"الوحشي"..
طيلة حياتي، كنتُ غارقًا في عتمة الذات وكربِ الهويّة؛ همّشني كل ما ظننته ملاذًا، لم تلبث أن تنهال عليّ طعنات الأمد، كزخ المطر تنهمر، لعناتٌ أجمعت على مهجتي، مسوغةً باسم القدر، في كلّ زاوية، خلف مصراعي كل عتبة، وعلى امتداد الطريق، أحرقتني النيران، وفي خمودها طمست بصيرتي بالدخان.. ومع ذلك، بقيت صامدًا، حتى في غيهب الغسق، محدّقًا إلى هاوية الأفق، بصيص حلمي بالنجاة كان يقودني إليك، يا خلاصي الأخير، رأيتك كالضوء في نهاية الطريق، طريق الحرية، طريق فني الأبدي،…