”من يرى الناس بعين طبعه، فقد حكم عليهم بمرآة نفسه“
في الحياة، نصادف أشخاصًا يسيئون تأويل أفعالنا وأقوالنا .. ليس لأننا أخطأنا، بل لأنهم يرون العالم من خلال عدسة نفوسهم. تتحدث ببراءة، فيظنونه تلميحًا. تبادر بصدق، فيحسبونه تلاعبًا. تفعل الخير، فيظنونك تبتغي مصلحة. والسبب؟ أنهم لا يدركون سوى ما في داخلهم ويسقطونه على الآخرين.
هؤلاء لا يرون الحقيقة كما هي، بل كما هُم. أشبه بمن ينظر في ماء عكر فلا يرى إلا التشويش والإضطراب، ويظن أن الماء في كل بقاع الأرض كذلك. قال الشاعر المعري :
-إذا ساء فعلُ المرءِ ساءتْ ظنونُهُ وصدَّق ما يعتادُهُ من توهُّمِ-
وهنا تكمن المأساة؛ فصاحب القلب الصافي يرى الجمال في كل شيء، وصاحب القلب الملوث لا يرى إلا ما يعكس داخله. فاحذر من يحكم عليك بطبعه، فهو لا يراك، بل يرى ظله فيك
–الجوهرة الخضير