﻘﺎ ﺭﺒﻤﺎ ﻤﻊ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺹ ﻴﻐﺘﻔﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ،ﻭﻴﺘﺴﺎﻤﺢ ﻓﻴﻪ
٢٢٧ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟـﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻋﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺒﺔ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺘﻤﺎﻥ ﻭﻴﺘﺤﻘﻘﺎﻥ
ﺒﺎﻟﺘﻜﻤﻴل ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ﻭﺇﻋﻁﺎﺀ ﻜل ﺤﺭﻑ ﺤﻘﻪ ﻭﻤﺴﺘﺤﻘﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﻤﻥ ﺴﻤﻭﺍ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺒﺄﻫل
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ".
ﻗﺩ ﻭﻀﻌﻭﺍ ﺍﻷﻨﻤﺎﻁ ﻟﻜل ﺤﺭﻑ ﻤﻥ ﺤﺭﻭﻑ ﻫﺫﻩ ﺇﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﻴﺘﺼﻑ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺕ ،ﻭﻤﺎ ﺘﻘﺘﻀﻴﻪ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﺒﻴﻨﻭﺍ ﻤﺨﺭﺝ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻤﺎ
ﻭﻭﺍﻀﺢ ﺃﻥ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﻜل ﻫﺫﺍ ..ﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻭﺍﻟﺩﻤﺞ ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﻤﻥ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ.
ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺩﻭﺭ ﺤﻭﻟﻪ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻭﺍﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ،ﻭﺘﺭﻗﻰ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ).(٦٩
ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻭﺯﻥ ﻭﺍﻹﻴﻘﺎﻉ :
ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻭﺯﻥ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺘﻌﻨﻲ ﻤﺎ ﻨﺴﻤﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﺭﻓﻨﺎ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺒﺈﻴﻘﺎﻉ
ﺍﻟﻜﻼﻡ) ،(٧٠ﻭﻨﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ
ﺃﺤﺩﺍﺙ ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ﻭﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻤﺘﻜﺭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺘﻅﻤﺔ ﺘﺨﺘﻠﻑ ـ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ـ ﻓﻲ
ﻨﻭﻋﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺘﺭﺠﻊ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺒﺭ ،ﻭﺘﺯﻤﻴﻥ ،ﻭﺘﻨﻐﻴﻡ ،ﻭﺘﻠﻭﻴﻥ.
ﻭﻓﻲ ﺃﺤﻴﺎﻥ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺕ ﻭﺇﺨﺭﺍﺝ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺇﻟﻰ
ﻗﻁﻊ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻭﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺴﻜﺘﺎﺕ ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺠﻤﻴﻌﹰﺎ ـ ﺘﻘﺭﻴﺒﹰﺎ ـ ﻴﺤﺴﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ﻭﻴﻠﻤﺴﻭﻨﻪ ﺒﺼﻭﺭﺓ
ﻼ ﻤﻨﻬﻡ ﻴﺩﺭﻜﻭﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ﻭﺩﻭﺭﻩ
ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺇﻨﺸﺎﺩﻩ ـ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺜﺭ ،ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻭﺯﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺤﻔﻅ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻋﺩﻡ ﻀﻴﺎﻋﻪ.
ﻭﺍﻟﺤﻕ ﺃﻥ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ﺒﻤﺎ ﻴﺒﻌﺙ ﻤﻥ ﺇﺤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﺴﺭﻭﺭ ﻭﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻻﺭﺘﻴﺎﺡ ﻴﻬﻴﺊ ﻟﻠﻤﺘﻜﻠﻡ
ﺘﻨﺯل ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺍﻨﺴﻴﺎﺏ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ).(٧١
ﺍﻟﻬﺩﻭﺀ ﻭﺍﻟﺘﻤﻬل )ﺍﻟﺘﺯﻤﻴﻥ ﻭﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ(:
ﻭﻨﻌﻨﻲ ﺒﻪ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺘﻭﺯﻴﻌﹰﺎ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻴﻨﺎل ﻜل ﺼﻭﺕ ﻤﻥ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻁﻭﻕ ﻤﺎ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻜﻡ ﺯﻤﻨﻲ،
ﻭﺘﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﻁﻭﻕ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻜﻠﻡ.
ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺨﺭﺝ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺃﺩﺍﺀﻩ ﻴﻜـﻭﻥ ﻤﺤل ﺴﺨﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻤﻌﻴﻥ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺒﻴﻥ ،ﻭﻴﺩﺨل ﺒﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﻴﺏ .ﻭﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ
ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺘﺸﻭﻴﻪ ﻟﻠﺤﺭﻭﻑ ﻭﻀﻴﺎﻉ ﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻼﻡ.
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢٢٨
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺩﻭﺍ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﺒﻌﺽ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺯﻤﻴﻥ ﻓﻲ
ﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﻴﺫﻜﺭﻭﻥ ﻤﻥ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺤﺩﺭ ﻭﺘﺩﻭﻴﺭ ﻭﺘﺭﺘﻴل.
ﻭﻟﻌﻠﻬﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﺴﺒﻕ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﺼﻠﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺜﹶﻡ ﻓﻘﺩ ﺍﻜﺘﻔﻭﺍ ﺒﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻬﺩﻭﺀ ﻭﺍﻟﺘﻤﻬل ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﺤﻘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ،ﻭﺘﺭﺸﻴﺢ ﻤﺎ ﻴﻬﺩﻑ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﻁﻕ ،ﻭﻤﻥ ﺜﹶﻡ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻭﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺭﺴﺎﻻﺕ .ﻭﻗﺩ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ .ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭﻗﺭﺁﻨﺎ ﻓﺭﻗﻨﺎﻩ ﻟﺘﻘﺭﺃﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻤﻜﺙ (٧٢) ...ﻭﻗﺎل
ﺠل ﺸﺄﻨﻪ :ﻻ ﺘﺤﺭﻙ ﺒﻪ ﻟﺴﺎﻨﻙ ﻟﺘﻌﺠل ﺒﻪ .(٧٣) ﻭﺍﺘﺒﻌﻪ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ .
ﻫﺫﺍ ﻭﻗﺩ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ـ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ـ ﺼﻔﺎﺕ ﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻤﻨﻬﺎ :ﺍﻟﺤﻼﻭﺓ،
ﻭﺍﻟﻁﻼﻭﺓ ،ﻭﺍﻟﺠﺯﺍﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﺨﺎﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﻁﻼﻗﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﺫﻭﺒﺔ ،ﻭﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﻭﻨﻘﺎﺅﻫﺎ " ﻭﻗﺩ
ﺸﺭﺤﻬﺎ ﺒﺎﺴﺘﻔﺎﻀﺔ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ /ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻘﻴﻡ " ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩ
ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ " ﻓﻠﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺸﺎﺀ).(٧٤
ﻭﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻟﻘﺎﺀ ـ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ /ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺠﻠﻴل ﺸﻠﺒﻲ ـ " ﺃﻥ ﻴﻀﻊ
ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﻨﺼﺏ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴُﻔﻬﻡ ﺴﺎﻤﻌﻴﻪ ﻤﺎ ﻴﻘﻭل ،ﻭﺃﻥ ﻴﺴﺘﻤﻴﻠﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ،
ﻭﻴﻘﻨﻌﻬﻡ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﻴﺒﺩﺃ ﻜﻼﻤﻪ ﺒﻠﻬﺠﺔ ﻫﺎﺩﺌﺔ ﻋﺎﺩﻴﺔ ،ﻟﻬﺠﺔ ﻤﻥ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ
ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﺎ ،ﻟﻴﻔﻬﻡ ﺃﺒﻌﺎﺩﻩ ﻭﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ﻭﻟﻴﻘﺘﻨﻊ ﺒﻪ ،ﺜﻡ ﻟﻴﺤﺒﻪ ﻭﻴﻌﺘﻨﻘﻪ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒﺩﺃ ﺒﻠﻬﺠﺔ ﻤﺘﻜﻠﻡ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺼﻨﻊ ﻴﺠﺩ ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﺼﻭﺘﻪ ﻗﺩ
ﺍﺭﺘﻔﻊ ،ﻭﻨﺒﺭﺍﺘﻪ ﻗﺩ ﺘﻜﻴﻔﺕ ،ﻭﻴﺠﺩ ﺴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺠﺏ ﻭﺍﻟﺩﻫﺸﺔ
ﻭﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ ...ﻭﻤﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ـ ﻗﺩ ﻅﻬﺭﺕ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﹰﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ.
ﻼ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏﻫﺫﺍ ..ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﺃﻥ ﻴﺒﺩﺃ ﺨﻁﺒﺘﻪ ﺜﺎﺌﺭﹰﺍ ﻤﻨﻔﻌ ﹰ
ﺃﻥ ﻴﻅل ﻋﻠﻰ ﻨﺒﺭﺍﺕ ﺭﺘﻴﺒﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﺃﻭ ﻗﻁﻌﹰﺎ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻔﻌﺎل ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﺒﻤﺎ ﻴﻘﻭل،
).(٧٥
ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺘﻔﺘﺭ ﺍﻟﺨﻁﺒﺔ ﺇﻟﻘﺎ ًﺀ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﺍ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻜﺭﺭﺓ ﻻ ﺃﺜﺭ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ"
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻤﻥ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻷﺩﺍﺀ :
ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻴﻭﺏ ﺘﻌﺘﺭﻱ ﺍﻷﺩﺍﺀ ،ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻋﻀﻭﻴﺔ ،ﻟﻭﺠﻭﺩ ﻋﻠﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻜﻼﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﻌﻲ ﺃﻭ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺦ .ﺃﻭ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻨﻔﺴﻴﺔ ...ﺇﻟﺦ ،ﻭﺃﻫل
ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻫﻡ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ).(٧٦
٢٢٩ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻭﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻏﻴﺭ ﻋﻀﻭﻴﺔ ،ﻤﺜل :ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻁﺌﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ
ﺍﻟﻠﺼﻴﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﺘﺤﺩﺙ ،ﻭﻨﻘﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐﺭ ،ﻤﻊ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﻕ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ...ﺇﻟﺦ.
ﻭﻫﻨﺎ ﻴﺘﺭﻜﺯ ﺠﻬﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ﻜل ﻋﻴﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﻕ ،ﻤﻊ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﺴﺒل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻨﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻴﺏ ،ﻤﻥ ﺨﻼل
ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ ﺒﺴﺒل ﺸﺘﻰ.
ﻭﻗﺩ ﺃﺴﻬﻡ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﺒﺤﻅ ﻭﺍﻓﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻓﻭﻀﻌﻭﺍ ﺘﺤﺩﻴﺩﹰﺍ ﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﻟﻨﻁﻕ ،ﻜﻤﺎ
ﺃﺸﺎﺭﻭﺍ ـ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﻜﺜﻴﺭﺓ ـ ﺇﻟﻰ ﺴﺒل ﺍﻟﻌﻼﺝ).(٧٧
ﻨﻌﻡ ...ﺍﻟﻌﺭﺏ ـ ﻭﻫﻡ ﺃﻤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻭﺃﻫل ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ـ ﻗﺩ ﺃﺩﺭﻜﻭﺍ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ،ﻭﻋﺭﻓﻭﺍ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ،ﻭﺠﺭﻯ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻬﻡ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ
ﻋﻨﻲ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ،ﻭﺃﻓﺭﺩﻫﺎ ﺒﺎﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ.
ﻭﻗﺩ ﻭﻀﻊ ﻓﻠﻴﺴﻭﻑ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﺒﻭ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﻜﻨﺩﻱ )٢٥٦ﻫـ( ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ " ﺍﻟﻠﺜﻐﺔ "
ﻨﻘل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ /ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ﻭﺼﻔﹰﺎ ﻟﻬﺎ ،ﺜﻡ ﻗﺎل " :ﻭﺘﺩل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﻲ ﺍﻟﻭﻋﻲ
ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻭﺍﻷﺩﺍﺌﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻭﺍﺘﺨﺎﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻙ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﻪ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ
ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺘﻲ ﻟﻠﻐﺔ ") " .(٧٨ﺇﻥ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻜﻨﺩﻱ ﻋﻥ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺤﺩﻴﺙ ﻋﺎﺭﻑ ﻭﺍﺼﻑ
ﻤﻌﻠل ،ﻭﺭﺴﺎﻟﺘﻪ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺏ ﻭﺍﻀﺢ ﻟﻠﹼﺜﻐﺔ ﻭﺴﻭﺍﻫﺎ ﻤﻥ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻟﻨﻁﻕ ").(٧٩
ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ " ﺍﻟﻜﺎﻤل" ﻋﺩﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ،ﻭﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﻬﺎ،
ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻴﻪ ﺒﻬﺎ ،ﻭﺇﺩﺍﺭﻜﻪ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺨﻁﻭﺭﺘﻬﺎ،
ﻭﺤﺭﺼﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﺠﻬﺎ ﻭﺘﻼﻓﻴﻬﺎ.
ﺜﻡ ﻫﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﻴﺤﺩﺩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻸﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ،ﻤﻥ ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺭﺝ
ﻭﺤﺴﻨﻬﺎ ،ﻭﺘﻜﻤﻴل ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻭﺘﺠﻭﻴﺩﻫﺎ ،ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻷﻭﺯﺍﻥ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻭﺤﺩﺍﺕ
ﺍﻟﻨﻁﻘﻴﺔ ﻭﺘﻜﻭﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ
ﺼﻔﺎﺕ ﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﺘﻠﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻊ ،ﻭﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ،ﻭﺘﺤﻠﻭ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻨﺎﻁﻕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ.
ﻓﺈﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﻋﺘﺭﺽ ﺇﺤﺩﻯ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻋﺎﺭﺽ ،ﺃﻭ ﻋﺎﻕ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﻋﺎﺌﻕ ـ ﻋﺩﻩ ﻋﻴﺒﹰﺎ
ﻴﻨﺯل ﺒﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﻴﻤﻨﻊ ﺤﺴﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ،ﻭﻴﺭﻯ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺨﻠﺹ ﻤﻨﻪ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺒﺄﺨﺭﻯ،
)(٨٠
ﺤﺘﻰ ﻴﺼﻔﻭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻭﻴﺒﻘﻰ ﺤﺴﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢٣٠
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺼﺎﺭﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﻭﺃﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﻴﺸﺘﻐل
ﺒﻪ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻰ ،ﻤﺘﻌﺎﻭﻨﹰﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﻊ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ.
ﻭﻋﻨﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺃﻴﻤﺎ ﻋﻨﺎﻴﺔ ،ﻭﺃﺴﻬﻡ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻭﻥ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺘﺸﺨﻴﺹ
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ،ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ،ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻋﻼﺠﻬﺎ ﺒﺎﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ).(٨١
)(٨٢
: ﻭﻨﻭﺠﺯ ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ
-١ﺍﻟﺨﻤﺨﻤﺔ ) ﺍﻟﺨﻨﻑ( :ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ـ ﻫﻨﺎ ـ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻤﺨﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ﻤﻥ
ﺸﺨﺹ ﺃﺨﻨﻑ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ﻟﻪ ﺘﺄﺜﺭﹰﺍ ﺒﻪ ،ﻭﻴﻁﻠﻕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﺒﻬﺎ " ﺍﻷﺨﻥ " ﻻﻨﻪ ﻻ
ﻴﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﺨﻨﺨﻥ ﻓﻲ ﺨﻴﺎﺸﻴﻤﻪ).(٨٣
-٢ﺍﻟﺜﺄﺜﺄﺓ :ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻨﻁﻕ ﺤﺭﻑ ﺍﻟﺴﻴﻥ ،ﺤﻴﺙ ﺘﺨﺭﺝ ﺍﻟﺴﻴﻥ ﺜﺎﺀ ﺃﻭ
ﻻ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻋﻀﻭﻴﺔ ،ﻤﺜل ﺨﻠل ﺍﻨﺘﻅﺎﻡ ﺍﻷﺴﻨﺎﻥ ،ﻓﻌﻼﺠﻬﺎ
ﺸﻴﻨﹰﺎ ﺃﻭ ﺩﺍ ﹰ
)(٨٤
ﻁﺒﻲ.
-٣ﺍﻟﻠﺠﻠﺠﺔ :ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﻤﻌﻘﺩﺓ ﻭﻤﺘﺸﺎﺒﻜﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺜﻘل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﻭﻨﻘﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ،
)(٨٥
ﺤﻴﺙ ﻴﺨﺭﺝ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﺘﻘﻁﻌﹰﺎ ﺒﻼ ﺘﺘﺎﺒﻊ ،ﻭﻋﻼﺠﻬﺎ ﻁﺒﻲ ) ﻨﻔﺴﻲ( ،ﻭﻟﻐﻭﻱ ﺒﺎﻟﺘﺩﺭﻴﺏ" .
ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ) (٨٦ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺠﻠﺠﺔ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺭﺍﺩﻓﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﺘﻬﺘﻬﺔ ،ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻗﺩ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺴﺒﺏ ﻋﻀﻭﻱ ،ﻭﺃﻨﻬﺎ ﻭﻟﻴﺩﺓ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ".
-٤ﺍﻟﻔﺄﻓﺄﺓ :ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺭﺩﺩ ﻓﻲ ﻨﻁﻕ ﺍﻟﻔﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﺘﻜﻠﻡ ـ ﻜﻤﺎ ﻭﺼﻔﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ـ ﻭﻟﻬﺎ
ﻭﺠﻭﻩ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺠﻤﻌﻬﺎ ﻜﻠﻬﺎ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻨﻁﻕ ﺍﻟﻔﺎﺀ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﺭﺩﺩ ﺍﻟﺸﻔﺔ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻻﻟﺘﻘﺎﺀ
ﺒﺎﻷﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ) ،(٨٧ﻭﺒﺎﻟﺘﻤﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻠﻡ ﺤﺎﺫﻕ ﻴﺯﻭل ﻋﻴﺏ ﺍﻟﻔﺄﻓﺄﺓ.
-٥ﺍﻟﺘﻤﺘﻤﺔ :ﻋﻴﺏ ﻓﻲ ﻨﻁﻕ ﺍﻟﺘﺎﺀ ﻨﺎﺸﺊ ﻋﻥ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺒﺎﻟﻠﺜﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ،
ﻭﻟﻠﺘﻤﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻟﻲ ﺠﺎﻨﺏ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻤﻨﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺜﻘل ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﻨﺤﻭ
ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻟﻌﻼﺝ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ.
-٦ﺍﻟﺭﺘﻠﺔ :ﻋﻴﺏ ﻓﻲ ﻨﻁﻕ ﺤﺭﻑ ﺍﻟﺭﺍﺀ ،ﺒﺴﺒﺏ ﻋﺩﻡ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻻﻟﺘﻘﺎﺀ
ﻼ .ﻓﺎﻟﺭﺍﺀ ﻗﺩ ﺘﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺼﻭﺕ ﺃﺨﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻼﻡ ،ﻭﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻠﺜﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﻜﺎﻤ ﹰ
ﺍﻟﻐﻴﻥ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺘﻤﺜل ﺃﺨﻁﺭ ﻋﻴﻭﺏ ﻨﻁﻕ ﺍﻟﺭﺍﺀ .ﻭﻗﺩ ﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﻭﺠﻬﹰﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻓﻲ
ﻜل ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ،ﻜﺄﻥ ﺘﻔﺨﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﺭﻗﻴﻕ ،ﺃﻭ ﺘﻨﻁﻕ ﻤﺘﻜﺭﺭﺓ ،ﻭﻫﻭ ﻋﻴﺏ
ﻨﺎﺸـﺊ ﻋﻥ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺨﺎﻁﺊ ،ﻭﻟﻠﻤﺭﺍﻥ ﻋﻠﻲ ﻴﺩ ﻤﻌﻠﻡ ﺤﺎﺫﻕ ﺠﺎﻨﺏ ﻜﺒﻴﺭ
ﻭﻤﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﻋﻴﻭﺏ ﻨﻁﻕ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﺒﻭﺠﻭﻫﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
٢٣١ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
-٧ﺍﻟﺤﺒﺴﺔ :ﻭﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﻘﻭﻟﻪ " :ﺍﻟﺤﺒﺴﺔ ﺘﻌﺫﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺩ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ").(٨٨
ﻭﻭﺼـﻔﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺜﻘـل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴــﺎﻥ ﻴﻤﻨﻌﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻗﺎل " :ﻓﻲ ﻟﺴــﺎﻨﻪ
ﺤﺒﺴﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻟﺴـﺎﻨﻪ ﺜﻘل ﻴﻤﻨﻌﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ" ) .(٨٩ﺜﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﺃﻥ ﻟﻠﺤﺒﺴﺔ
ﻭﺠﻬﻴﻥ :ﺍﻷﻭل :ﺸﺩﻴﺩﺓ ،ﻓﻴﻁﻭل ﺍﻟﺼﻤﺕ ،ﻭﻴﺘﻌﺜﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﻴﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺎﻁﻊ ﺘﻜﺎﺩ ﻻ
ﺘﻔﻬﻡ .ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺒﺴﻴﻁﺔ ،ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻴﻠﺘﻭﻱ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻻﻟﺘﻭﺍﺀ ﻋﻨﺩ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻜﻼﻡ).(٩٠
-٨ﺍﻟ ﺭﺘﹼﺔ :ﻭﻫﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺯﻤﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻓﻬﻲ ﻜﻤﺎ
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ " :ﺍﻟﺭﺘﺔ ﺒﺎﻟﻀﻡ ﻋﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻗﻠﺔ ﺃﻨﺎﺓ .(٩١)" ...ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺸﻙ ﻓﻴﻪ
ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻷﻨﺎﺓ ﻓﻴﻪ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺁﺜﺎﺭ ﺴﻴﺌﺔ ﺫﻜﺭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﺼﺎﺤﺏ
ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻨﺯﻩ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ).(٩٢
-٩ﺍﻟﻠﻜﻨﺔ :ﻗﺎل ﺼــﺎﺤﺏ ﺍﻟﻠﺴـﺎﻥ " :ﺍﻟﻠﻜﻨـﺔ ﻋﺠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴــﺎﻥ ﻭﻋﻲ "
ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺴﻴﺩﻩ " :ﺍﻷﻟـﻜﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻘﻴﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴــﺔ ﻤﻥ ﻋﺠﻤﺔ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻨﻪ ." ...ﻭﻴﻨﻘل
ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺃﻥ " ﺍﻟﻠﻜﻨﺔ ﺃﻥ ﺘﻌﺘﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻋﺠﻤﻴﺔ ،ﻴﻘﺎل :ﻓﻼﻥ
ﻴﺭﺘﻀﺦ ﻟﻜﻨﺔ ﺭﻭﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﺒﺸﻴﺔ ﺃﻭ ﺴﻨﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺠﻡ") .(٩٣ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ
ﺃﻥ ﺍﻷﻟﻜﻥ ﻴﻨﻁﻕ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻏﻴﺭ ﻋﺭﺒﻴﺔ .ﻓﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﺤﺭﻭﻓﹰﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻨﻁﻘﻪ ـ ﻤﻊ ﺴﻼﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ـ ﻋﻨﺩﻤﺎ
ﺘﺭﻴﺩ ﺍﻟﺘﺤﺭﻙ ﻟﻨﻁﻕ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺘﺫﻫﺏ ﺤﺭﻜﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺘﻌﻭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺘﺤﺭﻜﺎﺕ
ﻟﻨﻁﻕ ﺃﺼﻭﺍﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﻟﻐﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﺼﻭﺘﹰﺎ ﻏﻴﺭ ﻋﺭﺒﻲ ،ﺃﻭ ﺼﻭﺘﹰﺎ
ﻋﺭﺒﻴﹰﺎ ﺁﺨﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ،ﻭﻤﻥ ﺜﹶﻡ ﻴﺤﺩﺙ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ
ﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺒﺎﻟﺘﺩﺍﺨل ،ﻭﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺒﺎﻟﻨﻘل ،ﻭﻜﻼﻫﻤﺎ ﻤﻌﻴﺏ ﻋﻨﺩ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻷﺩﺍﺀ).(٩٤
ﻭﺨﺘﺎﻤ ﹰﺎ...
ﻓﻐﺎﻴـﺔ ﻤﺎ ﻨﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴـﻪ :
ﺃﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻴﻤﺜل ﺠﺎﻨﺒﹰﺎ ﻤﻬﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺒﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ،ﻭﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺤﺴﻥ
ﺍﻷﺩﺍﺀ ،ﻭﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﺇﺒﺭﺍﺯ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ .ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻤﺯﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ
ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻜﻨﻬﻪ ،ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺩﻗﺎﺌﻘﻪ ﻭﺃﺴﺭﺍﺭﻩ.
ﻭﻟﻘﺩ ﻋﺭﻑ ﺃﺴﻼﻓﻨﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻗﺩﺭﻩ ،ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻲ ﻜﺎﻤل ﺒﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺩﺍﺀ،
ﻭﺒﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺄ ﻤﻥ ﻓﺭﻭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻜﻼﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻗﺩ ﻨﺒﻪ
ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﻭﻕ .ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻓﺯ ﻟﻬﺫﺍ ﻜﻠﻪ – ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻋﻤﻭﻤﹰﺎ –
ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﺤﻤﻪ ﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻬﻡ.
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢٣٢
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﺍﻟﻬﻭﺍﻤﺵ:
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ :ﺍﻵﻴﺔ ٣٢ )(١
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺯﻤل :ﺍﻵﻴﺔ ٤ )( ٢
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ :ﺍﻵﻴﺎﺕ ١٩ -١٦ )( ٣
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ /ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺠﺒل ،ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻁ ﺃﻭﻓﺴﺕ (١٩٨٢ﺹ٨ )( ٤
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ،ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ )(٥
١٤٠٤ﻫـ ـ ١٩٨٤ﻡ( ﻁ ١ﺹ١٩-١٧
ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻨﻔﺴﻪ )(٦
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ :ﺍﻵﻴﺎﺕ ٤-١ )(٧
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ،ﺍﻀﻁﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ )ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ١٤١٨ﻫـ- )(٨
١٩٩٧ﻡ( ﻁ ١ﺹ١٧،١٦
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﺤﻠﻤﻲ ﺨﻠﻴل ،ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ )ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ )(٩
١٩٩٣ﻡ( ﺹ٢٩
ﺍﻨﻅﺭ :ﺠﻭﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ ،ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ )ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل( ﺹ١٣١ )(١٠
ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ١٣٧٣ ،ﻫـ ـ )(١١
١٩٥٤ﻡ( ٣٣/١
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﺤﻠﻤﻲ ﺨﻠﻴل ،ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ﺹ٣١ )(١٢
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ .ﻓﻭﺯﻱ ﻋﻁﻭﻱ )ﺒﻴﺭﻭﺕ١٣٦٩ ،ﻫـ ـ ١٩٥٠ﻡ( ٥٦/١ )(١٣
ﺍﻨﻅﺭ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺍﺭﺙ ﻋﺴﺭ ،ﻓﻥ ﺍﻹﻟﻘﺎﺀ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ـ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ )(١٤
١٩٨٢ﻡ( ﺹ٢٣
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺸﺎﺩﻱ ،ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ـ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ )(١٥
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻺﻨﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ )ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ( ١٤٠٩ﻫـ ـ ١٩٨٨ﻡ( ﻁ ١ﺹ١١
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺎﻤﺭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﻜﻴﻑ ﻴﺘﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ١٣٨٩ ،ﻫـ ـ ١٩٦٩ﻡ( ﻁ١/ )(١٦
ﺹ٧،٦
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ،ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ )ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ( )(١٧
ﺹ٧٣ ،١١
ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ :ﻤﺎﺩﺓ )ﺃﺩﻯ( )(١٨
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ :ﺍﻵﻴﺔ ١٧٨ )(١٩
ﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ )ﻜﺸﺎﻑ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ( )ﺒﻴﺭﻭﺕ١٩٦٦ ،ﻡ( )(٢٠
١٠٣ ،١٠٢/١
ﻤﺠﻠﺩ ،٥٣١/١ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ )(٢١
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ/ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺤﺴﻥ ،ﻓﻥ ﺍﻹﻟﻘﺎﺀ ،ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺩ/ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺭﻀﻭﺍﻥ )ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ، )(٢٢
ﺩﺍﺭ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ( ﺹ٢٧
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻁﺎﻫﺭ ﺩﺭﻭﻴﺵ ،ﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺼﺩﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ـ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ، )(٢٣
١٩٦٨ﻡ( ٣٣/١ﻭ ﺩ/ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺠﺒل ،ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ـ ﻁ ﺃﻭﻓﺴﺕ
١٩٨٢ﻡ( ﺹ١٢ ،٨
٢٣٣ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ،ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ،ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ٧٤ )(٢٤
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﻼﻡ ،ﻋﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ )(٢٥
ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ١٤٠٠ ،ﻫـ ـ ١٩٨٠ﻡ( ﻁ ١/ﺹ٢٣
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﻼﻡ ،ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ﺹ٢٥ ،٢٤ )(٢٦
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ﻭﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﻼﻡ ،ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ١٩٩٧ ،ﻡ( ﻁ٢ )(٢٧
ﺹ ،٣٧٨ﻭ ﺩ .ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ،ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ،ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ﺹ٧٤
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ﻭ ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﻼﻡ ،ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ )(٢٨
)ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻯ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ( ﺹ١٢٢
ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺭﺍﻓﻌﻲ ،ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ( ﻁ ،٣ﺹ،٩٧ )(٢٩
ﻭ ﺩ .ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ،ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ )ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ( ﺹ٧٥
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺠﺒل ،ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ )ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ( ﺹ ١٠ ،٩ ،٨ )(٣٠
ﺴﻭﺭﺓ ﻁﻪ :ﺍﻵﻴﺘﺎﻥ ٢٨ ،٢٧ )(٣١
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺹ :ﺍﻵﻴﺔ ٣٤ )(٣٢
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ :ﺍﻵﻴﺔ ١٣ )(٣٣
ﺴﻭﺭﺓ ﻁﻪ :ﺍﻵﻴﺔ ٤٤ )(٣٤
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ /ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺠﺒل )ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ( ﺹ١٠ )(٣٥
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺯﻤل :ﺍﻵﻴﺔ ٤ )(٣٦
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ،ﺍﻹﺘﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ١٩٥١ ،ﻡ( ﺠـ١ )(٣٧
ﺹ ١٠٦
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﻥ :ﺍﻵﻴﺘﺎﻥ ،٢-١ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ،ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ـ ﻤﻜﺘﺒﺔ )(٣٨
ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ١٤٠٠ ،ﻫـ ـ ١٩٨٠ﻡ( ﺠـ ١ﺹ ١٦٣
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺭ ،ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻀﺒﺎﻉ، )(٣٩
)ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ـ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ( ﺠـ ١ﺹ ٢١٢
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻹﺨﻼﺹ ٤ - ١ : )(٤٠
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ :ﺁﻴﺔ ٤١ﻭ ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺠـ ١ﺹ ٢١٢ )(٤١
ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ )ﺒﻴﺭﻭﺕ( ﺠـ ٩ﺹ ،٩٤ ،٩٣ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻤﺴﻠﻡ )(٤٢
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺠـ ٩ﺹ ٤٦ )(٤٣
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺠـ ١ﺹ ،٢١٢ﻭﺩ /ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺠﺒل )ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ( )(٤٤
ﺹ١٣ ،١٢
ﺍﻨﻅﺭ :ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ٩٣ /١ )(٤٥
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺠـ ١ﺹ ٢١٣ )(٤٦
ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻴﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ،ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﻗﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﻭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ،ﺭﺴﺎﻟﺔ )(٤٧
ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﻤﺨﻁﻭﻁﺔ )ﺍﻟﺯﻗﺎﺯﻴﻕ )ﺝ ﻡ ﻉ( ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ( ﻭﺭﻗﺔ ٩
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺠﻠﻴل ﺸﻠﺒﻲ ،ﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ ﻭﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ )(٤٨
١٩٩١ﻡ( ٣٨/١
ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻴﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ،ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ،ﻭﺭﻗﺔ ١٠ )(٤٩
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢٣٤
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﺍﻨﻅﺭ :ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻤﻨﻬﺞ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ )(٥٠
ﻁﺎﻟﺏ ،ﻤﺠﻠﺔ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺩﺩ ١٠ﺹ ٢٢٧ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ.
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ/ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ " ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﺹ ١٨ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ٢١٣/١ )(٥١
ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻨﻔﺴﻪ )(٥٢
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ/ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺃﺒﻭ ﺴﻜﻴﻥ ،ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ﻭﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ )(٥٣
١٤٢٣ﻫـ ـ ٢٠٠٢ﻡ( ﻁ ٢ﺹ١٧
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ١٤/١ )(٥٤
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ،ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﺹ١٢١ ،١٢٠ )(٥٥
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺭ ٢١٣/١ )(٥٦
ﺍﻨﻅﺭ :ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻴﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ،ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ،ﻭﺭﻗﺔ ،٦٠ﻭﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻋﺩ ﺇﻟﻰ )(٥٧
ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ /ﻋﺒﺩﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ) ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ (
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﺸﺭ ٢١٤/١ )(٥٨
ﺴﻭﺭﺓ ﻴﻭﺴﻑ :ﺍﻵﻴﺔ ٣٥ )(٥٩
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺩﺍﻨﻲ ،ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺘﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺩ /ﻏﺎﻨﻡ ﻗﺩﻭﺭﻱ ﺤﻤﺩ )ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ )(٦٠
١٤٠٧ﻫـ ـ ١٩٨٨ﻡ( ﻁ ١ﺹ١٨٥ ،١٨٤
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ /ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﺭﻜﺎﻭﻱ ،ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ )(٦١
١٤٢٤ﻫـ ـ ٢٠٠٣ﻡ( ﻁ ٢ﺹ٩٦
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻱ ،ﺠﻤﺎل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﻭﻜﻤﺎل ﺍﻹﻗﺭﺍﺀ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺩ/ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺒﻭﺍﺏ )ﻤﻜﺔ )(٦٢
ﺍﻟﻤﻜﺭﻤﺔ ١٤٠٨ﻫـ ـ ١٩٨٧ﻡ( ﻁ٤٧١/٢ ١
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺩ/ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﻓﺭﺤﺎﺕ )ﺩﻤﺸﻕ )(٦٣
١٣٩٣ﻫـ ـ ١٩٧٣ﻡ( ﻁ ١ﺹ ٦٩ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ،ﻭﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻤﻨﻬﺞ
ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ )ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ(.
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ ،ﺴﺭ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ،٧٠/١ﻭﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﺭﻜﺎﻭﻱ ،ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ )(٦٤
ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٤٢٤ﻫـ ـ ٢٠٠٤ﻡ( ﻁ ،٣ﺹ ،١١٠ﻭﺘﺭﺘﻴل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ
ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٤٢٥ﻫـ ـ ٢٠٠٤ﻡ( ﻁ ١ﺹ٣١
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ،ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ١٨/٢ )(٦٥
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺩﺍﻭﺩ ،ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ـ ﺩﺍﺭ ﻏﺭﻴﺏ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ )(٦٦
٢٠٠١ﻡ( ﻁ ١ﺹ١٤٠
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ١٢١ ،١٢٠ /١ )(٦٧
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ،ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﺹ ١٢٨ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ )(٦٨
ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻨﻔﺴﻪ )(٦٩
ﺍﻨﻅﺭ :ﺩ /ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ )(٧٠
ﺍﻨﻅﺭ :ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺹ ١٤٦ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ )(٧١
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ :ﺍﻵﻴﺔ ١٠٦ )(٧٢
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ :ﺍﻵﻴﺔ ١٦ )(٧٣
ﻤﻥ ﺹ ١٥٨ﺇﻟﻰ ﺹ ١٧٨ )(٧٤
٢٣٥ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢٣٦
رﺷﺎدﻣﺤﻤﺪﺳﺎﻟﻢ )٢٠٩ـ(٢٣٨
ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ )ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﻜﺭﻡ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ( :ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ) ،ﻁﺒﻌﺔ ﻤﺼﻭﺭﺓ ﻋﻥ o
ﻁﺒﻌﺔ ﺒﻭﻻﻕ(
ﺍﻟﺘﻬﺎﻨﻭﻱ ) ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﻱ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻋﻠﻰ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ( :ﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ o
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ )ﻜﺸﺎﻑ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ١٩٦٦ﻡ(
ﺠﻭﺭﺠﻰ ﺯﻴﺩﺍﻥ :ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ) ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل( o
ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ) ﺃﺒﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺒﺤﺭ( :ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ/ﻓﻭﺯﻱ ﻋﻁﻭﻱ )ﺒﻴﺭﻭﺕ o
١٣٦٩ﻫـ ـ ١٩٥٠ﻡ( ،ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ /ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ) ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺠﻴل ١٩٩٦ﻡ(
ﺨﻠﻴل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﻌﻁﻴﺔ )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ) ،ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﻟﻠﻨﺸﺭ o
١٩٨٣ﻡ(
ﺍﻟﺩﺍﻨﻲ ) ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺴﻌﻴﺩ( :ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺘﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺩ/ﻏﺎﻨﻡ o
ﻗﺩﻭﺭﻱ ﺤﻤﺩ) ،ﺒﻐﺩﺍﺩ ١٤٠٧ﻫـ ـ ١٩٨٨ﻡ(
ﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻱ ) ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ( :ﺠﻤﺎل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﻭﻜﻤﺎل ﺍﻹﻗﺭﺍﺀ ،ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺩ/ﻋﻠﻲ o
ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺒﻭﺍﺏ) ،ﻤﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺭﻤﺔ ١٤٠٨ﻫـ ـ ١٩٨٧ﻡ( ﻁ١
ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ )ﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ( :ﺍﻹﺘﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ، o
ﻭﺒﻬﺎﻤﺸﻪ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻟﻠﺒﺎﻗﻼﻨﻲ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ١٩٥١ﻡ(
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺠﻠﻴل ﺸﻠﺒﻲ )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ ﻭﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﻁﺒﻌﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ o
١٩٩١ﻡ(
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺃﺒﻭ ﺴﻜﻴﻥ )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ﻭﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ o
١٤٢٣ﻫـ ـ ٢٠٠٢ﻡ( ﻁ٢
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺤﺴﻥ )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﻓﻥ ﺍﻹﻟﻘﺎﺀ ،ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺩ/ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺭﻀﻭﺍﻥ) ،ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ، o
ﺩﺍﺭ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ(
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﺍﻀﻁﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ) ،ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ١٤١٨ﻫـ o
ـ ١٩٩٧ﻡ( ﻁ١
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﻼﻡ )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ )ﺒﺎﻻﺸﺘﺭﺍﻙ( )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٩٩٧ﻡ( ﻁ) ،١ﻤﻜﺔ o
ﺍﻟﻤﻜﺭﻤﺔ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ ١٩٨٨ﻡ( ﻁ ،٢ﻋﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ
ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٤٠٠ﻫـ ـ ١٩٨٠ﻡ( ﻁ ،١ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ
ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ) ﺒﺎﻻﺸﺘﺭﺍﻙ( )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻯ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ(
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﺭﻜﺎﻭﻱ )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﺘﺭﺘﻴل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ o
)ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٤٢٥ﻫـ ـ ٢٠٠٤ﻡ( ﻁ ،١ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ
١٤٢٤ﻫـ ـ ٢٠٠٤ﻡ( ﻁ ،٣ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ
١٤٢٤ﻫـ ـ ٢٠٠٣ﻡ( ﻁ٢
ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺭﺒﻴﻊ ﻤﺤﻤﻭﺩ )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ )ﺒﺎﻻﺸﺘﺭﺍﻙ( )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٩٩٧ﻡ( ﻁ،١ o
)ﻤﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺭﻤﺔ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻁﺎﻟــﺏ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌـﻲ ١٩٨٨ﻡ( ﻁ ،٢ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ ) ﺒﺎﻻﺸﺘﺭﺍﻙ( )ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻯ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ( ،ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻤﻨﻬﺞ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ) ،ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ،ﻤﺠﻠﺔ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ
٢٣٧ ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م
اﻷداء ﻟاﺼﻮﺗﻲﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ( ﻋﺩﺩ ،١٠ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٤٠٤ﻫـ
ـ ١٩٨٤ﻡ( ﻁ١
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺍﺭﺙ ﻋﺴﺭ )ﺍﻟﻤﻤﺜل ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ( :ﻓﻥ ﺍﻹﻟﻘﺎﺀ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ o
ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ١٩٨٢ﻡ(
ﻋﺎﻤﺭ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻋﺜﻤﺎﻥ )ﺍﻟﺸﻴﺦ( :ﻜﻴﻑ ﻴﺘﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺃﻤﻼﻩ ﻋﻠﻰ ﺩ .ﺤﺴﻨﻲ ﺤﺠﺎﺯﻱ، o
)ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ١٣٨٩ ،ﻫـ ـ ١٩٦٩ﻡ( ﻁ١
ﻓﺎﻁﻤﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﺠﻭﺏ )ﺩﻜﺘﻭﺭﺓ( :ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ( o
ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ) ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ( :ﺍﻟﻜﺎﻤل ،ﺘﻌﻠﻴﻕ/ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ، o
)ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺩﺍﺭ ﻨﻬﻀﺔ ﻤﺼﺭ(
ﻤﺤﻤﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺸﺎﺩﻱ )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ o
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻺﻨﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ـ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ١٤٠٩ﻫـ ـ ١٩٨٨ﻡ(
ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺠﺒل )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻁ o
ﺃﻭﻓﺴﺕ ١٩٨٢ﻡ(
ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻴﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ :ﺍﻟﻤﻼﻤﺢ ﺍﻷﺩﺍﺌﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﻗﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﻭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ،ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ o
ﻤﺨﻁﻭﻁﺔ )ﺍﻟﺯﻗﺎﺯﻴﻕ ،ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ(
ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺩﺍﻭﺩ )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺩﺍﺭ ﻏﺭﻴﺏ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ o
ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ٢٠٠١ﻡ( ﻁ١
ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻁﺎﻫﺭ ﺩﺭﻭﻴﺵ )ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺼﺩﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ) ،ﻤﺼﺭ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ o
١٩٦٨ﻡ( ﻁ٢
ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺭﺍﻓﻌﻲ :ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ١٩٨٨ﻡ( ﻁ٣ o
ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻓﻬﻤﻲ ) ﺩﻜﺘﻭﺭ( :ﺃﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﻼﻡ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻤﺼﺭ ١٩٧٧ﻡ( o
ﻤﻜﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ )ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ( :ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﻟﺘﺠـﻭﻴﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﻟﻔﻅ o
ﺍﻟﺘـــﻼﻭﺓ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺩ /ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﻓﺭﺤﺎﺕ) ،ﺩﻤﺸﻕ ١٣٩٣ﻫـ ـ ١٩٧٣ﻡ( ﻁ١
رﺑﻴﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٢٦هـ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ ٢٠٠٥م ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺠﻠﺪ ،٢اﻟﻌﺪد ٢ ٢٣٨