Info@najah - Edu: Muslim Blood Relations
Info@najah - Edu: Muslim Blood Relations
Info@najah - Edu: Muslim Blood Relations
ﻤﻠﺨﺹ
ﻜﻤﺎ ﻴﺒﻴﻥ، ﻭﺃﻥ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺒﺎﺌﺭ،ﻴﺤﺩﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻭﻤﻔﻬﻭﻡ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﻜﻴﻔﻴﺘﻬﺎ
ﻭﻴﺒﻴّﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ، ﺃﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺘﻭﺍﺭﺙ، ﻭﺃﻨﹼﻪ ﻻ ﻴﺼﺢ ﺤﺼﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺍﻟﻤﺤﺭﻡ،ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺼﻠﺘﻬﺎ
ﻜﻤﺎ ﺘﺒﻴّﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ، ﻭﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺃﻨﹼﻬﺎ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻻ ﻤﺠﺎﺯﻴﺔ،ﺍﻟﺫﻱ ﺭﺘﹼﺒﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻟﻠﻭﺍﺼل
ﻭﻤﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺜﺭ ﻓﻲ ﺘﻔﻜﻴﻙ، ﻭﺘﻭﻀﺢ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻨﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ،ﻤﺎ ﺘﻭﻋﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻟﻠﻘﺎﻁﻊ
. ﻭﺘﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ،ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
Abstract
This paper identified blood relations (ashab al - arham ), the concepts blood
relations, their how , and enmity among relatives (qati'at al arham) as a great sin. Future,
the paper explains blood relations whose bond is a must. The paper also argued that
such kinship must not be restricted to unmarriageable relatives on maternal side or to
those who have the right to inherit. In addition the paper highlights the great reword
Allah has promised to whose who respect Kinship, prolonging his/ her life in this world,
a real rather than a metaphorical increase. In contrast, the paper highlighted the great
punishment Allah has warned people if they don't respect it.Then the paper deferred into
the reasons behind enmity among relatives in Islamic societies and the effects of that on
the disintegration of society, the paper concludes by suggesting a number of
recommendation to care with the phenomenon.
٤٤٤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ "
ﻤﻘﺩﻤﺔ
ﺹ ﺃﻫل ﻁﺎﻋﺘﻪ ﺒﺎﻟﻬﺩﺍﻴﺔ
ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ،ﻭﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﻋ ّﻡ ﺒﺭﺤﻤﺘﻪ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ،ﻭﺨ ّ
ﺇﻟﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺭﺸﺎﺩ ،ﻭﺃﺸﻬﺩ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺤﺩﻩ ﻻ ﺸﺭﻴﻙ ﻟﻪ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺘﻨﻔﻌﻨﻲ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ .ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺭﺤﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺼﺤﺒﻪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ،ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ:
ﻓﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺒﻌﺩﻫﺎ ﻋﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﺭﺒﻬﺎ
ﻭﺴﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺭﻜﺏ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﻏﺭﺒﻴﺔ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﻋﻥ ﻨﻬﺞ ﺩﻴﻨﻨﺎ ،ﻭﺍﺤﺘﻜﺎﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺸﺭﺍﺌﻊ ﺃﺭﻀﻴﺔ ﻭﻀﻌﻴﺔ ﻭﻀﻴﻌﺔ
ﻻ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺴﻭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻔﻭﺓ ،ﻓﻨﺄﻯ ﻜل
ﻓﻘﺩ ﻗﺴﺕ ﻗﻠﻭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺯﺍﻟﺕ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨﻠﺔ ﻭﺍﻟﻭﺼﻠﺔ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻟﻴﺤل ﺒﺩ ﹰ
ﻼ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﻐﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺘﺭﺒّﻌﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﺵ ﻗﻠﻭﺒﻬﻡ ،ﻓﻘﻁﹼﻌﺕ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ،
ﻗﺭﻴﺏ ﻋﻥ ﻗﺭﻴﺒﻪ ﻤﻨﺸﻐ ﹰ
ﻭﻀﻴّﻌﺕ ﺤﻘﻭﻗﻬﺎ ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻬﺎ.
ﻜﻤﺎ ﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﻁﻴﻊ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺘﻘﻁﻴﻊ ﻴﻬﻭﺩ ﻷﻭﺼﺎل ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻤﺜل ﻓﻌﻠﻬﻡ ﺒﺄﻭﺼﺎل ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ،
ل ﺒﻬﻤﻭﻤﻪ.
ﻓﺎﻨﺸﻐل ﻜ ﱞ
ﻭﺇﺯﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﻗﺭﻋﺕ ﻤﺴﺎﻤﻌﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺴﻭﺭﺓ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﻬل ﻋﺴﻴﺘﻡ ﺇﻥ ﺘﻭﻟﻴﺘﻡ ﺃﻥ ﺘﻔﺴﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﺘﻘﻁﻌﻭﺍ ﺃﺭﺤﺎﻤﻜﻡ* ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻌﻨﻬﻡ ﺍﷲ ﻓﺄﺼﻤّﻬﻡ ﻭﺃﻋﻤﻰ ﺃﺒﺼﺎﺭﻫﻡ ،(١)ﻓﺄﺠﻠﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ
ﻤﺴﺘﺒﺼﺭﹰﺍ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﺼﻠﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺤﺫﻴﺭ ﻤﻥ ﻗﻁﻌﻬﺎ.
ﻭﻗﺩ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻜل ﺤﺴﺏ ﻋﻠﻡ ﻤﺼﻁﻠﺤﻪ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻠﺼﻠﺔ ﻤﻔﻬﻭﻤ ﹰﺎ
ﺴﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ،ﻭﻟﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﻭﻤﺭﺍﺘﺏ ،ﻓﺎﺘﺴﻊ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻴﻤﻥ ﺘﺠﺏ ﺼﻠﺘﻪ،
ﻭﺍﺴﻌﹰﺎ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﺤ ّ
ﻭﻓﻲ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ،ﻓﺸﺭﻋﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻥ "ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ" ﻤﺒﻴﻨﹰﺎ ﻫﺫﺍ ﻭﺫﺍﻙ ،ﻭﻤﻭﻀﺤﹰﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ
ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﻤﺎ ﺭﺘﺒﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻟﻠﻭﺍﺼل ﻭﺍﻟﻘﺎﻁﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﻭﺜﻤﺔ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺤﻭﺍﻫﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ
ﺜﻭﺍﺏ ﺍﻟﻭﺍﺼل ،ﻭﻫﻲ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﺭ ،ﺇﺫ ﺃﺨﺫﺕ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺤﻴﺯﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻓﻲ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻜﻔﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺭ ﺒﻨﻭﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻫﺩﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺼﻠﺔ
ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﺫﻴﺭ ﻤﻥ ﻗﻁﻌﻬﺎ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻤﻊ ﻵﻴﺎﺕ ﺴﻭﺭﺓ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﻭﻭﻋﻴﺩ ،ﻭﺒﻤﺎ
ﺘﺼﺭﺡ ﺒﻪ ﻭﺒﻤﺎ ﺘﻭﺤﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﺠﺭ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺫﻜﻴﺭ ﻤﻥ ﺤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺤﻴﻥ ﺤﺘﻰ
ﻴﻨﺘﺒﻪ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺼﺭﻴﺤﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺘﺄﻤﺭ ﺒﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﺘﺤﺫﺭ ﻤﻥ ﻗﻁﻌﻬﺎ ﻓﺎﻗﺘﻀﻰ ﺍﻷﻤﺭ
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٤٥
ﻋﺭﻀﻬﺎ ﻭﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺼﺤﻴﺤﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺴﻘﻴﻤﻬﺎ ،ﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ،ﻭﻏﺭﺴﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﺘﻭﺴﻊ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻓﻲ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺭﻗﺎﻕ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺒﺄﻥ ﻴﺤﺸﺩ
ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﻤﺎ ﺤﺴﻨﺕ ﻋﺒﺎﺭﺘﻪ ﻭﻜﺒﺭ ﻭﻗﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺘﻤﺤﻴﺹ ﻭﺘﺩﻗﻴﻕ ﻓﻲ ﺼﺤﺘﻪ ﻤﻌﺘﺒﺭﹰﺍ
ﺇﻴﺎﻩ ﻤﻥ ﻓﻀﺎﺌل ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺴﺎﻫل ﺒﻬﺎ ،ﻭﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﺜﻭﺍﺏ ﺍﻟﻭﺍﺼل ﻋﻅﻴﻤﹰﺎ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ
ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺠﺩﹰﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﻟﺘﺩﻗﻴﻕ ﻭﺘﻤﺤﻴﺹ ،ﺇﺫ ﻜﻴﻑ ﻨﺭﺘﺏ ﺜﻭﺍﺒﹰﺎ ﻟﻠﻭﺍﺼل ﻭﻋﻘﺎﺒ ﹰﺎ
ﻼ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺘﺤﺭﻱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ
ﻟﻠﻘﺎﻁﻊ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻨﺩ ﺼﺤﻴﺢ ،ﻓﻀ ﹰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ،ﻓﺎﺠﺘﻬﺩﺕ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﻤﺎ ﻗﺭﺏ ﻤﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻭﻗﺩ ﺠﻤﻌﺕ ﺸﺘﺎﺕ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻁﻭّﻓﺕ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺴﺒﺭﺕ ﻏﻭﺭﻫﺎ ،ﻭﺍﺠﺘﻬﺩﺕ ﻓﻲ ﺇﺨﺭﺍﺝ ُﺯﺒَﺩﻫﺎ ﻓﺄﻟﹼﻔﺕ ﺒﻴﻥ
ﻤﻭﺍﻀﻴﻌﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ،ﻭﻗﺴﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺴﺒﻌﺔ ﻤﺒﺎﺤﺙ:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻻﺼﻁﻼﺡ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻓﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﻜﻴﻔﻴﺘﻬﺎ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺼﻠﺘﻬﺎ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﺜﻭﺍﺏ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻗﺎﻁﻊ ﺍﻟﺭﺤﻡ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ :ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﺃﺜﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.
ﻭﺨﺘﺎﻤ ﹰﺎ :ﻓﻘﺩ ﺍﺠﺘﻬﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺨﺭﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺨﺎﻟﺼ ﹰﺎ ﻤﻥ ﻜل ﻋﻴﺏ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻭﺼﻨﻊ
ل ﺍﻟﻨﻘﺹ ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ.
ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻤﺤ ّ
ﻭﺇﻨﻲ ﺃﺴﺄل ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﺃﻥ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﺨﺎﻟﺼﹰﺎ ﻟﻭﺠﻬﻪ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻨﻔﻌﻨﻲ ﺒﻪ ﻴﻭﻡ ﺃﻟﻘﺎﻩ.
) (١ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ :ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻜﺮﻡ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻣﺎﺩﺓ ﺭﺣﻢ ) ،(٢٣٢/١٢ﺩﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ – ﺑﲑﻭﺕ) ،ﻁ١٤١٠/١ﻫـ=١٩٩٠ﻡ( ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﱃ
ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ( .ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻓﻴﺖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻟﻐﺔ ﰲ ﲝﺚ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ )ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺍﻟﺮﲪﻦ
ﺑﲔ ﺍﻻﺷﺘﻘﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ(.
ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺍﺼﻁﻼﺤ ﹰﺎ :ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻜل ﺤﺴﺏ ﻋﻠﻡ ﻤﺼﻁﻠﺤﻪ ،ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻋ ّﺩ ﺍﻟﺭﺤﻡ
ﺸﺎﻤﻠ ﹰﺔ ﻟﻜﺎﻓﹼﺔ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻓﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﺭﻡ ﻭﻏﻴﺭﻩ ،ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻗﺘﺼﺭ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﻟﻠﺭﺤﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺔ ﻓﻘﻁ ،ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﻤﻔﻬﻭﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺭﺍﺙ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻤﻔﻬﻭﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺎﺕ ﺒﺎﻟﺯﻭﺍﺝ ،ﻭﺫﻫﺏ ﺒﻌﻀﻬﻡ
ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﺸﻤل ﻭﺃﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻠﻰ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺔ ﻓﻌ ّﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺠﻤﻴﻌﹰﺎ
ﻙ ﺃﻥ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ .ﻭﺇﻟﻴﻙ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻗﻭﺍﻟﻬﻡ:
ﺭﺤﻡ ،ﻭﻻ ﺸ ّ
ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺍﻟﺭﺤﻡ :ﻫﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻙ ﻭﺒﻴﻨﻪ ﻨﺴﺏ ﻴﻭﺠﺏ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ،ﻜﺎﻷﺏ ﻭﺍﻷﺥ ﻭﺍﻟﻌﻡ ﻭﻤﻥ ﻓﻲ
ﻤﻌﻨﺎﻫﻡ).(١
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻭﻴﻁﻠﻘﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﺭﺍﺌﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ) ،(٢ﻭﻫﻡ ﻜل ﻗﺭﺍﺒﺔ ﻟﻴﺱ ﺒﺫﻱ ﻓﺭﺽ ﻭﻻ
ﻋﺼﺒﺔ) .(٣ﻭﺃﺼﻨﺎﻓﻬﻡ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﺃﺤﺩ ﻋﺸﺭ ﺼﻨﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ):(٤
ﺍﻷﻋﻤﺎﻡ. ﺒﻨﺎﺕ .٤ .١ﻭﻟﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﺒﻥ .٢ .ﻭﻟﺩ ﺍﻷﺨﻭﺍﺕ . ٣.ﺒﻨﺎﺕ ﺍﻷﺨﻭﺓ.
.٨ﺍﻷﺨﻭﺍل .٩ .ﺍﻟﺨﺎﻻﺕ .١٠ .ﺃﺒﻭ ﺍﻷﻡ. .٧ﺍﻟﻌﻤﺎﺕ. .٥ﻭﻟﺩ ﻭﻟﺩ ﺍﻷﻡ .٦ .ﻭﺍﻟﻌﻡ ﻷﻡ.
.١١ﻜل ﺠﺩﺓ ﺃﺩﻟﺕ ﺒﺄﺏ ﺒﻴﻥ ﺃﻤّﻴﻥ ،ﻜﺄﻡ ﺃﺒﻲ ﺍﻷﻡ .ﺃﻭ ﺒﺄﺏ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩ ﻭﻤﻥ ﺃﺩﻟﻰ ﺒﻬﻡ.
ل ﻤﻥ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻵﺨﺭ ﻨﺴﺏ) ،(٥ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﺜﻪ ﺃﻭ ﻻ ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺫﺍ
ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﻭﻴﻁﻠﻕ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻋﻠﻰ ﻜ ّ
ﻤﺤﺭﻡ ﺃﻡ ﻻ).(٦
) (١ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ،ﻧﻴﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳉﻠﻴﻞ – ﺑﲑﻭﺕ ،(٢٠٤/٦) ،(١٩٧٣) ،ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺍﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﻭﺭﻭﺩﻩ
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ،ﻧﻴﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ(.
) (٢ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﲑ ،ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺍﺕ ،ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﺰﺭﻱ ،ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﰲ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻷﺛﺮ ،ﻣﺎﺩﺓ )ﺭﺣﻢ( ،ﺩﺍﺭ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰊ –
ﺑﲑﻭﺕ) ،ﻁ١٣٨٣ /١ﻫـ=١٩٦٣ﻡ( ﲢﻘﻴﻖ ﳏﻤﻮﺩ ﺍﻟﻄﻨﺎﺣﻲ ،ﻭﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﺰﺍﻭﻱ ،(٢١٠/٢) ،ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﻭﺭﻭﺩﻩ ﻓﻴﻤﺎ
ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﲑ ،ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ(.
) (٣ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ،ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﻨﺒﻠﻲ ،ﺍﳌﺒﺪﻉ ،ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ – ﺑﲑﻭﺕ) ،ﻁ١٤٠٠ /ﻫـ( .ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﻭﺭﻭﺩﻩ
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ – ﺍﳌﺒﺪﻉ( .ﻭﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ،ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ،ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ – ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ،
ﲢﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﻌﺒﺪﱄ ﻭﳏﻤﺪ ﺩﻏﻴﻠﻴﺐ )ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻄﺒﻊ(.(٧٧/١) ،
) (٤ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ،ﺍﳌﺒﺪﻉ .(١٩٢/٦) ،ﻭﺍﺑﻦ ﺿﻮﻳﺎﻥ ،ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ،ﻣﻨﺎﺭ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻋﺼﺎﻡ ﻗﻠﻌﺠﻲ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ –
ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ) ،ﻁ١٤٠٥ /٢ﻫـ(.(٧٢/٢) ،
) (٥ﺍﻟﺒﻌﻠﻴﻪ ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﳊﻨﺒﻠﻲ ،ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ،ﺍﳌﻄﻠﻊ ،ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ – ﺑﲑﻭﺕ )١٤٠١ﻫـ=١٩٨١ﻡ( ،ﲢﻘﻴﻖ ﳏﻤﺪ ﺑﺸﲑ
ﺍﻷﺩﻟﱯ) ،ﺹ .(٣٠٥ :ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ.(٤٢٨/١٠) ،
) (٦ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﻔﻮﺭﻱ ،ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ،ﲢﻔﺔ ﺍﻷﺣﻮﺫﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ – ﺑﲑﻭﺕ ،(٣٠/٦) ،ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ
ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﻭﺭﻭﺩﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﻔﻮﺭﻱ – ﲢﻔﺔ ﺍﻷﺣﻮﺫﻱ(.
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٤٧
ﺭﺍﺒﻌ ﹰﺎ :ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ :ﻭﻫﻲ ﺭﺤﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻭﻴﺠﺏ ﻤﻭﺍﺼﻠﺘﻬﺎ ﺒﻤﻼﺯﻤﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻷﻫﻠﻪ ﻭﻨﺼﺭﺘﻬﻡ،
ﻭﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻭﺘﺭﻙ ﻤﻀﺎﺭّﺘﻬﻡ ﻭﺍﻟﻌﺩل ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﻭﺍﻟﻨﱠﺼﻔﹶﺔ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠﺘﻬﻡ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ
ﻜﺘﻤﺭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺭﻀﻰ ،ﻭﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﻓﻲ ﻏﺴﻠﻬﻡ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺩﻓﻨﻬﻡ ،ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ
ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻟﻬﻡ).(١
ﻭﻻ ﺭﻴﺏ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻭﺍﻟﺘﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺇﻁﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ
ﺒﻌﻀﻬﻡ ،ﻓﻤﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺅﻜﺩ ﺤﻕ ﺃﺤﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨﺭ ﺫﻜﹼﺭﻩ ﺒﺎﻟﺭﺤﻡ ﺤﺘﻰ ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ –ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ -ﻟﺒﻴﺎﻥ
ﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻴﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ" :ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻴﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺭﺤﻡ ﻤﺘﺼﻠﺔ").(٢
ﻭﻤﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻘﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ،ﻭﻋﻨﺩ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻷﻭل ﺤﺼﺭ
ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺏ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ،ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺒﻨﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻡ ﻭﺒﻨﺎﺘﻬﻡ ﻭﻜﺫﺍ ﺒﻨﻲ ﺍﻟﺨﺎﻻﺕ ﻭﺒﻨﺎﺘﻬﻡ.
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺩﺭﺝ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻟﺫﻭﻱ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺍﻟﻤﺤﺭﻡ.
ﻴﻘﺎل :ﺍﻟ َﻤﺤْﺭَﻡ ،ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﻴﻡ ﻭﺴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺨﻔﻔﺔ ،ﻭﻴﻘﺎلُ :ﻤ َ
ﺤﺭﱠﻡ ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻤﻴﻡ
ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺤﺎﺀ ﻭﺘﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ).(٣
ﻭﺃﻤّﺎ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺤﺴﺒﻙ ﺃﻨﻪ ﺃﺨﺭﺝ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ ﻤﻊ ﺃﻨﹼﻬﻤﺎ ﺭﺃﺱ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻭﺃﻫﻤّﻬﻡ.
ﻭﺃﻤّﺎ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻬﻭ ﺸﺎﻤل ﺠﺎﻤﻊ ،ﻭﻫﻭ ﺃﺭﺠﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻁﻼﻕ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻭﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻡ.
ﻥ ﺤﺼﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﻡ ﻓﻘﻁ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﺨﺭﻭﺝ
ﻭﻗﺩ ﺭﺠّﺢ ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻜﻔﻭﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻷ ّ
ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻡ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺍﻷﺨﻭﺍل ﻤﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ).(٤
ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻓﻘﺩ ﺃﻀﺎﻑ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﺭﻀﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ ،ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ،ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰊ – ﺑﲑﻭﺕ )١٤٠٥ﻫـ=١٩٨٥ﻡ(، )(١
) ،(٢٤٧/١٦ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﻭﺭﻭﺩﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ – ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( .ﻭﺍﳌﻨﺎﻭﻱ ،ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺅﻭﻑ،
ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺷﺮﺡ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ ،ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ – ﻣﺼﺮ )ﻁ ،(٢٤٩/٢) ،(١٣٥٦ /١ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﻭﺭﻭﺩﻩ ﻓﻴﻤﺎ
ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﳌﻨﺎﻭﻱ – ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ(.
ﺍﻟﺸﺮﻭﺍﱐ ،ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ،ﺣﻮﺍﺷﻲ ﺍﻟﺸﺮﻭﺍﱐ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ – ﺑﲑﻭﺕ.(٣٢/١) ، )(٢
ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻣﺎﺩﺓ )ﺣﺮﻡ( ،(١٢٣/١٢) ،ﻭﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ،ﻧﻴﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ ).(٢٠٤/٦ )(٣
ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ :ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺑﺸﺮﺡ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﻳﺎﻥ ﻟﻠﺘﺮﺍﺙ – ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ) ،ﻁ١٤٠٧/١ﻫـ=١٩٨٦ﻡ( ،ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ )(٤
ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ( ،(٤٢٨/١٠) ،ﻭﺍﳌﺒﺎﺭﻛﻔﻮﺭﻱ ،ﲢﻔﺔ ﺍﻷﺣﻮﺫﻱ ).(٣٠/٦
ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻫﺭﺓ) ،(١ﻓﺈﻨﹼﻙ ﺘﺠﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻻﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ
ﻋﻨﻭﺍﻨﹰﺎ) :ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻟﺭﺤﻤﻪ() ،(٢ﻭﺃﺨﺭﺝ ﺘﺤﺘﻪ ﺃﺤﺎﺩﻴﺙ ﻓﻲ ﺃﻨﹼﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺒﺴﻁ
ﺭﺩﺍﺀﻩ ﻷﻤّﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﻀﻌﺘﻪ ﻓﻘﻌﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻨﹼﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﺘﺕ ﺨﺎﻟﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻀﺎﻋﺔ
ﻓﻨﺯﻉ ﺭﺩﺍﺀﻩ ﻋﻥ ﻅﻬﺭﻩ ﻓﺒﺴﻁﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﻗﺎل :ﻤﺭﺤﺒﹰﺎ ﺒﺄﻤّﻲ.
ﻓﺄﻨﺕ ﺘﻠﺤﻅ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺠﻌل ﺇﻜﺭﺍﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻷﻤّﻪ ﻭﺨﺎﻟﺘﻪ ﻤﻥ
ﺍﻟﺭﻀﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﻴﺭﺓ ﺒﻴﻥ )ﺍﻟﺭﻀﺎﻉ( ﻭ)ﺍﻟﻨﺴﺏ( ﻤﺎ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﻤﺴﻠﻡ ﻓﻲ
ﺼﺤﻴﺤﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺒﻠﻔﻅ ] :ﻴﺤﺭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻀﺎﻉ ﻤﺎ ﻴﺤﺭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺏ [) ،(٣ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻅ
ﺁﺨﺭ] :ﻴﺤﺭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻀﺎﻉ ﻤﺎ ﻴﺤﺭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻡ[) ،(٤ﻓﻐﺎﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻴﻥ )ﺍﻟﺭﻀﺎﻋﺔ( ﻭ)ﺍﻟﻨﺴﺏ(
ﻻ ﻤﻥ ﻟﻔﻅﺔ )ﺍﻟﻨﺴﺏ(
ﻭﻏﺎﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﻴﻥ )ﺍﻟﺭﻀﺎﻋﺔ( ﻭ)ﺍﻟﺭﺤﻡ( ،ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻀﻊ ﺒﺩ ﹰ
ﻥ ﻟﻔﻅﺔ ﺍﻟﻨﺴﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻔﻅﺔ )ﺍﻟﺭﺤﻡ( ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ )ﺍﻟﻨﺴﺏ( ﻴﺴﺎﻭﻱ )ﺍﻟﺭﺤﻡ( ﻷ ّ
ﻗﺎﻤﺕ ﻤﻘﺎﻡ ﻟﻔﻅﺔ )ﺍﻟﺭﺤﻡ( ﻭﺤﻠﺕ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ،ﻓﺄﻓﺎﺩﺕ ﺩﻻﻻﺘﻬﺎ ،ﻓﺘﻌﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻨﺴﺏ .ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻌﻨﻰ
ﺤﺼﺭ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺒﺫﻭﻱ ﺍﻷﻨﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﺭﻀﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻫﺭﺓ ﺇﺫ ﻟﻬﻤﺎ ﺒﺭﻫﻤﺎ،
ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩﺕ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﻜﺩ ﻤﻜﺎﻨﺘﻬﻤﺎ ،ﻭﺘﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺼﻠﺘﻬﻤﺎ ،ﻭﻻ ﻴﺨﻔﻰ ﺃﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ
ﺩﺭﺠﺎﺕ ﻭﺃﻭﻟﻰ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺒﺎﻟﺼﻠﺔ ﺃﻗﺭﺒﻬﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴﺏ.
)(٥
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻓﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﺙ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺁﻴﺎﺕ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻓﺠﺎﺀ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻠﻔﻅ
ﺤ ﹼ
ﺹ ﻤﺎ ﻴﺭﺍﺩ ﻤﻨﻪ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ
ﺼﺭﻴﺢ ،ﻭﺠﺎﺀ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺨﺭ ﺒﻠﻔﻅ ﻋﺎﻡ ﻋﻴّﻥ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺨ ﱠ
ﺒﻴﺎﻥ ﺫﻟﻙ:
ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﲑ ،ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﰲ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻷﺛﺮ ،ﻣﺎﺩﺓ )ﻭﺻﻞ(.(١٩١/٥) ، )(١
ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ )ﺕ ،(٢٨١ :ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ – ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ١٤١٠) ،ﻫـ=١٩٩٠ﻡ( )(٢
ﲢﻘﻴﻖ ﳎﺪﻱ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ) ،ﺹ ،(٧٣:ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﻭﺭﻭﺩﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ – ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ(.
ﻣﺴﻠﻢ ،ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﺭﻗﻢ ) ،(١٤٤٥ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻨﺎﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ – ﺑﲑﻭﺕ ،(٢٣-٢٢/١٠) ،ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ )(٣
ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﻣﺴﻠﻢ ،ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ(.
ﻣﺴﻠﻢ ،ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﺭﻗﻢ ).(٢٣-٢٢/١٠) ،(١٤٤٥ )(٤
ﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﺔ
ﺃﻓﺮﺩﺕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﰲ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﱵ ﲢ ﹼ )(٥
ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻔﺮّﻗﺔ ﰲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ.
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٤٩
.١ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻓﻬل ﻋﺴﻴﺘﻡ ﺇﻥ ﺘﻭﻟﻴﺘﻡ ﺃﻥ ﺘﻔﺴﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺘﻘﻁﻌﻭﺍ ﺃﺭﺤﺎﻤﻜﻡ * ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻟﻌﻨﻬﻡ ﺍﷲ ﻓﺄﺼﻤّﻬﻡ ﻭﺃﻋﻤﻰ ﺃﺒﺼﺎﺭﻫﻡ.(١)
ﺠﻌل ﺍﷲ ﻗﻁﻊ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺜﻡ ﺍﺘﺒﻊ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﺒﺄﻥ ﻤﻥ ﻓﻌل ﺫﻟﻙ ﺤﻘﹼﺕ ﻋﻠﻴﻪ
ﻟﻌﻨﺘﻪ ﻓﺴﻠﺒﻪ ﺍﻻﻨﺘﻔﺎﻉ ﺒﺴﻤﻌﻪ ﻭﺒﺼﺭﻩ ﻓﻬﻭ ﻴﺴﻤﻊ ﺩﻋﻭﺓ ﺍﷲ ﻭﻴﺒﺼﺭ ﺁﻴﺎﺘﻪ ﻭﺒﻴّﻨﺎﺘﻪ ﻓﻼ ﻴﺠﻴﺏ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻭﻻ
ﻻ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻘﺎل:
ﻴﻨﻘﺎﺩ ﻟﻠﺤﻕ ﻜﺄﻨﹼﻪ ﻟﻡ ﻴﺴﻤﻊ ﺍﻟﻨﺩﺍﺀ ﻭﻟﻡ ﻴﻘﻊ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻭﺠﻌﻠﻪ ﻜﺎﻟﺒﻬﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﺴﻭﺃ ﺤﺎ ﹰ
ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻌﻨﻬﻡ ﺍﷲ ﻓﺄﺼ ّﻤﻬﻡ ﻭﺃﻋﻤﻰ ﺃﺒﺼﺎﺭﻫﻡ.(٢)
… .٢ﻭﺍﺘﻘﻭﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺎﺀﻟﻭﻥ ﺒﻪ ﻭﺍﻷﺭﺤﺎ َﻡ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺭﻗﻴﺒ ﹰﺎ .(٣)ﻭﻜﻔﺎﻙ ﺸﺎﻫﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ
ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺤﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺁﻴﺎﺕ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺘﺤﺫﻴﺭ ﻤﻥ ﻗﻁﻌﻬﺎ ﺃﻨﹼﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻗﺭﻨﻬﺎ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ:
ﻭﺍﺘﻘﻭﺍ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺎﺀﻟﻭﻥ ﺒﻪ ﻭﺍﻷﺭﺤﺎ َﻡ ،(٤)ﻭﻗﺩ ﺃﺫﻥ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﺇﺫ ﻗﺭﻥ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﺃﻥ
ﺼﻠﺘﻬﺎ ﻤﻨﻪ ﺒﻤﻜﺎﻥ) ،(٥ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺍﻵﻴﺔ ﺃﻱ ﻭﺍﺘﻘﻭﺍ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺃﻥ ﺘﻘﻁﻌﻭﻫﺎ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺭّﻭﻫﺎ ﻭﺼﻠﻭﻫﺎ ،ﻗﺎﻟﻪ ﺍﺒﻥ
ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ،ﻭﻋﻜﺭﻤﺔ ،ﻭﻤﺠﺎﻫﺩ ،ﻭﺍﻟﺤﺴﻥ ،ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ،ﻭﺍﻟﺭﺒﻴﻊ ،ﻭﻏﻴﺭ ﻭﺍﺤﺩ).(٦
.٣ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺼﻠﻭﻥ ﻤﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻭﺼل ﻭﻴﺨﺸﻭﻥ ﺭﺒﻬﻡ ﻭﻴﺨﺎﻓﻭﻥ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ،(٧)ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ
ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻘﻀﻭﻥ ﻋﻬﺩ ﺍﷲ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻤﻴﺜﺎﻗﻪ ﻭﻴﻘﻁﻌﻭﻥ ﻤﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻭﺼل ﻭﻴﻔﺴﺩﻭﻥ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻭﻟﻬﻡ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﺩﺍﺭ .(٨)ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻓﻲ )ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺼﻠﻭﻥ( ﻭ)ﻴﻘﻁﻌﻭﻥ( ﺼﻠﺔ
ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻗﻭل ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻴﺘﻨﺎﻭل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻁﺎﻋﺎﺕ) .(٩ﻓﻔﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ:
ﻗﺭﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺼل ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻭﺼل ﺒﺨﺸﻴﺘﻪ ،ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﺤﺴﺎﺒﻪ،
ﻭﺍﻟﺼﺒﺭ ﻋﻥ ﻤﺤﺎﺭﻤﻪ ،ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺇﻴﺘﺎﺀ ﺍﻟﺯﻜﺎﺓ ﻟﻭﺠﻬﻪ ،ﻭﺠﻌل ﺫﻟﻙ ﻜﻠﹼﻪ ﻤﻥ ﻓﻌل ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ،
ﺜﻡ ﻭﻋﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺯﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺇﻴﺎﻫﻡ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺘﺴﻠﻴﻤﻬﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻤﺩﺤﻬﻡ ﻟﻪ) .(١ﻭﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ
ﻗﺭﻥ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺒﻨﻘﺽ ﻋﻬﺩ ﺍﷲ ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺜﻡ ﺃﺨﺒﺭ ﺃﻥ ﻟﻬﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻭﺴﻭﺀ
ﺍﻟﻤﻨﻘﻠﺏ .ﻓﺜﺒﺕ ﺒﺎﻵﻴﺘﻴﻥ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻀل ﻭﻓﻲ ﻗﻁﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺯﺭ ﻭﺍﻹﺜﻡ).(٢
.٤ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻘﻀﻭﻥ ﻋﻬﺩ ﺍﷲ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻤﻴﺜﺎﻗﻪ ﻭﻴﻘﻁﻌﻭﻥ ﻤﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻭﺼل ﻭﻴﻔﺴﺩﻭﻥ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻫﻡ ﺍﻟﺨﺎﺴﺭﻭﻥ .(٣)ﻗﻴل ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺼﻠﺔ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺎﺕ ﻜﻤﺎ ﻓﺴﺭﻩ ﻗﺘﺎﺩﺓ)،(٤
ل ﻗﺎﻁﻊ ﻗﻁﻊ ﻤﺎ
ﻭﺭﺠﺤﻪ ﺍﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ،ﺜﻡ ﻗﺎل" :ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻬﻲ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺫ ﱢﻡ ﺍﷲ ﻜ ّ
ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺒﻭﺼﻠﻪ ،ﺭﺤﻤﹰﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ") .(٥ﻭﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻜ ّ
ل ﻤﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻭﺼل ﻭﺍﻟﺭﺤﻡ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ).(٦
.٥ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺜﹼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﻟﺫﻱ ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ ،ﻭﻫﻲ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻨﻬﺎ:
ﻭﺒﺎﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺇﺤﺴﺎﻨ ﹰﺎ ﻭﺒﺫﻱ ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ ﻭﺍﻟﻴﺘﺎﻤﻰ.(٧) ﺃ.
)(٨
ﺏ .ﺇﻥ ﺍﷲ ﻴﺄﻤﺭ ﺒﺎﻟﻌﺩل ﻭﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﻭﺇﻴﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ ، ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ" :ﺃﻱ ﻴﺄﻤﺭ ﺒﺼﻠﺔ
ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ" :ﻭﺁﺕ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ ﺤﻘﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻥ").(٩
ﺝ .ﻭﺁﺕ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ ﺤﻘﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻥ ﻭﺍﺒﻥ ﺍﻟﺴﺒﻴل.(١٠)
ﻓﺂﺕ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ ﺤﻘﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻥ ﻭﺍﺒﻥ ﺍﻟﺴﺒﻴل.(١١) ﺩ.
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٥١
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٥٣
ﻟﻺﺫﻋﺎﻥ ﻟﻤﻌﺎﺩﻴﻬﺎ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﻲ ﺃﻓﻀل ﺃﺠﺭﹰﺍ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻷﻨﹼﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ).(١
ﻼ ﻗﺎل] :ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺇﻥ ﻟﻲ ﻗﺭﺍﺒﺔ
ﻭﻓﻲ ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻫﺭﻴﺭﺓ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺠ ﹰ
ﻲ ،ﻓﻘﺎل :ﻟﺌﻥ ﻜﻨﺕ ﻜﻤﺎ
ﺃﺼﻠﻬﻡ ﻭﻴﻘﻁﻌﻭﻨﻲ ،ﻭﺃﺤﺴﻥ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻭﻴﺴﻴﺌﻭﻥ ﺇﻟﻲّ ،ﻭﺃَﺤﻠ ُﻡ ﻋﻨﻬﻡ ﻭﻴﺠﻬﻠﻭﻥ ﻋﻠ ﱠ
ﺴﻔﱡﻬﻡ ﺍﻟ َﻤ ﱠل) ،(٢ﻭﻻ ﻴﺯﺍل ﻤﻌﻙ ﻤﻥ ﺍﷲ ﻅﻬﻴﺭ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﺎ ﺩﻤﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ[).(٣
ﻗﻠﺕ ﻓﻜﺄﻨﻤﺎ ﹸﺘ ِ
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ) :(٤ﻜﺄﻨﹼﻤﺎ ﺘﻁﻌﻤﻬﻡ ﺍﻟﺭﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﺭّ ،ﻭﻫﻭ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﻟﻤﺎ ﻴﻠﺤﻘﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻡ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﺤﻕ ﺁﻜل ﺍﻟﺭﻤﺎﺩ
ﺍﻟﺤﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻡ ﻭﻻ ﺸﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤُﺤﺴِﻥ ﺒل ﻴﻨﺎﻟﻬﻡ ﺍﻹﺜﻡ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻓﻲ ﻗﻁﻴﻌﺘﻪ ﻭﺇﺩﺨﺎﻟﻬﻡ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﻗﻴل ﻤﻌﻨﺎﻩ :ﺃﻨﹼﻙ ﺒﺎﻹﺤﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺘﺨﺯﻴﻬﻡ ﻭﺘﺤﻘﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻟﻜﺜﺭﺓ ﺇﺤﺴﺎﻨﻙ ﻭﻗﺒﻴﺢ ﻓﻌﻠﻬﻡ ﻤﻥ
ل.
ﻑ ﺍﻟﻤ ّ
ﺍﻟﺨﺯﻱ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻜﻤﻥ ﻴﺴ ﹼ
ل ﻴﺤﺭﻕ ﺃﺤﺸﺎﺀﻫﻡ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻡ.
ﻭﻗﻴل :ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﻜﻠﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺇﺤﺴﺎﻨﻙ ﻜﺎﻟﻤ ّ
)(٥
َﺒـِﻼل ﺍﻟﺭﺤﻡ
ﻴﻼﺤﻅ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺜﺕ ﻋﻠﻰ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺃﻨﹼﻬﺎ ﺃﻭﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ﺒﺎﺘﺼﺎل
ﻻ
ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻨﻘﻁﺎﻋﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺤﺼل ﺠﻔﺎﺀ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻓﺘﺘﻨﺎﻓﺭ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻭﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ،ﻭﺘﻘﻊ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺒﺩ ﹰ
ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺩﺓ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺤﺭﺹ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻓﻘﺎل:
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻮﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺍﺑ ُﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ،ﺭﻗﻢ )) (٢٠٧ﺹ ،(٧١:ﻭﻫﻨﺎﺩ :ﻫﻨﺎﺩ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﻱ )(١
ﺍﻟﻜﻮﰲ ،ﺍﻟﺰﻫﺪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ – ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ) ،ﻁ١٤٠٦/١ﻫـ( ،ﲢﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻳﻮﺍﺋﻲ ،ﺑﺎﺏ
ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ،ﺭﻗﻢ ) .(٤٩٢/٢) (١٠١١ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻮﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ،ﻭﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﺫﺭ :ﺍﻟﻘﻀﺎﻋﻲ ،ﳏﻤﺪ
ﺑﻦ ﺳﻼﻣﺔ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ – ﺑﲑﻭﺕ) ،ﻁ١٤٠٧/٢ﻩ=١٩٨٦ﻡ( ،ﲢﻘﻴﻖ ﲪﺪﻱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﺠﻤﻟﻴﺪ
ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ،ﺭﻗﻢ ) ،(٣٧٩/١) (٦٥٤ ،٦٥٢ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﻟﻘﻀﺎﻋﻲ ،ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ( .ﻭﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻌﺠﻠﻮﱐ ،ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﰲ ﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎﺀ ﻭﻣﺰﻳﻞ ﺍﻹﻟﺒﺎﺱ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ – ﺑﲑﻭﺕ) ،ﻁ١٤٠٥/٤ﻫـ( ﲢﻘﻴﻖ ﺃﲪﺪ
ﺍﻟﻜﻼﺵ" ،ﻟﻪ ﻃﺮﻕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻘﻮﻱ ﺑﻌﻀﹰﺎ" ،ﺭﻗﻢ ).،(٣٤١/١) (٩٢١
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﺏ ،ﺑﺎﺏ :ﺗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺑﺒﻼﳍﺎ ،ﺭﻗﻢ )(٤٣٢/١٠) .(٥٩٩٠ )(٢
ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ،(٤٣٦/١٠) ،ﻭﺍﳌﻨﺎﻭﻱ ،ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ.(٢٠٧/٣) ، )(٣
ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ،ﻧﻮﺍﺩﺭ ﺍﻷﺻﻮﻝ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳉﻴﻞ – ﺑﲑﻭﺕ) ،ﻁ١٩٩٢/١ﻡ( ،ﲢﻘﻴﻖ ﺩ .ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ )(٤
ﻋﻤﲑﺓ.(١٩١/٢) ،
)(٥
ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ )ﺕ ٧٤٣ :ﻫـ( ،ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻄﻴﱯ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﺎﺓ ﺍﳌﺼﺎﺑﻴﺢ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻜﺎﺷﻒ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺴﻨﻦ،
ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻧﺰﺍﺭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺒﺎﺯ – ﻣﻜﺔ ﺍﳌﻜﺮﻣﺔ) ،ﻁ١٩٩٧ /١ﻡ(.(٣١٥٧/١٠).
) (٥ﻧﻘﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻄﻴﱯ ﻫﺬﺍ :ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ،(٤٣٦/١٠) ،ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﳌﻨﺎﻭﻱ ﰲ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ).(٢٠٧/٣
) (٦ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﺷﺮﺡ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ،(٨٠/٣) ،ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﻔﻮﺭﻱ ﰲ ﲢﻔﺔ ﺍﻷﺣﻮﺫﻱ.(٣١/٩) ،
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٥٥
ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ
ﺘﻜﻭﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺒﺎﻟﻤﺎل ،ﻭﺍﻟﻌﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ،ﻭﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻭﺒﻁﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﺠﻪ ،ﻭﺒﺎﻟﺩﻋﺎﺀ،
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺇﻴﺼﺎل ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﺩﻓﻊ ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭ ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ).(١
ﻗﺎل ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ" :ﺃﻥ ﺘﺤﺴﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺎﺭﺒﻙ ﺫﻭﻱ ﺭﺤﻤﻙ ﺒﻤﺎ ﺘﻴﺴﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺏ ﺤﺎﻟﻙ ﻭﺤﺎﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﺇﻨﻔﺎﻕ ﺃﻭ
ﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﺯﻴﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﻁﺎﻋﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ").(٢
)(١
ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺃﻓﻀل ﻤﻥ ﺒﻌﺽ ،ﻭﺃﺩﻨﺎﻫﺎ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﺓ، ﻭﺠﻌل ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻋﻴﺎﺽ
ﻭﺼﻠﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻜﻼﻡ ﻭﻟﻭ ﺒﺎﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﻴﺨﺘﻠﻑ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﺠﺏ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺴﺘﺤﺏ ،ﻓﻠﻭ
ﻭﺼل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﺼل ﻏﺎﻴﺘﻬﺎ ﻟﻡ ﻴﺴ ّﻡ ﻗﺎﻁﻌﺎﹰ ،ﻭﻟﻭ ﻗﺼّﺭ ﻋﻤﺎ ﻴﻘﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﻟﻡ ﻴﺴ ّﻡ
ﻼ) .(٤ﻓﻬﻲ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﺠﺏ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﻨﺩﻭﺏ) ،(٥ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻏﺎﺌﺒﹰﺎ ﻴﺼﻠﻬﻡ
ﻭﺍﺼ ﹰ
ﻴﺼﻠﻬﻡ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﻡ ،ﻓﺈﻥ ﻗﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺭ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻜﺎﻥ ﺃﻓﻀل ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺩﺍﻥ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺏ ﺇﻥ
ﺃﺭﺍﺩﺍ ﻤﺠﻴﺌﻪ ،ﻭﻜﺫﺍ ﺇﻥ ﺍﺤﺘﺎﺠﺎ ﺇﻟﻰ ﺨﺩﻤﺘﻪ).(٦
ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ،ﺃﻭ ﺼﺩّﻫﻡ ﺃﻭ ﻫﺠﺭﻫﻡ ،ﺃﻤّﺎ ﻗﻁﻴﻌﺘﻬﺎ ﺒﺘﺭﻙ ﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﻓﻠﻴﺱ ﺒﻜﺒﻴﺭﺓ).(١
ﻗﺎل ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ" :ﺍﺘﻔﻘﺕ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﺍﺠﺒﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻗﻁﻴﻌﺘﻬﺎ ﻤﺤﺭﻤﺔ") .(٢ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻴﺘﺒﻴﻥ
ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﺍﺠﺒﺔ ﺒﺎﻹﺠﻤﺎﻉ ،ﻭﻴﺒﻘﻰ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻴﻤﻥ ﺘﺠﺏ ﺼﻠﺘﻪ ﻭﻤﺎ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ.
ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺼﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻭﺍل:
ﺤ ﹴﻡ َﻤﺤْ َﺭ ﹴﻡ ﺒﺤﻴﺙ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺫﻜﺭﹰﺍ ﻭﺍﻵﺨﺭ ﺃﻨﺜﻰ ﺤﺭﻤﺕ
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺼﻠﺘﻬﺎ ﻫﻲ ﻜل َﺭ ِ
ﻤﻨﺎﻜﺤﺘﻬﺎ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺩﺨل ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻡ ﻭﻻ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻷﺨﻭﺍل ،ﻭﺍﺤﺘﺠﻭﺍ ﻟﺫﻟﻙ ﺒﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﻋﻤّﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺨﺎﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﻨﺤﻭﻩ ﻟﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁﻊ ،ﻭﺠﻭﺍﺯ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺕ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻡ ﻭﺍﻷﺨﻭﺍل ،ﻗﺎل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻋﻴﺎﺽ).(٣
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻗﻴل ﻫﻭ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻜل ﺭﺤﻡ ﺘﺘﺼل ﻤﻊ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺒﻨﺴﺏ ،ﻭﻴﺴﺘﻭﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﺭﻡ ﻭﻏﻴﺭﻩ) ،(٤ﻭﺘﺘﻔﺎﻭﺕ
ﺩﺭﺠﺘﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﻗﺭﺍﺒﺔ ﺍﻟﻭﺍﺼل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ،ﻭﻴﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ" :ﺜﻡ ﺃﺩﻨﺎﻙ
ﺃﺩﻨﺎﻙ").(٥
)(١٠ )(٩
ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ ﻭﺍﻟﻨﻭﻭﻱ) ،(٧ﻭﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ) ،(٨ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻜﻔﻭﺭﻱ )(٦
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺭﺠّﺤﻪ ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ
ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ).(١١
ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻓﻴﻤﻥ ﺘﺘﺼل ﻤﻊ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺒﻤﻴﺭﺍﺙ ﻤﺤﺭﻤﹰﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﺭﻡ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٥٧
ﻭﺍﻟﺠﻭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺩﻻل ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﺙ :ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺒﻠﻔﻅ…" :
ﻓﺈﻥ ﻟﻬﻡ ﺫﻤﺔ ﻭﺭﺤﻤﺎﹰ ،ﺃﻭ ﻗﺎل :ﺫﻤﺔ ﻭﺼﻬﺭﹰﺍ" ،ﻓﺸﻙ ﺍﻟﺭﺍﻭﻱ ﻓﺴﻘﻁ ﺒﺎﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻻﺴﺘﺩﻻل
ﻥ "ﺼﻬﺭﹰﺍ" ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ "ﺭﺤﻤﹰﺎ" ،ﻓﺎﻟﺭﺤﻡ ﻟﻜﻭﻥ ﻫﺎﺠﺭ ﺃﻡ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﻤﻨﻬﻡ،
ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﻤﺩﻩ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ،ﻷ ّ
ﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺴﺎﺒﻕ) .(١ﻫﺫﺍ
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺼﻬﺭ ﻓﻠﻜﻭﻥ ﻤﺎﺭﻴﺔ ﺃﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻤﻨﻬﻡ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨ ّ
ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ،ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻷﻫﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻓﻠﻭ ﺍﻋﺘﻤﺩﻨﺎ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ "ﻓﺈﻥ ﻟﻬﻡ ﺫﻤﺔ
ﻭﺭﺤﻤﹰﺎ" ،ﻓﻬل ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺘﻭﺍﺭﺙ!! ،ﻭﺍﻷﻅﻬﺭ ﺃﻨﹼﻪ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺈﻁﻼﻕ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻫﻨﺎ ﻴﺭﺍﺩ ﻤﻨﻪ
ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺔ ﻻ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﻴﺭﺍﺙ ،ﻓﺄﻴﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴﺭﺍﺙ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺴﻠﻡ ﻭﺃﻫل ﻤﺼﺭ؟!! ﺒل ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺔ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻤﺤﺭﻤﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺃﻫل
ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﺄﻴﻀﹰﺎ ﻻ ﺘﻭﺍﺭﺙ.
ﺜﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﺃﻤﺎ ﺍﺴﺘﺩﻻل ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﺒﺤﺩﻴﺙ ﺇﻥ ﺃﺒﺭ ﺍﻟﺒﺭ ﺃﻥ ﻴﺼل ﺃﻫل ﻭ ّﺩ ﺃﺒﻴﻪ) ،(٢ﻓﻬﺫﺍ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻷﺒﻴﻪ،
ﺇﺫ ﺼﻠﺘﻪ ﻟﻬﻡ ﺼﻠﺔ ﻟﻭﺍﻟﺩﻩ ،ﻭﻻ ﻴﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﺃﻫل ﻭ ّﺩ ﺃﺒﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺭﺤﻤﻪ ﻭﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻡ.
ﻗﺎل ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ" :ﺇﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﺇﺫﺍ ﻭﺼل ﻭﺩ ﺃﺒﻴﻪ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺭﺤﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻴل ﻓﺘﺼل ﺇﻟﻰ
ﺭﻭﺤﻪ ﺭﺍﺤﺔ ﺒﻌﺩ ﺯﻭﺍل ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ…").(٣
ﻭﻫﺫﺍ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻫﺩﺍﺀ ﻟﺼﺩﺍﺌﻕ ﺨﺩﻴﺠﺔ ﺒﺭﹰﺍ ﺒﻬﺎ ﻭﻭﻓﺎ ًﺀ
ﻟﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﻓﻤﺎ ﻅﻨﹼﻙ ﺒﺎﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ).(٤
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻓﺎﻟﺭﺤﻡ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺼﻠﺘﻬﺎ ﻫﻲ ﻜل ﺭﺤﻡ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻗﺭﺍﺒﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﺜﻪ ﺃﻭ ﻻ،
ﺃﻤﺎ ﺤﺼﺭﻫﺎ ﺒﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺃﻭ ﺒﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺘﻭﺍﺭﺙ ﻓﻼ ﻴﺼﺢ ﻷﻨﹼﻪ ﻗﻭل ﻴﻌﻭﺯﻩ ﺍﻟﺩﻟﻴل ،ﻭﻋﻤﻭﻡ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺨﻼﻓﻪ.
ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ ﺘﺘﻔﺎﻭﺕ ﺤﺴﺏ ﺤﺎل ﺍﻟﻭﺍﺼل ﻭﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ،ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺒﻴﺎﻨﻪ ﻓﻲ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ)،(٥
ﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺭ ﺩﺭﺠﺎﺕ ،ﻓﻴﻘﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭ ﺍﻷﻡ ،ﺜﻡ ﺍﻷﺏ ،ﺜﻡ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﺜﻡ ﺍﻷﺠﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﺩﺍﺕ ،ﺜﻡ ﺍﻹﺨﻭﺓ
ﻭﺍﻷﺨﻭﺍﺕ ،ﺜﻡ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﻡ ﻤﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻜﺎﻷﻋﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﺕ ،ﻭﺍﻷﺨﻭﺍل ﺍﻟﺨﺎﻻﺕ ،ﻭﻴﻘﺩﻡ ﺍﻷﻗﺭﺏ
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٥٩
ﻓﺎﻷﻗﺭﺏ ،ﻭﻴﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﺃﺩﻟﻰ ﺒﺄﺒﻭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺃﺩﻟﻰ ﺒﺄﺤﺩﻫﻤﺎ ،ﺜﻡ ﺒﺫﻱ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺤﺭﻡ ﻜﺎﺒﻥ ﺍﻟﻌﻡ ﻭﺒﻨﺘﻪ،
ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺍﻷﺨﻭﺍل ﻭﺍﻟﺨﺎﻻﺕ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ…").(١
ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﺷﺮﺡ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ،(١٠٣/١٦) ،ﻭﺍﳌﻨﺎﻭﻱ ،ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ.(٣١٩/٢) ، )(١
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﺏ ،ﺑﺎﺏ ﻓﻀﻞ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ،ﺭﻗﻢ ) (٤٢٨/١٠) ،(٥٩٨٣ﻭﻣﺴﻠﻢ، )(٢
ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﺭﻗﻢ ) (١٧٢/١) ،(١٣ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﳌﺴﻠﻢ.
ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ ﺍﻟﺒﺴﱵ ،ﺻﺤﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ – ﺑﲑﻭﺕ) ،ﻁ١٤١٤/٢ﻩ=١٩٩٣ﻡ(، )(٣
ﲢﻘﻴﻖ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﻷﺭﻧﺆﻭﻁ ،ﺭﻗﻢ ).(١٧٩/٢) (٤٣٧
ﺃﺑﻮ ﻋﻮﺍﻧﺔ ،ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻹﺳﻔﺮﺍﺋﻴﲏ ،ﻣﺴﻨﺪ ﺃﰊ ﻋﻮﺍﻧﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ – ﺑﲑﻭﺕ) ،ﻁ١٩٩٨/١ﻡ( ،ﲢﻘﻴﻖ ﺃﳝﻦ ﻋﺎﺭﻑ )(٤
ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ.(١٦/١) ،
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﺏ ،ﺑﺎﺏ :ﻣﻦ ﻭﺻﻞ ﻭﺻﻠﻪ ﺍﷲ ،ﺭﻗﻢ )(٤٣١/١٠) .(٥٩٨٩ )(٥
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻮﺣﻲ ،ﺑﺎﺏ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﻗﻢ )،(٣٠/١) (٣ )(١
ﻭﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﺭﻗﻢ ).(١٩٧/٢) (١٦٠
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﺏ ،ﺑﺎﺏ :ﻣﻦ ﺑﺴﻂ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺑﺼﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ،ﺭﻗﻢ ) .(٤٢٩/١٠) (٥٩٨٦ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺑﺸﺮﺡ )(٢
ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﺭﻗﻢ ).(١١٤/١٦) (٢٥٥٧
ﺍﳌﺮﺟﻌﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺎﻥ. )(٣
ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ،ﻣﺴﻨﺪ ﺃﲪﺪ ،(١٤٣/١) ،ﻭﻟﻔﻈﻪ ﰲ ﻣﺴﻨﺪ ﺃﲪﺪ )ﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺀ( ﻭﰲ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﳌﺜﺒﺘﺔ )ﻣﻴﺘﺔ ﺍﻟﺴﻮﺀ(. )(٤
ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﶈﺎﻣﻠﻲ :ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻀﱯ ،ﺃﻣﺎﱄ ﺍﶈﺎﻣﻠﻲ ،ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﺪﻣﺎﻡ) ،ﻁ١٤١٢/١ﻫـ(،
ﲢﻘﻴﻖ ﺩ .ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ ،ﻭﻓﻴﻪ" :ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻣﻴﺘﺔ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﻳﺴﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺅﻩ") ،ﺹ .(٢١٧-٢١٦:ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ :ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ
ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ،ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻻﻭﺳﻂ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳊﺮﻣﲔ – ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ١٤١٥) ،ﻫـ( ،ﲢﻘﻴﻖ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﻋﻮﺽ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﶈﺴﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ،
ﺭﻗﻢ ) ،(٢٣٣/٣) (٣٠١٤ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ،ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻻﻭﺳﻂ( .ﻭﺍﻟﺼﻴﺪﺍﻭﻱ :ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﲨﻴﻊ ،ﻣﻌﺠﻢ
ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ – ﺩﺍﺭ ﺍﻹﳝﺎﻥ ،ﺑﲑﻭﺕ – ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ) ،ﻁ١٤٠٥/١ﻫـ( ،ﲢﻘﻴﻖ ﺩ .ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺗﺪﻣﺮﻱ) ،ﺹ-٢٦٣
،(٢٦٤ﻭﻓﻴﻪ" :ﻭﻳﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﺩﻋﺎﺅﻩ ﻭﻳﺼﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﻣﻴﺘﺔ ﺍﻟﺴﻮﺀ…" .ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ،ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ ،ﻓﺼﻞ :ﰲ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ
ﻛﺎﻓﺮﺓ ،ﺭﻗﻢ ) ،(٢١٩/٦) (٧٩٤٩ﻭﻓﻴﻪ" :ﻭﻳﺴﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺅﻩ" .ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ :ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ
ﺍﳊﻨﺒﻠﻲ ،ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭﺓ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ – ﻣﻜﺔ ﺍﳌﻜﺮﻣﺔ) ،ﻁ١٤١٠/١ﻫـ( ،ﲢﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺩﻫﻴﺶ ،ﺭﻗﻢ
) ،(١٥٨/٢) (٥٣٧ﻭﺻﺤﺤﻪ .ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﻨﺬﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ،ﺭﻗﻢ )" :(٢٢٧/٣) (٣٧٩٣ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺟﻴﺪ".
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٦١
ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ" :ﻤﻥ ﺃﺤﺏ ﺃﻥ ﻴﻤ ّﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﺭﻩ ،ﻭﻴﺒﺴﻁ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺭﺯﻗﻪ ،ﻭﻴﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﺩﻋﺎﺅﻩ ،ﻭﻴﺼﺭﻑ ﻋﻨﻪ ﻤﻴﺘﺔ
ﺍﻟﺴﻭﺀ ﻓﻠﻴﺘﻕ ﺍﷲ ﻭﻟﻴﺼل ﺭﺤﻤﻪ" ﺃﻱ ﺒﺯﻴﺎﺩﺓ "ﻭﻴﺴﺘﺠﺎﺏ ﺩﻋﺎﺅﻩ".
ﺴﺎﺩﺴ ﹰﺎ :ﺘﻌﻤﺭ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ
ﺃﻱ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻭﺘﺴﻤﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﻷﻨﻪ ﻴﺩﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﻴﺘﺼﺭﻑ ،ﻴﻘﺎل :ﺩﻴﺎﺭ ﺒﻜﺭ ﻟﺒﻼﺩﻫﻡ ،ﻭﺘﻘﻭل
ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﻥ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﻤﻜﺔ :ﻨﺤﻥ ﻋﺭﺏ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﺭﺏ ﺍﻟﺒﻠﺩ) ،(١ﻭﺃﻤﺎ ﺩﻟﻴل ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺼﻠﺔ
ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻟﻠﺩﻴﺎﺭ ﻓﻌﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎل" :ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ" :ﺇﻥ ﺍﷲ
ﻟﻴﻌﻤﺭ ﺒﺎﻟﻘﻭﻡ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﻭﻴﺜﻤﺭ ﻟﻬﻡ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻭﻤﺎ ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻤﻨﺫ ﺨﻠﻘﻬﻡ ﺒﻐﻀ ﹰﺎ ﻟﻬﻡ ،ﻗﻴل :ﻭﻜﻴﻑ ﺫﻟﻙ ﻴﺎ
ﺭﺴﻭل ﺍﷲ؟ ﻗﺎل :ﺒﺼﻠﺘﻬﻡ ﺃﺭﺤﺎﻤﻬﻡ").(٢
ﻭﻋﻥ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ" :ﺇﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﻋﻁﻲ ﺤﻅﻪ ﻤﻥ
ﺍﻟﺭﻓﻕ ﻓﻘﺩ ﺃﻋﻁﻲ ﺤﻅﻪ ﻤﻥ ﺨﻴﺭ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ ،ﻭﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﺭ ﻴﻌﻤﺭﺍﻥ
ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﻭﻴﺯﻴﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ").(٣
ﺴﺎﺒﻌ ﹰﺎ :ﺃﺴﺭﻉ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺜﻭﺍﺒ ﹰﺎ.
)(١
ﺃﻱ ﺃﻋﺠل ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﺇﺜﺎﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ" :ﺃﺴﺭﻉ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺜﻭﺍﺒ ﹰﺎ ﺍﻟﺒﺭ ﻭﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻭﺃﺴﺭﻉ ﺍﻟﺸﺭ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺒﻐﻲ
ﻭﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ).(٢
ﺜﺎﻤﻨ ﹰﺎ :ﻤﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻫل
ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ" :ﺘﻌﻠﻤﻭﺍ ﻤﻥ ﺃﻨﺴﺎﺒﻜﻡ ﻤﺎ ﺘﺼﻠﻭﻥ ﺒﻪ ﺃﺭﺤﺎﻤﻜﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻤﺤﺒﺔ
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٦٣
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﲪﺪ ﰲ ﻣﺴﻨﺪﻩ ) .(٣٧٤/٢ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ ،ﺑﺎﺏ :ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ )(١
ﺗﻌﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺭﻗﻢ ) (٣٠٩/٤) ،(١٩٧٩ﻭﻗﺎﻝ" :ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ،ﻭﻣﻌﲎ ﻣﻨﺴﺄﺓ ﰲ ﺍﻷﺛﺮ ﻳﻌﲏ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﺮ"،
ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰲ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ،ﺭﻗﻢ )) (٢٥٢ﺹ .(٨٤ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ(١٦١/٤) ،
ﻭﻗﺎﻝ :ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﱂ ﳜﺮﺟﺎﻩ ،ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱯ ﰲ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ .ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﰲ ﺍﳌﻌﺠﻢ
ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺭﻗﻢ ) (٩٨/١٨) (١٧٦ﻭﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻲ ﰲ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﺑﺎﺏ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺴﺐ ) ،(١٩٣/١ﻭﻗﺎﻝ" :ﺭﺟﺎﻟﻪ
ﻣﻮﺛﻮﻗﻮﻥ".
ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ،ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ،ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺠﺎﺝ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ – ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ١٤١٦) ،ﻫـ=١٩٩٦ﻡ(، )(٢
).(٥٠٣/٥
ﺣﺎﺟﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ،ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﲏ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ،ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺑﲑﻭﺕ١٤١٣) ،ﻫـ=١٩٩٢ﻡ(، )(٣
).(١٣١/١
ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ )ﺹ.(١٨٤ : )(٤
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺩﺏ ،ﺑﺎﺏ :ﻣﻦ ﺑﺴﻂ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺑﺼﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ،ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﺮﻗﻢ )(٥
) ،(٤٢٩/١٠) ،(٥٩٨٥ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ،ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺭﻗﻢ.(١١٤/١٦) ،(٢٥٥٧) :
ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ.(٤٢٩/١٠) ، )(٦
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ ،(١٦٠/٤) ،ﻭﻗﺎﻝ" :ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﱂ ﳜﺮﺟﺎﻩ" ،ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱯ ﰲ ﺗﻠﺨﻴﺺ )(١
ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ،ﻭﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﳌﻨﺬﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﺭﻗﻢ ) ،(٢٢٧/٣) (٣٧٩٤ﻭﻓﻴﻪ" :ﻣﻦ ﺍﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﺰﺍﺩ ﰲ ﻋﻤﺮﻩ" ،ﻭﻗﺎﻝ :ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ
ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ،ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﺻﺤﺤﻪ" .ﻭﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻲ ﰲ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ ،ﺑﺎﺏ :ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻗﻄﻌﻬﺎ )،(١٥٣/٨
ﺑﻠﻔﻆ) :ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﺰﺍﺩ( ،ﻭﻋﺰﺍﻩ ﻟﻠﺒﺰﺍﺭ ﻭﻗﺎﻝ" :ﻓﻴﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﲑ ﻭﺛﻘﺔ ﺷﻌﺒﺔ ﻭﲨﺎﻋﺔ ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﻏﲑﻩ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ".
ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺁﺑﺎﺩﻱ ،ﻋﻮﻥ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ.(٧٧/٥) ، )(٢
)ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ (٣٤ :ﻭ)ﺍﻟﻨﺤﻞ.(٦١ : )(٣
ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻠﻴﻢ ،ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ،ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ) ،ﻁ١٤٠٣/١ﻫـ( ،ﲢﻘﻴﻖ ﺩ .ﳏﻤﺪ ﺭﺷﺎﺩ )(٤
ﺳﺎﱂ ،(١٥٧/١) ،ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ -ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ(.
ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺁﺑﺎﺩﻱ ،ﻋﻮﻥ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ.(٧٧/٥) ، )(٥
ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﰲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ،(٤١١/٦) ،ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺟﺎﻧﺒﹰﺎ ﻳﺴﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺃﰊ ﺍﻟﻠﻴﺚ ،ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ ﺍﳊﻨﻔﻲ )ﺕ٣٧٥:ﻫـ( )(٦
)ﺕ٣٧٥:ﻫـ( ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﲔ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ )ﺹ.(٦٣ :
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٦٥
ﻓﻲ ﻤﺤﺼﻠﺘﻬﻤﺎ ﻋﻥ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻨﻘل ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺒﺩﻴﻥ ﻗﻭل ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻠﻴﺙ ﻭﺭﺠّﺤﻪ)،(١
ﻭﺴﻴﺄﺘﻲ ﻤﺯﻴﺩ ﺒﻴﺎﻥ ﻭﺘﻭﻀﻴﺢ ﻟﺘﺭﺠﻴﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻋﻨﺩ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ.
.٢ﻭﻗﻴل ﺇﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﻟﻠﻤﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﻜﹼل ﺒﺎﻟﻌﻤﺭ ،ﻜﺄﻥ ﻴﻘﺎل ﻟﻠﻤﻠﻙ
ﻼ :ﺇﻥ ﻋﻤﺭ ﻓﻼﻥ ﻤﺎﺌﺔ ﻤﺜ ﹰ
ﻼ ﺇﻥ ﻭﺼل ﺭﺤﻤﻪ ،ﻭﺴﺘﻭﻥ ﺇﻥ ﻗﻁﻌﻬﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﷲ ﺃﻨﹼﻪ ﻴﺼل ﺃﻭ ﻤﺜ ﹰ
ﻴﻘﻁﻊ ،ﻓﺎﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﷲ ﻻ ﻴﺘﻘﺩﻡ ﻭﻻ ﻴﺘﺄﺨﹼﺭ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺹ
ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺒﻘﻭﻟﻪ :ﻴﻤﺤﻭ ﺍﷲ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ﻭﻴﺜﺒﺕ ﻭﻋﻨﺩﻩ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،(٢)ﻓﺎﻟﻤﺤﻭ ﻭﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ
ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ،ﻭﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻼ ﻤﺤﻭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﺘﺔ ،ﻭﻴﻘﺎل ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ،
ﻭﻴﻘﺎل ﻟﻸﻭل ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻕ).(٣
ﻗﺎل ﺍﻟﺤﻠﻴﻤﻲ" :ﺇﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﻗﻀﻰ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺒﺄﻨﹼﻪ ﺇﻥ ﻭﺼل ﺭﺤﻤﻪ ﻋﺎﺵ ﻋﺩﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﻤﺒﻴﻨﺎﹰ،
ﻭﺇﻥ ﻗﻁﻊ ﺭﺤﻤﻪ ﻋﺎﺵ ﻋﺩﺩﹰﺍ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻙ …،ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﹼﻪ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﻨﻘﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ
ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ،ﻓﺄﻤﺎ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﻓﻠﻡ ﻴﺨﺘﻠﻑ ،ﻭﻻ ﻴﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻱ ﺍﻟﻌﺩﺩﻴﻥ ﻴﻌﻴﺵ").(٤
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺴﺎﺒﻘﻪ ﻓﻲ ﺠﻌل ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻤﺭﺩﻫﺎ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ
ﻼ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻷﻨﹼﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻴﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺸﻲﺀ.
ﺃﺼ ﹰ
)(٥
.٣ﻭﻗﻴل ﺇﻥ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﻫﻲ :ﺍﻟﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺯﻕ
ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ" :ﻭﻗﺩ ﻗﻴل :ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﺍﻷﻜﺒﺭ ....ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ:
)(٦
ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻴﺕ ﻤﻴﺕ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﻤﺎﺕ ﻓﺎﺴﺘﺭﺍﺡ ﺒﻤﻴﺕ
ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﰲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ (٤١٢/٦) ،ﻭﺍﻷﺛﺮ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳌﻨﺬﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ (١٢٦/٣) ،ﻣﺮﻓﻮﻋﹰﺎ ﻭﱂ ﻳﻌﺰﻩ ،ﻭﱂ ﺃﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﲣﺮﳚﻪ. )(١
)ﺍﻟﺮﻋﺪ.(٣٩ ، )(٢
ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ،(٤٣٠/١٠) ،ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺷﺮﺡ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ،(١١٤/١٦) ،ﻭﻗﺪ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ )(٣
) (٢١٣/١٦ﻭﻋﺰﺍﻩ ﻟﻠﻤﺎﺯﺭﻱ ،ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﹰﺎ :ﺍﳌﻨﺎﻭﻱ ،ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ).(١٩٥/٤
ﺍﳊﻠﻴﻤﻲ ،ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ (٢٥٣/٣) ،ﺑﺘﺼﺮﻑ. )(٤
ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ ،ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ،ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ ،ﺗﺄﻭﻳﻞ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳉﻠﻴﻞ ،ﺑﲑﻭﺕ١٣٩٣) ،ﻫـ=١٩٧٢ﻡ( ،ﲢﻘﻴﻖ )(٥
ﳏﻤﺪ ﺯﻫﺪﻱ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ) ،ﺹ ،(٢٠٢:ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ ،ﺗﺄﻭﻳﻞ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳊﺪﻳﺚ( .ﻭﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺸﺮﺡ
ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ .(١١٤/١٦) ،ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ) .(٤٣٠/١٠ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ،ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ.(٤١١٤/٦) ،
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻠﺒﺤﺘﺮﻱ ،ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ،ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺎﺩﺓ )ﺕ٨٩٨:ﻡ(ﺍﻧﻈﺮ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺘﺮﻱ ﺷﺮﺡ ﻭﺗﻌﻠﻴﻖ ﺣﺴﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺼﲑﰲ ،ﺩﺍﺭ )(٦
ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ – ﻣﺼﺮ )١٩٦٣ﻡ( ).(٤٩ / ١
ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﺭ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻤﻭﺘﹰﺎ ﻭﻴﺠﻌل ﻨﻘﺼﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻴﺠﻌل ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺭ").(١
ﻥ ﻤﺎ ﺃﺨﺭﺠﻪ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﻤﻥ ﺤﺩﻴﺙ ﺃﻨﺱ ﺒﻥ ﻤﺎﻟﻙ ﺭﻀﻲ
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﺭﺩﻭﺩ ﻭﺫﻟﻙ ﻷ ّ
ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ" :ﻤﻥ ﺃﺤﺏ ﺃﻥ ﻴﺒﺴﻁ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻴﻨﺴﺄ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺜﺭﻩ ﻓﻠﻴﺼل ﺭﺤﻤﻪ") ،(٢ﻓﺠﻌل ﻜ ﹰ
ﻼ ﻤﻥ
ﻼ ﻋﻥ ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻐﺎﻴﺭ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺒﺎﻟﻌﻁﻑ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻨﹼﻪ ﺃﺭﺍﺩ
ﻼ ﻤﻨﻔﺼ ﹰ
ﺒﺴﻁ ﺍﻟﺭﺯﻕ ﻭﺇﻨﺴﺎﺀ ﺍﻷﺜﺭ ﺃﻤﺭﹰﺍ ﻤﺴﺘﻘ ﹰ
ﻜﻼ ﺍﻷﻤﺭﻴﻥ ،ﻭﺃﻨﹼﻬﻤﺎ ﻟﻴﺴﺎ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻭﺍﺤﺩﹰﺍ.
.٤ﺇﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ،ﻭﻋﻤﺎﺭﺓ ﻭﻗﺘﻪ ﺒﻤﺎ ﻴﻨﻔﻌﻪ ﻓﻲ
ﻭﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻨﻲ) ،(٥ﻭﺃﻴّﺩﺍﻩ ﺒﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺃﻥ )(٤
ﺍﻵﺨﺭﺓ ،ﻭﺼﻴﺎﻨﺘﻪ ﻋﻥ ﺘﻀﻴﻴﻌﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ) .(٣ﻗﺎﻟﻪ ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺘﻘﺎﺼﺭ ﺃﻋﻤﺎﺭ ﺃﻤﺘﻪ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻋﻤﺎﺭ ﻤﻥ ﻤﻀﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﻓﺄﻋﻁﺎﻩ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺩﺭ).(٦
ﺍﻟﻘﺩﺭ).(٦
)(٧
ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﺭ " ﻨﻔﻲ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻋﻨﻬﻡ ،ﻭﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻓﻬﺎﻤﻬﻡ ﻭﻋﻘﻭﻟﻬﻡ ﻭﺫﻜﺭ ﺍﺒﻥ ﻓﻭﺭﻙ
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٦٧
) (١ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻊ ﺳﺎﺑﻘﻪ؛ ﺃﻱ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ ﳘﺎ ﺃﺣﺪ ﻗﻮﱄ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺘﲔ ،ﺫﻛﺮﳘﺎ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ) ،(٤٣٠/١٠ﻭﺭﺟﺢ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻋﺰﻯ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻟﻠﻄﻴﱯ ،ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﱐ ﰲ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) .(١٦٠/٤ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﰲ
ﺷﺮﺡ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ) .(١١٤/١٦ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﰲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ) ،(٤١١/٦ﻭﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺁﺑﺎﺩﻱ ،ﻋﻮﻥ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ.(٧٧/٥) ،
)(٢ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻜﻌﺐ ﺑﻦ ﺯﻫﲑ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻤﻰ ،ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻀﺮﺏ ،ﺷﺎﻋﺮ ﳐﻀﺮﻡ )ﺕ٦٤٥:ﻡ( ﺩﻳﻮﺍﻥ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺯﻫﲑ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺴﻜﺮﻱ ،ﺷﺮﺡ
ﳔﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ – ﺑﲑﻭﺕ )ﺹ ،(١٦٧ :ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ) ،(٤٢٩/ ١٠ﻭﺍﳌﻨﺎﻭﻱ ﰲ ﻓﻴﺾ
ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ) ،(٣٣٦ / ٢ﻭﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﺑﺎﺩﻱ ﰲ ﻋﻮﻥ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ) (٧٧ / ٥ﻭﻓﻴﻬﺎ” :ﻻ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺣﱴ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﺛﺮ“ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺫﻛﺮﻩ
ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﰲ ﲤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﳉﻠﻴﻞ – ﺑﲑﻭﺕ )ﻁ (٥٩٥ / ٥) (١٤١٢ /١ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﻛﻌﺐ.
) (٣ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ.(٤٣٠/١٠) ،
) (٤ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﺰﳐﺸﺮﻱ ،ﳏﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ،ﺍﻟﻔﺎﺋﻖ ﰲ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ – ﻟﺒﻨﺎﻥ) ،ﻁ ،(٢ﲢﻘﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻱ ،ﻭﳏﻤﺪ ﺃﺑﻮ
ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ.(٢٣/١) ،
) (٥ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻷﰊ ﲤﺎﻡ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﺃﻭﺱ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ )ﺕ٨٤٦ :ﻫـ( ،ﻏﲑ ﺃﱐ ﱂ ﺃﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﱄ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﰊ
ﲤﺎﻡ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺍﻟﺘﱪﻳﺰﻱ ﲢﻘﻴﻖ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﻋﺰﺍﻡ ،ﻭﻗﺪ ﻋﺰﺍﻩ ﺇﱃ ﺃﰊ ﲤﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ ﰲ ﺍﻷﻏﺎﱐ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ – ﺑﲑﻭﺕ،
ﲢﻘﻴﻖ ﲰﲑ ﺟﺎﺑﺮ ) ،(١٢٤ / ٢٣ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻻﺣﻘﹰﺎ ﻫﻜﺬﺍ )ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ ،ﺍﻷﻏﺎﱐ(.
ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺩﻟﻑ) :(١ﻟﻡ ﻴﻤﺕ ﻤﻥ ﻗﻴل ﻓﻴﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺭ .ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻗﻭل ﺍﻟﺨﻠﻴل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ:
ﻭﺍﺠﻌل ﻟﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺼﺩﻕ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ.(٢)"
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل" :ﻭﻫﻭ ﻀﻌﻴﻑ ﺃﻭ ﺒﺎﻁل ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻡ") .(٣ﻭﻟﻡ ﻴﺒﻴّﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺘﻀﻌﻴﻔﻪ.
.٦ﻭﻗﻴل :ﻫﻲ ﺍﻟﺫﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ).(٤
ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺩﺭﺩﺍﺀ ﻗﺎل" :ﺫﻜﺭ ﻋﻨﺩ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﻭﺼل ﺭﺤﻤﻪ ﺃﻨﺴﺊ
ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺠﻠﻪ ،ﻓﻘﺎل :ﺇﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﺭﻩ ،ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻓﺈﺫﺍ ﺠﺎﺀ ﺃﺠﻠﻬﻡ ﻻ ﻴﺴﺘﺌﺨﺭﻭﻥ ﺴﺎﻋﺔ ﻭﻻ
ﻴﺴﺘﻘﺩﻤﻭﻥ ،(٥)ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﺭﺠل ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺫﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻴﺩﻋﻭﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﻓﻴﺒﻠﻐﻪ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺫﻟﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺴﺄ
) (١ﺃﺑﻮ ﺩﻟﻒ :ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺍﻟﻌﺠﻠﻲ ،ﻛﺎﻥ ﺷﺎﻋﺮﹰﺍ ﳎﻮﺩﺍﹰ ،ﻭﱄ ﺃﻣﺮ ﺩﻣﺸﻖ ﻟﻠﻤﻌﺘﺼﻢ ،ﺃﺧﺬ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ،ﻟﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﺍﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪ ،ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻼﺡ ،ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﻠﻮﻙ ،ﺗﻮﰲ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﺳﻨﺔ )٢٢٥ﻫـ( .ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ ،ﺍﻷﻏﺎﱐ
) ،(٢٥٦/٨ﻭﺍﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ ،ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ – ﻟﺒﻨﺎﻥ )١٩٩٤ﻡ( ) (٧٤٢ / ٢ﻭﺍﻟﺬﻫﱯ :ﺳﲑ
ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ).(٥٦٣/١٠
) (٢ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ) (٤٣٠/١٠ﻭﺍﻵﻳﺔ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺭﻗﻢ .(٨٤
) (٣ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﺷﺮﺡ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ.(١١٥/١٦) ،
ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ) ،(٤٣٠/١٠ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﻔﻮﺭﻱ ﰲ ﲢﻔﺔ ﺍﻷﺣﻮﺫﻱ ) (٩٧/٦ﻭﺍﻟﺼﻨﻌﺎﱐ ﰲ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ )(٤
).(١٦٠/٤
)) (٥ﺍﻟﻨﺤﻞ.(٦١ :
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٦٩
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱐ ﰲ ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺭﻗﻢ ) (١٥١/١) (٣٤ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻭﻗﺎﻝ" :ﻻ ﻳﺮﻭﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺇﻻ )(١
ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺗﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ" ،ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﰲ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺭﻗﻢ ) ،(٣٤٣/٣) (٣٣٤٩ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ :ﺃﲪﺪ ﺑﻦ
ﻋﻠﻲ ﰲ ﺗﺎﱄ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳌﺘﺸﺎﺑﻪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﻤﻴﻌﻲ – ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ) ،ﻁ (١٤١٧/١ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﺁﻝ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻭﺃﲪﺪ ﺷﻘﲑﺍﺕ ،ﺭﻗﻢ )(٤٩
) .(١٢٤/١ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺭﻗﻢ ) (٢٨٥/٣) (٧٥٣ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ .ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ :ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ
ﺍﻟﺒﺴﱵ ،ﺍﺠﻤﻟﺮﻭﺣﲔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻮﻋﻲ – ﺣﻠﺐ ،ﲢﻘﻴﻖ ﳏﻤﻮﺩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺯﺍﻳﺪ (٣٣١/١) ،ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ،ﻭﺳﻴﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﺪﺭ
ﻻﺣﻘﹰﺎ ﻫﻜﺬﺍ )ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ ،ﺍﺠﻤﻟﺮﻭﺣﲔ( .ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻲ :ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ،ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﲑ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ –
ﺑﲑﻭﺕ) ،ﻁ١٤٠٤/١ﻫـ=١٩٨٤ﻡ( ﲢﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻌﻄﻲ ﻗﻠﻌﺠﻲ ،ﺭﻗﻢ ) (١٣٤/٢) (٦١٩ﻋﻨﺪ ﺗﺮﲨﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ .ﻭﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻲ" :ﻻ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ" .ﻭﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻲ ﰲ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ (١٥٣/٨) ،ﻭﻗﺎﻝ" :ﻟﻴﺲ ﰲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺿﻌﻔﻮﺍ".
ﻭﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ ) (٣٧٣/٤ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﰎ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ .ﻭﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻲ ،ﺃﺑﻮ ﺷﺠﺎﻉ
ﺷﲑﻭﻳﻪ ﺑﻦ ﺷﻬﺮﺩﺍﺭ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﲟﺄﺛﻮﺭ ﺍﳋﻄﺎﺏ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ – ﺑﲑﻭﺕ) ،ﻁ (١٩٨٦/١ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﺴﻴﻮﱐ ﺯﻏﻠﻮﻝ ،ﺭﻗﻢ
) .(٤٤٥/٣) (٥٣٦٥ﻭﺃﻧﺖ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﺪﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﱵ ﺧﺮﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﳊﺮﺍﱐ ،ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ
ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﺬﻫﱯ ،ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﰲ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ – ﺑﲑﻭﺕ) ،ﻁ١٩٩٥/١ﻡ( ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﻮﺽ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻋﺎﺩﻝ ﺃﲪﺪ ،ﺭﻗﻢ ).(٣٠٤/٣) (٣٤٩٦
ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻣﺎﺩﺓ ﻧﺴﺄ ) ،(١٦٦/١ﻭﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﺑﺎﺩﻱ ،ﻋﻮﻥ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ..(٧٧/٥) ، )(٢
ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ )ﺹ.(١٨٧ : )(٣
ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ )ﺹ.(١٨٤ : )(٤
ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ )ﺹ.(١٨٧ : )(٥
ﻭﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻟﻸﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺼﺭﻴﺤﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﻗﻭل ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻴﻤﺤﻭ ﺍﷲ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ﻭﻴﺜﺒﺕ ﻭﻋﻨﺩﻩ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.(١)ﺫﻫﺏ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻵﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ،ﻭﻗﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺯﻕ ،ﻭﻗﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻊ ،ﻭﻗﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ…).(٢
ل ﺸﻲﺀ ﻤﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻤﺤﻭ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ﻤﺤﻭﻩ ﻤﻥ ﺸﻘﺎﻭﺓ ﺃﻭ
ﻭﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻓﻲ ﻜ ّ
ﺴﻌﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺭﺯﻕ ﺃﻭ ﻋﻤﺭ ﺃﻭ ﺨﻴﺭ ﺃﻭ ﺸﺭ ﻭﻴﺒﺩل ﻫﺫﺍ ﺒﻬﺫﺍ ،ﻭﻴﺠﻌل ﻫﺫﺍ ﻤﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺴﺌل ﻋﻤﺎ ﻴﻔﻌل
ﻭﻫﻡ ﻴﺴﺌﻠﻭﻥ ،(٣)ﻭﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺫﻫﺏ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ،ﻭﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ،ﻭﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ،ﻭﺃﺒﻭ ﻭﺍﺌل)،(٤
ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ ،ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ،ﻭﺍﺒﻥ ﺠﺭﻴﺞ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ).(٥
ﻗﺎل ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﻭﺭﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﺍﻟﺘﻲ ﺨﺼﺼﺕ ﺍﻵﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻤﺤﺩﺩﺓ" :ﻗﻠﺕ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﻻ
ﺢ ﻓﺎﻟﻘﻭل ﺒﻪ ﻴﺠﺏ ﻭﻴﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩﻩ ،ﻭﺇﻻ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﺍﻵﻴﺔ
ﻴﺩﺭﻙ ﺒﺎﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ،ﻭﺇﻨﹼﻤﺎ ﻴﺅﺨﺫ ﺘﻭﻓﻴﻘﺎﹰ ،ﻓﺈﻥ ﺼ ّ
ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻅﻬﺭ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻡ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺭﻭﻯ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻋﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ
)(٧
ﻋﻨﻪ ،ﻭﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﻭﺃﺒﻲ ﻭﺍﺌل ﻭﻜﻌﺏ ﺍﻷﺤﺒﺎﺭ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻗﻭل ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ) ،(٦ﻭﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺩﻱ
ﺃﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻁﻭﻑ ﺒﺎﻟﺒﻴﺕ ﻭﻫﻭ ﻴﺒﻜﻲ ﻭﻴﻘﻭل :ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻥ ﻜﻨﺕ ﻜﺘﺒﺘﻨﻲ ﻓﻲ
ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﺄﺜﺒﺘﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺇﻥ ﻜﻨﺕ ﻜﺘﺒﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻫل ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ﻭﺍﻟﺫﻨﺏ ﻓﺎﻤﺤﻨﻲ ﻭﺃﺜﺒﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺭﺓ ،ﻓﺈﻨﻙ ﺘﻤﺤﻭ ﻤﺎ ﺘﺸﺎﺀ ﻭﺘﺜﺒﺕ ﻭﻋﻨﺩﻙ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ" ).(٨
ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ ﻨﺤﻭﻩ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻭﺍﺌل ﻭﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ،ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻗﻭل ﻜﻌﺏ ﺍﻷﺤﺒﺎﺭ ﻟﻌﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ:
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٧١
"ﻟﻭﻻ ﺁﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻷﻨﺒﺄﺘﻙ ﺒﻤﺎ ﻫﻭ ﻜﺎﺌﻥ ﺇﻟﻰ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﻴﻤﺤﻭ ﺍﷲ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ﻭﻴﺜﺒﺕ ﻭﻋﻨﺩﻩ ﺃﻡ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﻗﻭل ﻤﺎﻟﻙ ﺒﻥ ﺩﻴﻨﺎﺭ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎ ﻟﻬﺎ :ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺒﻁﻨﻬﺎ ﺠﺎﺭﻴﺔ ﻓﺄﺒﺩﻟﻬﺎ ﻏﻼﻤﹰﺎ ﻓﺈﻨﻙ
ﺘﻤﺤﻭ ﻤﺎ ﺘﺸﺎﺀ ﻭﺘﺜﺒﺕ ﻭﻋﻨﺩﻙ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ").(١
ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺭﺝ ﺍﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﻤﻌﻅﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻓﺎﻨﻅﺭﻫﺎ ﻫﻨﺎﻙ).(٢
ﻭﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺃﻗﻭﺍل ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻴﻥ ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭﺍﷲ ﺨﻠﻘﻜﻡ ﻤﻥ ﺘﺭﺍﺏ ﺜﻡ ﻤﻥ ﻨﻁﻔﺔ ﺜﻡ ﺠﻌﻠﻜﻡ
ﻋﻤُﺭﻩ ﺇﻻ ﻓﻲ
ﺹ ﻤﻥ ُ
ﺃﺯﻭﺍﺠﺎﹰ ،ﻭﻤﺎ ﺘﺤﻤل ﻤﻥ ﺃﻨﺜﻰ ﻭﻻ ﺘﻀﻊ ﺇﻻ ﺒﻌﻠﻤﻪ ،ﻭﻤﺎ ﻴﻌﻤﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﻤﺭ ﻭﻻ ﻴُﻨ ﹶﻘ ُ
ﻜﺘﺎﺏ ﺇﻥ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻴﺴﻴﺭ.(٣)
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ)" :(٤ﻭﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻘﺎل ﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺃﻥ ﺘﻁﻭﻴل ﺍﻟﻌﻤﺭ ﻭﺘﻘﺼﻴﺭﻩ ﻫﻤﺎ ﺒﻘﻀﺎﺀ
ﺍﷲ ﻭﻗﺩﺭﻩ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﻁﻭﻴل ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ،ﻓﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻁﻭﻴل ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺼﻠﺔ
ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭﻨﺤﻭ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ﺍﻻﺴﺘﻜﺜﺎﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﺼﻲ ﺍﷲ ﻋﺯ
ﻼ ﺴﺒﻌﻴﻥ ﺴﻨﺔ ﻓﻘﺩ ﻴﺯﻴﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﻌل ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ،
ﻭﺠل ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺏ ﻟﻠﺭﺠل ﻤﺜ ﹰ
ﻭﻗﺩ ﻴﻨﻘﺼﻪ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﻌل ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻜل ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺒﻴﻥ ،ﻓﻼ ﺘﺨﺎﻟﻑ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻭﺒﻴﻥ ﻗﻭﻟﻪ
ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺠﺎﺀ ﺃﺠﻠﻬﻡ ﻻ ﻴﺴﺘﺄﺨﺭﻭﻥ ﺴﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﻴﺴﺘﻘﺩﻤﻭﻥ ،(٥)ﻭﻴﺅﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﻗﻭﻟﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻴﻤﺤﻭ ﺍﷲ
ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ﻭﻴﺜﺒﺕ ﻭﻋﻨﺩﻩ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ"(٦)ﺍ.ﻩ.
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻟﻠﻭﺍﺼل ﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﺅﺨﺭ ﺃﺠﻠﻪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ
ﺍﷲ ﺜﺎﺒﺕ ﻻ ﺘﺒﺩﻴل ﻟﻪ).(٧
ﻭﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭﻴﺅﺨﺭﻜﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﺠل ﻤﺴﻤﻰ ،(٨)ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻋﻨﺩ ﻫﺫﻩ
ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﻨﻭﺡ" :ﺃﻱ ﻴﻤﺩ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﺭﻜﻡ ﻭﻴﺩﺭﺃ ﻋﻨﻜﻡ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﺠﺘﻨﺒﻭﺍ ﻤﺎ ﻨﻬﺎﻜﻡ ﻋﻨﻪ ﺃﻭﻗﻌﻪ
ﺒﻜﻡ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺴﺘﺩل ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺒﺭ ﻭﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻴﺯﺍﺩ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ
ﺒﻪ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺘﺯﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺭ").(١
ﻭﻟﻼﺴﺘﺯﺍﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﻗﻭﺍل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺤﻭل ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺒﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺫﻜﺭﻩ ﺸﺭﺍﺡ
ﻋﻨﺩ ﻗﻭﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ" :ﻻ ﻴﺭﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺇﻻ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﻭﻻ ﻴﺯﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺇﻻ ﺍﻟﺒ ّﺭ").(٣ )(٢
ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻗﺎﻁﻊ ﺍﻟﺭﺤﻡ
ﺤﺫﺭﺕ ﺁﻴﺎﺕ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺙ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﻏﻠﹼﻅﺕ
ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﻁﻊ ﻓﺠﻌﻠﺘﻪ ﻤﻨﻘﻁﻌﹰﺎ ﻤﻥ ﺭﺤﻤﺔ ﺍﷲ ،ﻤﺤﺭﻭﻤﹰﺎ ﻤﻥ ﺠﻨﺘﻪ ﻤﺴﺘﺤﻘﹰﺎ ﻟﻐﻀﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ ،ﻓﺄﻱ
ل ﺒﻪ ﻏﻀﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ.
ﻱ ﺤﻴﺎﺓ ﻴﺭﻴﺩ ﻭﻗﺩ ﺤ ّ
ﻨﻌﻴﻡ ﻴﺭﺠﻭ ﻗﺎﻁﻊ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻭﺃ ّ
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺇﺠﻤﺎل ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻗﺎﻁﻊ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ.
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻘﻀﻭﻥ ﻋﻬﺩ ﺍﷲ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻤﻴﺜﺎﻗﻪ ﻭﻴﻘﻁﻌﻭﻥ ﻤﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﻭﺼل
ﻭﻴﻔﺴﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ﻭﻟﻬﻡ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﺩﺍﺭ.(٤)
ﻭﻗﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻁﻊ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻴﺩﺨل ﺘﺤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭ ﺫﻟﻙ).(٥
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻓﻬل ﻋﺴﻴﺘﻡ ﺇﻥ ﺘﻭﻟﻴﺘﻡ ﺃﻥ ﺘﻔﺴﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺘﻘﻁﻌﻭﺍ ﺃﺭﺤﺎﻤﻜﻡ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٧٣
ﻗﺎل ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ :ﻭﻓﻴﻪ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺘﻔﻘﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﺸﻴﺔ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ).(١
ﺭﺍﺒﻌ ﹰﺎ :ﺃﺴﺭﻉ ﺍﻟﺸﺭ ﻋﻘﻭﺒﺔ.
)(٢
ﺭﻓﻌﻪ" :ﻤﺎ ﻤﻥ ﺫﻨﺏ ﺃﺠﺩﺭ ﺃﻥ ﻴﻌﺠل ﺍﷲ ﻟﺼﺎﺤﺒﻪ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺤﺩﻴﺙ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭﺓ
ﻴﺩﺨﺭ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻐﻲ ﻭﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ").(٣
ﻥ ﻗﺎﻁﻊ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻗﺩ ﺍﻓﺘﺭﻯ ﺒﺎﻗﺘﺤﺎﻡ ﻤﺎ ﺘﻁﺎﺒﻘﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻭﺍﻹﺸﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺫﻟﻙ ﻷ ّ
ﺍﻟﺤﻜﻤﻴﺔ ،ﻭﻗﻁﻊ ﺍﻟﻭﺼل ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻬﺎ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺼﻼﺤﻪ ﻓﺄﺴﺭﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻭﺒﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺍﺩﺨﺭ ﻟﻪ ﻤﻥ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺒﻰ).(٤
ﺨﺎﻤﺴ ﹰﺎ :ﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺇﺤﺴﺎﻥ ﺍﷲ.
ﺃﺨﺭﺝ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻫﺭﻴﺭﺓ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻗﺎل" :ﺇﻥ ﺍﷲ ﺨﻠﻕ
ﺍﻟﺨﻠﻕ ،ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻓﺭﻍ ﻤﻥ ﺨﻠﻘﻪ ﻗﺎﻟﺕ ﺍﻟﺭﺤﻡ :ﻫﺫﺍ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺌﺫ ﺒﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ،ﻗﺎل :ﻨﻌﻡ ،ﺃﻤﺎ ﺘﺭﻀﻴﻥ ﺃﻥ
ﺃﺼل ﻤﻥ ﻭﺼﻠﻙ ﻭﺃﻗﻁﻊ ﻤﻥ ﻗﻁﻌﻙ؟ ﻗﺎﻟﺕ :ﺒﻠﻰ ﻴﺎ ﺭﺏ .ﻗﺎل :ﻓﻬﻭ ﻟﻙ .ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ:
ﻓﺎﻗﺭﺅﻭﺍ ﺇﻥ ﺸﺌﺘﻡ ﻓﻬل ﻋﺴﻴﺘﻡ ﺇﻥ ﺘﻭﻟﻴﺘﻡ ﺃﻥ ﺘﻔﺴﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺘﻘﻁﻌﻭﺍ ﺃﺭﺤﺎﻤﻜﻡ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻌﻨﻬﻡ ﺍﷲ
ﻓﺄﺼﻤّﻬﻡ ﻭﺃﻋﻤﻰ ﺃﺒﺼﺎﺭﻫﻡ ،(٥)ﻭﻗﻁﻊ ﺍﷲ ﻟﻘﺎﻁﻊ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻫﻭ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﺤﺭﻤﺎﻨﻪ ﻤﻥ ﺇﺤﺴﺎﻨﻪ ﻭﺇﻨﻌﺎﻤﻪ).(٦
ﺴﺎﺩﺴ ﹰﺎ :ﺃﺒﻐﺽ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﷲ.
ﻋﻥ ﺭﺠل ﻤﻥ ﺨﺜﻌﻡ ﻗﺎل" :ﺃﺘﻴﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻨﻔﺭ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻗﺎل :ﻗﻠﺕ:
ﺃﻨﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺯﻋﻡ ﺃﻨﻙ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ،ﻗﺎل :ﻨﻌﻡ ،ﻗﺎل :ﻗﻠﺕ ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺃﻱ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺃﺤﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ؟ ﻗﺎل:
ﺇﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﷲ ،ﻗﺎل :ﻗﻠﺕ ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺜﻡ ﻤﻪ؟ ﻗﺎل :ﺜﻡ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻗﺎل :ﻗﻠﺕ ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺃﻱ ﺍﻷﻋﻤﺎل
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٧٥
ﺃﺒﻐﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ؟ ﻗﺎل :ﺍﻹﺸﺭﺍﻙ ﺒﺎﷲ ،ﻗﺎل :ﻗﻠﺕ ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺜﻡ ﻤﻪ؟ ﻗﺎل :ﺜﻡ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ").(١
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ :ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻭﺃﺜﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ
ﻴﻤﻜﻥ ﻋﺯﻭ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻋﺩّﺓ ﺃﻫﻤّﻬﺎ:
.١ﻀﻌﻑ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ
ﺇﻥ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻋﻨﺩ ﻀﻌﺎﻑ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻤﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﻠﻘﺎﺀ ﺍﷲ ﻓﻴﺼل ﺭﺤﻤﻪ ﺭﺠﺎﺀ ﺭﺤﻤﺔ
ﺍﷲ ﻭﺨﻭﻓﹰﺎ ﻤﻥ ﻋﻘﺎﺒﻪ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﺩﺒﺭ ﻟﻶﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺜﺕ ﻋﻥ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻓﻲ
ﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻨﻌﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻋﺩﻡ ﺘﺩﺒﺭﻫﻡ ﻵﻴﺎﺕ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﻓﻬﻤﻪ ﻓﻘﺎل :ﺃﻓﻼ ﻴﺘﺩﺒﺭﻭﻥ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻴﺠﺩ ﺃ ّ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻭﺏ ﺃﻗﻔﺎﻟﻬﺎ.(٢)
ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﺃﻓﻼ ﻴﺘﻔﻬﻤﻭﻨﻪ ﻓﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﺍﺸﺘﻤل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻅ ﺍﻟﺯﺍﺠﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ،
ﻭﺍﻟﺒﺭﺍﻫﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﻁﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻔﻲ ﻤﻥ ﻟﻪ ﻓﻬﻡ ﻭﻋﻘل ﻓﺘﺯﺠﺭﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﺒﺎﷲ ﻭﺍﻹﺸﺭﺍﻙ ﺒﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤل
ﺒﻤﻌﺎﺼﻴﻪ).(٣
.٢ﺍﻟﺯﻭﺠﺎﺕ
ﺇﻥ ﺍﻏﺘﺭﺍﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻓﺘﺘﺎﻨﻪ ﺒﻬﺎ ﻭﺠﺭﻴﻪ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺸﻐل ﺸﺎﻏل ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺭﻏﺒﺎﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ
ﻻ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﻭﻻ ﺘﻘﻑ ﻋﻨﺩ ﺤﺩ ﻤﻌﻴﻥ ﻓﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﻥ ﻜﻠﻤﺎ ﺃﻁﻌﻤﺕ ﺍﺴﺘﻌﺭﺕ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ
ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻭﺍﺠﺒﻬﺎ ،ﻭﺸﻬﻭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺯﻴﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺤﺏ ﺍﻟﺸﻬﻭﺍﺕ ﻤﻥ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻁﻴﺭ ﺍﻟﻤﻘﻨﻁﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻟﺨﻴل ﺍﻟﻤﺴﻭّﻤﺔ ﻭﺍﻷﻨﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺭﺙ ﺫﻟﻙ ﻤﺘﺎﻉ
ﻥ ﺍﻟﻤﺌﺎﺏ.(٤)
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﷲ ﻋﻨﺩﻩ ﺤﺴ ُ
ﻗﺎل ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ" :ﻴﻘﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺘﻨﺘﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻓﺄﻤﺎ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺈﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺃﻥ
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ :ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺜﲎ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ ﰲ ﻣﺴﻨﺪﻩ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ ﻟﻠﺘﺮﺍﺙ – ﺩﻣﺸﻖ) ،ﻁ١٤٠٤/١ﻩ=١٩٨٤ﻡ( ﲢﻘﻴﻖ ﺣﺴﲔ )(١
ﺳﻠﻴﻢ ﺃﺳﺪ ،ﺭﻗﻢ ) .(٢٢٩/١٢) (٦٨٣٩ﻭﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﳌﻨﺬﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﺭﻗﻢ ) (٢٢٨-٢٢٧/٣) (٣٧٩٦ﻭﻗﺎﻝ" :ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ
ﻳﻌﻠﻰ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺟﻴﺪ" .ﻭﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻲ ﰲ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ﺑﺎﺏ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻗﻄﻌﻬﺎ ) (١٥١/٨ﻭﻗﺎﻝ" :ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻏﲑ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻦ
ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻄﺎﺣﻲ ﻭﻫﻮ ﺛﻘﺔ".
)ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ.(٢٤ : )(٢
ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ ،ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ).(٣٨/٥ )(٣
)ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.(١٤ : )(٤
ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺘﺄﻤﺭ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺒﻘﻁﻌﻪ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻬﺎﺕ ﻭﺍﻷﺨﻭﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻴﺒﺘﻠﻰ ﺒﺠﻤﻊ
ﺍﻟﻤﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻼل ﻭﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ،ﻭﺃﻤّﺎ ﺍﻟﺒﻨﻭﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻴﻬﻡ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺍﺒﺘﻠﻲ ﺒﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎل ﻷﺠﻠﻬﻡ").(١
)(٢
ﻗﺎل :ﻴﺤﻤل ﺍﻟﺭﺠل ﻭﺫﻜﺭ ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻋﻥ ﻤﺠﺎﻫﺩ ﻗﺎل" :ﺇﻥ ﻤﻥ ﺃﺯﻭﺍﺠﻜﻡ ﻭﺃﻭﻻﺩﻜﻡ ﻋﺩﻭﹰﺍ ﻟﻜﻡ
ﻋﻠﻰ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺃﻭ ﻤﻌﺼﻴﺔ ﺭﺒﻪ).(٣
.٣ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ
ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﺴﺒﺒﹰﺎ ﻟﺘﻭﺜﻴﻕ ﺃﻭﺍﺼﺭ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺒﻴﻥ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺩﺍﻭﺓ ﺇﺫﺍ ﺍﺸﺘﻌﻠﺕ
ﻥ ﻫﺫﺍ
ﻨﺎﺭﻫﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺃﺩﻯ ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻁﻼﻕ ﺍﺒﻨﺔ ﺍﻟﻌﻡ ﺃﻭ ﺍﺒﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺔ ﻓﺈ ّ
ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﺘﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ،ﻭﻴﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻉ.
ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻗﺩﺍﻤﺔ ﻋﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻐﺭﺍﺌﺏ" :ﻭﻷﻨﹼﻪ ﻻ ﺘﺅﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﺍﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﺇﻓﻀﺎﺅﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﻼﻕ ﻓﺈﺫﺍ
ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺒﺘﻪ ﺃﻓﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭ ﺒﺼﻠﺘﻬﺎ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻡ").(٤
ﻭﻗﺩ ﻜﺭﻩ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻜﺄﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﻭﻋﻤﺭ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ –ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻡ -ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺔ
ﻙ ﺃﻥ ﻤﺨﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﻻ ﺘﺴﺘﻠﺯﻡ ﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺒﻴﻥ ﺒﻨﺎﺕ ﻋﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺨﺎﻟﻴﻥ ﺃﻭ
ﻤﺨﺎﻓﺔ ﺍﻟﻀﻐﺎﺌﻥ ،ﻭﻻ ﺸ ّ
ﻋﻤﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﺨﺎﻟﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺎﺕ –ﻏﻴﺭ ﺍﻷﺨﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﻟﺔ -ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ
ﺍﻹﺠﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺠﻭﺍﺯﻩ).(٥
ﻭﺭﻭﻱ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﻗﺭﻴﺒﺘﻬﺎ ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻤﺔ ﺃﻭ ﺒﻨﺕ ﻋﻡ ﺃﻭ ﺨﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺒﻨﺕ ﺨﺎل
ﻋﻥ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺒﻥ ﻁﻠﺤﺔ ،ﻭﻋﻜﺭﻤﺔ ،ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ ،ﻭﻋﻁﺎﺀ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﺤﺴﻥ ،ﻭﺠﺎﺒﺭ ﺒﻥ ﺯﻴﺩ).(٦
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٧٧
ﻭﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻡ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻜﺭﺍﻫﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺫﻜﺭ ﻤﻌﻤﺭ ﻋﻥ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﺒﻨﻲ ﺍﻟﻌﻡ
ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ :ﻗﺎل :ﻤﺎ ﻫﻭ ﺒﺤﺭﺍﻡ ﺇﻥ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻜﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ).(١
.٤ﺍﻟﺒﺨل
ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺘﺅﺩﻯ ﻷﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺼﻠﺔ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺍﺠﺒﺔ ﺒﺎﻟﻤﺎل ﻓﻬﻭ ﻴﻘﺼﺭ
ﻼ ﻭﺤﺭﺼﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺎﻟﻪ.
ﻓﻲ ﺼﻠﺘﻬﻡ ﺒﺨ ﹰ
ﻗﺎل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﺃﺩﻫﻡ)" :(٢ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻭﺍﻟﻁﻤﻊ ﻴﻭﺭﺙ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻭﺍﻟﻭﺭﻉ ،ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻭﺍﻟﻁﻤﻊ
ﺢ
ﻥ ﺍﻟﺸ ّ ﺘﻭﺭﺙ ﺍﻟﻬﻡ ﻭﺍﻟﺠﺯﻉ" ) ،( ٣ﻭﻗﺎل ﺍﻟﻤﺎﻭﺭﺩﻱ)" :(٤ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻭﺍﻟﺸﺢ ﺃﺼﻼ ﻜ ّ
ل ﺫ ّﻡ ﻭﺴﺒﺒﺎ ﻜل ﻟﻭﻡ ،ﻷ ّ
ل ﻓﻀﺎﺌل ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻻﺴﺘﻴﻼﺌﻪ
ﻴﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ،ﻭﻴﺒﻌﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﻕ ،ﻓﺄﻤّﺎ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻓﻴﺴﻠﺏ ﻜ ّ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻴﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﺘﺸﺎﻏﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻴﺒﻌﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻟﻘﻠﺔ ﺘﺤﺭﺯﻩ ﻤﻨﻬﺎ".
)(٥
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻭﻤﻥ ﻴﻭﻕ ﺸﺢ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﺄﻭﻟﺌﻙ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻭﻥ
ﺭﺅﻱ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻋﻭﻑ ﻴﻁﻭﻑ ﺒﺎﻟﺒﻴﺕ ﻭﻴﻘﻭل" :ﺭﺏ ﻗﻨﻲ ﺸﺢ ﻨﻔﺴﻲ ،ﺭﺏ ﻗﻨﻲ ﺸﺢ ﻨﻔﺴﻲ،
ﺭﺏ ﻗﻨﻲ ﺸﺢ ﻨﻔﺴﻲ ،ﻓﻘﻴل ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ،ﻓﻘﺎل :ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻴﺕ ﺸﺢ ﻨﻔﺴﻲ ﻓﻘﺩ ﻭﻗﻴﺕ ﺍﻟﺒﺨل ﻭﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ").(٦
ﻴﺭﺍﺌﻲ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﻌﻀﹰﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺠﻠﺏ ﻷﺭﺤﺎﻤﻪ ،ﻭﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﻔﻬﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻭل
ﺩﻭﻥ ﺼﻠﺘﻬﻡ ﻟﺒﻌﻀﻬﻡ ،ﻭﻴﺘﻔﺭﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺃﻜل ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺭﺍﺙ ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﻁﺎﻟﺒﺕ
ﺒﺤﻘﻭﻗﻬﺎ ﺤﺭﻤﺕ ﻤﻥ ﺃﺭﺤﺎﻤﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺭﺒﻁ ﺍﻟﺯﻴﺎﺭﺓ ﻷﻭﻟﻲ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ
ﻓﻘﻁ.
.٦ﺍﻟﻁﺒﻘﻴﺔ
ﻭﻫﻲ ﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺠﻌل ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻴﺘﻨﺼل ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﻤﻥ ﺫﻭﻱ ﺭﺤﻤﻪ ﻷﻨﹼﻪ ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﻅﻬﺭ ﺒﻤﻅﻬﺭ
ﺁﺨﺭ ،ﻋﻠﻤﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺠﻌل ﺍﻟﺘﻔﺎﻀل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ :ﺇﻥ ﺃﻜﺭﻤﻜﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺃﺘﻘﺎﻜﻡ.(١)
.٧ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺤﺘﻼل ،ﻭﺘﻘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻭﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ
ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺼل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﺴﺏ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻭﻁﺎﻗﺘﻪ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﹼﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﺘﹼﺨﺫ ﺫﺭﻴﻌﺔ ﻟﻠﻘﻁﻴﻌﺔ
ل.
ﻟﻤﻥ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺼﻠﺔ ،ﺃﻭ ﻟﻤﻥ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺃﻥ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻜ ّ
.٨ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﺎﺓ ﻟﻠﻐﺭﺏ ﻭﺘﻘﻠﻴﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ
ﺇﻥ ﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺃﻤﺘﻨﺎ ﺍﻓﺘﺘﻥ ﺒﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﺴﺎﺭ ﻓﻲ ﺭﻜﺒﻬﺎ ،ﻭﺘﺸﺒﺙ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺴﺎﺒﻕ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ
ﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ،ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﺱ ﺒﻌﺎﺩﺍﺘﻬﻡ ﻭﻤﺤﺎﻜﺎﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﻡ ﻤﻊ ﺃﺭﺤﺎﻤﻬﻡ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻬﻡ ﺃﻥ
ﻴﻌﻭﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻜﺘﺎﺏ ﺭﺒﻬﻡ ﻭﻫﺩﻱ ﻨﺒﻴّﻬﻡ.
ﺃﻤّﺎ ﺃﺜﺭ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻼ ﻴﺨﻔﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻫﻲ ﻟﺒﻨﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺘﻐﺭﺱ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺴﻬﻡ ﺍﻟﺘﻼﺤﻡ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺒﻁ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻁﹼﻌﺕ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ
ﺘﻔﻜﻜﺕ ﺍﻷﺴﺭ ﻭﺘﻔﻜﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺃﺼﺒﺢ ﻤﺘﺩﺍﺒﺭﹰﺍ ﻤﺘﺤﺎﺴﺩﹰﺍ ﺘﺴﻭﺩﻩ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻭﻻ ﻴﻘﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﻭﺍﺠﻪ ﺍﻷﻤﺔ ،ﻓﺼﻠﺔ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺼﻭﺹ.
ﻭﺃﺨﻴﺭﹰﺍ ﺃﺴﺄل ﺍﷲ ﺍﻟﺴﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﺭﺸﺎﺩ ﻭﺃﻥ ﻴﻐﻔﺭ ﻟﻲ ﺯﻟﻠﻲ ﻭﺨﻁﺄﻱ ،ﻭﻜ ّل ﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩﻱ ﺇﻨﻪ ﺴﻤﻴﻊ ﻤﺠﻴﺏ.
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ
ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻤﻠﺨﺹ ﻷﻫﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ:
.١ﺘﻌﺩﺩﺕ ﺇﻁﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺭﺤﺎﻡ ،ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺤﺼﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﺭﻡ ،ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٧٩
ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺍﺕ ،ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ؛ "ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺭﻴﺏ ﺍﻷﺜﺭ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ (١
ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٣٨٣) ،ﻫ١٩٦٣/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻁﻨﺎﺤﻲ ﻭﻁﺎﻫﺭ ﺍﻟﺯﺍﻭﻱ.
ﺃﺤﻤﺩ :ﺍﺒﻥ ﺤﻨﺒل؛ "ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ) ،ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻁﺒﻌﺔ ﻭﻻ ﺴﻨﺔ ﻁﺒﻊ(. (٢
ﺍﻷﺼﻔﻬﺎﻨﻲ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺭﺝ؛ "ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ" ،ﻁ ،٢ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﺸﺭﺡ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺴﻤﻴﺭ ﺠﺎﺒﺭ (٣
ﺍﻟﺒﺤﺘﺭﻱ :ﺍﻟﻭﻟﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﻴﺩ ﺍﻟﻁﺎﺌﻲ؛ ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺘﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﻤﺼﺭ١٩٦٣) ،ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺸﺭﺡ (٤
ﻭﺘﻌﻠﻴﻬﻕ ﺤﺴﻥ ﻜﺎﻤل ﺍﻟﺼﻴﺭﻓﻲ.
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل؛ "ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻤﻌﻪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺭﻴﺎﻥ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، (٥
)١٤٠٧ﻫـ١٩٨٧/ﻡ( ،ﺘﺭﻗﻴﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺅﺍﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ.
ﺍﻟﺒﺯﺍﺭ :ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ،ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ؛ "ﻤﺴﻨﺩ ﺍﻟﺒﺯﺍﺭ" ،ﻁ ،١ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ، (٦
)١٤٠٩ﻫـ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻔﻭﻅ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺯﻴﻥ ﺍﷲ.
ﺍﻟﺒﻌﻠﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ،ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ؛ "ﺍﻟﻤﻁﻠﻊ" ،ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ، (٧
)١٤١٠ﻫ١٩٨١/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﺸﻴﺭ ﺍﻷﺩﻟﺒﻲ.
ﺍﻟﺒﻐﺩﺍﺩﻱ :ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ،ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ؛ "ﺘﺎﻟﻲ ﺘﻠﺨﻴﺹ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻪ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﻤﻴﻌﻲ ،ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ١٤١٧) ،ﻫـ(، (٨
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺸﻬﻭﺭ ﺁل ﺴﻠﻤﺎﻥ ،ﻭﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺸﻘﻴﺭﺍﺕ.
ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ :ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ؛ "ﺸﻌﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٤١٠) ،ﻫ) ،ﺘﺤﻘﻴﻕ (٩
ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﺯﻏﻠﻭل.
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٨١
ﺴﻭْﺭَﺓ ،ﺃﺒﻭ ﻋﻴﺴﻰ؛ "ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
(١٠ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻥ َ
)١٤٠٨ﻫ١٩٨٧/ﻡ(.
(١١ﺍﺒﻥ ﺘﻴﻤﻴﺔ :ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻠﻴﻡ؛ "ﺍﻻﺴﺘﻘﺎﻤﺔ" ،ﻁ ،١ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺴﻌﻭﺩ ،ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﺭﺓ١٤٠٣) ،
ﻩ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺭﺸﺎﺩ ﺴﺎﻟﻡ.
(١٢ﺍﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺠﺭﻴﺭ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ؛ "ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ١٤٠٥) ،ﻫ١٩٨٤/ﻡ(.
(١٣ﺤﺎﺠﻲ ﺨﻠﻴﻔﺔ :ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺴﻁﻨﻁﻴﻨﻲ؛ "ﻜﺸﻑ ﺍﻟﻅﻨﻭﻥ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
)١٤١٣ﻫ١٩٩٢/ﻡ(.
(١٤ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺒﻭﺭﻱ؛ "ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻥ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ،
ﺒﻴﺭﻭﺕ١٤١١) ،ﻫ١٩٩٠/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻁﺎ.
(١٥ﺍﺒﻥ ﺤﺒﺎﻥ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺤﺒﺎﻥ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ،ﺃﺒﻭ ﺤﺎﺘﻡ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺍﻟﺒﺴﺘﻲ" ،ﺼﺤﻴﺢ ﺍﺒﻥ ﺤﺒﺎﻥ" ،ﻁ ،٢ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ،
ﺒﻴﺭﻭﺕ١٤١٤) ،ﻫ١٩٩٣/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺸﻌﻴﺏ ﺍﻷﺭﻨﺎﺅﻭﻁ ،ﻭ"ﺍﻟﻤﺠﺭﻭﺤﻴﻥ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻭﻋﻲ ،ﺤﻠﺏ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺯﺍﻴﺩ.
(١٦ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ ،ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻨﻲ؛ "ﺍﻻﺼﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻠﻴل ،ﺒﻴﺭﻭﺕ )(١٤١٢
ﻭ"ﺘﻘﺭﻴﺏ ﺍﻟﺘﻬﺫﻴﺏ" ،ﻁ ،١ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ )١٩٩٦ﻡ( ،ﻭ"ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺒﺸﺭﺡ ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ" ،ﻁ،١
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺭﻴﺎﻥ ﻟﻠﺘﺭﺍﺙ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ١٤٠٧) ،ﻫ١٩٨٦/ﻡ( ،ﺘﺭﻗﻴﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺅﺍﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ.
(١٧ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ؛ "ﻨﻭﺍﺩﺭ ﺍﻷﺼﻭل" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،(١٩٩٢) ،ﺘﺤﻘﻴﻕ
ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻋﻤﻴﺭﺓ.
(١٨ﺍﻟﺤﻠﻴﻤﻲ :ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ؛ "ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﻓﻲ ﺸﻌﺏ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ،
)١٣٩٩ﻫ١٩٧٩/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺤﻠﻤﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﻭﺩﺓ.
(١٩ﺍﺒﻥ ﺨﺯﻴﻤﺔ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺒﻭﺭﻱ؛ "ﺼﺤﻴﺢ ﺍﺒﻥ ﺨﺯﻴﻤﺔ" ،ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
)١٣٩٠ﻫ١٩٧٠/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻷﻋﻅﻤﻲ.
(٢٠ﺍﻟﺩﺍﺭﻤﻲ :ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ،ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ؛ "ﺴﻨﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭﻤﻲ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
)١٤٠٧ﻫ) ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻭﺍﺯ ﺃﺤﻤﺩ ﻭﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺴﺒﻊ.
(٢١ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ :ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺍﻷﺸﻌﺙ ﺍﻟﺴﺠﺴﺘﺎﻨﻲ؛ "ﺴﻨﻥ ﺃﺒﻲ ﺩﺍﻭﺩ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﺒﺩ
ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ.
(٢٢ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ :ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ،ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ؛ "ﻤﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ" ،ﻁ ،١ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ،
)١٤١١ﻫ١٩٩٠/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺠﺩﻱ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ.
(٢٣ﺍﻟﺩﻴﻠﻤﻲ :ﺸﻴﺭﻭﻴﻪ ﺒﻥ ﺸﻬﺭﺩﺍﺭ؛ "ﺍﻟﻔﺭﺩﻭﺱ ﺒﻤﺄﺜﻭﺭ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٩٨٦) ،ﻡ(،
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﺒﺴﻴﻭﻨﻲ ﺯﻏﻠﻭل.
(٢٤ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ؛ "ﺴﻴﺭ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ" ،ﻁ ،٩ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٤١٣) ،ﻫ) ،ﺘﺤﻘﻴﻕ
ﺸﻌﻴﺏ ﺍﻷﺭﻨﺎﺅﻭﻁ .ﻭﻤﺤﻤﺩ ﻨﻌﻴﻡ ﺍﻟﻌﺭﻗﺴﻭﺴﻲ؛ ﻭ"ﺍﻟﻜﺒﺎﺌﺭ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺩﻭﺓ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ) ،ﻟﻡ ﺘﺫﻜﺭ ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﻭﻻ
ﺴﻨﺔ ﺍﻟﻁﺒﻊ( .ﻭ"ﻤﻴﺯﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍل ﻓﻲ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺭﺠﺎل" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٩٩٥) ،ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﻠﻲ
ﻤﻌﻭﺽ ﻭﻋﺎﺩل ﺃﺤﻤﺩ.
(٢٥ﺍﺒﻥ ﺭﺍﻫﻭﻴﺔ :ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺒﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﻤﺨﻠﺩ؛ "ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ" ،ﻁ ،١ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﺭﺓ١٩٩٥) ،ﻡ(،
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻐﻔﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺒﻠﻭﺸﻲ.
(٢٦ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ :ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ؛ "ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ ﻋﻥ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﻭﻋﻴﻭﻥ ﺍﻷﻗﺎﻭﻴل ﻓﻲ ﻭﺠﻭﻩ ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل" ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ .ﻭ"ﺍﻟﻔﺎﺌﻕ ﻓﻲ ﻏﺭﻴﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ" ،ﻁ ،٢ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻱ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ
ﺍﻟﻔﻀل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ.
(٢٧ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ؛ "ﺍﻟﺩﻴﺒﺎﺝ،ﻋﻠﻰ ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﻔﺎﻥ ،ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ،
)١٤١٦ﻫ١٩٩٦/ﻡ(.
(٢٨ﺍﻟﺸﺭﻭﺍﻨﻲ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ؛ "ﺤﻭﺍﺸﻲ ﺍﻟﺸﺭﻭﺍﻨﻲ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
(٢٩ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ؛ "ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻓﻨﹼﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﻴﺔ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ" ،ﻁ،٢
ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺒﺎﺒﻲ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ،ﻤﺼﺭ١٣٨٣) ،ﻫ١٩٦٤/ﻡ( ،ﻭ" :ﻨﻴل ﺍﻷﻭﻁﺎﺭ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻠﻴل ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٩٧٣) ،ﻡ(.
(٣٠ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺸﻴﺒﺔ :ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﻜﻭﻓﻲ؛ "ﻤﺼﻨﻑ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺸﻴﺒﺔ" ،ﻁ ،١ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺭﺸﻴﺩ ،ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ،
)١٤٠٩ﻫ) ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻜﻤﺎل ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﺤﻭﺕ.
(٣١ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻨﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل؛ "ﺴﺒل ﺍﻟﺴﻼﻡ" ،ﻁ ،٤ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٣٧٩) ،ﻩ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ
ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺨﻭﻟﻲ.
(٣٢ﺍﻟﺼﻴﺩﺍﻭﻱ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ" ،ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺸﻴﻭﺥ" ،ﻁ ،١ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ،
)١٤٠٥ﻫ) ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺩ .ﻋﻤﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻨﺩﻭﻱ.
(٣٣ﺍﺒﻥ ﻀﻭﻴﺎﻥ :ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ" ،ﻤﻨﺎﺭ ﺍﻟﺴﺒﻴل" ،ﻁ ،٢ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ١٤٠٥) ،ﻫ) ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺼﺎﻡ
ﻗﻠﻌﺠﻲ.
(٣٤ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ،ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ؛ "ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ" ،ﻁ ،١ﻤﻜﺘﺒﺔ
ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﻤﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺭﻤﺔ ) ١٤١٠ﻫـ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺩﻫﻴﺵ.
(٣٥ﺍﻟﻁﺒﺭﺍﻨﻲ :ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ؛ "ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﻭﺴﻁ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﻤﻴﻥ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ١٤١٥) ،ﻫـ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻁﺎﺭﻕ ﺒﻥ
ﻋﻭﺽ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﻭﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺤﺴﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ .ﻭ"ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ" ،ﻁ ،٢ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ ،ﺍﻟﻤﻭﺼل،
)١٤٠٤ﻫ١٩٨٣/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺤﻤﺩﻱ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ.
(٣٦ﺍﻟﻁﻴﺒﻲ :ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ؛ "ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻁﻴﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﻜﺎﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻜﺎﺸﻑ ﻋﻥ ﺤﻘﺎﺌﻕ
ﺍﻟﺴﻨﻥ" ،ﻁ ،١ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻨﺯﺍﺭ ﺍﻟﺒﺎﺯ ،ﻤﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺭﻤﺔ )١٩٩٧ﻡ( ﺘﺤﻘﻴﻕ :ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺍﻟﻬﻨﺩﺍﻭﻱ.
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ
ﳏﺴﻦ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ٤٨٣
(٣٧ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺒﺩﻴﻥ :ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻤﻴﻥ؛ "ﺤﺎﺸﻴﺔ ﺭﺩ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ" ،ﻁ ،٢ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٣٨٦) ،ﻫـ(
(٣٨ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺭ :ﻴﻭﺴﻑ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ،ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭ؛ "ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻁﺄ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺍﻷﺴﺎﻨﻴﺩ" ،ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻋﻤﻭﻡ
ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ،ﺴﻨﺔ ) ،(١٣٨٧ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ
ﺍﻟﺒﻜﺭﻱ.
(٣٩ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ :ﺍﺒﻥ ﻫﻤﺎﻡ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﻨﻲ ،ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ؛ "ﻤﺼﻨﻑ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ" ،ﻁ ،٢ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
)١٤٠٣ﻫـ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺤﺒﻴﺏ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻷﻋﻅﻤﻲ.
(٤٠ﺍﻟﻌﺠﻠﻭﻨﻲ :ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ؛ "ﻜﺸﻑ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ ﻭﻤﺯﻴل ﺍﻹﻟﺒﺎﺱ" ،ﻁ ،٤ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٤٠٥) ،ﻫ)،
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻜﻼﺵ.
(٤١ﺍﺒﻥ ﻋﺩﻱ :ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻋﺩﻱ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ؛ "ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﻀﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﺭﺠﺎل" ،ﻁ ،٣ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
)١٤٠٩ﻫ١٩٨٨/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻴﺤﻴﻰ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﻏﺯﺍﻭﻱ.
(٤٢ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺃﺒﺎﺩﻱ :ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻁﻴﺏ ﻤﺤﻤﺩ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺤﻕ؛ "ﻋﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﺒﻭﺩ" ،ﻁ ،٢ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٤١٥) ،ﻫ).
(٤٣ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻲ :ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻤﻭﺴﻰ؛ "ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
)١٤٠٤ﻫ١٩٨٤/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻌﻁﻲ ﻗﻠﻌﺠﻲ.
(٤٤ﺃﺒﻭ ﻋﻭﺍﻨﺔ :ﻴﻌﻘﻭﺏ ﺒﻥ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺍﻹﺴﻔﺭﺍﺌﻴﻨﻲ؛ "ﻤﺴﻨﺩ ﺃﺒﻲ ﻋﻭﺍﻨﺔ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٩٩٨) ،ﻡ(،
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻴﻤﻥ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻟﺩﻤﺸﻘﻲ.
(٤٥ﺍﺒﻥ ﻓﻭﺭﻙ ،ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﻓﻭﺭﻙ" ،ﻤﺸﻜل ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﺒﻴﺎﻨﻪ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ) ،ﻁ –
١٩٨٠ﻡ (
(٤٦ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ :ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺴﻠﻡ ،ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺩﻴﻨﻭﺭﻱ" ،ﺘﺄﻭﻴل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
)١٣٩٣ﻫ١٩٧٢/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﺯﻫﺩﻱ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ.
(٤٧ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ ،ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺴﻠﻡ ،ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ؛ "ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ١٩٩٤) ،ﻡ(
(٤٨ﺍﺒﻥ ﻗﺩﺍﻤﺔ :ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﻲ؛ "ﻋﻤﺩﺓ ﺍﻟﻔﻘﻪ" ،ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺤﺭﻤﻴﻥ ،ﺍﻟﻁﺎﺌﻑ ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺴﻔﺭ ﺍﻟﻌﺒﺩﻟﻲ،
ﻭﻤﺤﻤﺩ ﺩﻏﻠﻴﺏ .ﻭﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
(٤٩ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ :ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ؛ "ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ" ،ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺒﻴﺭﻭﺕ،
)١٤٠٥ﻫ١٩٨٥/ﻡ(.
(٥٠ﺍﻟﻘﻀﺎﻋﻲ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺴﻼﻤﺔ ﺒﻥ ﺠﻌﻔﺭ؛ "ﻤﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ" ،ﻁ ،٢ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
)١٤٠٧ﻫ١٩٨٦/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺤﻤﺩﻱ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ.
(٥١ﺍﺒﻥ ﻜﺜﻴﺭ :ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ" ،ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٣٨٨) ،ﻫ١٩٦٩/ﻡ(.
(٥٢ﻜﻌﺏ :ﺒﻥ ﺯﻫﻴﺭ؛ "ﺩﻴﻭﺍﻥ ﻜﻌﺏ ﺒﻥ ﺯﻫﻴﺭ" ،ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﺒﻲ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺴﻜﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
(٥٣ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺍﻟﻘﺯﻭﻴﻨﻲ ،ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ؛ "ﺴﻨﻥ ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺘﺭﻗﻴﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺅﺍﺩ ﻋﺒﺩ
ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ.
(٥٤ﻤﺎﻟﻙ :ﺍﺒﻥ ﺃﻨﺱ؛ "ﺍﻟﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ" ،ﺩﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ .ﻭ"ﺍﻟﻤﻭﻁﺄ" ،ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻤﺼﺭ،
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺅﺍﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ.
(٥٥ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻜﻔﻭﺭﻱ :ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ؛ "ﺘﺤﻔﺔ ﺍﻷﺤﻭﺫﻱ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ.
(٥٦ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻠﻲ :ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﻀﺒﻲ؛ "ﺃﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻠﻲ" ،ﻁ ،١ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ،ﻋﻤﺎﻥ،
ﺍﻟﺩﻤﺎﻡ١٤١٢) ،ﻫـ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﻘﻴﺴﻲ.
(٥٧ﻤﺴﻠﻡ :ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺍﻟﻘﺸﻴﺭﻱ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ؛ "ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ ﺒﺸﺭﺡ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ" ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻤﻨﺎﻫل ﺍﻟﻌﺭﻓﺎﻥ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ،
)ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻁﺒﻌﺔ ﻭﻻ ﺴﻨﺔ ﻁﺒﻊ(.
(٥٨ﻤﻌﻤﺭ :ﺍﺒﻥ ﺭﺍﺸﺩ ﺍﻷﺯﺩﻱ؛ "ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ" ،ﻁ ،٢ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٤٠٣) ،ﻫ) ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺤﺒﻴﺏ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ
ﺍﻷﻋﻅﻤﻲ.
(٥٩ﺍﺒﻥ ﻤﻔﻠﺢ :ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩﺍﻥ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ؛ "ﺍﻟﻤﺒﺩﻉ" ،ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٤٠٠) ،ﻫـ(.
(٦٠ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺅﻭﻑ؛ "ﻓﻴﺽ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ" ،ﻁ ،١ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻤﺼﺭ١٣٥٦) ،ﻫـ (.
(٦١ﺍﻟﻤﻨﺫﺭﻱ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﻭﻱ؛ "ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﻭﺍﻟﺘﺭﻫﻴﺏ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٤١٧) ،ﻩ(
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ.
(٦٢ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ :ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﻜﺭﻡ" ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ١٤١٠) ،ﻫ١٩٩٠/ﻡ(.
(٦٣ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ :ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﺸﺭﻑ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺃﺒﻭ ﺯﻜﺭﻴﺎ" ،ﺸﺭﺡ ﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﻠﻡ" ،ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻤﻨﺎﻫل ﺍﻟﻌﺭﻓﺎﻥ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ) ،ﻻ
ﺘﻭﺠﺩ ﻁﺒﻌﺔ ﻭﻻ ﺴﻨﺔ ﻁﺒﻊ(.
(٦٤ﻫﻨﺎﺩ :ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺴﺭﻱ ﺍﻟﻜﻭﻓﻲ؛ "ﺍﻟﺯﻫﺩ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ١٤٠٦) ،ﻫ) ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺒﺩ
ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ.
(٦٥ﺍﻟﻬﻴﺜﻤﻲ :ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ؛ "ﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﺯﻭﺍﺌﺩ ﻭﻤﻨﺒﻊ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ" ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺭﻴﺎﻥ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ١٤٠٧) ،ﻫ).
(٦٦ﺃﺒﻭ ﻴﻌﻠﻰ :ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﺜﻨﻰ ﺍﻟﻤﻭﺼﻠﻲ؛ "ﻤﺴﻨﺩ ﺃﺒﻲ ﻴﻌﻠﻰ" ،ﻁ ،١ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﻥ ﻟﻠﺘﺭﺍﺙ ،ﺩﻤﺸﻕ،
)١٤٠٤ﻫ١٩٨٤/ﻡ( ،ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺤﺴﻴﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﺃﺴﺩ.
ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻸﲝﺎﺙ) ،ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ( ،ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ٢٠٠٣ ،(٢) ١٧ـــــــــــــــــــــــــ