تأثير الغش على أحكام المسؤولية العقدية
تأثير الغش على أحكام المسؤولية العقدية
تأثير الغش على أحكام المسؤولية العقدية
:ﻣﻠﺨﺺ
ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻻﺭﺗﺒﺎﻃﻪ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺃﺻﺒﺢ،ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﳌﻨﺸﺄﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺗﻠﺰﻡ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﲝﺴﻦ ﻧﻴﺔ
ﻭﻗﺪ ﺃﻭﱃ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺃﳘﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ،ﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻳﻬﺪﺩ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﻧﺰﺍﻫﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ
ﺣﻴﺚ ﺭﺗﺐ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﻋﻨﺪ ﻋﺪﻭﻟﻪ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻱ ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ،ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﳌﺪﻳﻦ
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺼﻮﺭ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ،ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻘﻊ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺒﻪ
. ﻭﻋﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻓﻬﻮ ﺟﻮﻫﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ.ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﺑﻐﺶ ﺍﳌﺪﻳﻦ
. ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﺷﺮﻁ ﺟﺰﺍﺋﻲ، ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ، ﺣـﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﻏـﺶ:ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ
Abstract
Legally established contracts require contractors to execute them in good faith,
Because of their relevance to practice, contract fraud has threatened the stability of the
contract and the integrity of civil transactions. The Algerian legislature has attached
particular importance to protecting the creditor from the debtor’s actions. As he
arranged the responsibility of the latter when he renounced the implementation of his
contractual obligation. In principle, the responsibility lies with the debtor, whatever the
degree of the contractual error he committed, but it is conceivable that the contractual
error is associated the fraud, And the impact of fraud on the provisions of contractual
liability is the essence of this study.
Keywords: fraud, good faith, contractual liability, penalty clause, bad faith .
1074
ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
-1ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺪﺍﻭﻻ ﰲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ،ﻭﻣﻊ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ
ﺍﻟﱵ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﺿﺤﻰ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺩﻋﻢ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻓﻬﻮ
ﺑﺬﻟﻚ ﳏﺮﻙ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﱵ ﲢﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺈﻧﺸﺎﺋﻪ ﺃﻭ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻣﻌﺮﺿﺎ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺑﺘﻄﻮﺭ ﺣﺎﺟﺎﺕ
ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺑﻔﻌﻞ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﻟﱵ ﺃﺛﺮﺕ ﰲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﳒﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺮﻭﺯ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﳌﻌﺮﰲ ﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﳏﺪﺩﺓ
ﺗﺘﻤﺘﻊ ﲟﺆﻫﻼﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻐﲑﻫﺎ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﰲ ﻛﺒﺢ ﲨﺎﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻀﻌﻒ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ
ﺍﳌﺨﻴﻒ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ.
ﻓﻜﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﻧﺔ ﻟﺘﺴﺘﻮﻋﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ
ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻫﻢ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻀﻤﻮﻥ
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺗﻜﺮﺱ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﺍﻟﻔﲏ ،1ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻄﺎﻗﻪ ﺑﺘﺠﺴﻴﺪﻩ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻡ ﲝﺴﻦ
ﻧﻴﺔ ، 2ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺻﻮﻻ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻌﻘﺪ.
1ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﳌﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻒ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻨﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﰲ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ obligation de sécurité dans les contratsﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ
ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﱵ ﲤﺲ ﲝﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺟﺴﻤﻪ .ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮﺍ ﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﻞ ﺟﺪﻝ ﻓﻘﻬﻲ
ﻭﻗﻀﺎﺋﻲ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ .ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻗﺪ ﻛﺮﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﰒ ﺗﻮﺳﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﻋﻘﻮﺩ
ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﺍﳌﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ،ﻣﻮﺍﻗﻲ ﺑﻨﺎﱐ ﺃﲪﺪ ،ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ) ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ،ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ،ﺃﺳﺎﺱ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ(،
ﳎﻠﺔ ﺍﳌﻔﻜﺮ ،ﺍﻠﺪ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮﺓ ، 2014 ،ﺹ ،415ﻧﻘﻼ ﻋﻦ:
Fabrice DEFFERRARD, Une analyse de l’obligation de sécurité à l’épreuve de la cause étrangère, Dalloz,
1999 p. 368
2ﻭﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺧﱪﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻘﺎﺭﻥ ﻟﻠﻤﺒﺪﺃ":ﻳﻌﺘﱪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﻀﻤﺎﻥ
ﺗﻮﺍﺯﻧﺎ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﺓ" ،ﻭﺑﺄﻧﻪ "ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﻟﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﺃﻣﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻏﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ
ﺍﻟﻐﲑ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ""،ﻭ ﻛﻮﻧﻪ" ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻃﺮﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻧﺰﺍﻫﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ"،ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ
ﺭﺍﺟﻊ ﳏﻤﻮﺩ ﻓﻴﺎﺽ ،ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﲟﺒﺪﺃ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸـﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﻣـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﳋﻤﺴﻮﻥ ،ﺃﻓﺮﻳﻞ ،2013ﺹ .231
1075
ﺧﻠﻴﻔﻲ ﻣﺮﱘ
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻗﺪ ﺃﻭﺟﺐ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﻓﻘﺎ ﳌﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﻣﺒﺪﺃ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ، 1ﻓﻼ ﻳﻌﺘﱪ
ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻠﻤﺒﺪﺃ ﺑﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎﻛﺎ ﻟﻪ ﺗﻌﻤﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻣﺴﺘﻮﻓﻴﺎ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ
ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ،ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﺣﺴﺐ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺮﺏ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ ﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﺄ
ﻋﻘﺪﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﻣﻌﻪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ.
ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﳋﻄﺄ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﰲ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻋﺪﻡ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻻﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭﻳﺴﺘﻮﻱ ﰲ ﺫﻟﻚ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺪﻡ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻧﺎﺷﺌﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﺪﻩ ﺃﻭ ﺇﳘﺎﻟﻪ ،ﺃﻭ ﺩﻭﻥ ﻋﻤﺪ ﺃﻭ ﺇﳘﺎﻝ ،ﺑﻞ ﻭﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ،2
ﻭﺗﻮﺟﺐ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﻨﺸﺄﻫﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﻫﻮ ﻭﻟﻴﺪ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ
ﻷﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ،3ﻓﻴﺠﻮﺯ ﳍﺬﻩ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺃﻥ ﺗﻌﺪﻝ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﲟﺎ ﻳﺮﺗﻀﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﻗﺪﺍﻥ ،ﺑﺄﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺃﺷﺪ ﻭﻗﺮﺍ ﺃﻭ ﻳﻌﻔﻰ
ﻣﻨﻬﺎ.
ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﻟﻴﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺳﻲﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ
ﺷﺮﻁ ﺇﺭﺍﺩﻱ ﳏﺾ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﳋﻄﺄ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﺎﳋﻄﺄ ﻫﻨﺎ ﻳﻌﺘﱪ ﺧﻄﺄ ﺧﺪﺍﻋﻲ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑـ "ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ" ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺍﶈﻀﺔ ،ﻭﻣﺴﺘﻮﺟﺒﺎ ﻟﻠﺠﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ
ﻗﺪﺭ ﺍﳋﺪﺍﻉ ﻓﻴﻪ.
ﻓﺎﻟﻐﺶ ﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻴﻪ ﺇﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻡ ﻋﻘﺪﻱ ﻭﻗﺎﻧﻮﱐ ﻭﺷﺮﻋﻲ ،ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﲟﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﲑ
ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﳊﻴﻄﺔ ﰲ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻐﲑ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺃﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ،4ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﰲ
ﺫﺍﺗﻪ.
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻐﺶ ﻛﺄﺣﺪ ﺻﻮﺭ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ
ﺇﻫﺪﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺘﺮﺽ ﻣﺮﺍﻋﺎﺎ ﻭﺇﻻ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻭﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ،ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ
ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﳌﻌﺎﳉﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻟﻐﺶ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ؟ ﻭﻣﺪﻯ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ
ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺀ ؟
ﻭﻫﻮ ﻓﺤﻮﻯ ﺍﳌﺎﺩﺓ 107ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ 58 -75ﺍﳌﺆﺭﺥ 20ﺭﻣﻀﺎﻥ 1395ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻟـ 26ﺳﺒﺘﻤﱪ 1975ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻭﺍﳌﺘﻤﻢ، 1
ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺭﻗﻢ 72ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 26ﺳﺒﺘﻤﱪ " ،1975ﳚﺐ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﺎ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﲝﺴﻦ ﻧﻴﺔ".
2ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻨﻬﻮﺭﻱ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺍﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﻧﻈﺮﻱ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺣﻠﱯ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ ،1998،ﺹ .736
3ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻫﻮ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻭﺧﺎﺿﻊ ﳌﺒﺪﺃ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻭ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻓﻴﻌﻮﺩ ﻟﻸﻃﺮﺍﻑ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻳﺔ ﺷﺮﻁ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 106ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ":ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ،ﻓﻼ ﳚﻮﺯ ﻧﻘﻀﻪ ﻭﻻ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ،ﺃﻭ
ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﺮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ".
4ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ ﻭﻛﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﺪﻟﻴﺲ ﻷﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺑﻐﲑ ﺣﻖ ،ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ
ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺳﺎﺋﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﻟﻜﻤﻞ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ":ﻣﻦ ﻏﺸﻨﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﺎ".
1076
ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﳑﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻧﻌﻤﺪ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻋﻠﻰ
ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ) ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ( ﰒ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ) ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ( .
1ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﲝﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﳌﻔﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﺍﻟﱵ ﺪﻑ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻣﱴ ﺍﺧﺘﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ؛ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﳌﺮﺍﻛﺰ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻷﻃﺮﺍﻓﻪ ﺃﻭ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺿﻌﻒ ﺗﻌﺎﻗﺪﻱ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧﺮ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺃﻗﺮﺗﻪ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺩ
ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺣﻴﺚ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﻛﻞ ﻋﺎﻗﺪ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﲝﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺣﻴﺚ ﺍﺷﺘﺮﻁ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﲟﻮﺟﺐ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 107ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ -ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ -ﻟﻜﻨﻬﺎ ﱂ ﺘﻢ ﺑﺘﻨﻈﻴﻤﻪ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ.
2ﲞﻼﻑ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺭﺳﺦ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺗﺒﻨﻴﻪ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺍﺑﻖ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﻣﺆﻛﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﰲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺻﺪﺍﺭﻩ ﻟﻠﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺭﻗﻢ 131 - 2016ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2016/02/12ﺍﳌﻌﺪﻝ
ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻈﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻭ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺑﻨﺼﻮﺹ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺬﺍﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻛﺪ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﲝﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﺑﻨﺺ ﺧﺎﺹ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﳌﺎﺩﺓ 1104ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﳚﺐ ﺃﻥ
ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺑﺸﺄﺎ ،ﻭﺇﺑﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﲝﺴﻦ ﻧﻴﺔ" ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺑﺎﳌﺒﺪﺃ ﻭﻳﻜﻴﻔﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﺩﺓ 1382ﺍﻟﱵ ﺗﻠﺰﻡ
ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻀﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺇﺧﻼﻻ ﲟﺒﺪﺃ ﺣﺴﻦ ﻧﻴﺔ ،ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺃﻧﻈﺮ ﳏﻤﺪ ﲪﻴﺪﺍﱐ ،ﻣﺒﺪﺃ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻷﻣﺮ131 - 2016ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2016/02/12ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻟﻠــــﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ﺣﻮﻟـﻴﺎﺕ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﻟــﻤﺔ ﻟﻠﻌـــﻠﻮﻡ
ﺍﻻﺟﺘـــﻤﺎﻋــﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧــﺴــﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﻌـــﺪﺩ ،26ﺟـــــﻮﺍﻥ ،2019ﺹ ،304ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺷﻨﺪﻱ ،ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ
ﰲ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻹﻋﻼﻡ ،ﳎﻠﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﱐ،
ﻣﻠﺤﻖ ﺧﺎﺹ ،ﻧﻮﻓﻤﱪ ،2017ﺹ .447
3
L’article 1104 du code civil, « les contrats doivent être négociés, formés et exécutés de bonne foi, Cette
disposition est d'ordre public. » issu de l’Ordonnance n° 2016-131 du 10 février 2016, portant réforme du droit
des contrats, du régime général et de la preuve des obligations, JORF n°0035 du 11 février 2016, texte n° 26.
4
Hugo M’Baye. La différence entre la bonne foi et la loyauté en droit des contrats. Thèse de doctorat Droit.
Université Montpellier, 2019.p37.
1077
ﺧﻠﻴﻔﻲ ﻣﺮﱘ
ﻭﺗﺘﻌﺪﺩ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﻭﺣﱴ ﳝﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ) ﺍﻟﻔﺮﻉ
ﺍﻷﻭﻝ( ،ﰒ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻐﺶ ﻳﻔﺴﺪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﺄﺳﺎﺱ ﻟﻌﺪﻡ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻪ ) ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ(.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ
ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻐﺶ ﺑﺄﻧﻪ" ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺗﺎﺑﻌﻴﻪ ﺑﻘﺼﺪ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻀﺮﺭ" .1ﻭﺍﻟﻘﺼﺪ ﰲ ﺍﻟﻐﺶ
ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺧﻔﻴﺎ ﲝﻴﺚ ﻟﻮ ﻇﻬﺮ ﳌﺎ ﲢﻘﻖ ﺍﻟﻀﺮﺭ ،ﻭﺍﻟﻐﺶ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻌﻤﺪ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻀﺮﺭ.2
ﻭﻋﺮﻓﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﺄﻧﻪ" ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺤﺮﻑ ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺣﻘﻪ ﻋﻦ ﻏﺮﺿﻪ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﲝﻴﺚ ﻟﻮ ﺃﻇﻬﺮﻩ ﳌﺎ ﲢﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻏﲑ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ" .3ﻭﻣﺎ ﻧﺄﺧﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻫﻮ ﺍﳋﻠﻂ ﺑﲔ
ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻈﻢ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺻﻮﺭﻩ ﲟﻮﺟﺐ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 124ﻣﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺍﳌﺪﱐ ،ﲝﻴﺚ ﻳﻌﺘﱪ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﺻﻮﺭﻩ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳊﻖ ﺗﻌﺴﻔﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ.
ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﻳﻘﻊ ﺣﱴ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﻣﻨﻪ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ،ﻛﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﻣﺜﻼ.
ﻭﻋﺮﻓﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ "ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻏﲑ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺪﻑ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻐﲑ" .4ﻭﻧﻼﺣﻆ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻐﺶ ﳓﻮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﲝﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ،ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺄﻧﻪ":
ﺇﻋﻤﺎﻝ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺃﺧﺮﻯ" ،5ﻭﳜﺘﻠﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺶ ﳏﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ،ﻓﺎﻟﻐﺶ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻻ
ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻗﺼﺪ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻐﲑ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﳊﻖ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻭﺇﻥ ﺗﻀﺮﺭ
ﻓﻜﻨﺘﻴﺠﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ،ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺪﺍﺋﻦ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻤﺪ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺇﱃ
ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺪﺍﺋﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﳎﺮﺩ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﻃﺆ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﺛﺎﻟﺚ ،6ﻭﻧﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺶ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻷﻥ ﺍﳌﺪﻳﻦ
ﻗﺪ ﻳﺘﻬﺮﺏ ﻭﻳﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺺ ﺁﻣﺮ ﺿﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ.
1ﳏﻤﺪ ﻋﺰﻣﻲ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ،ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺍﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺩﺍﺭ ﳏﻤﻮﺩ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،2018 ،ﺹ .415
2ﻏﺰﻭﺍﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺷﻮﻳﺶ ،ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﺳﺮﻳﺎﻥ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﺍﺋﻨﲔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﲔ ،ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻜﺮﻳﺖ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ
ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻠﺪ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ،ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﺃﻓﺮﻳﻞ ،2016ﺹ .499
3ﺃﻧﻮﺭ ﻃﻠﺒﺔ ،ﺍﳌﻄﻮﻝ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ،ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ،ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ،2006 ،ﺹ.319
ﻣـﺤﻤﺪ ﻣـﺤﻤﺪ ﻣـﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻐــﺶ ﰲ ﺍﻟــﻤﻌــﺎﻣــﻼﺕ ﺍﻟــﻤﺪﻧــﻴﺔ ﺩﺭﺍﺳــﺔ ﻣــﻘــﺎﺭﻧﺔ ﰲ 4
ﺍﻟــﻘــﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟــﻤــﺪﱐ ﺍﳌــﺼﺮﻱ ﻭﺍﻟﻔــﻘﻪ ﺍﻹﺳــﻼﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ،2004 ،ﺹ .48
5ﺑﻴﺎﺭ ﺇﻣﻴﻞ ﻃﻮﺑﻴﺎ ،ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳋﺎﺹ ﺣﻮﻝ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻐﺶ ﻳﻔﺴﺪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ،ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ،2009 ،ﺹ .35ﺱ
6ﻭﻳﺄﺧﺪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﺶ ﺿﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺎﱐ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺼﻴﺔ ﻭﻛﺬﺍ ﺩﻋﻮﻯ ﻋﺪﻡ ﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ،ﻧﻈﻤﻬﺎ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ
ﺍﳌﻮﺍﺩ ﻣﻦ" 191ﺇﱃ "197ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﻭﺪﻑ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ ﻧﻔﺎﺫ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺍﻟﻀﺎﺭ ﺑﺎﻟﺪﺍﺋﻦ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺮﻣﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﻃﺆ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﺛﺎﻟﺚ ﻫﻮ
ﺍﻟﻐﲑ ﻭﺗﺸﺘﺮﻁ ﻟﺘﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻢ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺑﻌﺴﺮﻩ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻌﺎﻭﺿﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺻﺪﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻋﺎﳌﺎ ﺑﺎﻟﻐﺶ. .
1078
ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺿﻊ ﻟﻪ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﻧﻪ ":ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﻏﲑﻩ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﲞﻼﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ﻗﻮﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﻓﻌﻠﻴﺔ
ﻭﻛﺘﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﻏﲑ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻪ ،ﻟﻮ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻻﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﻴﻪ" ،1ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ
ﻛﻮﻧﻪ
ﻳﻨﺤﺼﺮ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﻳﻘﻊ ﺑﻌﺪ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﺪ .2
ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻐﺶ ﺑﺄﻧﻪ ":ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻡ ﻋﻘﺪﻱ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻴﻪ ﺑﻘﺼﺪ ﺇﺣﺪﺍﺙ
ﺍﻟﻀﺮﺭ" ، 3ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺇﺣﺪﺍﺛﻪ ،ﻓﺴﻮﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺎ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ -ﺃﻱ ﺇﺧﻔﺎﺀ
ﻣﺎ ﺗﻌﻤﺪﺕ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﳐﺎﻟﻔﺘﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﻋﺪﻡ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ -ﻋﻨﺼﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻐﺶ ،4ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳝﻴﺰﻩ
ﻋﻦ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﻌﻤﺪﻱ.5
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎﺳﺒﻖ ﳒﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﲟﻔﻬﻮﻣﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺟﺎﻣﻊ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻤﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻐﺶ
ﻳﺪﻭﺭ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﻭﻋﺪﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺃﻱ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﻭﺍﻟﻘﺼﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺄﺧﺬ ﺻﻮﺭﺍ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﲟﺴﻤﻴﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﻛﺎﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﻥ
ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﺣﺘﻴﺎﻟﻴﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭﺗﻮﻗﻌﻪ ﰲ ﻏﻠﻂ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺄﺧﺬ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺎﱐ ﻋﻨﺪ ﺗﻮﺍﻃﺆ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻣﻊ
ﺍﻟﻐﲑ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﱂ ﺑﻌﺴﺮﻩ ﺿﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ،ﻭﻗﺪ ﳝﺎﺭﺱ ﺍﻟﻐﺶ ﺑﺎﳌﻨﺎﻭﺭﺓ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻴﻌﺮﻑ
ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻐﺶ ﳓﻮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﻗﺪ ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳊﻖ ﻭﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺳﻴﻠﺘﻪ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ
ﻭﻫﺪﻓﻪ ﻏﲑ ﻣـﺸﺮﻭﻉ .6ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﳔﻠﺺ ﺃﻥ ﻟﻠﻐﺶ ﻣﻌﲎ ﺃﻋﻢ ﻳﺸﻤﻞ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﺒﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﰲ
7
ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﺗﻜﺒﻬﺎ.
ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻄﺎﻕ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻓﻘﻂ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻭﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﻣﺎ ﺑﺘﻮﺍﻃﺆ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﻋﺴﺎﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﲑ ﺿﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ) ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻋﻮﻯ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ( ،ﺃﻭ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻋﺪﻡ ﲤﻜﲔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﻋﻤﺪﺍ ﻭﺑﺴﻮﺀ ﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺐ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑـ"ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ" ﺃﻭ ﺃﻳﻀﺎ "ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳋﺪﺍﻋﻲ".
1ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ،ﺍﻟــﻐـﺶ ﻭﺃﺛــﺮﻩ ﰲ ﺍﻟـﻌــﻘﻮﺩ ، ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻛﻨﻮﺯ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺎ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ،
،2004ﺹ.33
2ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻨﻬﻮﺭﻱ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ .342
3ﻋﺪﻧﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﺮﺣﺎﻥ ،ﻧﻮﺭﻱ ﲪﺪ ﺧﺎﻃﺮ،ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ " ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ" ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ،ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ ، 2002 ،ﺹ .334
4ﺟﺎﻙ ﻏﻴﺴﺘﺎﻥ ،ﺍﳌﻄﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﺑﲑﻭﺕ ،2008 ،ﺹ .593
5ﻫﻠﺪﻳﺮ ﺃﺳﻌﺪ ﺃﲪﺪ ،ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ ﺍﻷﺭﺩﻥ ،2012 ،ﺹ .110
6ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻫﻲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻐﺶ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺳﻴﻠﺘﻪ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﺃﻭ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ.
7ﻧﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﻗﺪ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ) ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ( ﺃﻭﻣﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ) ﺍﻟﺼﻮﺭﻳﺔ( ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﲑ ) ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺎﱐ( ،ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺶ
ﳓﻮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﻺﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻐﲑ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ.
1079
ﺧﻠﻴﻔﻲ ﻣﺮﱘ
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ" ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ
ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﺑﺴﻮﺀ ﻧﻴﺔ ﻗﺼﺪ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺪﺍﺋﻦ".
ﻓﺘﻬﺮﺏ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻋﺒﺎﺋﻪ ﺍﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻳﻌﺪ ﺃﻣﺮﺍ ﻏﲑ ﻗﺎﻧﻮﱐ ،ﻭﻫﻮ ﺧﺮﻭﺟﺎ ﻋﻤﺪﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﳌﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ
ﳑﺎ ﻗﺪ ﻳﺮﺗﺐ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻐﺶ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﺭﺍﺩﻳﺔ
ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻧﻴﺔ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﺎﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ ﻗﺪ ﺃﺧﻞ ﲟﺎ
ﺗﻔﺮﺿﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﳌﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳝﺜﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺻﺎﺭﺥ ﳌﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ .
1
Jean Hilaire, Adage et maximes du droit français, DALLOZ,2013,p 94.
2
Henri Roland et Laurent Boyer ,Adages du droit français, 4e édition Broché LexisNexis, 1999,p 111.
3ﯾس 1625) Jean Domatــ (1696ﻳﻌﺘﱪ ﺩﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻛﱪ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﻫﺎﻡ ﰲ ﻭﺿﻊ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺩ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﺗﺸﻜﻞ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﳊﺎﱄ ،ﻋﺎﺵ ﺩﻭﻣﺎ ﳍﺪﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻭﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ
ﻭﺗﺪﻭﻳﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﳌﺆﻟﻔﻪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺗﺄﺛﲑ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﻭﻣﺒﺎﺷﺮ.
4
David GILLES ,Les Lois civiles de Jean Domat, prémices à la Codification. Du Code Napoléon au Code
civil du Bas Canada, Revue juridique Thémis, 2009, p 7.
1080
ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﻭﺍﻋﺘﱪ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﺳﻴﺨﺎ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﳌﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ، 1ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍ ﺑﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺃﲝﺎﺛﻪ ﻟﻔﺘﺮﺓ
ﻃﻮﻳﻠﺔ. 2
ﻳﻌﺮﺽ ﺩﻭﻣﺎ ﰲ ﻣﺆﻟﻔﻪ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﻳﺮﺗﺒﻬﺎ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎ ﻧﻮﻋﻴﺎ ،ﺃﻭﳍﺎ ﻣﺒﺪﺃ
ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﶈﺪﺩ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﰒ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﻳﻨﻄﺒﻖ
ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﳌﻌﱪ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻣﺒﺪﺃ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ،ﻟﻴﻠﻌﺐ
ﺩﻭﺭﺍ ﻣﻘﻴﺪﺍ ﳌﺒﺪﺃﻱ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﻳﺮﻋﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ .3ﻭﰲ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻳﻌﺘﱪ ﺩﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﳛﺪﺩﺍﻥ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺃﻣﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﳛﺪ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ
ﻓﺎﻟﺸﺨﺺ ﺣﺮ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻫﻲ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﺸﺊ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻭ ﻳﻌﺪﻟﻪ ﺃﻭ ﻳﻨﻘﻀﻪ ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﲢﺖ ﻗﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ
ﺿﻤﺎﻧﺎ ﻟﻠﺜﻘﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﻛﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﲡﺴﻴﺪ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ.
4
ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﲨﻊ ﺷﺮﻭﺣﺎﺗﻪ ﳍﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ " traité des ﻭﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ Domatﺍﻫﺘﻢ Pothier
"obligation
ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺜﻤﺮﻩ ﻭﺍﺿﻌﻮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ -ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ -ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻘﻠﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ
ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻋﻴﻨﻬﺎ ،5ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﻲ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﻱ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻭﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻤﻦ
ﺗﺼﺮﻑ ﺑﻐﺶ ﺍﻧﺘﻬﻚ ﻣﺒﺪﺃ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻨﺎﻩ ﻋﻤﺪﺍﺀ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬ ﻛﺄﺣﺪ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺩ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ.6
1ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻘﻞ ،ﻓﺄﻧﺼﺎﺭﻫﺎ ﻳﺮﻭﻥ ﺃ ،ﺍﻟﻌﻘﻞ ﳝﻜﻨﻪ ﺇﳚﺎﺩ ﻧﻈﺎﻡ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺴﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻹﺭﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺘﻤﻊ.
2ﺟﺎﻙ ﻏﻴﺴﺘﺎﻥ ،ﺍﳌﻄﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ .58
3
Jean-François Romain Théorie, Critique du principe général de bonne foi en droit privé Des atteintes à la
bonne foi en général et de la fraude en particulier « Fraus omnia corrumpit», Bruylant Bruxelles, 2000, p 53.
1699) Robert-Joseph Pothier 4ـــــــ ( 1772ﻳﻌﺘﱪ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺟﻮﺯﻳﻒ ﺑﻮﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺃﻫﻢ ﻓﻘﻴﻪ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﱐ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ﻭﺣﺪ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﱵ ﺳﺎﳘﺖ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻌﺎﻡ .1804
5ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﺃﺻﻮﻝ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﱐ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻤﻮﻻ ﺑﻪ ﰲ ﺟﻨﻮﺏ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺇﱃ ﺳﻨﺔ ،1785ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﺮﻣﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻟﻮﻳﺲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ
ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ،ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺮﻑ ﺑﺎﺭﻳﺲ ،ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ
ﺑﻜﻮﺩ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ.
ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻦ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﺇﺫ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﺳﻨﺔ 1804ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ 6
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻃﻮﻝ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ ﺻﺪﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻗﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﺍﻛﺐ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮ ﺎ ﺑﻌﺪ
ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪﺓ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻣﺴﺖ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻪ ،ﻟﻜﻦ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﺷﺮﻉ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻨﻈﻢ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺩ ﺇﺫ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﺴﺎﺱ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﺑﺼﺪﻭﺭ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺭﻗﻢ 131 - 2016ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ
2016/02/12ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺇﺻﻼﺡ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻣﻨﺤﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ
1081
ﺧﻠﻴﻔﻲ ﻣﺮﱘ
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﱂ ﻳﺴﺠﻞ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﱂ ﻳﻔﺴﺮ ﺭﻓﻀﺎ ﻟﻪ ،1ﺑﻞ ﻣﻨﺬ ﺻﺪﻭﺭ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﻣﻄﻠﻘﺎ ﻣﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ :
» ، 2 « La fraude fait exception a toutes les règlesﻭﻣﻦ ﰒ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺿﺎﻟﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ
ﻋﺸﺮ ،3ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﰲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﻘﺪﱘ "ﺍﻟﻐﺶ ﻳﻔﺴﺪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ " ،ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺬﺭﻉ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺺ
ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻟﻔﺮﺽ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﻳﺴﺘﺪﻋﻰ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻟﺘﻄﺒﻖ ﻛﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ.
ﻭﺍﳌﻼﺣﻆ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﳌﻌﻴﺎﺭﻱ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﱂ ﻳﺘــﻮﻗـﻒ ﻣﻊ ﺍﻋــﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﻞ ﻋﺎﺩ
ﺍﻟﻘــﻀﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﳍﺎﻡ ﻭﺍﳌﺆﺛﺮ ﰲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ.
ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻐﺶ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓﻨﻄﺎﻗﻪ ﻭﺍﺳﻊ ﻏﲑ ﳏﺪﻭﺩ ﻗﺪ ﻳﺸﻤﻞ ﲨﻴﻊ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﻗﺪ ﳝﺲ ﲨﻴﻊ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ ﺃﻱ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﲟﻌﲎ ﻏﺮﺽ ﺇﺗﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﺎﰿ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻐﺶ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ
ﺍﻋﺘﱪﻧﺎﻫﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ
ﺩﺍﺀ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ.
ﻭﻻ ﺑﺪ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻐﺶ ﻫﻮ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺁﻟﻴﺔ ﺗﺼﺤﻴﺤﻴﺔ ﻟﻠﻮﺿﻊ ،ﻭﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ
4
،ﻭﻗﺪ ﻋﻤﻤﺖ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺍﻟﻐﺶ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﺃﻭ ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻨﻔﺎﺫ ،ﻭﻫﻮ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﺎ ﺃﻗﺮﺗﻪ ﻭﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ
ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍﺎ ،5ﺇﱃ ﺃﻥ ﻭﻟﺪ ﺗﻮﺍﺗﺮ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻋﺮﻓﺎ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻋﺮﻓﺎ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ ﻣﻠﺰﻣﺎ .6ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻟﻮﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﻧﺺ ﺩﻗﻴﻖ ﺃﻭ ﺷﻜﻠﻲ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ ﻷﺎ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﱵ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺹ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻮﺎ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ .7ﻭﻣﻦ
ﻟﻜﻦ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﺃﻗﺪﻣﻴﺘﻪ ﲡﻌﻠﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺗﻘـﻨﲔ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﲟﺎ ﺑﺘـﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﻄـﻠﺤﺎﺕ ﻭﻣــﻔﺎﻫﻴﻢ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺳﺎﳘﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ ﰲ ﺻﻘﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺃﻧﻈﺮ:
Jacques Ghestin, Hugo. Barbier, Traite De Droit Civil , Droit objectif et droits subjectifs Sources du droit
Tome I ,5e édition , 5e éd., 2018, p5.
1ﺑﻴﺎﺭ ﺇﻣﻴﻞ ﻃﻮﺑﻴﺎ ،ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳋﺎﺹ ﺣﻮﻝ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻐﺶ ﻳﻔﺴﺪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ .27
2
Cass. req., 3 juill. 1817, S. chr. 1815-1818, I, 342 « la fraude fait exception à toutes les règles faites pour les
cas ordinaires ».
3
Delphine Lanzara , Les méthodes de la cour de cassation dans la création du droit Etude à la Lumière Du
droit des obligations, Thèse de doctorat Droit ,U université Nice Sophia Antipolis , France, 2014, p 73.
4
Pierre Sargos , La fraude licite , Juris-Classeur Périodique La Semaine Juridique - Édition Générale - N° 24 - 11
JUIN 2018, p622.
5
Cass. 1 re civ., 25 mai 1992, n° 90-18.210 : JurisData n° 1992-001332 .
Cass. 1 re civ., 4 févr. 1992, n° 90-15.760 : JurisData n° 1992-000158 .
Cass. com., 25 avr. 2006, n° 04-15.641 : JurisData n° 2006-033209 .
Cass. 3 e civ., 8 avr. 2010, n° 08-70.338 : JurisData n° 2010-003388 .
Cass. soc., 22 juin 2016, n° 15-16.994 : JurisData n° 2016-012110 .
Cass. soc., 8 déc. 2016, n° 14-28.401 : JurisData n°2016-026032.
Cass. ch. mixte, 24 févr. 2017, n° 15-20.411 : JurisData n° 2017-003187.
6ﻫﻠﺪﻳﺮ ﺃﺳﻌﺪ ﺃﲪﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ.34
7
Delphine Lanzara, Op.Cit, P 179.
1082
ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﺍﳌﻬﻢ ـﻦ ﻧﻨﻮﻩ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺇﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﻟﻠﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﺿﺔ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ.
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻻ ﺯﺍﻝ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ Fraus omnia corrumpitﺍﻟﻐﺶ
ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﰲ ﺗﺴﺒﻴﺐ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ، 1ﻭﻳﻌﺘﻤﺪﻩ ﻛﺄﺳﺎﺱ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻳﺒﲎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻄﻮﻕ ﺍﳊﻜﻢ.2
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻟﻴﺴﺪ ﻛﻞ ﺛﻐﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻐﺶ ﻓﻘﺪ ﻗﻀﺖ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ
ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻐﺶ ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﻟﻮ ﱂ ﳚﺮ ﺎ ﻧﺺ ﺧﺎﺹ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺧﻠﻘﻴﺔ
ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﺪﻳﻌﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ
ﺗﻮﺍﻓﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ،3ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﰲ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﲣﺎﺫﻫﺎ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻹﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻐﺶ.4
ﻭﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺘﺒﻊ ﺧﻄﺔ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﻟﻐﺶ ﳒﺪ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﻛﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ
ﻭﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﻌﺮﺽ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﻧﺼﻮﺹ ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻤﻞ ﲨﻴﻊ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻛﻤﺒﺪﺃ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﶈﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﲪﺎﻳﺔ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ،ﺑﻞ ﻭﻓﺮﺽ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻓﻘﻂ -ﲞﻼﻑ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺳﻊ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ -ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﱪ ﻏﲑ ﻛﺎﻑ ﳋﻠﻖ ﺃﺳﺎﺱ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻟﻌﺪﻡ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﻇﻞ ﻗﺼﻮﺭ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻭﺍﺗﺴﺎﻉ ﻧﻄﺎﻗﻪ.
1
Mortier, Stéphanie, Fraus omnia corrumpit , l'auteur du dol ne peut pas invoquer la faute de la victime, Les
pages Obligations, Contrats Et Responsabilités, Vol. 2019, no.47, p3.
2
Cour de cassation - Chambre commerciale 17 mars 2021 / n° 18-19.774 consulté le 23 juin 2021 sur
https://www.dalloz.fr/documentation/Document?id=CASS_LIEUVIDE_2021-03-17_1819774&ctxt
Cour de cassation – Chambre sociale 12 novembre 2020/ n° 19-10.606 consulté le 23 juin 2021 sur
https://www.dalloz.fr/documentation/Document?id=CASS_LIEUVIDE_2020-11-12_1910606&ctx
Cour de cassation Chambre commercial 2 février 2016/ n 14-24.714 consulté le 23 juin 2021 sur
https://www.dalloz.fr/documentation/Document?id=CASS_LIEUVIDE_2016-02-02_1424714&ct
3ﱂ ﻧﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺍﻃﻼﻋﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺗﺒﲏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻐﺶ ﻳﻔﺴﺪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﺄﺳﺎﺱ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺶ ﰲ
ﺣﺎﻻﺕ ﻋﺪﻡ ﻭﺭﻭﺩ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﺻﺮﻳﺢ ،ﻏﲑ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﻟﻪ ﺩ ﺑﻠﺤﺎﺝ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﲞﺼﻮﺹ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻐﺮﻓﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2000/02/16ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ
213691ﺣﻴﺚ ﻋﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺍﻋﺘﱪﻩ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﶈﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﺪﻳﻌﺔ ،ﻷﻥ "ﺍﳋﺪﺍﻉ ﻳﺒﻄﻞ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ" ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﳓﺮﺍﻑ ﻋﻦ ﺍﻟــﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻘــﻮﱘ ﻭﺟـــﺎﺩﺓ ﺣﺴــﻦ ﻧﻴــﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺗﻮﺍﻓﺮﻫﺎ ﺳــﻮﺍﺀ ﻋــﻨﺪ ﺗــﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟــﻌﻘﺪ ﺃﻭ
ﺑﻠﺤﺎﺝ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺣــﱴ ﺧـــﻼﻝ ﻣــﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻭﻫﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﺍﳌﻘﺎﺭﻥ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﺔ،2019 ،ﺹ.173
4ﲪﺪﻱ ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ،ﺍﻟﻐﺶ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺪ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻃﺒﻘﺎ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﺘﺮﺍﻝ ﻟﺴﻨﺔ 1995ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ
ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﳋﻤﺴﻮﻥ ،ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ،ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺃﺑﺮﻳﻞ ،2012ﺹ.31
1083
ﺧﻠﻴﻔﻲ ﻣﺮﱘ
1
ﻃﺎﳌﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﳝﻨﻊ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺗﻀﻤﲔ ﺍﻟﻌـــﻘﺪ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟــﻴﺔ
ﺑﺈﺩﺭﺍﺝ ﺷﺮﻁ ﻳﻔﻴﺪ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﻠﻲ ﺃﻭ ﺟﺰﺋﻲ ﻋﻨﺪ ﺇﺧﻼﻟﻪ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ،2ﺳــﻮﺍﺀ ﻭﺭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ
ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﰲ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻻﺣﻖ ﻋﻠﻴﻪ ،3ﻟﻜﻦ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻟﻐﺶ ﻋﻘﺪﻱ ﳛـﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻹﻋــﻔﺎﺀ،
ﻓﻴــﺘﺠﻠﻰ ﺛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟـﻐــﺶ ﻭﺟﺰﺍﺀﻩ ﰲ ﺑـﻄﻼﻥ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﺍﳌــﻌﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ) ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ( ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺗﻐـﻴﲑ ﻭﺻﻒ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ) ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ(.
.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﻌﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﻣﻦ ﻣﻨــﻄـﻠﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺧﺎﺿﻊ ﳌﺒﺪﺃ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻟﻸﻃﺮﺍﻑ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻳﺔ ﺷﺮﻁ
ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌـﺎﻣﺔ .ﻭ ﺃﻧـﻪ ﻻ ﻳـﻜﻦ ﺃﻥ ﻳـﺤـﺪ ﻣـﻦ ﺣــﺮﻳﺔ ﺍﻷﻃــﺮﺍﻑ ﰲ ﺟــﻮﺍﺯ
ﺇﻻ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،5ﺃﻭ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ.6 4
ﺍﻻﺗــﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋــﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
1ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﺪﻡ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﲝﻴﺚ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺍﳌﺨﻄﺊ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻣﻦ
ﺿﺮﺭ ﺃﻱ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺣﻖ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺃﻭ ﲣﻔﻴﻀﻪ ،ﻓﻬﻲ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ "ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ"،
ﻣﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺪﻯ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻗﺎﺳﻢ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﺍﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺣﻠﱯ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ ، 2018،ﺹ
.297،298
2ﻳﺸﲑ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻌﻮﺟﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﳌﻌﻔﻲ ﺃﻭ ﺍﳌﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﻻ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﺎﺯﻓﺔ ﲝﻴﺚ
ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻊ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﺎﺯﻣﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺘﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻄﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﻴﻌﺘﱪ ﺑﻨﺪﺍ ﺗﻌﺴﻔﻴﺎ ﺑﻞ ﺷﺮﻃﺎ ﺇﺭﺍﺩﻳﺎ ﳏﻀﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻃﻼ ﺃﺻﻼ ،ﻷﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻗﺪ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ ،ﺃﻧﻈﺮ
ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻌﻮﺟﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ،ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺣﻠﱯ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ ،2016 ،ﺹ .95
3ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻢ ﺃﻥ ﻧﺸﲑ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﱂ ﻳﻌﺪ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﰲ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺪﺍﻫﺎ ﻟﻌﺪﺓ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺗﺘﻮﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﻮﺩ
ﻣﺜﻞ ﺍﳌﻼﺣﻖ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻔﻮﺍﺗﲑ ﻭﺍﻹﻳﺼﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻼﻓﺘﺎﺕ ﻭﺍﳌﻠﺼﻘﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻠﻦ ﺎ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺎﺗﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪﻝ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﻐﻔﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻭ ﺍﳌﺴﺘﻨﺪﺍﺕ ،ﻭﻧﻈﺮﺍ ﳋﻄﻮﺭﺓ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﺷﺪﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﺸﺄﺎ ﻭﺍﺷﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻣﻘﺮﻭﺀ ﺣﱴ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺭﺿﺎﻩ ﺳﻠﻴﻢ ،ﺣﱴ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻋﺘﱪ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﻘﺮﻭﺀ ﻏﲑ ﻣﻜﺘﻮﺏ ،ﳏﻤﺪ
ﺣﺴﻦ ﻗﺎﺳﻢ ،ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .314
4ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﻳﻦ ،ﻓﻼ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﰲ ﺫﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﲨﻴﻊ
ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻄﺄ ﻭﺿﺮﺭ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﲡﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻣﺎﻟﻚ ﺟﺎﺑﺮ ﲪﻴﺪﻱ ﺍﳋﺰﺍﻋﻲ :ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻻﺗـﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﻋـﻔﺎﺀ ﻣﻦ
ﺍﳌﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻴﺔ ،2009ﺹ.2
5ﺃﻱ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻵﻣﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻈﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ،ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺃﻭ ﺍﻟﱵ ﰎ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﺑﻨﺼﻮﺹ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ
ﺍﳉﺴﺪﻳﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 64ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ ":ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻃﻼ ﻛﻞ ﺷﺮﻁ ﺑﺈﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗﻞ ﻛﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻣﻦ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﳌﺘﺴﺒﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ".
6ﺑﻘﺼﺪ ﺑﻘﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﺎﻗﻀﺔ ﳌﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﲝﻴﺚ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻷﻧﻪ ﳛﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﱃ ﻋﻘﺪ ﺁﺧﺮ ﻭﻳﻔﺮﻏﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ﻭﳚﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎﻃﻼ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺳﻮﺍﺀ
ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻏﺶ ﺃﻡ ﻻ،ﻣﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺪﻯ ﻓﺮﻫﺎﺩ ﺣﺎﰎ ﺣﺴﲔ ،ﻋﻮﺍﺭﺽ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺣﻠﱯ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ ،2014 ،ﺹ
.442
1084
ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﻓﻬﻞ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳋﻄﺄ ،ﻭﻫﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ )
ﺍﳌﺪﻳﻦ ( ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺇﺭﺍﺩﻱ ﳏﺾ؟
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﲟﺎ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻑ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺒﲔ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﻘﺼﺪ ﺇﳊﺎﻕ
ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﺪﺍﺋﻦ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺮﺗﻜﺒﺎ ﻟﻠﻐﺶ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﻌﻔﻲ ﺿﻤﻦ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ
ﻭﺇﻋﻔﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﱂ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﻭﻻ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩﻩ.
ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺇﺭﺍﺩﻱ ﳏﺾ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀ ﻧﻔﺬﻩ ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺸﺄ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ،1ﻭﺟﺰﺍﺀ
ﺗﺼﺮﻓﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺣﺪﺩﻩ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 178ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﻫﻮ ﺑﻄﻼﻥ ﺷﺮﻁ
ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ،2ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﻭﺧﺮﻭﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ.
ﻓﺎﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻧﺺ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﻌﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺜﲎ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺯ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺣﺎﻟـــﱵ ﺍﻟﻐــﺶ ﻭﺍﳋــﻄﺄ ﺍﳉﺴــﻴﻢ ﺣــﻴﺚ ﳛــﻈﺮ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ﻟﻺﻋــﻔﺎﺀ ﻣﻦ
ﺍﳌﺴــﺆﻭﻟﻴـﺔ ﰲ ﺣــﺎﻟﺔ ﻏــﺶ ﺍﳌــﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺻﺪﻭﺭ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ﺃﻭ ﻓﺎﺣﺶ ﻣﻨﻪ.
ﻭﺍﳋــﻄﺄ ﺍﳉﺴــﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻋـــﺮﻓﻪ POTHIERﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘــﺄﺗﻰ ﰲ ﻋﺪﻡ ﺑﺬﻝ ﺍﻟــﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﳊﻴــﻄﺔ
ﰲ ﺷــــﺆﻭﻥ ﺍـــﻠﻐﲑ ﺑـــﻘﺪﺭ ﻻ ﳝــﻜﻦ
ﻷﻗﻞ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺃﻭ ﺃﻗﻠـﻬﻢ ﺫﻛﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻐـﻔﻠﻪ ﰲ ﺷـﺆﻭﻥ ﻧﻔﺴﻪ .3ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ
ﻣﻔﺘﺮﺽ ﻟﺪﻳﻪ ﺩﺭﺟﺔ ﺩﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺹ ،ﺃﻱ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﳌﺘﻤﺘﻊ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺩﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺼﺮ ﰲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ.4
ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻦ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻻ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺀ ﻗﺼﺪ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺮﺗﻜﺐ
ﺍﻟﻐﺶ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﳌﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻐﲑ ﰲ ﺣﲔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﻻ ﻧﻴﺔ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﻭﻻ ﺣﱴ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻠﺪﺍﺋﻦ.5
ﻓﺎﻟﻐﺶ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺧﻄﺄ ﻋﻤﺪﻳﺎ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﻌﻤﺪﻱ ،ﻭﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﺧﻄﺄ ﻏﲑ ﻋﻤﺪ
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻜﻤﻪ.
2ﺟﺎﺀ ﰲ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 178ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ " :ﳚﻮﺯ ﺍﻻﺗـﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘـﺤﻤﻞ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺗﺒـﻌﺔ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﺍﳌﻔﺎﺟﺊ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ.
ﻛﺬﻟﻚ ﳚﻮﺯ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻳﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻱ ،ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻦ ﻏﺸﻪ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺧﻄﺌﻪ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﻏﲑ ﺃﻧﻪ
ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺇﻋﻔﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺶ ﺃﻭ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﻢ ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ .ﻭﻳﺒﻄﻞ ﻛﻞ ﺷﺮﻁ
ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻲ"
3ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺭﺷﺪﻱ ،ﺍﳋﻄﺄ ﻏﲑ ﺍﳌﻐﺘﻔﺮ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ ﻭﺍﳌﻘﺼـﻮﺩ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻣﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ، 1995 ،ﺹ.77
ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻌﻮﺟﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ .30 4
5ﺑﻴﺎﺭ ﺇﻣﻴﻞ ﻃﻮﺑﻴﺎ ،ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﺪﺍﻉ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻭﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻱ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺹ .224
1085
ﺧﻠﻴﻔﻲ ﻣﺮﱘ
ﻭﻗﺪ ﻭﺍﺯﻯ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﺑﺎﻟﻐﺶ ﻛﺴﺒﺐ ﻣﻌﻄﻞ ﻟﻠﺒﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﰲ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﺮﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻧﻴﺔ
ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻐﲑ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺧﻄﻮﺭﺗﻪ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻘﻮﱘ ﻗﺼﺪﺍ ﺃﻭ ﺇﳘﺎﻻ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ
ﺗﻔﺎﺩﻳﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺗﻜﺒﻪ ﻣﺘﺒﺼﺮﺍ ،ﻓﻌﺪﻡ ﺍﻛﺘﺮﺍﺛﻪ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺃﻋﺒﺎﺋﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﻛﺒﲑ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺷﺄﻧﺎ
ﻋﻤﺎ ﳜﻠﻔﻪ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺇﻗﺪﺍﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺶ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻵﺛﺎﺭ .1ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﺧﻄﲑ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ
ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪﺍ ﲟﺼﺎﱀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ ﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﺶ ،ﻓﺮﻏﻢ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻟﻜﻦ ﺃﻧﻈﻤﺘﻬﻢ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻸﺧﻼﻕ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ.2
ﻫﺬﺍ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻁ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﺎﻃﻼ ﰲ ﺣﺎﻟﱵ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﻜﺒﻪ ﺍﳌﺪﻳﻦ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﻘﻰ
ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﻄﺎﻟﻪ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺑﺄﺷﺨﺎﺹ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﻢ ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺧﻄﺄ ﻫﺆﻻﺀ ﺟﺴﻴﻤﺎ ﺃﻭ
ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺶ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺍﳌﺎﺩﺓ 178ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺗﻐﻴﲑ ﻭﺻﻒ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺇﺣﻼﻝ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ﳏﻞ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﲏ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ،
ﻷﻥ
ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ﺃﻭ ﻏﺶ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺜﻘﺔ.ﻛﻤﺎ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﳊﻤﺎﻳﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻈﺎﻡ ﻭﺿﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﻓﻴﻪ..3
ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻱ ،ﻓﺘﺜﺎﺭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ
ﺍﳋﲑﺓ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺎ ﲢﻘﻖ ﺗﻐﻴﲑ ﻭﺻﻒ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ؟
ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺭﺃﻱ ﻳﺮﻯ ﺟﻮﺍﺯﻫﺎ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺁﺧﺮ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯﻫﺎ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﲜﻮﺍﺯ ﺍﳋﲑﺓ،
ﻓﻴﺴﺘﻨﺪﻭﻥ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺘﲔ ﻛﺎﻑ ﻟﺮﻓﻊ ﺃﺣﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻴﺎﺭ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﺃﺻﻠﺢ ﻟﻪ ،4ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻻ
ﳚﻴﺰ ﺍﳋﲑﺓ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻗﻪ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺍﲡﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻮﺭﻱ ﺣﻴﺚ ﻋﺎﺭﺽ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﲔ
ﺍﳋﲑﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﻠﻖ ،ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻧﺸﺮﻁ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﺃﻋﻔﻰ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻭﻻ ﳏﻞ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ﺇﺫ ﺃﺎ ﻻ ﲡﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ.5
ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﺎﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﻣﻦ ﳝﻨﻊ ﺍﳋﲑﺓ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﱴ ﺗﻮﺍﻓﺮﺕ
ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ 1ﻭﺣﺠﺘﻬﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻻﻟﺘﺠﺎﺀ ﺇﱃ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻭﺣﺪﻭﺩﻩ
ﺍﳌﺮﺳﻮﻣﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﲟﺎ ﳜﻞ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ.2
ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﺪﺍﺋﻦ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺒﻪ
ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺮﳝﺔ ﺃﻭ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ،ﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﻞ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻡ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﺇﺫ ﳝﺘﻨﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﰲ ﲨﻴﻊ
ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﺎﻗﺪﺍ ﺃﻭ ﻏﲑ ﻣﺘﻌﺎﻗﺪ ،3ﻭﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﻣﺼﺮ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﳋﻴﺎﺭ ﻭﺗﻐﻴﲑ ﻭﺻﻒ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻳﺘﻀﺎﺀﻝ ﻫﻨﺎ
ﻷﻥ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻔﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻋﻦ ﻏﺶ ﺃﻭ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ
ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﻭﻏﲑ ﺍﳌﺘﻮﻗﻌﺔ.
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻳﻐﲑ ﻭﺻﻒ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺣﻴﺚ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺘﻀﺮﺭ) ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ( ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻭﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ
ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ،ﻭﺑﺬﻟﻚ ﳜﺮﺝ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻭﳛﻴﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻭﺧﺮﻭﺟﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ .4ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺑﻄﻼﻥ ﺷﺮﻁ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻓﻬﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻄﻞ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺸﺮﻁ ،ﻭﻛﺬﺍ ﻧﻨﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ
ﻟﻠﻤﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺑﺸﺄﻥ ﺑﻄﻼﻥ ﺷﺮﻁ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻏﲑ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﻠﻖ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ 178ﻣﻦ ﺍﻟﻖ ﺍﳌﺪﱐ.
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﳝﺜﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺟـﺰﺍﺀ ﻋـﺪﻡ ﺗﻨﻔﻴـﺬ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣـﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷـﺌﺔ ﻋـﻦ ﺍﻟﻌﻘـﺪ ﺍﳌﺒـﺮﻡ ﺑـﲔ ﻃﺮﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗـﺪ،
ﻭﻫﻮ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﳌـﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳـﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺣـﺮﺹ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗـﺪ ﻋﻠـﻰ ﺗﻨﻔﻴـﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣـﻪ ﻟﻴﺘﺠﻨـﺐ ﺃﺛﺎﺭ
ﺍﻹﺧـﻼﻝ ﲟـﺎ ﺍﻟﺘـﺰﻡ ﺑـﻪ ،ﻭﻫـﺬﺍ ﻣـﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺿـﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﲪﺎﻳـﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﳛﻘـﻖ ﺍﺳـﺘﻘﺮﺍﺭ
ﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ ﻭ ﺍﳌﻌـﺎﻣﻼﺕ ﺑﲔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺇﻻ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﺍﳋﻄﺄ ﻣﻬﻤﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺭﺟﺎﺗﻪ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﲑ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ )
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ( ﻭﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ) ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ(.
1ﺃﺷﺮﻑ ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ،ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ،ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ
ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،2018 ،ﺹ .269
2ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺪﺭﻱ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ،ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻡ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ،ﻟﻴﺒﻴﺎ ،1993 ،ﺹ .269
3ﳏﻤﺪ ﻋﺰﻣﻲ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ،ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺩﺍﺭ ﳏﻤﻮﺩ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،2016 ،ﺹ .21
4ﻣﻪ ﺯﻥ ﺟﻼﻝ ﺍﲪﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ.183
1087
ﺧﻠﻴﻔﻲ ﻣﺮﱘ
1ﺟﺎﺀ ﰲ ﻧﺺ ﳌﺎﺩﺓ 176ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ":ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻋﻴﻨﺎ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ
ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻧﺸﺄﺕ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻻ ﻳﺪ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ".
2ﻣﺆﺩﻯ ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺣﱪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳊﻖ ﺍﳌﻀﺮﻭﺭ ﻫﺪﻓﺎ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻻ
ﺗﻌﺘﺮﺿﻪ ﺃﻳﺔ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺘﺮﻥ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﻔﺮﺩﻳﺔ
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﲑ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺴﺮﺍ ﳑﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻘﺒﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻟﺬﻟﻚ
ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﲨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻨﻪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻱ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻮﻇﻴﻔﺘﻪ
ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻫﻲ ﺧﺼﻴﺼﺔ ﻛـﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘـﻌﻮﻳﺾ ﻭﺍﻟﱵ ﻧﻌﲏ ﺎ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻪ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﰲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ
ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﺧﺼﻴﺼﺔ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﱵ ﺪﻑ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ )ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻛﻞ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﳊﻘﺖ
ﺑﺎﳌﻀﺮﻭﺭ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﰲ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻐﲑ( ﻟﻴﺤﻞ ﳏﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻣﺎ
ﻳﻜﻔﻲ ﳉﱪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺸﻜﻞ ﺫﺍﰐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻀﺮﻭﺭ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻀﺮﻭﺭﻳﻦ ﲟﻌﻴﺎﺭ ﻣﻮﺣﺪ ﺃﻭ
ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺑﻞ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﳉﱪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻭﻳﺘﻀﺢ ﺗﺒﲏ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﻮﻇﻴﻔﺔ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﳌﺼﻄﻠﺢ""réparationﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ "ﺑﺎﻹﺻﻼﺡ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﻻ ﻳﺪﻉ ﳎﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ
ﺣﻮﻝ ﻧﻴﺔ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ .ﻭﺇﻥ ﺧﺼﺼﺖ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳌﺨﺼﺺ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺟﱪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﲟﺼﻄﻠﺢ" ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ".
1088
ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﻭﳜﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ،ﻓﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﺟﱪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭﳛﺪﺩ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻟﻀﺮﺭ ،ﰲ ﺣﲔ
ﺪﻑ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﳎﺎﺯﺍﺓ ﻭﺯﺟﺮ ﺍﳉﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻭﺭﺩﻉ ﻏﲑﻩ ،ﻭﺗﺄﺩﻳﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺧﻄﺌﻪ.1
ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﺄﻧﻪ" ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﳌﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﳛﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻟﻮ ﻧﻔﺬ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻪ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ".2
ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺃﻳﻀﺎ " ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﶈﻮ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺃﻭ ﲣﻔﻴﻒ ﻭﻃﺄﺗﻪ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺑﻜﻦ ﳏﻮﻩ ﳑﻜﻨﺎ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﻘﺪ ﳛﻜﻢ ﺑﻪ ﻟﻠﻤﻀﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟــﻀــﺮﺭ ﻭﻟــﻜـــﻨﻪ ﻗﺪ ﻳـــﻜﻮﻥ ﺷــﻴﺌﺎ ﺁﺧﺮ ﻏﲑ ﺍﻟﻨﻘﺪ
ﻛﺎﻟﻨﺸﺮ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﻪ ﲝﻖ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ".3
ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﺎ ﳊﻖ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻭﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ
ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺃﻭﻟﻠﺘﺄﺧﺮ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ ،ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﺎﻩ ﺑﺒﺬﻝ ﺟﻬﺪ ﻣﻌﻘﻮﻝ ،ﻭﻏﲏ ﻋﻦ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳏﻞ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺼﺐ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﺿﺮﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻻﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻭﱂ ﻳﻔﺘﻪ ﻛﺴﺐ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻣﻠﺰﻡ
ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺿﺮﺭ .4
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﻐﺶ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ 182ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ":ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﺃﻭ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻘﺪﺭﻩ ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘــﻌﻮﻳــﺾ ﻣﺎ ﳊﻖ ﺍﻟﺪﺍﺋـــﻦ ﻣﻦ ﺧــﺴــﺎﺭﺓ ﻭﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻛـــﺴﺐ ،ﺑـــﺸﺮﻁ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻌــــﺪﻡ ﺍﻟﻮﻓــــﺎﺀ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺃﻭ ﻟﻠﺘﺄﺧﺮ ﰲ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ ،ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﱂ
ﻳﻜﻦ ﰲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﺎﻩ ﺑﺒﺬﻝ ﺟﻴﺪ ﻣﻌﻘﻮﻝ.
ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻣﺼﺪﺭﻩ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻓﻼ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻏﺸﺎ ﺃﻭ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻤﺎ ﺇﻻ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ".
ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﻌﻮﺽ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺃﻥ
ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﳝﺘﺪ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺘﻮﻗﻊ.
ﻭﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺪﺩ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ،ﻓﺎﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻻ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ.
1ﻣﻘﺪﻡ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ،ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ،ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،1992 ،ﺹ .174
ﺣﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻧﻮﻥ ،ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﺴﺘﻨﺼﺮﻳﺔ ،1976 ،ﺹ .348 2
3ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﺎﱀ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﳉﺒﻮﺭﻱ ،ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﺆﺛﺮﺓ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻀﺎﺭ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺣﻠﱯ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ ،2013 ،ﺹ .17
4ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻨﻬﻮﺭﻱ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺍﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺣﻠﱯ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ ،1989،ﺹ .843
1089
ﺧﻠﻴﻔﻲ ﻣﺮﱘ
ﻭﲟﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻓﻤﻦ ﺍﳌﻨﻄﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ
ﻭﻗﺖ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻓﺎﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻣﻊ ﻃﺮﻑ ﺁﺧﺮ ﺑﻌﻘﺪ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻯ ﺗﻌﺎﻗﺪﻩ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﺒﻪ
ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻝ ﲣﻠﻔﻪ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺟﺒﺎﺕ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﱂ ﲣﻄﺮ ﻋﻠﻰ
ﺑﺎﻟﻪ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﺪ.1
ﻓﺎﻟﻀﺮﺭ ﻏﲑ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻼ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻪ ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﺶ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﻐﺶ ﻣﻦ ﺧﻄﺄ
ﺟﺴﻴﻢ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻓﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺗﻨﻘﻠﺐ ﺇﱃ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻘﺼﲑﻳﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻏﲑ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ.
ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺴﻨﻬﻮﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﺇﱃ ﲢﻤﻞ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻭﻳﺮﺗﻀﻴﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﻳﻌﺘﱪ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺷﺮﻁ ﺍﺗﻔﺎﻗﻲ ﻳﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﺍﺭ
ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﻘﺼﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ،ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺑﺎﻃﻼ ﰲ ﺣﺎﻟﱵ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ،ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ
ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ ﺃﻭ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻷﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻷﺻﻞ ﺑﻌﺪ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﺍﺭ
ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ.2
ﻭﺗﻮﻗﻊ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﻳﻘﺎﺱ ﲟﻌﻴﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻻ ﲟﻌﻴﺎﺭ ﺫﺍﰐ ﻓﺎﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ
ﺍﳌﻌﺘﺎﺩ ﰲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺪﻳﻦ، 3ﻻ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ .ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ
ﺃﻧﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺗﻮﻗﻊ ﻃﺮﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﰲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻘﻂ ﻟﻄﺮﰲ
ﺍﻟﻌﻘﺪ.
4
ﻭﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ،ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﰲ ﺣﺎﻟﱵ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ
ﻭ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺻﺎﺩﺭ ﰲ 29ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2014ﺃﺷﺎﺭﺕ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﳝﻜﻦ ﻣﺴﺎﻭﺍﺗﻪ ﺑﺎﻟﻐﺶ
ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻨﻊ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﻭ ﻏﲑ
ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻨﻪ ﲟﻮﺟﺐ ﺷﺮﻁ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ .5
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻏﺶ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ
ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ،ﻭ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻏﲑ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﻛﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﳌﺒﺪﺃ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻀﺮﺭ ،ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻷﺛﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ
ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻤﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳊﻖ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻛﺎﻣﻼ .
1ﻭﺟــﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ" :ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﳛـــﺪﺩﺍ ﻣــﻘﺪﻣﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﺎﻟــﻨﺺ ﻋﻠــﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌـﻘﺪ ﺃﻭ ﰲ ﺍﺗـــﻔﺎﻕ ﻻﺣـﻖ
ﻭﺗﻄﺒﻖ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊـﺎﻟﺔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﻮﺍﺩ 176ﺇﱃ .«181
ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﺩﻭﻥ ﺿﺮﺭ ﻓﻬﻮ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﳛﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ
ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻀﺮﺭ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺿـﺮﺭ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻳﺘـﺤﺮﺭ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘـﻌﻮﻳﺾ ﺍﳌﺴـﺒﻖ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ
ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ.1
ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ،ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ ﳛﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﳉﺰﺍﺀ ﺍﳌﺸﺮﻭﻁ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ
ﻷﻧﻪ ﻣﻠﺰﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﻻ ﻧﻘﺼﺎﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﻃﺮﻓﻴﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﺩﻭﻥ
ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺣﻴﺚ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺣﻖ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﺨﻔﻴﺾ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻟﻐﺶ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ
ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻭﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﳌﻠﺰﻣﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻠﺰﻡ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻘﻴﻤﺘﻪ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎ ،ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﺟﺎﺯ ﻟﻪ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﺪﻭﺭ ﻏﺶ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻳﻦ.2
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺃﻥ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ،ﻓﺎﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻀﺎﻩ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻳﻔﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﺭﻩ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﺍﻥ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪﳘﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ.3
ﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺃﺟﺎﺯ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ 185ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻫﻲ
ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻏﺸﺎ ﺃﻭ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻤﺎ .4
ﺇﺫ ﺃﻥ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﻩ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳊﻖ ﺑﺎﻟﺪﺍﺋﻦ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ
ﺳﻠﻄﺘﻪ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﲔ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ،ﻟﻜﻦ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻟﻠﻐﺶ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ
ﳛﻜﻢ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﻀﺮﺭ.
1ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻗــﺮﺭﺗـــﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ 184ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌــﺪﱐ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﺟـــﺎﺀ ﻓـــﻴﻬﺎ ":ﻻ ﻳــﻜﻮﻥ ﺍﻟــﺘﻌﻮﻳــﺾ ﺍﶈــﺪﺩ ﰲ
ﺍﻻﺗــﻔـﺎﻕ ﻣﺴــﺘﺤﻘﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺒــﺖ ﺍﳌــﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻟــﺪﺍﺋﻦ ﱂ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺃﻱ ﺿﺮﺭ".
2ﻣﻦ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﳜﻔﺾ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺮﻃﺎ ﺃﻱ
ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﻳﻘﻊ ﺑﺎﻃـﻼ ﺃﻱ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﳜﺎﻟـﻒ ﺫﻟﻚ ﲪﺎﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﻌﺴﻒ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ .ﻛﻤﺎ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﳜﻔﺾ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺃﻧﻪ ﻧﻔﺬ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ،ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺑﺘﺨﻔﻴﺾ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﺍﶈﺪﺩ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻣﺎ ﻧﻔﺬ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﻻ ﳜﻔﺾ
ﻣﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺗﺎﻓﻪ ﱂ ﳛﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋﺪﺓ ).ﺍﳌﺎﺩﺓ 184ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ " ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﳜﻔﺾ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺇﺫﺍ ﺍﺛﺒﺖ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺮﻃﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻗﺪ ﻧﻔﺬ ﰲ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ"( .ﻭﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﻳﻠﻐﻲ ﺃﻭ ﳜﻔﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺴﺒﺐ
ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﺑﺴﻮﺀ ﻧﻴﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺃﻣﺪ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﱪﺭ ﻣﻨﻌﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺋﻲ ﺍﳌﻘﺮﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﺧﲑ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ) ﺍﳌﺎﺩﺓ 187ﻣﻦ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ " ﺇﺫﺍ ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﺑﺴﻮﺀ ﻧﻴﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﲝﻘﻪ ﰲ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺃﻣﺪ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ،ﻓﻠﻠﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﳜﻔﺾ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﶈﺪﺩ ﰲ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻪ
ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻃﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺩﻭﻥ ﻣﱪﺭ"(.
3ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻗﺎﺳﻢ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ .362
4ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﳌﺎﺩﺓ 185ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ " :ﺇﺫﺍ ﺟﺎﻭﺯ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﶈﺪﺩ ﰲ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻓﻼ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﺪﺍﺋﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻏﺸﺎ ﺃﻭ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻤﺎ".
1092
ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﻓﺎﻟﺒﻨﺪ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻳﻌﺪ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﳌﺨﻔﻒ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﲣﻔﻴﻔﻬﺎ ﺟﺎﺋﺰ
ﻓﺤﱴ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺯﻫﻴﺪﺍ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﺍﻥ ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳍﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻧﻔﻲ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ،ﰲ
ﺣﲔ ﺃﻥ ﺟﺰﺍﺀ ﻏﺶ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻘﻠﺐ ﺑﻨﺪ ﻧﻔﻲ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﺎﻃﻼ ،ﻭﳝﻨﺢ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺑﺎﳋﺼﻮﺹ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ.
ﻭﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻪ ﻣﻊ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘــﻌﻮﻳﺾ ﱂ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺣــــﺴﺎﺑﻪ ﻏﺶ ﺍﳌــﺪﻳﻦ ﺃﻭ
ﺧــﻄﺄﻩ ﺍﳉﺴﻴﻢ ،ﻭﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳛﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺴﺎﺏ.1
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﻤﺎ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻋﺪﻡ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺶ ﺃﻭ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻣﻦ
ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﻢ ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ،ﻓﻴﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺟﺮﺍﺀ ﲢﻘﻖ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﻢ ﺣﱴ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻼ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺯﻳﺎﺩﺗﻪ .ﺑﻞ
ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺣﱴ ﻭﻟﻮ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻏﺶ ﺃﻭ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ
ﺍﻟــﺸــﺮﻁ ﺍﳉــــﺰﺍﺋﻲ ﻫﻮ ﺍﺗـــﻔﺎﻕ ﻟﺘـــﺨــــﻔــﻴﻒ ﺍﳌــﺴــﺆﻭﻟﻴــﺔ ﻋﻦ
ﺍﻟــﻐــﺶ ﻭﺍﻟــﺨﻄــﺄ ﺍﻟـﺠﺴـﻴﻢ ﺍﻟــﺼـﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺍﻟـﻐﲑ ﻭﻫﻮ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ.2
ﻏﲑ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﻧﻈﺮﺍ ﳋﻄﻮﺭﺗﻪ ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ
ﳝﻨﺢ ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﺳﻲﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﳎﺎﻻ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﻟﻠﺘﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻱ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻐﲑ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﰲ
ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺪﻣﲔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﲟﻮﺟﺐ ﺷﺮﻁ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﺇﳘﺎﳍﻢ ﺃﻭ ﺇﺧﻼﳍﻢ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﻢ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ،ﺣﱴ ﻭﻟﻮ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ﺃﻭ ﻏﺶ.3
ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻬﻢ ﺃﻥ ﻧﻀﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﱂ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺃﻱ
ﺿﺮﺭ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻏﲑ ﻣﺴﺎﻭ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﻣﻨﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺪﺍﺋﻦ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﻘﺪﺍﺭ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺇﻻ ﰲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﲟﻌﻴﺎﺭ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺩﺭﺟﺔ
ﺟﺴﺎﻣﺘﻪ.4
ﻋـــﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﺣـﻤــﺪ ﺍﻟﺴـﻨﻬـﻮﺭﻱ ،ﺍﻟﻮﺳﻴـﻂ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟـﻤﺪﱐ ﺍﻟـﺠﺪﻳﺪ ،ﺍـﻠﺪ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ﺍﻻﻟﺘـﺰﺍﻡ ﺑـﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ 1
ﺧﺎﲤﺔ:
ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
ﺗﻜﺮﻳﺴﺎ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﲝﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪـ ،ﲝﻴﺚ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ
ﻭﺍﳌﺪﻳﻦ ﻣﻌﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻱ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻭ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﳊﻪ
ﺍﳌﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺑﺮﺍﻣﻪ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭﻳﻌﺘﱪ ﺣﻴﺎﺩ ﻋﻦ ﺟﺎﺩﺓ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻏﺶ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺀ ﻧﻴﺘﻪ ،ﻓﻬﻮ
ﺗﺼﺮﻑ ﻣﻬﺪﺩ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ.
ﺻﻌﻮﺑﺔ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺩﻗﻴﻖ ﻟﻠﻐﺶ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻘﺎﺭﺏ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﻪ
ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻧﻴﺔ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻭﻳﻜﻤﻦ
ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻀﺮﺭ .
ﻭﻷﻥ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﻏﲑ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﳉﺰﺍﺀ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﻤﺪﻩ ﺍﳌﺸﺮﻉ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻠﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ،ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻐﺶ ﻛﻨﻈﺮﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻞ ﺍﻛﺘﻔﻰ
ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺑﻌﺾ ﺻﻮﺭﻩ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﺿﻤﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﻷﻥ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻐﺶ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﻣﺘﺠﺪﺩﺓ
ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻭ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺃﻭ ﺣﱴ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻼ ﳒﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻛﺎﻓﻴﺎ.
ﻭﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﳏﻞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﲑ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﺍﳉﺴﻴﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ
ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳉﺰﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺍﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳌﻌﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺣﻠﻮﻝ
ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﻭﺍﻟﻐﲑ ﻣﺘﻮﻗﻊ ،ﻭ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺃﻱ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﳉﺰﺍﺋﻲ ،ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ.
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻧﺄﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ:
-ﺗﻮﺳﻌﺔ ﳎﺎﻝ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﲝﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ
ﺇﺻﻼﺣﻪ ﺍﻷﺧﲑ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻟﺴﻨﺔ .2016
-ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻐﺶ ﻟﺘﻄﺒﻖ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﺺ ﺧﺎﺹ ﺃﻱ ﻋﻨﺪ ﺷﻐﻮﺭ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﰲ
ﻇﻞ ﺗﻌﺪﺩ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻭﲡﺪﺩﻫﺎ ،ـــ ﺗﺒﲏ ﻗﺎﻋﺪﺓ "ﺍﻟﻐﺶ ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ" ﺑﻨﺺ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﺻﺮﻳﺢ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺃﺳﺎﺳﺎ
ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﺪﱐ ﻋﺎﻡ ﻳﻐﻄﻲ ﲨﻴﻊ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻐﺶ.
-ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﳌﺎﺩﺓ 178ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﻣﻨﻊ ﺷﺮﻁ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﳌﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﻏﺶ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻪ ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ
ﺍﻟﻌﻘﺪ.
-ﺗﺒﲏ ﻣﻮﻗﻒ ﺗﺸﺮﻳﻌﻲ ﺃﻭ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﳏﺪﺩ ﻭﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳋﲑﺓ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻳﺔ.
-ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﺮﺃﻱ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﳌﻘﺎﺭﻥ ﻭﺍﻻﺳـــﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑــﻬﻤﺎ ﺧـــﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ﻣﻊ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻛﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺜﻼ ،ﻟﻔﺘﺢ ﳎﺎﻻ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﻭﺧﺼﺒﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻐﺶ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ.
1094
ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ:
.1ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﺎﱀ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﳉﺒﻮﺭﻱ ،ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﺆﺛﺮﺓ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻀﺎﺭ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ
ﺣﻠﱯ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ.2013 ،
.2ﺃﺷﺮﻑ ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ،ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ،ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ.2018 ،
.3ﺃﻧﻮﺭ ﻃﻠﺒﺔ ،ﺍﳌﻄﻮﻝ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ،ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ،ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ،
.2006
.4ﺑﻠﺤﺎﺝ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﺍﳌﻘﺎﺭﻥ ،ﺩﺍﺭ
ﻫﻮﻣﺔ.2019 ،
.5ﺑﻴﺎﺭ ﺇﻣﻴﻞ ﻃﻮﺑﻴﺎ ،ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳋﺎﺹ ﺣﻮﻝ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻐﺶ ﻳﻔﺴﺪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ،ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻟﺒﻨﺎﻥ.2009 ،
.6ﺑﻴﺎﺭ ﺇﻣﻴﻞ ﻃﻮﺑﻴﺎ ،ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﳋﺪﺍﻉ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻭﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑﻱ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ
ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ،ﻟﺒﻨﺎﻥ.
.7ﲤﺎﱐ ﲨﻴﻠﺔ ،ﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﲣﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺧﺎﺹ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ1
.2019/2018
.8ﺟﺎﻙ ﻏﻴﺴﺘﺎﻥ ،ﺍﳌﻄﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ
ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﺑﲑﻭﺕ.2008 ،
.9ﺣﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻧﻮﻥ ،ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﺴﺘﻨﺼﺮﻳﺔ.1976 ،
.10ﲪﺪﻱ ﳏﻤﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ،ﺍﻟﻐﺶ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺪ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻃﺒﻘﺎ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ
ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﺘﺮﺍﻝ ﻟﺴﻨﺔ 1995ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﳋﻤﺴﻮﻥ ،ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺃﺑﺮﻳﻞ.2012
.11ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﲪﺪ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺍﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺁﺛﺎﺭ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺣﻠﱯ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ.1989،
.12ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻨﻬﻮﺭﻱ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺍﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ
ﻧﻈﺮﻱ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺣﻠﱯ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ.1998،
.13ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ،ﺍﻟﻐـﺶ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻌـﻘﻮﺩ ، ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻛﻨﻮﺯ ﺇﺷﺒﻴﻠﻴﺎ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ،
ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ.2004 ،
.14ﻋﺪﻧﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﺮﺣﺎﻥ ،ﻧﻮﺭﻱ ﲪﺪ ﺧﺎﻃﺮ،ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ " ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ"
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ،ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ. 2002 ،
1095
ﺧﻠﻴﻔﻲ ﻣﺮﱘ
.15ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺻﻮﺭﻱ ،ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﺏ ،ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ،
.1988
.16ﻏﺰﻭﺍﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺷﻮﻳﺶ ،ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﺳﺮﻳﺎﻥ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﺍﺋﻨﲔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﲔ ،ﳎﻠﺔ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻜﺮﻳﺖ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻠﺪ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ،ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﺃﻓﺮﻳﻞ.2016
.17ﻓﺮﻫﺎﺩ ﺣﺎﰎ ﺣﺴﲔ ،ﻋﻮﺍﺭﺽ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺣﻠﱯ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ.2014 ،
.18ﻣﺎﻟﻚ ﺟﺎﺑﺮ ﲪﻴﺪﻱ ﺍﳋﺰﺍﻋﻲ :ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻻﺗـﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﻋـﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻴﺔ
.2009
.19ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺭﺷﺪﻱ ،ﺍﳋﻄﺄ ﻏﲑ ﺍﳌﻐﺘﻔﺮ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ ﻭﺍﳌﻘﺼـﻮﺩ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻣﻄﺒﻮﻋﺎﺕ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ.1995 ،
.20ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻗﺎﺳﻢ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﺍﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺣﻠﱯ
ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ. 2018،
.21ﳏﻤﺪ ﲪﻴﺪﺍﱐ ،ﻣﺒﺪﺃ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ131 - 2016ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ
2016/02/12ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻟﻠــــﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ﺣﻮﻟﻴﺎﺕ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﻟـﻤﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘـﻤﺎﻋـﻴﺔ
ﻭﺍﻹﻧـﺴـﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟـﻌـﺪﺩ ،26ﺟـﻮﺍﻥ .2019
.22ﳏﻤﺪ ﻋﺰﻣﻲ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ،ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺩﺍﺭ ﳏﻤﻮﺩ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ.2016 ،
.23ﳏﻤﺪ ﻋﺰﻣﻲ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ،ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺍﻠﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺩﺍﺭ ﳏﻤﻮﺩ
ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،2018 ،ﺹ .415
.24ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺪﺭﻱ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ،ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻡ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ
ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻴﺒﻴﺎ.1993 ،
.25ﻣـﺤﻤﺪ ﻣـﺤﻤﺪ ﻣـﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭﻱ ،ﺍﻟﻐــﺶ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺪﻧــﻴﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﰲ ﺍﻟـﻘـﺎﻧﻮﻥ
ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳌـﺼﺮﻱ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳــﻼﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ.2004 ،
.26ﳏﻤﻮﺩ ﻓﻴﺎﺽ ،ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﲟﺒﺪﺃ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﳎﻠﺔ
ﺍﻟﺸـﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﻣـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﳋﻤﺴﻮﻥ ،ﺃﻓﺮﻳﻞ
.2013
.27ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻌﻮﺟﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ،ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺣﻠﱯ ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ
.2016
.28ﻣﻘﺪﻡ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ،ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ،ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ.1992 ،
.29ﻣﻪ ﺯﻥ ﺟﻼﻝ ﺍﲪﺪ ،ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﰲ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ
ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ.2017،
1096
ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻐﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ
ﻠﺪ ﺍ، ﳎﻠﺔ ﺍﳌﻔﻜﺮ،( ﺃﺳﺎﺱ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ، ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ) ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ، ﻣﻮﺍﻗﻲ ﺑﻨﺎﱐ ﺃﲪﺪ.30
.2014 ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮﺓ،ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
.2012 ، ﻋﻤﺎﻥ ﺍﻷﺭﺩﻥ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ، ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ، ﻫﻠﺪﻳﺮ ﺃﺳﻌﺪ ﺃﲪﺪ.31
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ، ﻳﻮﺳﻒ ﺷﻨﺪﻱ.32
.2017 ﻧﻮﻓﻤﱪ، ﻣﻠﺤﻖ ﺧﺎﺹ، ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﱐ، ﳎﻠﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ،ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻹﻋﻼﻡ
33. Berdal, Edouard, L'obligation De Limiter Son Préjudice En
Matière Contractuelle, Faculté De Droit Et De Criminologie, Université
Catholique De Louvain, 2015 .
34. David GILLES ,Les Lois civiles de Jean Domat, prémices à la
Codification. Du Code Napoléon au Code civil du Bas Canada, Revue
juridique Thémis, 2009.
35. Delphine Lanzara , Les méthodes de la cour de cassation dans la
création du droit Etude à la Lumière Du droit des obligations, Thèse de
doctorat Droit ,U université Nice Sophia Antipolis , France, 2014,.
36. Fabrice DEFFERRARD, Une analyse de l’obligation de sécurité à l’épreuve
de la cause étrangère, Dalloz, 1999.
37. Henri Roland et Laurent Boyer ,Adages du droit français, 4e
édition Broché LexisNexis, 1999.
38. Hugo M’Baye. La différence entre la bonne foi et la loyauté en droit des
contrats. Thèse de doctorat Droit. Université Montpellier, 2019.
39. Jacques Ghestin, Hugo. Barbier, Traite De Droit Civil , Droit objectif et
droits subjectifs Sources du droit Tome I ,5e édition , 5e éd., 2018.
40. Jean Hilaire, Adage et maximes du droit français, DALLOZ,2013,p 94.
41. Jean-François Romain Théorie, Critique du principe général de bonne
foi en droit privé Des atteintes à la bonne foi en général et de la fraude en
particulier « Fraus omnia corrumpit», Bruylant Bruxelles, 2000,
42. Marie Leveneur-Azémar, Etude Sur Les Clauses Limitatives Ou
Exonératoires De Responsabilité, Thèse de doctorat Droit, Universite
Pantheon-Assas (Paris Ii), 2016.
43. Mortier, Stéphanie, Fraus omnia corrumpit , l'auteur du dol ne peut pas
invoquer la faute de la victime, Les pages Obligations, Contrats Et
Responsabilités, Vol. 2019, no.47.
44. Pierre Sargos , La fraude licite , Juris-Classeur Périodique La Semaine
Juridique - Édition Générale - N° 24 - 11 JUIN 2018.
1097