Sign in with Facebook
هَنَـــاءْ's Reviews > التحول
التحول
by
ليس بالضرورة أن يراني أحد. المهم أن يشعر بي !
كنت ولازلت أحب أسرتي كفرد منها ولكن ما أن تحولت إلى مسخ .. حتى تحولت أسرتي إلى غرباء أو ربما أعداء.
"لكن يا صغيرتي، قال الأب, متعطفاً، وبتفهم مدهش، ما الذي يمكننا أن نفعله؟".
الشعور الآخر
الجسد الآخر
الكائن الآخر
كلها لا تعني شيء .. أمام ما قطّع قلبي من الضجر الذي رافقهم تجاهي واللامبالاة.
أحمل أنّاتي الشحيحة. وآهاتي المتوحشة .. وقوقعة الهم الذي أحاطت بي .. ثم ارتمي في نيران الغضب تجاه ما لم أفعل أو أقل.
"لو كان قادراً على أن يفهمنـــا ..."
تخيل ..
وهذه الرواية الرمزية لمن يملك حدائق الخيال.
أن تعيش بصورة أخرى وشكل ظاهر لا يمت لحقيقتك بصلة ثم تجد الاحتواء من حولك لا يحتضنك بل يكويك ويمزقك بالتدريج، وعلى قدر أيام الغربة والضيق تقترب من النهاية.
تخيل ..
أن تأكل كحشرة
وتتمطى بجسدها
وتمتلك حواسها
ولكن تفكر كإنسان
وتتألم كإنسان ..
.
.
وقتها ...
ما حجم ألمك ؟!
"إنني مفتوح الشهية، حقاً. قال غريغور لنفسه، مهموماً، لكن، ليسَ إلى هذه الأشياء. وفيما يتغذى هؤلاء المستأجرون جيداً، <<أموت أنا من الجوع!>>".
/
انساني كما تريد .. ولكن لا تهمشني !
عاملني بصلافة كما تحب .. ولكن لا تحتقرني !
إنّك يا هذا تؤذيني بشدة !!!!
"وعلى أي حال، فلم يكن هناك من يهتم بأمره".
أكثر ما يؤلم الإنسان أن تهان كرامته، أن تهدر بأوساخ الرعاية الدنيئة. وغبار تراكم الخوف والحقد تجاه منظر لا يملكه ذلك المسكين. أن تدوس بقدمك جزءاً من كينونته وتمحقها بأنانيتك.
من سمح لك ؟!
....
تكور على نفسه في حجرته، بنى السدود بينه وبين العالم، إلا أن شيئاً ما كان يدفعه لأن ينصت ويراقب خلف أسوار عزلته.
قد يكون حباً قديماً لذلك الماضي الذي تجاهله أول ما تجاهل في حاضره، أو ذكريات همست له من بعيد وأيقظت ذلك الراكد في قلبه.
عفواً غريغور ...
ليس كل البشر شرفاء، متواضعون، يحترمون الذكريات .. ويجلّون المواقف.
هناك من يركلك مع أقرب محطة وجع، ويرمي بما يخصك غير مأسوفاً عليه.
بل حتى ....
بل حتى للأسف ....
بل حتى للأسف هناك من يفرحه موتك ..
وكأنه بُشّر بجنّته !
رغم عدم تكبله العناء معك ..
رغم عدم اكتراثه لشأنك ..
رغم أنّك لست نارُه ..!
/
استدراك :
-هذه الرواية أجمل ما قرأت في هذا العام إلى الآن.
-لاحظت أن كافكا وبخصوص هذه القصة ليس سوداوياً كما يكرر ذلك القرآء في مراجعاتهم، إنما "حساس جداً"
-حزنت بشدة وبكيت .. لسبب: أني ربطت لا شعورياً بين رمز القصة وحالي مع جدتي وكيف أن حبال الاتصال تقطعت بيني وبينها.
هي لم تعد تعرفني، حتى لو اعدت اسمي عليها اكثر من مرة ولم تعد تدرك معنى حديثي.
ذلك التحول المفاجئ، أو ربما صعوبة تواصل غريغور مع اسرته هو سبب الربط والحزن الشديد لأجله أو مجرد تقريب لأمر بعيد عن القصة وفكرة عابرة كانت سبب أن الشخص حينما يفقد سبل التواصل يصعب عليك أنت كمحب أن تقدم له شيء أقله الفهم ..
فقط القليل من الفهم.
by
ليس بالضرورة أن يراني أحد. المهم أن يشعر بي !
كنت ولازلت أحب أسرتي كفرد منها ولكن ما أن تحولت إلى مسخ .. حتى تحولت أسرتي إلى غرباء أو ربما أعداء.
"لكن يا صغيرتي، قال الأب, متعطفاً، وبتفهم مدهش، ما الذي يمكننا أن نفعله؟".
الشعور الآخر
الجسد الآخر
الكائن الآخر
كلها لا تعني شيء .. أمام ما قطّع قلبي من الضجر الذي رافقهم تجاهي واللامبالاة.
أحمل أنّاتي الشحيحة. وآهاتي المتوحشة .. وقوقعة الهم الذي أحاطت بي .. ثم ارتمي في نيران الغضب تجاه ما لم أفعل أو أقل.
"لو كان قادراً على أن يفهمنـــا ..."
تخيل ..
وهذه الرواية الرمزية لمن يملك حدائق الخيال.
أن تعيش بصورة أخرى وشكل ظاهر لا يمت لحقيقتك بصلة ثم تجد الاحتواء من حولك لا يحتضنك بل يكويك ويمزقك بالتدريج، وعلى قدر أيام الغربة والضيق تقترب من النهاية.
تخيل ..
أن تأكل كحشرة
وتتمطى بجسدها
وتمتلك حواسها
ولكن تفكر كإنسان
وتتألم كإنسان ..
.
.
وقتها ...
ما حجم ألمك ؟!
"إنني مفتوح الشهية، حقاً. قال غريغور لنفسه، مهموماً، لكن، ليسَ إلى هذه الأشياء. وفيما يتغذى هؤلاء المستأجرون جيداً، <<أموت أنا من الجوع!>>".
/
انساني كما تريد .. ولكن لا تهمشني !
عاملني بصلافة كما تحب .. ولكن لا تحتقرني !
إنّك يا هذا تؤذيني بشدة !!!!
"وعلى أي حال، فلم يكن هناك من يهتم بأمره".
أكثر ما يؤلم الإنسان أن تهان كرامته، أن تهدر بأوساخ الرعاية الدنيئة. وغبار تراكم الخوف والحقد تجاه منظر لا يملكه ذلك المسكين. أن تدوس بقدمك جزءاً من كينونته وتمحقها بأنانيتك.
من سمح لك ؟!
....
تكور على نفسه في حجرته، بنى السدود بينه وبين العالم، إلا أن شيئاً ما كان يدفعه لأن ينصت ويراقب خلف أسوار عزلته.
قد يكون حباً قديماً لذلك الماضي الذي تجاهله أول ما تجاهل في حاضره، أو ذكريات همست له من بعيد وأيقظت ذلك الراكد في قلبه.
عفواً غريغور ...
ليس كل البشر شرفاء، متواضعون، يحترمون الذكريات .. ويجلّون المواقف.
هناك من يركلك مع أقرب محطة وجع، ويرمي بما يخصك غير مأسوفاً عليه.
بل حتى ....
بل حتى للأسف ....
بل حتى للأسف هناك من يفرحه موتك ..
وكأنه بُشّر بجنّته !
رغم عدم تكبله العناء معك ..
رغم عدم اكتراثه لشأنك ..
رغم أنّك لست نارُه ..!
/
استدراك :
-هذه الرواية أجمل ما قرأت في هذا العام إلى الآن.
-لاحظت أن كافكا وبخصوص هذه القصة ليس سوداوياً كما يكرر ذلك القرآء في مراجعاتهم، إنما "حساس جداً"
-حزنت بشدة وبكيت .. لسبب: أني ربطت لا شعورياً بين رمز القصة وحالي مع جدتي وكيف أن حبال الاتصال تقطعت بيني وبينها.
هي لم تعد تعرفني، حتى لو اعدت اسمي عليها اكثر من مرة ولم تعد تدرك معنى حديثي.
ذلك التحول المفاجئ، أو ربما صعوبة تواصل غريغور مع اسرته هو سبب الربط والحزن الشديد لأجله أو مجرد تقريب لأمر بعيد عن القصة وفكرة عابرة كانت سبب أن الشخص حينما يفقد سبل التواصل يصعب عليك أنت كمحب أن تقدم له شيء أقله الفهم ..
فقط القليل من الفهم.
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
التحول.
Sign In »
Reading Progress
Comments Showing 1-18 of 18 (18 new)
date
newest »
newest »
message 1:
by
Hoda
(new)
Feb 26, 2017 05:01AM
حلو,الرواية على صغر حجمها الواضح انها معبرة جدا" ومؤثرة,سلمت يداك هناء على هذه المراجعة المميزة
reply
|
flag
مراجعة مميزة .. رائعة .. معبرة .. و مؤلمة .. في نفس الوقت , صراحة لقد ابدعت أختي هناء ما شاء الله .. ما شاء الله :)ندعوا الله الشفاء العاجل لجدتك إن شاء الله حتى يعود الإرتباط و يعود الفهم المتبادل بإذن الله .
Hoda wrote: "حلو,الرواية على صغر حجمها الواضح انها معبرة جدا" ومؤثرة,سلمت يداك هناء على هذه المراجعة المميزة"سلمتِ يا هدى ..
نعم أراها معبرة ومؤثرة .. ولامستني كثيراً
Mohammed wrote: "مراجعة مميزة .. رائعة .. معبرة .. و مؤلمة .. في نفس الوقت , صراحة لقد ابدعت أختي هناء ما شاء الله .. ما شاء الله :)ندعوا الله الشفاء العاجل لجدتك إن شاء الله حتى يعود الإرتباط و يعود الفهم المتباد..."
أشكر لك دعمك المستمر واهتمامك بما أكتب يا أخ محمد ..
لا اعتقد أنها تحتاج الشفاء، لأنها مرحلة عمرية وأعراض حتمية لها.
أسأل الله لها التخفيف والرحمة.
الله يا هناء :)من الروايات المفضلة عندي
ستؤلمك كثيراً هذه الرواية خاصة اذا ما ارتبطت بحدث معين في حياتك كما ذكرتي في المراجعة حيال جدتك..
ستشعرين بما كان يشعر به الأخ سامسا :)
وأصبحت من المفضلة عندي أيضاً :)نعم آلمتني يا آراز .. لأني كنت طوال حياتي أعرف جدتي شيء ثم بفترة وجيزة تحولت إلى شيء آخر ..
كنت أتمنى لو أحرق كل الجسور بيننا لأفهمها أو تفهمني أو حتى تبتسم نفس ابتسامتها القديمة أو أرى فيها القديمة.
شكراً لمرورك
إذا صدق كافكا عندما قال أن على الكتاب أن يكون بمثابة الفأس أو الضربة التي تحرك البحر المتجمد داخلنا :)
معك حق :)من أجمل العبارات التي تميز الأدب الجيد مما سواه!
إيه الجمال ده يا شباب !!!مراجعاتكم علي تلك الرواية أنا احتفظت بها !! <3 <3 سلمت يداكم مائة مرة يا هناء ويا محمد ! قراءتي لها ستكون قريبة جدا إن شاء الله
شكراً جداً عبدالرحمن .. طبعاً أنت فهمتها من نفسك قبل أن يأتيك الترشيح :)لو قرأت هذي الرواية لأحببتها جداً وتأثرت بها أكثر من عنبر تشيخوف ..
ننتظر قراءتك لها وتحديثاتك
متشوق جدا لأعرف كيف سيقوم بصياغة تلك الفكرة !! أنا اعتبرت ما كتبتم ترشيحا صريحا لي يا هناء أصلا .. :) .بس أخشي لا أجد ما أكتب شيئا لأكتبه ..أنتم لم تتركوا لي يا جماعة حرف :D
Abdelrahman fathy wrote: "إيه الجمال ده يا شباب !!!مراجعاتكم علي تلك الرواية أنا احتفظت بها !! <3 <3 سلمت يداكم مائة مرة يا هناء ويا محمد ! قراءتي لها ستكون قريبة جدا إن شاء الله"
شكرا أخي العزيز .. الحمد لله أن المراجعات قد أعجبتك :))
لا ستكتب ثق بذلك ..تعرف لماذا ؟
لأن الفأس في قلم كافكا سيفكك من الداخل ويحرك شيئاً ما في أعماقك :)
إن شاء الله :) شكرا لكم <3 ( التشبيه عظيم :) ))
هذه الرواية ساهمت في ولادة كتاب كبار كغبريال غارسيا ماركيز .. لأن الفأس كما قالت أختي هناء حادة جدا و ستضرب عميقا جدا أخي عبد الرحمان .. لذلك بعيدا عن اعجابك بالرواية أم لا لكنك ستجد الكلمات أمامك هههههههه
بعد اربع سنوات. سمعت الرواية على الاوديوبل بالانجليزية والاداء جيد جداً، الا انني لم المس اي شيء. اعزو ذلك الى عدم ارتباطها بأي حادثة في حياتي "او من الممكن انها كانت ستفعل كثيراً قبل ٢٠١٥؟ لا ادري".
لكن مراجعتك وقصتك مع جدتك: تلك التي لمستني كثيراً.
أسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يجمعنا بهم جميعاً في الفردوس الاعلى.
اقارن قلمك قديماً مع قلمك الآن "وخاصة على مدونتك" .. لقد تطور قلمك كثيراً واصبح ممتعاً وبالاخص "نافعا كثيراً" الى الامام هناء، وفقك الله لكل ما يحب ويرضى 🌱
اللهم آمين يا رب.فعلا تطور كثيرا، ألاحظ هذا كلما قرأت شيء قديم، بل حتى تسرب الأفكار وغزارتها، لم يعد كالسابق. وهذا من فضل ربي ولله الحمد.
الله يرحمك ويرحم جدتي ويرزقكم فردوسه الأعلى، الله يغفر لك ويغفر لجدتي ويتجاوز عنكم ويدخلها الجنة من غير حساب ولا عذاب ، الله يجمعني انا وباقي أهلي بكم بالفردوس الأعلى ويجعلنا برحمته من اصحاب هذه الآيه:-{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
