Emad Abdul Latif د. عماد عبد اللطيف
د. عماد عبد اللطيف
أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب. يعمل في قسم اللغة العربية بجامعة قطر. مؤسس حقل معرفي هو "بلاغة الجمهور"، المعني بدراسة الاستجابات البليغة للجمهور. تسعى أعماله لترسيخ مقاربة نقدية للخطاب السياسي العربي، وتطوير البلاغة العربية، من أعماله.:
1) لماذا يصفق المصريون؟ بلاغة التلاعب بالجماهير في السياسة والفن. (2009). دار العين، القاهرة.
2) استراتيجيات الإقناع والتأثير في الخطاب السياسي. (2012). الهيئة العامة للكتاب، القاهرة.
3) البلاغة والتواصل عبر الثقافات. (2012). الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة.
4) بلاغة الحرية: معارك الخطاب السياسي في زمن الثورة. (2012). دار التنوير، بيروت-تونس-القاهرة.
5) تحليل الخطاب البلاغي: (2014). دراسة في تشكل المفاهيم والوظائف، دار كنوز المعرفة، الأردن.
6) عبد اللطيف، عماد. (2020). البلاغة العربية الجديدة: مسارات ومقاربات. دار كنوز المعرفة، عمّان.
7) عبد اللطيف، عماد. (2020). تحليل الخطاب السياسي: البلاغة، السلطة، المقاومة. دار كنوز المعرفة، عمّان.
عماد عبد اللطيف
من أهم الإسهامات التي سعى الباحث لتقديمها للدرس البلاغي العربي:
1. تقديم توجه معرفي جديد في الدراسة البلاغية هو "بلاغة الجمهور/المخاطَب".
2. المساهمة في ربط البلاغة العربية بخطابات الحياة اليومية، وتقديم دراسات معمّقة حولها.
3. استكشاف مجالات غير مطروقة في البحث البلاغي مثل دراسة استجابات الجمهور، ، والبلاغة عبر الثقافات، والتأثير الأفلاطوني في البلاغة العربية.
4. توفير ذخيرة كبيرة من البحوث العربية في البلاغة السياسية.
5. المساهمة في توفير المصادر والمراجع الأجنبية الأساسية في البلاغة العربية وتحليل الخطاب للقارئ العربي بواسطة الترجمة والمراجعة النقدية.
6. محاولة إعادة كتابة تاريخ البلاغة، عبر تبئير بلاغات مهمّشة.
Dr. Emad Abdul-Latif (Emad Abdul Latif or Emad Abdel Latif) is a professor at Qatar University. He studied Arabic rhetoric and political discourse analysis at Cairo University (Egypt) and Lancaster University (England). He published six monographs in Arabic: Why do Egyptians applaud? 2009; Strategies of Persuasion and Effect in the Arab Political Discourse, 2012; Rhetoric and Cross-cultural Communication, 2012; The Rhetoric of Liberation, 2013; Analyzing Rhetorical Discourse, 2014; Political Speeches in Modern Times, 2015. His Against Rhetoric (2017) is an edited book tackles the influence of Plato’s works on Arabic rhetoric. His list of articles and chapters published in English includes; interdiscursivity between political and religious discourses in a speech by Sadat: Combining CDA and addressee rhetoric, Johan Benjamins, 2011; The Oralization of Writing: Argumentation, profanity and literacy in cyberspace, Brill, 2017; and Arab Political Discourse, Routledge, 2018. He wrote several entries to Oxford Dictionary of African Biography and The third edition of Encyclopedia of Islam. He co-translated many works into Arabic including The Oxford Encyclopedia of Rhetoric.
Supervisors: أ.د.عبد الحكيم راضي, Veronika Koller, and Paul Chilton
Address: قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة قطر
أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب. يعمل في قسم اللغة العربية بجامعة قطر. مؤسس حقل معرفي هو "بلاغة الجمهور"، المعني بدراسة الاستجابات البليغة للجمهور. تسعى أعماله لترسيخ مقاربة نقدية للخطاب السياسي العربي، وتطوير البلاغة العربية، من أعماله.:
1) لماذا يصفق المصريون؟ بلاغة التلاعب بالجماهير في السياسة والفن. (2009). دار العين، القاهرة.
2) استراتيجيات الإقناع والتأثير في الخطاب السياسي. (2012). الهيئة العامة للكتاب، القاهرة.
3) البلاغة والتواصل عبر الثقافات. (2012). الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة.
4) بلاغة الحرية: معارك الخطاب السياسي في زمن الثورة. (2012). دار التنوير، بيروت-تونس-القاهرة.
5) تحليل الخطاب البلاغي: (2014). دراسة في تشكل المفاهيم والوظائف، دار كنوز المعرفة، الأردن.
6) عبد اللطيف، عماد. (2020). البلاغة العربية الجديدة: مسارات ومقاربات. دار كنوز المعرفة، عمّان.
7) عبد اللطيف، عماد. (2020). تحليل الخطاب السياسي: البلاغة، السلطة، المقاومة. دار كنوز المعرفة، عمّان.
عماد عبد اللطيف
من أهم الإسهامات التي سعى الباحث لتقديمها للدرس البلاغي العربي:
1. تقديم توجه معرفي جديد في الدراسة البلاغية هو "بلاغة الجمهور/المخاطَب".
2. المساهمة في ربط البلاغة العربية بخطابات الحياة اليومية، وتقديم دراسات معمّقة حولها.
3. استكشاف مجالات غير مطروقة في البحث البلاغي مثل دراسة استجابات الجمهور، ، والبلاغة عبر الثقافات، والتأثير الأفلاطوني في البلاغة العربية.
4. توفير ذخيرة كبيرة من البحوث العربية في البلاغة السياسية.
5. المساهمة في توفير المصادر والمراجع الأجنبية الأساسية في البلاغة العربية وتحليل الخطاب للقارئ العربي بواسطة الترجمة والمراجعة النقدية.
6. محاولة إعادة كتابة تاريخ البلاغة، عبر تبئير بلاغات مهمّشة.
Dr. Emad Abdul-Latif (Emad Abdul Latif or Emad Abdel Latif) is a professor at Qatar University. He studied Arabic rhetoric and political discourse analysis at Cairo University (Egypt) and Lancaster University (England). He published six monographs in Arabic: Why do Egyptians applaud? 2009; Strategies of Persuasion and Effect in the Arab Political Discourse, 2012; Rhetoric and Cross-cultural Communication, 2012; The Rhetoric of Liberation, 2013; Analyzing Rhetorical Discourse, 2014; Political Speeches in Modern Times, 2015. His Against Rhetoric (2017) is an edited book tackles the influence of Plato’s works on Arabic rhetoric. His list of articles and chapters published in English includes; interdiscursivity between political and religious discourses in a speech by Sadat: Combining CDA and addressee rhetoric, Johan Benjamins, 2011; The Oralization of Writing: Argumentation, profanity and literacy in cyberspace, Brill, 2017; and Arab Political Discourse, Routledge, 2018. He wrote several entries to Oxford Dictionary of African Biography and The third edition of Encyclopedia of Islam. He co-translated many works into Arabic including The Oxford Encyclopedia of Rhetoric.
Supervisors: أ.د.عبد الحكيم راضي, Veronika Koller, and Paul Chilton
Address: قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة قطر
less
InterestsView All (28)
Uploads
Videos by Emad Abdul Latif د. عماد عبد اللطيف
كتب مؤلفة في البلاغة وتحليل الخطاب by Emad Abdul Latif د. عماد عبد اللطيف
اللسانيات النصية وتحليل الخطاب، وكلية التربية الآساسية بجامعة المثنى بالعراق، يقض ي
بنشر أبحاثٍ قيّمة متخصصة كانت موضوعا لمؤتمر علمي افتراض ي بعنوان؛ "بلاغة الجمهور ؛
العلوم الإنسانية في عصر استجابات الجماهير"، و إيمانا منا بأهمية البحوث التي قدّمت في هذا
المؤتمر، أبت هيئة تحرير المجلة – وبعد طلب من رئيسه - إلا أن تتطوع لنشرها في عدد خاص،
فحظيت جميع المقالات بالمراجعة العلمية المتخصصة مستعينة بكوادر علمية جادة لم تدخر
جهدا منذ أن وصلتها المقالات للتقييم والتصويب والتوجيه، فالشكر كل الشكر لمن ساعدنا على
نشر هذا العدد متمنين أن تطوّر هذه الجهود مستقبلا في سبيل رقيّ البحث العلمي في
الجامعات العربية".
من كلمة أ.د. أحلام بن الشيخ، رئيس تحرير مجلة العلامة، في افتتاحية العدد الخاص ببلاغة الجمهور.
1. دراسة الإسهامات البلاغيّة للثقافات والحضارات السابقة على اليونان القديمة.
2. توجيه الاهتمام إلى إسهامات يونانية ورومانية بلاغيّة مهمّشة؛ بسبب هيمنة أرسطو على التصورات العربية للبلاغة الغربية الكلاسيكية؛ مثل إسهامات أفلاطون، وكينتليان، وشيشرون وغيرهم.
3. الإسهام في كتابة تاريخ العلاقة بين البلاغة العربيّة والبلاغات المشرقية وثيقة الصلة؛ لا سيَّما البلاغات الهندية والفارسية والسريانية والتركية.
4. إعادة النظر في تاريخ البلاغة العربيّة في العصر الحديث، وفحص محاولات تجديد البلاغة العربيّة في القرن التاسع عشر، لا سيَّما تبئير الجهود الشامية في هذا المجال.
5. المشاركة في توجيه جزء من اهتمام مؤرخي البلاغة إلى الأبعاد التدريسية، والمهاريّة لعلم البلاغة.
يسعى هذا القسم إلى سد بعض فجوات تاريخ البلاغة. ففيما يتعلق بإعادة النظر في علم البلاغة بوصفه علمًا عالميّا، أقدم مدخلًا موجزًا إلى البلاغات غير اليونانية؛ لا سيَّما البلاغة المصرية القديمة، والبلاغة الهندية، والبلاغة الصينية. أما فيما يتعلق بتمحور دراسات الأثر اليوناني في البلاغة العربيّة حول أعمال أرسطو فقد تتبعتُ أثر أفلاطون في البلاغة العربيّة القديمة والمعاصرة ، وآفاق الإفادة من البلاغة الأفلاطونية مستقبلًا. كما سعيتُ إلى فحص الإسهامات العربية لإنتاج بلاغة جديدة منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن الحادي والعشرين.
ينطلق هذا القسم من فرضيّة أنّ إعادة قراءة تاريخ البلاغة تُعدُّ المدخل الرئيس لتأسيس "بلاغة جديدة"، سواء على مستوى إنتاج الكلام البليغ، أم دراسته، أم تدريسه. وأحاج في هذا القسم بأن إدراك ما "كانت" عليه البلاغة، يُحدد بشكل كبير ما الذي يجب أن "تكونه" في المستقبل. وعلى سبيل المثال، فإن التعرُّف إلى بلاغات أخرى مغايرة للبلاغة اليونانية يُعدّ مدخلًا مهمًا لإثراء تصورنا لما هو بلاغي، ولكيفية تحقيقه، ودراسته. وسنرى كيف أن بعض الأفكار البلاغيّة التي تنتمي إلى البلاغتين الصينية أو الهندية قد تكون أنجع في تأسيس تواصل كفء وفعال في ثقافتنا العربيّة، مقارنة بمقاربة أرسطو للحجاج في كتاب الخطابة، وتطويراتها في خطابة بيرلمان الجديدة. وبناءً على ذلك، فإنه ليس من المبالغة في شيء القول إن إعادة كتابة تاريخ البلاغة يُعيد على نحو جذري تصورنا لما يمكن أن تكون عليه البلاغة الجديدة؛ سواء اتصل الأمر بتاريخ البلاغة العالميَّة أم العربيّة. لقد برهنت تجارب تجديد البلاغة العربية والغربيّة معًا أن إعادة النظر في منجزات الماضي هي البوابة الرئيسة لتأسيس بلاغات جديدة، شريطة أن تكون رؤيتنا للماضي موجّهة بفهم عميق لاحتياجات المستقبل، وآمل أن يكون ذلك قد تحقق في القسم الأول من هذا الكتاب.
يقدم هذا القسم مسارات مشروع طموح لإعادة كتابة تاريخ علم البلاغة، متحركًا بين غايتين هما تجديد الإدراك المعاصر للتراث، ودراسة تراث التجديد البلاغي الذي قدمته المشاريع العربية خلال العصر الحديث. يتألف القسم من ستة فصول؛ أربعة منها تُعنى بتجديد التراث، واثنين يُعنيان بتراث التجديد. يقدم الأول مدخلًا إلى دراسة البلاغة القديمة خارج المركزية اليونانية، مُركّزًا تحديدًا على البلاغة في حضارات مصر، والصين، والهند القديمة، والمجتمعات الأصلية في أمريكا الشمالية. يحاول الفصل الثاني خلخلة علاقة أخرى بين المركز والهامش، لكنه يتحرك هذه المرة داخل إطار البلاغة اليونانية ذاتها؛ إذ يسعى إلى مساءلة الهيمنة الأرسطية على البلاغة العربيّة "المعضودة بالفلسفة"، وعلوم الأوائل. يستكشف الفصل الثاني تحديدًا الإسهام الأفلاطوني في البلاغة، وأثره في البلاغة العربيّة قديمًا، وضرورته للبلاغة العربيّة الحديثة. ويواصل الفصل الثالث تبئير بلاغة أفلاطون المهمّشة عربيًا؛ عبر تتبع موقفه من البلاغة من خلال محاورتين شهيرتين؛ هما جورجياس، وفيدروس؛ بهدف استخلاص العوامل المؤثرة في صياغة هذا الموقف، ونقدها، وفحص أثر التصور الأفلاطوني للبلاغة على البلاغة الغربية، والبلاغة العربية المعاصرة.
يتحرك الفصل الرابع في اتجاه مغاير؛ إذ يتجاوز تقديم مقترحات لتاريخ بلاغي جديد إلى تقديم محاولة لعصرنة البلاغة القديمة نفسها؛ متخذًا من مفهوم أركان البلاغة canon of rhetoric الشهير موضوعًا له، مستكشفًا كيف يمكن تطويره، وتعديله؛ كي يتيح معالجة الخطابة المرئية المعاصرة. ويقدم الفصل الخامس إطلالةً غير تقليديّة على جذور البلاغة العربيّة الحديثة، يربط فيها تطور علم البلاغة بالظروف المجتمعية والحضارية التي عاشها العالم العربي منذ مطلع عصر النهضة. وأخيرًا يأتي الفصل السادس ليفحص علل نشوء مشاريع تجديد البلاغة وازدهارها وانهيارها في العالم العربي، متخذًا من مشروع تجديد البلاغة عند أمين الخولي حالة للدراسة.
خلال مسيرتها تعرضت بلاغة الجمهور للمُساءلة بشأن خصوصيتها، وصلتها بالحقول المعنية بدراسة الجمهور. ويختص الفصل الثالث عشر برسم خريطة معرفية توضح استقلال بلاغة الجمهور عن الحقول المعرفية الأخرى المعنية بدراسة الجمهور؛ لا سيَّما نظريات القراءة والتلقي ونقد استجابة القارئ، ودراسات التواصل، والدراسات البلاغية القديمة والحديثة. تتضمن هذه الخريطة مساحات التقاطع والتمايز بين هذه الحقول، مبرهنة على مشروعية استقلالها بحقول معرفية؛ استنادًا إلى خصوصية الأسئلة البحثية، ومادة الدراسة، ووظائف العلم.
يقوم الفصل الرابع عشر بدور الجسر بين المقالات النظرية الثلاث السابقة عليه، والمقالات الثلاث التطبيقية التالية له. يقدِّم الفصل معالجة للمشكلات التي تواجه دراسة خطابات الربيع العربي بوصفه مادة لبلاغة الجمهور، ويواصل تقديم توضيحات بشأن جدوى دراسة خطابات جماهير الربيع العربي، وضرورتها.
تحلل الفصول الثلاث الأخيرة من هذا القسم خطابات الجمهور في ثلاثة فضاءات مختلفة؛ الأول ملاعب كرة القدم، والثاني ساحة تعليقات الجمهور على اليوتيوب، والثالث استجابات الفاعلين على الفيسبوك. يعالج الفصل الخامس عشر أناشيد الملاعب الكروية، تطبيقًا على نشيد "في بلادي ظلموني". في حين يدرس الفصل السادس عشر تعليقات الجمهور على بث مرئي لمناظرة السيد عمرو موسى، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، في مناظرتهما في الانتخابات التمهيدية للرئاسة المصرية عام 2012، مركزًا على ظاهرة لغوية تتغلغل في فضاءات التواصل العمومي هي ظاهرة البذاءة. وأخيرًا يعالج الفصل السابع عشر الاستجابات اللغوية وغير اللغوية للجمهور على تعليقات الفيسبوك، من منظور الاستجابة البليغة.
The book consists of two sections: theory and analysis. In the first section, the author dedicates chapter 1 to undertaking a wide-range review of Political Discourse Analysis (PDA) in Western and Arab contexts via describing its approaches and methodologies through the past half-century. The review also explains the interactions between PDA and other fields such as Rhetoric, Communication Studies, Political Science, and Linguistics. Chapter 2 gives a coherent account of one of the most influential trends in studying political discourse, namely Critical Discourse Analysis. Chapter 3 includes an elaborate critical review of the Arabic studies on political speech. While chapter 4 rebuilds
The last two chapters in the theoretical section emphasize the importance of philosophical and literary perspectives in understanding the political discursive phenomena. Chapter 4 takes a fresh look at Herbert Marcuse's philosophical critique of political language, whereas chapter 5 focuses on George Orwell's contribution to the critique of the language of dictatorship through theorizing about the mechanisms of producing tyranny and manipulative discourses, as Orwell portrayed them in his two famous novels The Animal Farm and 1984, and his famous essay “English and The Language of Politics”.
In the second section, the author proposes, in chapter 6, an approach to analyzing political discourse aiming at providing a systematic analytical framework that can be adopted and used for students’ own research. This approach involves analysis processes, stages, procedures, concepts, and terminology that cover different dimensions of the rhetorical event: its production and formation, its performance and circulation, its distribution and reception, and the responses to it.
Chapter 7 explores how political discourse can guide the behavior of the masses in critical moments. It tests the hypothesis that the rhetorical construction and performance of Nasser’s stepping-down statement – which is announced in the aftermath of the Egyptian Army’s defeat in the Six-Day War on June 5, 1967 – influenced the mass responses that followed its delivery.
Chapter 8 attempts to give a convincing answer to a question: Why did Mubarak's series of speeches fail in preserving his legitimacy, in a moment of stormy defiance (in January 2011), whereas Nasser’s statement succeeded (in June 1967)? The chapter analyzes the mechanisms of Mubarak’s presidential discourse in its struggle with the revolution's discourse.
Chapter 9 examines the phenomenon of blending religious and political discourses in contemporary Arab political discourse. It suggests a methodology for analyzing intertextuality in discourse through five stages: text analysis; context analysis; receptivity analysis; response analysis; and the characteristics of concerted speeches.
Through dealing with a distinctly different corpus, chapter 10 analyzes four Arabic novels that discuss civil wars, occupation, military defeats, and racism. The chapter investigates the methods of rhetorical resistance, by which the literary marginalized characters challenge oppression.
Analyzing Political Discourse: Rhetoric, Power, and Resistance is essential reading for researchers, upper undergraduate and postgraduate students of political discourse analysis, within Arabic language, linguistics, communication studies, politics and other social sciences.
How to cite the book
In Arabic:
(APA): عبد اللطيف، عماد (2020)، تحليل الخطاب السياسي: البلاغة، السلطة، المقاومة (ط. 1)، دار كنوز المعرفة، الأردن.
(Chicago): عبد اللطيف، عماد، تحليل الخطاب السياسي: البلاغة، السلطة، المقاومة (ط. 1)، الأردن: دار كنوز المعرفة، (2020).
In English:
(APA): Abdul-Latif, Emad (2020). Taḥlīl al-Khiṭāb al-Siyāsī: al-Balāghah, al-Sulṭah, al-Muqāwamah (Analyzing Political Discourse: Rhetoric, Power, and Resistance), (1st edition), Dar Kunūz al-Maʿrifah, Jordan.
(Chicago): Abdul-Latif, Emad. Taḥlīl al-Khiṭāb al-Siyāsī: al-Balāghah, al-Sulṭah, al-Muqāwamah (Analyzing Political Discourse: Rhetoric, Power, and Resistance), (1st edition), Jordan: Dar Kunūz al-Maʿrifah, (2020).
The book in online stores
https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb335941-328145&search=books
https://jamalon.com/ar/1037137.html
يتألف الكتاب من 400 صفحة، ويتكون من ثلاثة متون؛ حكائي، ونظري، وتحليلي. يشكّل المتن الحكائي مفتتح التنظير وخاتمة التحليل؛ لذا أطلقتُ عليه حكايات ما قبل التنظير، وحكايات ما بعد التحليل. ويشتمل المتنان النظري والتطبيقي على أحد عشر فصلاً، خمسة نظرية، وستة تطبيقية.
يُعرّف الفصل الأول من المتن النظري بحقل تحليل الخطاب السياسي في السياقين الغربي والعربي، مركّزًا على أهم المناهج التي اشتغلتْ فيه على مدار نصف القرن الماضي، ومساحات التقاطع بينه وبين حقول معرفية وثيقة الصلة به، وبخاصة البلاغة، ودراسات التواصل، والعلوم السياسيّة، وفروع اللسانيات؛ مثل التداولية، والدلالة، والمعجم.
يقدم الفصل الثاني إطلالة موجزة على أحد أهم منهجيات دراسة الخطاب السياسي في المشهد البحثي الراهن؛ أعني التحليل النقدي للخطاب. يتكوّن الفصل من جزأين؛ الأول مخصص لدراسات تتشابه مع التحليل النقدي للخطاب في منظوره، وإجراءات تحليله، ومادته، لكنها لم تحمل اسم التحليل النقدي للخطاب. أما الجزء الثاني، فيقدم فحصًا موجزًا للدراسات العربيّة النظرية المعرّفة بالتحليل النقدي للخطاب، ونقدًا لها.
أُخصّص الفصل الثالث لتقديم مراجعة نقديّة للدراسات العربيّة حول الخطابة السياسيّة؛ مدفوعًا بأسباب متنوعة لإفرادها بفصل خاص، لعل أهمها التأثير الهائل الذي تمارسه الخطابة السياسيّة في المجتمعات العربيّة المعاصرة. ويراجع هذا الفصل عيّنة من الدراسات العربيّة حول الخطابة السياسيّة؛ بهدف التعرف على طبيعتها، والعوامل المؤثرة فيها، والمأمول منها، مُصَدِّرًا الفصل بإطلالة على تجليات عناية التراث العربي بدراسة الخطابة السياسيّة.
أفحصُ في الفصلين الرابع والخامس إسهامين محدّدين في نقد الخطاب السياسي؛ الأول فلسفي، والثاني أدبي. أُخصص الفصل الرابع لجمع شذرات نقد هربرت ماركيوز للغة السياسة، ونَظْمِها في نسق مقاربة لسانية نقدية.
أُقدِّم في الفصل الأخير من المتن النظري إطلالة على أحد أكثر مشاريع نقد لغة السياسة أهمية في القرن العشرين؛ وهو –للمفارقة – مشروع روائي، لا أكاديمي. فالفصل الخامس مخصّص لفحص مساهمة جورج أورويل في نقد لغة الاستبداد من خلال التنظير لآليات إنتاج خطابات الاستبداد والتلاعب.
أقترح في أول الفصول التحليلية، الفصل السادس من الكتاب، منهجًا لتحليل الخطاب السياسي، بهدف إمداد الباحثين بأنموذج تحليلي شامل، يمكن الاعتماد عليه في تحليل الخطاب السياسي. يشتمل المنهج المقترح على عمليات تحليل، ومراحل، وإجراءات، ومفاهيم، ومصطلحات، تغطي الأبعاد المختلفة للحدث الخطابي، سواء في مرحلة إنتاجه، وتشكّله، أو مرحلة أدائه وتداوله، أو مرحلة توزيعه، وتلقيه، والاستجابة له.
يفحص الفصل السابع دور الخطاب السياسي في توجيه سلوكيات الجماهير في اللحظات العصيبة من تاريخ الأمم. ويتخذ من بيان التنحي الذي ألقاه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مدونة للتحليل.
أتناولُ في الفصل الثامن مدوّنةً مشابِهة لبيان التنحي لعبد الناصر؛ إذ أدرس مجموعة خطب الرئيس المصري السابق حسني مبارك أثناء ثورة يناير 2011. وأستكشف الأثر الذي أحدثته هذه الخطب في مسار الأحداث، مستعينًا بتحليلٍ لتشكُّلها البلاغي، وظروف تداولها، وطرق أدائها، والعلاقات النصيّة التي تؤسسها.
أفحص في الفصل التاسع ظاهرة المزج بين الخطابين الديني والسياسي في الخطابة السياسية العربية المعاصرة. أقترح في هذا الفصل منهجية لتحليل التناص في الخطاب تتكون من خمس مراحل؛ هي: (1) تحليل النص؛ (2) تحليل السياق؛ (3) تحليل التلقي؛ (4) تحليل الاستجابة؛ وأخيرًا (5) تحديد خصائص الخطابات المتضافرة. هذه المراحل الخمس تغطي الأبعاد المختلفة للحدث الخطابي، والعمليات المتنوعة التي تنطوي في إطار العلاقات النصيّة.
أُحلّل في الفصل العاشر مدوّنة مغايرة، هي أربع روايات عربية، لمؤلّفين عرب ينتمون إلى لبنان، والعراق، والبحرين، والسودان. تُعالج الروايات الأربع تيمات سياسية متنوعة؛ تشمل الحروب الأهلية، والاحتلال، والهزائم العسكرية، والعنصرية العرقية. يوظف الفصل عُدّة إجرائية مأخوذة من علم البلاغة، وتحليل الخطاب، وعلم السرد، لدراسة كيف يُنتقد الخطاب السياسي للقوى والجماعات السلطوية في هذه الأعمال.
أدرسُ في الفصل الأخير نوعًا سرديًا أكثر تخييلاً، وأقل رسميّة: هو الحكايات الشعبية. أُحلّل فيه عيّنة من الحكايات الشعبية المعاصرة، التي تقدّم معالجات سردية لأشكال من الصراع الخطابي بين أفراد عاديين ورموز السلطة التقليدية (الملك، والوزير). وأستكشف في هذا الفصل طرق المقاومة الخطابية التي تستعين بها الشخصيات المهمّشة في الحكايات المدروسة؛ بهدف مواجهة سلطة بطش قاهرة. وكيف تخلق الحكايات الشعبية عالمًا خياليًا، ينتقم فيه المهمشون من مضطهديهم بواسطة قوة الكلمات.
في خاتمته، يرسو الكتاب، بعد تطواف في عالم التنظير والتحليل، على شاطئ الحكايات مرة أخرى. ويقدم هذه المرة حكايات موجهة إلى الفاعلين في مسرح الخطاب السياسي: وهم منتجو الخطاب، ومتلقوه، ومحللوه.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام تتحرك زمنيًّا من الماضي إلى المستقبل. يقدم الأول مقارباتٍ غير تقليدية لتاريخ البلاغة العربية والعالمية؛ بهدف تأسيس مسارات جديدة للدرس البلاغي، محفَّزة بإعادة بناء تصورات الماضي البعيد والقريب. يفحص القسم الثاني الدراسات البلاغية المعاصرة؛ بهدف رسم خريطة نقدية لمساراتها، وإنجازاتها، وفهم مآلاتها، وتقديم مقترحات لتطويرها، وتجديد فلسفة تدريسها حتى تساير تطور البحث فيها. أما القسم الثالث فيقدم الأسس النظرية لبلاغة الجمهور وتطبيقات عليها؛ بهدف استكشاف أفق من آفاق مستقبل البلاغة العربية الجديدة، يُشكِّل في الوقت الراهن واحدًا من التوجهات الأكثر جذبًا لاهتمام الباحثين.
يدرس المؤلِّف عددًا كبيرًا من النصوص المؤثرة في مسار الثورة المصرية، تشمل لافتات الميدان وهتافاته ونكاته وأغانيه وتسمياته. إضافة إلى خطب مبارك ومرسي وبيانات المجلس العسكري. كما يحلل تغطية التلفزيون المصري لأحداث الثورة على مدار الفترة الانتقالية، ويخصص قسمًا كاملاً من كتابه لدراسة خطاب الدعاية الانتخابية في الانتخابات النيابية والرئاسية التي شهدتها مصر بعد الثورة، محللاً بالتفصيل أساليب الإقناع والتأثير التي استخدمها المرشحون لحصد أصوات الناخبين.
يرى الدكتور عماد عبد اللطيف إلى أن الخطاب البلاغي يتكون بحسب موضوعه من خطابين فرعيين؛ الأول هو خطاب التعريف، ويبحث في ماهية الظاهرة، ويتضمن عمليات التعريف والاستشهاد والتمثيل، والثاني: خطاب الوظيفة، ويبحث في جمالية الظاهرة، ويتضمن عمليات التحليل النصي، والتعليل البلاغي، وإطلاق الأحكام القيمية. والخطابان يكونان خطابًا يثبت للظاهرة وجوده، وبإزائهما يوجد خطاب ثالث ينفي وجود الظاهرة، أو ينسبها إلى القبح، ويستكشف فيه المؤلف أشكال الجدل بين علمي البلاغة والنحو. هذه الخطابات الثلاثة اختص كل منهما بفصل من فصول الكتاب، أما الفصل الرابع والأخير فقد اختص بطرائق إنشاء النص البلاغي، والحدود المائزة بين طريقتى التأليف الأساسيتين في البلاغة العربية، وحدود التفاعل بينهما، ومدى قدرة هذا التفاعل على تصوير التفاعل بين النظرية والممارسة. ويُعد الكتاب مغامرة بحثية رصينة في حقل الدراسات البلاغية التراثية.
يدرس الكتاب ظاهرة التصفيق الجماعي في سياقات التواصل الجماهيري المختلفة خاصة الخطابة السياسية. يحاول الكتاب الكشف عن الدور الذي يمارسه التصفيق في هذه السياقات، والآثار التي تترتب على حدوثه، وعلاقته بظواهر أخرى مثل الهتاف والصفير والتكبير والتهليل والزغاريد وغيرها. لكن اهتمامه الأساس هو التنظير للطرق المختلفة التي يتم استخدامها بهدف دفع الجمهور إلى التصفيق، والحيل المتعددة التي يتم توظيفها للحصول على تصفيق مرتفع الصوت وممتد الزمن.
يستعرض الكتاب أنواع التصفيق وتجلياته، والوظائف التي يقوم بها في المجتمع المصري والعربي. إضافة إلى تناول الأبعاد الاجتماعية والسيكولوجية للتصفيق لدى الجماهير؛ مع العناية بشكل خاص بالدور الذي يقوم به التصفيق في ترسيخ السلطة القائمة؛ سواء أكانت سياسية أم أكاديمية أم فنية. وكيف يمكن أن يتحول إلى أداة لمقاومة السلطة القائمة، وشروط تحقيق ذلك. ولأن التصفيق هو في أغلب الأحيان علامة على إعجاب الجماهير وحماسهم وتأييدهم للشخص الذي يصفقون له، فإن الكتاب معني بالكشف عن الطرق التي تُستخدم للاستحواذ على إعجاب المصريين وإشعال حماسهم وكسب رضاهم وتأييدهم أثناء التواصل الجماهيري. لكن التصفيق أيضًا قد لا يكون اختيارا حرًا؛ لذا فقد أفرد الكتاب فصلا لتعرية الدور الذي يقوم به التصفيق في خداع الجماهير والتلاعب بهم وتضليلهم، من خلال دراسة ظاهرة المصفقاتية والهتيفة، وظاهرة المصفق المأجور والتصفيق القهري والتصفيق المعد سلفًا. وهو ما فتح الباب أمام مناقشة العلاقة بين التصفيق والحرية من ناحية، والتصفيق والكلمة من ناحية ثانية، والتصفيق والفعل من ناحية ثالثة.
وقد حاول الكتاب البرهنة على أن مشروع الحوار مع الغرب إنما هو مشروع معرفي بقدر ما هو مشروع سياسي أو اجتماعي، فهذا الحوار لكى يحقق الأهداف المرجوة منه يحتاج إلى معرفة تفصيلية شاملة وعميقة بالسمات الاجتماعية والثقافية والسياسية والعقائدية والاقتصادية والديموغرافية للآخر المتحاور معه، ومعرفة موازية لاتقل تفصيلاً وعمقاً وشمولاً عن الذات، ومعرفة مماثلة بأهداف الحوار ووسائله وأدواته ومناهجه وعوامل تحفيزه أو إعاقته.
كما يسعى الكتاب إلى الوصول إلى فهم عميق وشامل للعوامل اللغوية والاتصالية والبلاغية التي تؤثر في التواصل بين الثقافتين العربية والغربية. ويقوم في سبيل تحقيق ذلك بتتبع الخصائص اللغوية والبلاغية والاتصالية للثقافتين العربية والغربية، كما يقارن بينها، ويستكشف الآثار الإيجابية أو السلبية التي قد يُحدثها اختلاف هذه الخصائص في التواصل الحالي أو المستقبلي بين العرب والغرب.
وتضمن الكتاب عرضاً نقدياً للدراسات العربية المنجزة حول موضوعه فبين أن الجدل والحوار والمناظرة من الموضوعات التي حظيت ببعض عناية العرب القدماء في عصرهم الذهبي، ويكشف عن هذا الاهتمام الكتب العديدة التي وصلت إلينا، والتي اختصت بدراسته وإرساء تقاليده ووضع أطر لقواعده وأخلاقياته، مثل كتاب المعونة في الجدل لأبي إسحاق إبراهيم الفيروزآبادي، وكتاب علم الجذل في علم الجدل لنجم الدين الطوفي الحنبلي، إضافة إلى شروح كتاب أرسطو في الجدل، كما بين أن كتاب تاريخ الجدل للشيخ محمد أبو زهرة، ثم يدرس الكتاب السياق التاريخي والسياسي الذي نشأت فيه فكرة التواصل العربي-الغربي.
كما يتعرض بإيجاز لغايات هذا التواصل وكيفياته وأنواعه وطبيعة المشاركين فيه. في حين يناقش بالتفصيل دور اللغة بشكل عام في التواصل مع الغرب؛ من حيث هي أداة للحوار من ناحية، وأداة لتشكيل الثقافات المتحاورة من ناحية أخرى. ويتناول بعض جوانب العلاقة بين اللغة والفكر والمجتمع التي تخص الحوار العربي- الغربي.
ويبن الكاتب أن الاتصال بين الأفراد أو الثقافات قد يكون بواسطة الكتابة أو المشافهة، والاتصال الشفاهي قد يكون بواسطة اللغة أو العلامات غير اللفظية، مثل الإشارة والإيماءة وحركة الجسد والرموز والصور.
ونظراً للتمايز الكبير بين كلا الشكلين من الاتصال فقد أسهب الكاتب في تناول الاتصال بالكتابة والاتصال بالمشافهة، استناداً إلى خصوصية الحقل المعرفي الذي يدرسه، والمناهج التي يستخدمها. كما تناول التواصل مع الغرب من منظور بلاغي؛ ويعالج تأثير اختلاف الأنماط البلاغية للثقافتين العربية والغربية على الاتصال الكتابي بينهما.
ويتم فيه اقتراح بعض الإجراءات التي قد تؤدي إلى تحييد الأثر السلبي لهذا الاختلاف أو تقليله من ناحية، وتدعيم الأثر الإيجابي من ناحية أخرى. كما يستند الكاتب في هذا إلى زخم من الكتابات الأكاديمية التي أُنتجت على مدار العقود الأربعة الأخيرة في إطار البلاغة التقابلية وتطويراتها فيما يُعرف بالبلاغة بين الثقافي. وهي حقل معرفي معني بالمقارنة بين أساليب ونظم اللغة المكتوبة في لغات وثقافات مختلفة.
كما تناول خطوات الاتصال الشفاهي بين العرب والغرب، ودرس تأثير اختلاف الثقافتين العربية والغربية على دلالة العناصر غير اللغوية مثل الإشارات والأصوات والحركات..إلخ، وعلى طرق استخدامها، وأثر ذلك على التواصل بينهما سلباً أو إيجاباً.
وفي سياق ذلك تقدّم الدراسة اقتراحات وتوصيات لتقليل الأثر السلبي الذي قد تمارسه هذه الاختلافات الثقافية على التواصل القائم أو المتوقع بين العرب والغرب، وتعزيز الأثر الإيجابي لهذه الاختلافات.
يقدم الفصل الأول من الكتاب تأريخًا موجزًا للخطابة السياسية في مصر في القرن العشرين وأوائل القرن الحادي العشرين؛ يستعرض خصائص الخطابة في العصرين الملكي والجمهوري ويقارن بينهما؛ مركزًا على أثر تغير نوعية جمهور الخطب السياسية، وتغير الوسائط التي يتم نقل الخطب بواسطتها في تغير الخطابة السياسية. ثمَّ يوضح العلاقة بين الخطابة والحياة السياسية والاجتماعية في مصر على نحو عام، والعلاقة بين الحراك السياسي وازدهار الخطابة السياسية على نحو خاص. وفي سياق ذلك تُصاغ بشكل موجز بعض الملامح المميزة للأسلوب الخطابي لأهم الخطباء المصريين في العصر الحديث.
يدرس الفصل الثاني استجابات الجمهور في واحدة من أشهر الخطب في القرن الحادي والعشرين، هي الخطبة التي ألقاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعالم الإسلامي، واختار جامعة القاهرة منبرًا لها. وأركز في هذا الفصل على التعليقات المكتوبة التي سجلتها شريحة من المستمعين للخطبة عبر الإنترنت. وأستخدم في هذا التحليل إجراءات تحليل وأفكار مستمدة من بلاغة الجمهور.
يختص الفصل الثالث بدراسة عملية تأليف الخطب السياسية، وهي ظاهرة لم تنل ما تستحقه من الدراسة والاهتمام حتى الآن. يكشف الفصل عن الدور الذي قام به كُتَّاب الخطب التي ألقاها عبد الناصر والسادات ومبارك في صياغة شكل الحكم والسياسة المصرية على مدار ستين عامًا. كما تُدرس أشكال الخلاف الذي كان يظهر أثناء عملية الكتابة بين كُتَّاب الخطب والحكام؛ وكيفية التعامل معه، وتأثيره على الخطابة السياسية في ذلك العصر. ويتضمن الكتاب إضافة إلى قائمة المصادر والمراجع ملحقًا يحتوي مختارات مكتوبة من خطب بعض أهم السياسيين المصريين، ومقتطفات من أهم الخطب التي دُرست فيه.
بلاغة الجمهور ...المفاهيم والتطبيقات
تحرير: د. صلاح حاوي، ود. عبد الوهاب صديقي
نشر دار شهريار، العراق
يشهد العالم المعاصر تحولات جذرية في أشكال التواصل العمومي. وقد استجابت بعض العلوم الإنسانية لهذه التحولات، من خلال اقتراح أفكار، أو نظريات، أو منهجيات معرفية جديدة. ويُعدُّ توجه "بلاغة الجمهور"، الذي أسسه الأكاديمي المصري د. عماد عبد اللطيف، استجابة علمية لظاهرة تزايد أهمية الجمهور في التواصل المعاصر. ويسعى هذا الحقل المعرفي إلى دراسة العلاقة بين بناء الخطاب، وأدائه، وتداوله من ناحية، واستجابات الجمهور الفعلية له من ناحية أخرى. وقد تزايد الاهتمام الأكاديمي ببلاغة الجمهور في العالم العربي خلال العقد الماضي، وأحد علامات هذا الاهتمام هو صدور كتاب "بلاغة الجمهور: مفاهيم وتطبيقات"، عن دار نشر شهريار العراقية. والكتاب حرره الناقد العراقي الدكتور صلاح علي حاوي، والباحث المغربي الدكتور عبد الوهاب صديقي، ويتضمن أربع عشرة دراسة لباحثين متخصصين في تحليل الخطاب، واللسانيات، والبلاغة الجديدة، قدّموا فيها المفاهيم الأساسية لبلاغة الجمهور، ومنهجيات تحليلها، وأمثلة تفصيلية لتطبيقها على الخطاب الاجتماعي، والسياسي، والديني، والأدبي، والإعلامي.
يسعى كتاب "بلاغة الجمهور" إلى تقديم إضافة جذرية إلى البلاغة العربية المعاصرة؛ إذ يستكشف آفاقًا جديدة للعلاقة بين البلاغة ونظريات التلقي، والتواصل، وتحليل الخطاب. كما يُطوّر مداخل منهجية، وتطبيقات دقيقة مبسطة، لدراسة كمٍّ وافر من الاستجابات الجماهيرية على أعمال روائية، وسير شعبية، وخطب سياسية، ووعظ ديني، وتعليقات فيسبوك، وغيرها؛ وذلك بهدف تعبيد الطريق أمام الباحثين الراغبين في ارتياد أفق بلاغي جديد، يُعنى باستجابات الجمهور في الفضاءات العمومية.
اللسانيات النصية وتحليل الخطاب، وكلية التربية الآساسية بجامعة المثنى بالعراق، يقض ي
بنشر أبحاثٍ قيّمة متخصصة كانت موضوعا لمؤتمر علمي افتراض ي بعنوان؛ "بلاغة الجمهور ؛
العلوم الإنسانية في عصر استجابات الجماهير"، و إيمانا منا بأهمية البحوث التي قدّمت في هذا
المؤتمر، أبت هيئة تحرير المجلة – وبعد طلب من رئيسه - إلا أن تتطوع لنشرها في عدد خاص،
فحظيت جميع المقالات بالمراجعة العلمية المتخصصة مستعينة بكوادر علمية جادة لم تدخر
جهدا منذ أن وصلتها المقالات للتقييم والتصويب والتوجيه، فالشكر كل الشكر لمن ساعدنا على
نشر هذا العدد متمنين أن تطوّر هذه الجهود مستقبلا في سبيل رقيّ البحث العلمي في
الجامعات العربية".
من كلمة أ.د. أحلام بن الشيخ، رئيس تحرير مجلة العلامة، في افتتاحية العدد الخاص ببلاغة الجمهور.
1. دراسة الإسهامات البلاغيّة للثقافات والحضارات السابقة على اليونان القديمة.
2. توجيه الاهتمام إلى إسهامات يونانية ورومانية بلاغيّة مهمّشة؛ بسبب هيمنة أرسطو على التصورات العربية للبلاغة الغربية الكلاسيكية؛ مثل إسهامات أفلاطون، وكينتليان، وشيشرون وغيرهم.
3. الإسهام في كتابة تاريخ العلاقة بين البلاغة العربيّة والبلاغات المشرقية وثيقة الصلة؛ لا سيَّما البلاغات الهندية والفارسية والسريانية والتركية.
4. إعادة النظر في تاريخ البلاغة العربيّة في العصر الحديث، وفحص محاولات تجديد البلاغة العربيّة في القرن التاسع عشر، لا سيَّما تبئير الجهود الشامية في هذا المجال.
5. المشاركة في توجيه جزء من اهتمام مؤرخي البلاغة إلى الأبعاد التدريسية، والمهاريّة لعلم البلاغة.
يسعى هذا القسم إلى سد بعض فجوات تاريخ البلاغة. ففيما يتعلق بإعادة النظر في علم البلاغة بوصفه علمًا عالميّا، أقدم مدخلًا موجزًا إلى البلاغات غير اليونانية؛ لا سيَّما البلاغة المصرية القديمة، والبلاغة الهندية، والبلاغة الصينية. أما فيما يتعلق بتمحور دراسات الأثر اليوناني في البلاغة العربيّة حول أعمال أرسطو فقد تتبعتُ أثر أفلاطون في البلاغة العربيّة القديمة والمعاصرة ، وآفاق الإفادة من البلاغة الأفلاطونية مستقبلًا. كما سعيتُ إلى فحص الإسهامات العربية لإنتاج بلاغة جديدة منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن الحادي والعشرين.
ينطلق هذا القسم من فرضيّة أنّ إعادة قراءة تاريخ البلاغة تُعدُّ المدخل الرئيس لتأسيس "بلاغة جديدة"، سواء على مستوى إنتاج الكلام البليغ، أم دراسته، أم تدريسه. وأحاج في هذا القسم بأن إدراك ما "كانت" عليه البلاغة، يُحدد بشكل كبير ما الذي يجب أن "تكونه" في المستقبل. وعلى سبيل المثال، فإن التعرُّف إلى بلاغات أخرى مغايرة للبلاغة اليونانية يُعدّ مدخلًا مهمًا لإثراء تصورنا لما هو بلاغي، ولكيفية تحقيقه، ودراسته. وسنرى كيف أن بعض الأفكار البلاغيّة التي تنتمي إلى البلاغتين الصينية أو الهندية قد تكون أنجع في تأسيس تواصل كفء وفعال في ثقافتنا العربيّة، مقارنة بمقاربة أرسطو للحجاج في كتاب الخطابة، وتطويراتها في خطابة بيرلمان الجديدة. وبناءً على ذلك، فإنه ليس من المبالغة في شيء القول إن إعادة كتابة تاريخ البلاغة يُعيد على نحو جذري تصورنا لما يمكن أن تكون عليه البلاغة الجديدة؛ سواء اتصل الأمر بتاريخ البلاغة العالميَّة أم العربيّة. لقد برهنت تجارب تجديد البلاغة العربية والغربيّة معًا أن إعادة النظر في منجزات الماضي هي البوابة الرئيسة لتأسيس بلاغات جديدة، شريطة أن تكون رؤيتنا للماضي موجّهة بفهم عميق لاحتياجات المستقبل، وآمل أن يكون ذلك قد تحقق في القسم الأول من هذا الكتاب.
يقدم هذا القسم مسارات مشروع طموح لإعادة كتابة تاريخ علم البلاغة، متحركًا بين غايتين هما تجديد الإدراك المعاصر للتراث، ودراسة تراث التجديد البلاغي الذي قدمته المشاريع العربية خلال العصر الحديث. يتألف القسم من ستة فصول؛ أربعة منها تُعنى بتجديد التراث، واثنين يُعنيان بتراث التجديد. يقدم الأول مدخلًا إلى دراسة البلاغة القديمة خارج المركزية اليونانية، مُركّزًا تحديدًا على البلاغة في حضارات مصر، والصين، والهند القديمة، والمجتمعات الأصلية في أمريكا الشمالية. يحاول الفصل الثاني خلخلة علاقة أخرى بين المركز والهامش، لكنه يتحرك هذه المرة داخل إطار البلاغة اليونانية ذاتها؛ إذ يسعى إلى مساءلة الهيمنة الأرسطية على البلاغة العربيّة "المعضودة بالفلسفة"، وعلوم الأوائل. يستكشف الفصل الثاني تحديدًا الإسهام الأفلاطوني في البلاغة، وأثره في البلاغة العربيّة قديمًا، وضرورته للبلاغة العربيّة الحديثة. ويواصل الفصل الثالث تبئير بلاغة أفلاطون المهمّشة عربيًا؛ عبر تتبع موقفه من البلاغة من خلال محاورتين شهيرتين؛ هما جورجياس، وفيدروس؛ بهدف استخلاص العوامل المؤثرة في صياغة هذا الموقف، ونقدها، وفحص أثر التصور الأفلاطوني للبلاغة على البلاغة الغربية، والبلاغة العربية المعاصرة.
يتحرك الفصل الرابع في اتجاه مغاير؛ إذ يتجاوز تقديم مقترحات لتاريخ بلاغي جديد إلى تقديم محاولة لعصرنة البلاغة القديمة نفسها؛ متخذًا من مفهوم أركان البلاغة canon of rhetoric الشهير موضوعًا له، مستكشفًا كيف يمكن تطويره، وتعديله؛ كي يتيح معالجة الخطابة المرئية المعاصرة. ويقدم الفصل الخامس إطلالةً غير تقليديّة على جذور البلاغة العربيّة الحديثة، يربط فيها تطور علم البلاغة بالظروف المجتمعية والحضارية التي عاشها العالم العربي منذ مطلع عصر النهضة. وأخيرًا يأتي الفصل السادس ليفحص علل نشوء مشاريع تجديد البلاغة وازدهارها وانهيارها في العالم العربي، متخذًا من مشروع تجديد البلاغة عند أمين الخولي حالة للدراسة.
خلال مسيرتها تعرضت بلاغة الجمهور للمُساءلة بشأن خصوصيتها، وصلتها بالحقول المعنية بدراسة الجمهور. ويختص الفصل الثالث عشر برسم خريطة معرفية توضح استقلال بلاغة الجمهور عن الحقول المعرفية الأخرى المعنية بدراسة الجمهور؛ لا سيَّما نظريات القراءة والتلقي ونقد استجابة القارئ، ودراسات التواصل، والدراسات البلاغية القديمة والحديثة. تتضمن هذه الخريطة مساحات التقاطع والتمايز بين هذه الحقول، مبرهنة على مشروعية استقلالها بحقول معرفية؛ استنادًا إلى خصوصية الأسئلة البحثية، ومادة الدراسة، ووظائف العلم.
يقوم الفصل الرابع عشر بدور الجسر بين المقالات النظرية الثلاث السابقة عليه، والمقالات الثلاث التطبيقية التالية له. يقدِّم الفصل معالجة للمشكلات التي تواجه دراسة خطابات الربيع العربي بوصفه مادة لبلاغة الجمهور، ويواصل تقديم توضيحات بشأن جدوى دراسة خطابات جماهير الربيع العربي، وضرورتها.
تحلل الفصول الثلاث الأخيرة من هذا القسم خطابات الجمهور في ثلاثة فضاءات مختلفة؛ الأول ملاعب كرة القدم، والثاني ساحة تعليقات الجمهور على اليوتيوب، والثالث استجابات الفاعلين على الفيسبوك. يعالج الفصل الخامس عشر أناشيد الملاعب الكروية، تطبيقًا على نشيد "في بلادي ظلموني". في حين يدرس الفصل السادس عشر تعليقات الجمهور على بث مرئي لمناظرة السيد عمرو موسى، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، في مناظرتهما في الانتخابات التمهيدية للرئاسة المصرية عام 2012، مركزًا على ظاهرة لغوية تتغلغل في فضاءات التواصل العمومي هي ظاهرة البذاءة. وأخيرًا يعالج الفصل السابع عشر الاستجابات اللغوية وغير اللغوية للجمهور على تعليقات الفيسبوك، من منظور الاستجابة البليغة.
The book consists of two sections: theory and analysis. In the first section, the author dedicates chapter 1 to undertaking a wide-range review of Political Discourse Analysis (PDA) in Western and Arab contexts via describing its approaches and methodologies through the past half-century. The review also explains the interactions between PDA and other fields such as Rhetoric, Communication Studies, Political Science, and Linguistics. Chapter 2 gives a coherent account of one of the most influential trends in studying political discourse, namely Critical Discourse Analysis. Chapter 3 includes an elaborate critical review of the Arabic studies on political speech. While chapter 4 rebuilds
The last two chapters in the theoretical section emphasize the importance of philosophical and literary perspectives in understanding the political discursive phenomena. Chapter 4 takes a fresh look at Herbert Marcuse's philosophical critique of political language, whereas chapter 5 focuses on George Orwell's contribution to the critique of the language of dictatorship through theorizing about the mechanisms of producing tyranny and manipulative discourses, as Orwell portrayed them in his two famous novels The Animal Farm and 1984, and his famous essay “English and The Language of Politics”.
In the second section, the author proposes, in chapter 6, an approach to analyzing political discourse aiming at providing a systematic analytical framework that can be adopted and used for students’ own research. This approach involves analysis processes, stages, procedures, concepts, and terminology that cover different dimensions of the rhetorical event: its production and formation, its performance and circulation, its distribution and reception, and the responses to it.
Chapter 7 explores how political discourse can guide the behavior of the masses in critical moments. It tests the hypothesis that the rhetorical construction and performance of Nasser’s stepping-down statement – which is announced in the aftermath of the Egyptian Army’s defeat in the Six-Day War on June 5, 1967 – influenced the mass responses that followed its delivery.
Chapter 8 attempts to give a convincing answer to a question: Why did Mubarak's series of speeches fail in preserving his legitimacy, in a moment of stormy defiance (in January 2011), whereas Nasser’s statement succeeded (in June 1967)? The chapter analyzes the mechanisms of Mubarak’s presidential discourse in its struggle with the revolution's discourse.
Chapter 9 examines the phenomenon of blending religious and political discourses in contemporary Arab political discourse. It suggests a methodology for analyzing intertextuality in discourse through five stages: text analysis; context analysis; receptivity analysis; response analysis; and the characteristics of concerted speeches.
Through dealing with a distinctly different corpus, chapter 10 analyzes four Arabic novels that discuss civil wars, occupation, military defeats, and racism. The chapter investigates the methods of rhetorical resistance, by which the literary marginalized characters challenge oppression.
Analyzing Political Discourse: Rhetoric, Power, and Resistance is essential reading for researchers, upper undergraduate and postgraduate students of political discourse analysis, within Arabic language, linguistics, communication studies, politics and other social sciences.
How to cite the book
In Arabic:
(APA): عبد اللطيف، عماد (2020)، تحليل الخطاب السياسي: البلاغة، السلطة، المقاومة (ط. 1)، دار كنوز المعرفة، الأردن.
(Chicago): عبد اللطيف، عماد، تحليل الخطاب السياسي: البلاغة، السلطة، المقاومة (ط. 1)، الأردن: دار كنوز المعرفة، (2020).
In English:
(APA): Abdul-Latif, Emad (2020). Taḥlīl al-Khiṭāb al-Siyāsī: al-Balāghah, al-Sulṭah, al-Muqāwamah (Analyzing Political Discourse: Rhetoric, Power, and Resistance), (1st edition), Dar Kunūz al-Maʿrifah, Jordan.
(Chicago): Abdul-Latif, Emad. Taḥlīl al-Khiṭāb al-Siyāsī: al-Balāghah, al-Sulṭah, al-Muqāwamah (Analyzing Political Discourse: Rhetoric, Power, and Resistance), (1st edition), Jordan: Dar Kunūz al-Maʿrifah, (2020).
The book in online stores
https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb335941-328145&search=books
https://jamalon.com/ar/1037137.html
يتألف الكتاب من 400 صفحة، ويتكون من ثلاثة متون؛ حكائي، ونظري، وتحليلي. يشكّل المتن الحكائي مفتتح التنظير وخاتمة التحليل؛ لذا أطلقتُ عليه حكايات ما قبل التنظير، وحكايات ما بعد التحليل. ويشتمل المتنان النظري والتطبيقي على أحد عشر فصلاً، خمسة نظرية، وستة تطبيقية.
يُعرّف الفصل الأول من المتن النظري بحقل تحليل الخطاب السياسي في السياقين الغربي والعربي، مركّزًا على أهم المناهج التي اشتغلتْ فيه على مدار نصف القرن الماضي، ومساحات التقاطع بينه وبين حقول معرفية وثيقة الصلة به، وبخاصة البلاغة، ودراسات التواصل، والعلوم السياسيّة، وفروع اللسانيات؛ مثل التداولية، والدلالة، والمعجم.
يقدم الفصل الثاني إطلالة موجزة على أحد أهم منهجيات دراسة الخطاب السياسي في المشهد البحثي الراهن؛ أعني التحليل النقدي للخطاب. يتكوّن الفصل من جزأين؛ الأول مخصص لدراسات تتشابه مع التحليل النقدي للخطاب في منظوره، وإجراءات تحليله، ومادته، لكنها لم تحمل اسم التحليل النقدي للخطاب. أما الجزء الثاني، فيقدم فحصًا موجزًا للدراسات العربيّة النظرية المعرّفة بالتحليل النقدي للخطاب، ونقدًا لها.
أُخصّص الفصل الثالث لتقديم مراجعة نقديّة للدراسات العربيّة حول الخطابة السياسيّة؛ مدفوعًا بأسباب متنوعة لإفرادها بفصل خاص، لعل أهمها التأثير الهائل الذي تمارسه الخطابة السياسيّة في المجتمعات العربيّة المعاصرة. ويراجع هذا الفصل عيّنة من الدراسات العربيّة حول الخطابة السياسيّة؛ بهدف التعرف على طبيعتها، والعوامل المؤثرة فيها، والمأمول منها، مُصَدِّرًا الفصل بإطلالة على تجليات عناية التراث العربي بدراسة الخطابة السياسيّة.
أفحصُ في الفصلين الرابع والخامس إسهامين محدّدين في نقد الخطاب السياسي؛ الأول فلسفي، والثاني أدبي. أُخصص الفصل الرابع لجمع شذرات نقد هربرت ماركيوز للغة السياسة، ونَظْمِها في نسق مقاربة لسانية نقدية.
أُقدِّم في الفصل الأخير من المتن النظري إطلالة على أحد أكثر مشاريع نقد لغة السياسة أهمية في القرن العشرين؛ وهو –للمفارقة – مشروع روائي، لا أكاديمي. فالفصل الخامس مخصّص لفحص مساهمة جورج أورويل في نقد لغة الاستبداد من خلال التنظير لآليات إنتاج خطابات الاستبداد والتلاعب.
أقترح في أول الفصول التحليلية، الفصل السادس من الكتاب، منهجًا لتحليل الخطاب السياسي، بهدف إمداد الباحثين بأنموذج تحليلي شامل، يمكن الاعتماد عليه في تحليل الخطاب السياسي. يشتمل المنهج المقترح على عمليات تحليل، ومراحل، وإجراءات، ومفاهيم، ومصطلحات، تغطي الأبعاد المختلفة للحدث الخطابي، سواء في مرحلة إنتاجه، وتشكّله، أو مرحلة أدائه وتداوله، أو مرحلة توزيعه، وتلقيه، والاستجابة له.
يفحص الفصل السابع دور الخطاب السياسي في توجيه سلوكيات الجماهير في اللحظات العصيبة من تاريخ الأمم. ويتخذ من بيان التنحي الذي ألقاه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مدونة للتحليل.
أتناولُ في الفصل الثامن مدوّنةً مشابِهة لبيان التنحي لعبد الناصر؛ إذ أدرس مجموعة خطب الرئيس المصري السابق حسني مبارك أثناء ثورة يناير 2011. وأستكشف الأثر الذي أحدثته هذه الخطب في مسار الأحداث، مستعينًا بتحليلٍ لتشكُّلها البلاغي، وظروف تداولها، وطرق أدائها، والعلاقات النصيّة التي تؤسسها.
أفحص في الفصل التاسع ظاهرة المزج بين الخطابين الديني والسياسي في الخطابة السياسية العربية المعاصرة. أقترح في هذا الفصل منهجية لتحليل التناص في الخطاب تتكون من خمس مراحل؛ هي: (1) تحليل النص؛ (2) تحليل السياق؛ (3) تحليل التلقي؛ (4) تحليل الاستجابة؛ وأخيرًا (5) تحديد خصائص الخطابات المتضافرة. هذه المراحل الخمس تغطي الأبعاد المختلفة للحدث الخطابي، والعمليات المتنوعة التي تنطوي في إطار العلاقات النصيّة.
أُحلّل في الفصل العاشر مدوّنة مغايرة، هي أربع روايات عربية، لمؤلّفين عرب ينتمون إلى لبنان، والعراق، والبحرين، والسودان. تُعالج الروايات الأربع تيمات سياسية متنوعة؛ تشمل الحروب الأهلية، والاحتلال، والهزائم العسكرية، والعنصرية العرقية. يوظف الفصل عُدّة إجرائية مأخوذة من علم البلاغة، وتحليل الخطاب، وعلم السرد، لدراسة كيف يُنتقد الخطاب السياسي للقوى والجماعات السلطوية في هذه الأعمال.
أدرسُ في الفصل الأخير نوعًا سرديًا أكثر تخييلاً، وأقل رسميّة: هو الحكايات الشعبية. أُحلّل فيه عيّنة من الحكايات الشعبية المعاصرة، التي تقدّم معالجات سردية لأشكال من الصراع الخطابي بين أفراد عاديين ورموز السلطة التقليدية (الملك، والوزير). وأستكشف في هذا الفصل طرق المقاومة الخطابية التي تستعين بها الشخصيات المهمّشة في الحكايات المدروسة؛ بهدف مواجهة سلطة بطش قاهرة. وكيف تخلق الحكايات الشعبية عالمًا خياليًا، ينتقم فيه المهمشون من مضطهديهم بواسطة قوة الكلمات.
في خاتمته، يرسو الكتاب، بعد تطواف في عالم التنظير والتحليل، على شاطئ الحكايات مرة أخرى. ويقدم هذه المرة حكايات موجهة إلى الفاعلين في مسرح الخطاب السياسي: وهم منتجو الخطاب، ومتلقوه، ومحللوه.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام تتحرك زمنيًّا من الماضي إلى المستقبل. يقدم الأول مقارباتٍ غير تقليدية لتاريخ البلاغة العربية والعالمية؛ بهدف تأسيس مسارات جديدة للدرس البلاغي، محفَّزة بإعادة بناء تصورات الماضي البعيد والقريب. يفحص القسم الثاني الدراسات البلاغية المعاصرة؛ بهدف رسم خريطة نقدية لمساراتها، وإنجازاتها، وفهم مآلاتها، وتقديم مقترحات لتطويرها، وتجديد فلسفة تدريسها حتى تساير تطور البحث فيها. أما القسم الثالث فيقدم الأسس النظرية لبلاغة الجمهور وتطبيقات عليها؛ بهدف استكشاف أفق من آفاق مستقبل البلاغة العربية الجديدة، يُشكِّل في الوقت الراهن واحدًا من التوجهات الأكثر جذبًا لاهتمام الباحثين.
يدرس المؤلِّف عددًا كبيرًا من النصوص المؤثرة في مسار الثورة المصرية، تشمل لافتات الميدان وهتافاته ونكاته وأغانيه وتسمياته. إضافة إلى خطب مبارك ومرسي وبيانات المجلس العسكري. كما يحلل تغطية التلفزيون المصري لأحداث الثورة على مدار الفترة الانتقالية، ويخصص قسمًا كاملاً من كتابه لدراسة خطاب الدعاية الانتخابية في الانتخابات النيابية والرئاسية التي شهدتها مصر بعد الثورة، محللاً بالتفصيل أساليب الإقناع والتأثير التي استخدمها المرشحون لحصد أصوات الناخبين.
يرى الدكتور عماد عبد اللطيف إلى أن الخطاب البلاغي يتكون بحسب موضوعه من خطابين فرعيين؛ الأول هو خطاب التعريف، ويبحث في ماهية الظاهرة، ويتضمن عمليات التعريف والاستشهاد والتمثيل، والثاني: خطاب الوظيفة، ويبحث في جمالية الظاهرة، ويتضمن عمليات التحليل النصي، والتعليل البلاغي، وإطلاق الأحكام القيمية. والخطابان يكونان خطابًا يثبت للظاهرة وجوده، وبإزائهما يوجد خطاب ثالث ينفي وجود الظاهرة، أو ينسبها إلى القبح، ويستكشف فيه المؤلف أشكال الجدل بين علمي البلاغة والنحو. هذه الخطابات الثلاثة اختص كل منهما بفصل من فصول الكتاب، أما الفصل الرابع والأخير فقد اختص بطرائق إنشاء النص البلاغي، والحدود المائزة بين طريقتى التأليف الأساسيتين في البلاغة العربية، وحدود التفاعل بينهما، ومدى قدرة هذا التفاعل على تصوير التفاعل بين النظرية والممارسة. ويُعد الكتاب مغامرة بحثية رصينة في حقل الدراسات البلاغية التراثية.
يدرس الكتاب ظاهرة التصفيق الجماعي في سياقات التواصل الجماهيري المختلفة خاصة الخطابة السياسية. يحاول الكتاب الكشف عن الدور الذي يمارسه التصفيق في هذه السياقات، والآثار التي تترتب على حدوثه، وعلاقته بظواهر أخرى مثل الهتاف والصفير والتكبير والتهليل والزغاريد وغيرها. لكن اهتمامه الأساس هو التنظير للطرق المختلفة التي يتم استخدامها بهدف دفع الجمهور إلى التصفيق، والحيل المتعددة التي يتم توظيفها للحصول على تصفيق مرتفع الصوت وممتد الزمن.
يستعرض الكتاب أنواع التصفيق وتجلياته، والوظائف التي يقوم بها في المجتمع المصري والعربي. إضافة إلى تناول الأبعاد الاجتماعية والسيكولوجية للتصفيق لدى الجماهير؛ مع العناية بشكل خاص بالدور الذي يقوم به التصفيق في ترسيخ السلطة القائمة؛ سواء أكانت سياسية أم أكاديمية أم فنية. وكيف يمكن أن يتحول إلى أداة لمقاومة السلطة القائمة، وشروط تحقيق ذلك. ولأن التصفيق هو في أغلب الأحيان علامة على إعجاب الجماهير وحماسهم وتأييدهم للشخص الذي يصفقون له، فإن الكتاب معني بالكشف عن الطرق التي تُستخدم للاستحواذ على إعجاب المصريين وإشعال حماسهم وكسب رضاهم وتأييدهم أثناء التواصل الجماهيري. لكن التصفيق أيضًا قد لا يكون اختيارا حرًا؛ لذا فقد أفرد الكتاب فصلا لتعرية الدور الذي يقوم به التصفيق في خداع الجماهير والتلاعب بهم وتضليلهم، من خلال دراسة ظاهرة المصفقاتية والهتيفة، وظاهرة المصفق المأجور والتصفيق القهري والتصفيق المعد سلفًا. وهو ما فتح الباب أمام مناقشة العلاقة بين التصفيق والحرية من ناحية، والتصفيق والكلمة من ناحية ثانية، والتصفيق والفعل من ناحية ثالثة.
وقد حاول الكتاب البرهنة على أن مشروع الحوار مع الغرب إنما هو مشروع معرفي بقدر ما هو مشروع سياسي أو اجتماعي، فهذا الحوار لكى يحقق الأهداف المرجوة منه يحتاج إلى معرفة تفصيلية شاملة وعميقة بالسمات الاجتماعية والثقافية والسياسية والعقائدية والاقتصادية والديموغرافية للآخر المتحاور معه، ومعرفة موازية لاتقل تفصيلاً وعمقاً وشمولاً عن الذات، ومعرفة مماثلة بأهداف الحوار ووسائله وأدواته ومناهجه وعوامل تحفيزه أو إعاقته.
كما يسعى الكتاب إلى الوصول إلى فهم عميق وشامل للعوامل اللغوية والاتصالية والبلاغية التي تؤثر في التواصل بين الثقافتين العربية والغربية. ويقوم في سبيل تحقيق ذلك بتتبع الخصائص اللغوية والبلاغية والاتصالية للثقافتين العربية والغربية، كما يقارن بينها، ويستكشف الآثار الإيجابية أو السلبية التي قد يُحدثها اختلاف هذه الخصائص في التواصل الحالي أو المستقبلي بين العرب والغرب.
وتضمن الكتاب عرضاً نقدياً للدراسات العربية المنجزة حول موضوعه فبين أن الجدل والحوار والمناظرة من الموضوعات التي حظيت ببعض عناية العرب القدماء في عصرهم الذهبي، ويكشف عن هذا الاهتمام الكتب العديدة التي وصلت إلينا، والتي اختصت بدراسته وإرساء تقاليده ووضع أطر لقواعده وأخلاقياته، مثل كتاب المعونة في الجدل لأبي إسحاق إبراهيم الفيروزآبادي، وكتاب علم الجذل في علم الجدل لنجم الدين الطوفي الحنبلي، إضافة إلى شروح كتاب أرسطو في الجدل، كما بين أن كتاب تاريخ الجدل للشيخ محمد أبو زهرة، ثم يدرس الكتاب السياق التاريخي والسياسي الذي نشأت فيه فكرة التواصل العربي-الغربي.
كما يتعرض بإيجاز لغايات هذا التواصل وكيفياته وأنواعه وطبيعة المشاركين فيه. في حين يناقش بالتفصيل دور اللغة بشكل عام في التواصل مع الغرب؛ من حيث هي أداة للحوار من ناحية، وأداة لتشكيل الثقافات المتحاورة من ناحية أخرى. ويتناول بعض جوانب العلاقة بين اللغة والفكر والمجتمع التي تخص الحوار العربي- الغربي.
ويبن الكاتب أن الاتصال بين الأفراد أو الثقافات قد يكون بواسطة الكتابة أو المشافهة، والاتصال الشفاهي قد يكون بواسطة اللغة أو العلامات غير اللفظية، مثل الإشارة والإيماءة وحركة الجسد والرموز والصور.
ونظراً للتمايز الكبير بين كلا الشكلين من الاتصال فقد أسهب الكاتب في تناول الاتصال بالكتابة والاتصال بالمشافهة، استناداً إلى خصوصية الحقل المعرفي الذي يدرسه، والمناهج التي يستخدمها. كما تناول التواصل مع الغرب من منظور بلاغي؛ ويعالج تأثير اختلاف الأنماط البلاغية للثقافتين العربية والغربية على الاتصال الكتابي بينهما.
ويتم فيه اقتراح بعض الإجراءات التي قد تؤدي إلى تحييد الأثر السلبي لهذا الاختلاف أو تقليله من ناحية، وتدعيم الأثر الإيجابي من ناحية أخرى. كما يستند الكاتب في هذا إلى زخم من الكتابات الأكاديمية التي أُنتجت على مدار العقود الأربعة الأخيرة في إطار البلاغة التقابلية وتطويراتها فيما يُعرف بالبلاغة بين الثقافي. وهي حقل معرفي معني بالمقارنة بين أساليب ونظم اللغة المكتوبة في لغات وثقافات مختلفة.
كما تناول خطوات الاتصال الشفاهي بين العرب والغرب، ودرس تأثير اختلاف الثقافتين العربية والغربية على دلالة العناصر غير اللغوية مثل الإشارات والأصوات والحركات..إلخ، وعلى طرق استخدامها، وأثر ذلك على التواصل بينهما سلباً أو إيجاباً.
وفي سياق ذلك تقدّم الدراسة اقتراحات وتوصيات لتقليل الأثر السلبي الذي قد تمارسه هذه الاختلافات الثقافية على التواصل القائم أو المتوقع بين العرب والغرب، وتعزيز الأثر الإيجابي لهذه الاختلافات.
يقدم الفصل الأول من الكتاب تأريخًا موجزًا للخطابة السياسية في مصر في القرن العشرين وأوائل القرن الحادي العشرين؛ يستعرض خصائص الخطابة في العصرين الملكي والجمهوري ويقارن بينهما؛ مركزًا على أثر تغير نوعية جمهور الخطب السياسية، وتغير الوسائط التي يتم نقل الخطب بواسطتها في تغير الخطابة السياسية. ثمَّ يوضح العلاقة بين الخطابة والحياة السياسية والاجتماعية في مصر على نحو عام، والعلاقة بين الحراك السياسي وازدهار الخطابة السياسية على نحو خاص. وفي سياق ذلك تُصاغ بشكل موجز بعض الملامح المميزة للأسلوب الخطابي لأهم الخطباء المصريين في العصر الحديث.
يدرس الفصل الثاني استجابات الجمهور في واحدة من أشهر الخطب في القرن الحادي والعشرين، هي الخطبة التي ألقاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعالم الإسلامي، واختار جامعة القاهرة منبرًا لها. وأركز في هذا الفصل على التعليقات المكتوبة التي سجلتها شريحة من المستمعين للخطبة عبر الإنترنت. وأستخدم في هذا التحليل إجراءات تحليل وأفكار مستمدة من بلاغة الجمهور.
يختص الفصل الثالث بدراسة عملية تأليف الخطب السياسية، وهي ظاهرة لم تنل ما تستحقه من الدراسة والاهتمام حتى الآن. يكشف الفصل عن الدور الذي قام به كُتَّاب الخطب التي ألقاها عبد الناصر والسادات ومبارك في صياغة شكل الحكم والسياسة المصرية على مدار ستين عامًا. كما تُدرس أشكال الخلاف الذي كان يظهر أثناء عملية الكتابة بين كُتَّاب الخطب والحكام؛ وكيفية التعامل معه، وتأثيره على الخطابة السياسية في ذلك العصر. ويتضمن الكتاب إضافة إلى قائمة المصادر والمراجع ملحقًا يحتوي مختارات مكتوبة من خطب بعض أهم السياسيين المصريين، ومقتطفات من أهم الخطب التي دُرست فيه.
بلاغة الجمهور ...المفاهيم والتطبيقات
تحرير: د. صلاح حاوي، ود. عبد الوهاب صديقي
نشر دار شهريار، العراق
يشهد العالم المعاصر تحولات جذرية في أشكال التواصل العمومي. وقد استجابت بعض العلوم الإنسانية لهذه التحولات، من خلال اقتراح أفكار، أو نظريات، أو منهجيات معرفية جديدة. ويُعدُّ توجه "بلاغة الجمهور"، الذي أسسه الأكاديمي المصري د. عماد عبد اللطيف، استجابة علمية لظاهرة تزايد أهمية الجمهور في التواصل المعاصر. ويسعى هذا الحقل المعرفي إلى دراسة العلاقة بين بناء الخطاب، وأدائه، وتداوله من ناحية، واستجابات الجمهور الفعلية له من ناحية أخرى. وقد تزايد الاهتمام الأكاديمي ببلاغة الجمهور في العالم العربي خلال العقد الماضي، وأحد علامات هذا الاهتمام هو صدور كتاب "بلاغة الجمهور: مفاهيم وتطبيقات"، عن دار نشر شهريار العراقية. والكتاب حرره الناقد العراقي الدكتور صلاح علي حاوي، والباحث المغربي الدكتور عبد الوهاب صديقي، ويتضمن أربع عشرة دراسة لباحثين متخصصين في تحليل الخطاب، واللسانيات، والبلاغة الجديدة، قدّموا فيها المفاهيم الأساسية لبلاغة الجمهور، ومنهجيات تحليلها، وأمثلة تفصيلية لتطبيقها على الخطاب الاجتماعي، والسياسي، والديني، والأدبي، والإعلامي.
يسعى كتاب "بلاغة الجمهور" إلى تقديم إضافة جذرية إلى البلاغة العربية المعاصرة؛ إذ يستكشف آفاقًا جديدة للعلاقة بين البلاغة ونظريات التلقي، والتواصل، وتحليل الخطاب. كما يُطوّر مداخل منهجية، وتطبيقات دقيقة مبسطة، لدراسة كمٍّ وافر من الاستجابات الجماهيرية على أعمال روائية، وسير شعبية، وخطب سياسية، ووعظ ديني، وتعليقات فيسبوك، وغيرها؛ وذلك بهدف تعبيد الطريق أمام الباحثين الراغبين في ارتياد أفق بلاغي جديد، يُعنى باستجابات الجمهور في الفضاءات العمومية.
An entry on Yousuf Idreas, published in Oxford Dictionary on African Biography.
The data is drawn from viewers’ comments on two different YouTube videos of a famous political debate in the Arab world, which took place between two candidates in the first stage of the 2012 presidential elections in Egypt: Mr Amr Moussa and Dr Abd al-Munᶜim Abu al- Futūḥ. They were the two most likely candidates to win the presidential race according to several opinion polls at the time . The first candidate is a liberal; he served as minister of foreign affairs for a period under Mubarak, and was the general secretary of the Arab League prior to running for president. The second candidate is a physician and an activist commonly pegged as an Islamist, having left the Muslim Brotherhood shortly before joining the presidential race.
The two videos were broadcasted on YouTube on the 10th of May 2012. The comments studied belong to the period from May 2012 to May 2014 when the videos had reached 473, 860 views and received 4,886 written comments which make up the dataset of this study . This body of comments was chosen due to the sheer size of the dataset and that the majority of comments were produced as the event was being broadcasted, which guarantees a high degree of spontaneity. Studying viewers’ comments on the only presidential debate in Egypt’s modern history could shed more light on everyday discourses written in cyberspace. This is an important trend in the study of written CMC (Rowe & Wyss, 2009), no less important than an older trend which is concerned with the study of aspects of literary works in cyberspace such as hyperlinks, the dominance of images, electronic books, and interactive fiction (Bolter, 2001). I will focus in my analysis on the prevalence of written profanity in the viewers’ comments. First, however, I will discuss how CMC has affected writing practices in the Arab world.
يكشف تحليل الأغاني عن تنوع وظائف الطعام بوصفه رمزًا هوياتيًا، فقد وظِّف الفول في إنتاج هويَّات جمعية حينًا وقُطْرية حينًا آخر، كذلك استُعمل أداةً لتسكين التطلعات الطبقية، وتعزيز الصراعات بينها في سياقات أخرى. يوصي البحث بإنجاز دراسات مستقبلية حول العلاقة بين الطعام والهوية في خطابات شعبية أخرى
Abstract
This article suggests a research subfield that studies the rhetoric of audiences in literary works. The suggested subfield tackles the responses made by audiences in literary fiction works such as short stories, novels, plays, epics, etc. This subfield provides a new perspective to literary fiction that enables a revisiting to a huge data of classical and modern works through investigating the individual and collective responses to oppressing and liberating discourses. It, also, explores the relation between the responses of fictional characters in literary writings and the real ones in the real world. The article combines two sections. The theoretical one introduces the proposed subfield: its scope, goals, research questions and academic importance. The second analytical section explores the rhetorical responses in an Arabic short story collection by Mohamed Al-Makhzanjy entitled ‘Sayyad AlNaseem’. I analyze the characters (non0 rhetorical responses to the discourse of oppression in five short stories to investigate their production processes, discursive structures, forms and impacts.
يقدم المقال تصورًا لتحويل الخطاب العام العربي من خطاب نهضة إلى خطاب استنهاض؛ أي تحويله من خطاب يُبشر بحلم التغيير والتقدم والتطوير إلى خطاب يُساعد في إنجاز هذا التغيير والتقدم والتطوير.
This article explores the discursive obstacles of development in the Arab world. It answers two questions: (1) what are the discursive problems and obstacles that face Arab development? (2) How Arabs can deal with them. The article claims that changing the discursive condition in the Arab world enhances its progress. It identifies seven discursive obstacles: word wars, hate speech, credibility gap, propaganda, discursive discrimination and exclusion, hatred of history, and discursive tyranny.
كلمات مفاتيح:
التلاعب، الخطاب، التحليل النقدي للخطاب، بلاغة الجمهور، العالم العربي
Studying manipulation in the Arab discourse: A concise overview
This brief article aims to provide an overview of the study of manipulation and discourse in the Arab context. The article traces the lexical meanings of the word "تلاعب" in Arabic, and compares it with its English counterpart "manipulation". It examines the two opposite facets of the relationship between discourse and manipulation: manipulative anti-manipulative discourses. The article highlights the importance of studying the discursive aspects of manipulation in the age of mass manipulation in the Arab world and identifies four paths to study them. It also suggests a methodology that combines Critical Discourse Analysis with the rhetorical empowerment of audiences.
Keywords:
Manipulation, discourse, critical discourse analysis, the rhetorical empowerment of Audiences, the Arab world
لإنجاز الأهداف السابقة يقوم البحث بصياغة مفهوم للنقد بوصفه فعلاً، فاحصًا جذور المصطلح في اللغتين العربية واللاتينية، التي مثلت جذرًا للاستعمالات الحديثة له في الفلسفة الغربية تحديدًا. يبرهن فحص الدلالات المعجمية للجذور المستعملة في الدلالة على النقد على أن ممارسة النقد كانت تعني إنجاز أفعال مادية ملموسة، استنادًا إلى أفعال التمييز والتقييم. كما يدعم تصور النقد بوصفه فعلا بوساطة الإفادة من مقاربات معاصرة للنقد، مثل مقاربة فوكو التي تنظر إلى النقد بوصفه فضيلة، وتصور هابرماس للفعل النقدي، ويربط هذين التصورين بإدراك بلاغة الجمهور لهويتها الذاتية، قبل أن ينتقل إلى فحص ما تقدمه بلاغة الجمهور للمعارف النقدية الراهنة. وينقسم البحث، من ثمَّ، إلى جزأين؛ يبلور أولهما هوية للنقد بوصفه فعلا، وخطابًا، وفضيلة. ويحدد الثاني موقع بلاغة الجمهور من حزمة المعارف النقدية عند هابرماس، منطلقًا إلى نقد تقسيمه للمعارف إلى تقنية وتأويلية ونقدية. علاوة على استكشاف خصوصيات الممارسة النقدية لبلاغة الجمهور مقارنة بالتحليل الناقد للخطاب.
الكلمات المفاتيح: تجديد البلاغة، البلاغة العربية، أمين الخولي، فن القول، الرومانسية، القومية العربية
Abstract:
The renovation projects of Arabic rhetoric started as early as mid of the eighteenth century. Those projects varied in their widespread, impact, and survival. Al-Kholy’s renovation project was one of the most influential projects in the first half of the twentieth century. This article investigates the social and political effects on Al-Kholy’s project. It argues that the transfer from royal semi-democratic ruling before 1952 to a semi-authoritarian republic regime hit badly Al-Kholy ideas on the rhetorical renovation. This transfer was accompanied by other changes such as the rise of Arab national ideology, the domination of social theories of literature, and the fading of romanticism. The article argues that these changes collapsed the political, social, and intellectual bases of Al-Kholy’s project. The articles investigates also the modern and contemporary readings of Al-Kholys project.
This article investigates the goals of Amin Al-Kholys’ rhetorical project as well as its motivations and influential factors. The article argues that Al-Kholy’s project has been overwhelmingly affected by the academic and cultural contexts in the early decades of twentieth centuries. It studies the main goals of Al-Kholy’s project, particularly his endeavors to enhance the relation between rhetoric and society as well as his moves towards establishing an Egyptian local rhetoric. The article also tackles the most three influential factors on Al-Khloly’s projects; the Egyptian Nahda project, national ideology and western direct and indirect intellectual effects.
لتحقيق هذا الهدف أقدم للقارئ العربي ستة توجهات أساسية، ربما تُمثّل بعض أهم التوجهات في البلاغة المعاصرة. أعرض في كل توجه لأسسه النظرية، وموضوعات البحث فيه، ومنهجياته أو أطره التحليلية. سوف أسعى على وجه التحديد للإجابة عن سؤالين أساسيين، هما: (1) ما الذي يميز كل توجه من هذه التوجهات البلاغية الستة؛ (2) ما الذي يمكن أن يُفيده الباحث العربي من كل توجه منها؟ وأختتم تقديمي لكل توجه بقائمة من موضوعات البحث التي يمكن للباحثين العرب القيام بها. وتعظيمًا من فائدة هذا المدخل الموجه للباحثين العرب؛ ذيلتُ عرضي لكل توجه بقائمة محدودة من الكتب الأساسية فيه، بهدف تيسير الأمر على الباحثين الراغبين في التواصل المباشر مع الأعمال المؤسّسة لهذه التوجهات.
Abstract:
This article aims at presenting a panoramic scene of the status que of rhetoric in the Anglo-Saxon world from 1980 to 2015. The goal is to make the Arab reader acquainted with the contemporary approaches and methodologies in rhetoric and enhance the possibilities of making use of these contributions in the Arab rhetorical studies.
To achieve this goal, I introduce six contemporary rhetorical approaches to the Arab readers. I show the theoretical foundations of each approach, its research topics and analytical frameworks. In particular, I try to reply two main questions: (1) what are the core contributions of each approach; (2) How the Arab rhetoricians could benefit from it? I conclude with a list of the topics that Arab researchers may work on and a very short list of further readings.
للإجابة عن هذه الأسئلة، يُعالِج البحثُ ثلاث مسائل أساسية؛ المسألة الأولى تخص الخبرات القديمة المتعلقة بأساليب تدريس البلاغة في البلاغات القديمة ومنهجياته؛ وتحديدًا البلاغات المصريّة، والصينية، واليونانيّة، والعربيّة. ثم ينتقل، ثانيًا، إلى تحليل واقع تدريس البلاغة الراهن في العالم العربي الحديث والمعاصر، وتشمل مقررات تدريس البلاغة، وطرق تدريسها، استنادًا إلى نتائج استبيان ميداني، وفحص مدقق لمعظم كتب تدريسها. وأخيرًا، يُقدِّم تصورًا لبلاغة المستقبل؛ يتضمن تحديدًا لأهداف تدريسها، وطرق التدريس، ومحتوى التدريس، وتوزيعه.
ظهرت بلاغة الجمهور منذ نحو خمس عشرة عامًا، مستهدفة دراسة الاستجابات الفعلية التي يُنتجها الجمهور في فضاءات التواصل العام، من زاوية علاقتها ببناء الخطاب الذي تستجيب له. واستهدفتْ سد فجوة في دراسات البلاغة خصوصًا، والعلوم الإنسانية المعنية بالخطابات الجماهيرية عمومًا. ومنذ نشر المقال المؤسس لبلاغة الجمهور في عام 2005، بعنوان (بلاغة المخاطَب: البلاغة العربية من إنتاج الخطاب السلطوي إلى مقاومته) تنضم أعداد متزايدة من الباحثين لهذا الحقل المعرفي متعدد التخصصات.
وسعيًا لترسيخ سمعة أكاديمية مرموقة، حرصتْ المجلة على طرح استكتاب عام للمشاركة في ملف بلاغة الجمهور، وتحكيم كل البحوث التي وصلتْ إليها تحكيمًا علميًا سريًا، بهدف ضمان الجودة الأكاديمية. وتفخر المجلة بأن البحوث التي يتضمنها هذا الملف تتسم بمستوى راقي من الأصالة والإبداع.
تعالج البحوث التي يتضمنها هذا الملف أنواعًا شتى من الخطابات. ويُعدُّ بحث (الخصائص الجمالية لاستجابة الجمهور لشعر محمود درويش) للدكتورة امتنان الصمادي أول تطبيق لبلاغة الجمهور في حقل دراسات الشعر العربي، ويتخذ من استجابات الجمهور لمختارات من أشعار محمود درويش مادة له. ويطور بحث (بلاغة الجمهور في الخطبة السياسية: من الفعل الخِطابي إلى فعل الاستجابة) للدكتور محمد يطاوي سبلا لدراسة بلاغة جمهور الخطاب السياسي، متخذًا من تعليقات الجمهور على الخطابة السياسية مادة للتحليل. أما بحث (الخطاب الإعلامي: دراسة لغوية في ضوء نظرية بلاغة الجمهور) للدكتورة هدى عبد الغني إبراهيم الباز، فيتخذ من بلاغة الجمهور منظورًا للإطلال على الخطاب الإعلامي حول حدث اجتماعي مؤثر في أوائل القرن الماضي، هو الخلاف بشأن زواج الشيخ علي يوسف من السيدة صفية السادات.
تحظى الرواية باهتمام كبير في إطار بلاغة الجمهور. وقد تضمن الملف بحثين لمقاربة خطابات جمهور الرواية. فقد تناول بحث (تنوّع استجابات الجمهور في مواقع تقييم الكتب: قودريدز وأبجد أنموذجًا) للدكتورة صيته العذبة تعليقات الجمهور على رواية"أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، ورواية "ساق البامبو" لسعود السنعوسي. أما بحث (الاستجابة البليغة للرواية) للدكتورة د. صباح اليازغي، فيدرس استجابات جمهور رواية مصائر لربعي المدهون.
يختتم الملف ببحثين يعالجان أبعادًا نظرية في بلاغة الجمهور. يُعنى بحث ("بلاغة الجمهور": الإشكاليات المعرفية والمنهجية وحدود التأصيل) للدكتور رامي أبو شهاب، بتقديم عرض نقدي لكتاب (بلاغة الجمهور)، مركزًا على العلاقة بين النظرية والتطبيق. أما كتاب (مفهوم الجمهور بين البلاغة العامة وبلاغة الجمهور) فيتناول موقع بلاغة الجمهور في إطار البلاغة العامة.
1. ما أشكال العلاقة بين السرديات الكبرى والصغرى في المتن الروائي المدروس؟
2. ما أثر التقنيات البلاغية والسردية في المعالجة الروائية للسرديات الكبرى، وبخاصة سرديات الحروب؟
يوظف البحث عُدّة منهجية متنوعة للإجابة عن هذين السؤالين، تُستمدُ بالأساس من حقول التحليل البلاغي والسرديات وتحليل الخطاب. ويدرس تحديدًا أربعة أنواع من تمثيل السرديات الكبرى، هي:
1) تمثيلات الحرب الأهلية: بلاغة الكذب في رواية "مدائن الالتهاب".
2) تمثيلات الهزائم الوطنية: جدلية التاريخ والأسطورة في رواية "رجل من زمن منعكس".
3) تمثيلات الاحتلال العسكري: الذاكرة بوصفها مقاومةً في رواية "دوامة الرحيل".
4) تمثيلات التمييز: عقدة اللون وسرديات ما بعد العبودية في رواية "جارية".
قد يكون من الصعب تتبع بدايات حركة التأريخ لعلم البلاغة، لا سيما بالنظر إلى تعدد أشكال كتابته. فإذا نظرنا إلى تاريخ العلم بوصفه كل المساهمات التي تَتَتبَّع تاريخ موضوع من موضوعات العلم، أو مفهومًا من مفاهيمه، أو مصطلحًا من مصطلحاته، أو مقاربة من مقارباته، وتكشف مظاهر تطورها، والعوامل المؤثرة فيه، جزئيًا أو كليًا، فإن كل عمل بلاغي يعرض تاريخ البحث في موضوعه هو جزء من تاريخ علم البلاغة. ومن ثمَّ، يمكن العودة بتأريخ علم البلاغة إلى الكتابات العربية الأولى فيه، لا سيما كتابات الجاحظ (ت255هـ) الذي عُني بسرد شطر من هذا التاريخ في كتابه المؤسّس "البيان والتبيُّن" .
أما إذا نظرنا إلى تاريخ علم البلاغة على أنه فحص شامل دقيق لنشأته وتطوره عبر التاريخ، وتحقيبه، واستكشاف الخصائص المشتركة في أعماله، والعوامل المؤثرة في حركته عبر الزمن، ومآلاته، فإن ظهور مثل هذه التأريخات قد يكون حديثًا للغاية، وقد نعدُّ بحث طه حسين "البيان العربي من الجاحظ إلى عبدالقاهر " الإسهام المبكر الأكثر تحقيقًا لهذا المفهوم.
يهتم هذا البحث بالمفهوم الثاني "الأشمل" لتاريخ البلاغة العربية، والذي قُدمت فيه مساهمات قيمة، تناولتْ، على مدار نحو قرن من الزمان، تطور موضوعات العلم، وتاريخ علمائه، ومسائله، وكتبه، وسياقاته...إلخ. ويسعى للإجابة – بشكل موجز - عن سؤالين رئيسين: هل نحن بحاجة إلى تاريخ جديد للبلاغة العربية؟ وكيف نكتبه؟ وللإجابة عن هذين السؤالين يقدم البحث مدخلا حول أهمية إعادة النظر في تاريخ علم البلاغة، والفجوات الراهنة في التأريخات المتاحة، وكيفية تجسيرها.
خلال الأعوام الماضية ظهرت أشكال جديدة من إخضاع الأكاديميين والمثقفين العرب تتخذ من القيود الحريرية أداة لها. فقد استطاعت بعض الأنظمة ترويض قطاعات كبيرة من المثقفين والأكاديميين العرب من المحيط إلى الخليج بواسطة أدوات إخضاع معنوية تتمثل في الجوائز، والدعوات المجانية، والنشر مدفوع الأجر، والدعاية الموجهة، والوظائف المغرية، وغيرها. وأدى اتساع هذه الممارسات إلى توسيع مفهوم حظيرة المثقفين لتشمل الباحثين أيضًا.
جذبت الوضعية المأزومة للباحثين والمثقفين العرب في مجتمعاتهم اهتمام الدارسين، وحصدت علاقة المثقف والباحث بالسلطة عناية ملموسة بسبب التشوهات الجذرية التي تعتريها. أُقدِّم في هذا المقال مراجعة نقدية لواحد من الأعمال المهمة المنشورة مؤخرًا حول المثقف والسلطة في العالم العربي. وعلاوة على الدخول في نقاش مع محتوى الكتاب، فإنني أسعى إلى الانطلاق منه لإلقاء بعض الضوء على العلاقة بين الجامعة والسلطة، تركيزًا على حقل العلوم الإنسانية تحديدًا.
تحتاج هذه الفترة المهمة من فترات النشاط البلاغي العربي إلى دراسة فاحصة، خاصة في ضوء صعود البلاغة مرة أخرى لتحتل مكانة مهمة في خريطة المعارف الإنسانية، وفي ضوء اكتشاف دراسات بلاغية مهمة لم تحظ باهتمام الدارسين. والورقة المقترحة تأخذ على عاتقها تحليل مواقف مجددو البلاغة في النصف الأول من القرن العشرين من التراث البلاغي القديم، وتأثير السياقات الاجتماعية والثقافية في توجيه قراءاتهم لهذا التراث، والكشف عن الفجوات والتناقضات والتأويلات المفرطة التي انطوت عليها. ويسعى البحث إلى دراسة السياق الاجتماعي والثقافي للقراءات المتنوعة للتراث البلاغي، والمنطلقات التي تستند إليها، والأهداف التي تبتغيها، مستكشفًا أدواتها ومنهجياتها. كما يطمح إلى تحليل التصورات التي أسستها هذه القراءات لماهية البلاغة العربية ووظائفها. كذلك يُقدم نقدًا لهذه القراءات، وتتبعًا لمآلاتها وامتداداتها وتأثيراتها في الدرس البلاغي العربي في النصف الثاني من القرن العشرين، وأوائل القرن الحادي والعشرين.
يتيح الحكي الشعبي إمكانية استكشاف طرق الصياغة المجازية للعلاقة بين الإنسان والسلطة. وذلك من خلال الكشف عما إذا كانت الحكايات المعنية بتمثيل هذه العلاقة بين تتسم بخصائص بلاغية مميزة، وتتأثر بتراث هائل يُمثل ذخيرة خطابية فاعلة في تشكيل التوجهات نحو السلطة؛ خاصة توجهاته نحو التعبير عن علاقته بها، أو وصفها أو نقدها.
مثل هذا البحث يمكن أن يكون معنيًا بالإجابة عن أسئلة محددة مثل: كيف يصوغ الحكاء العربي علاقته بالسلطة جماليًا؟ ما التقنيات البلاغية التي يستخدمها؟ وما درجة شيوع استخدامه لها؟ هل يلجأ إلى التقنيات البلاغية للمراوغة مثل التورية والاستعارة والتمثيل الكنائي والرمز ..إلخ؟ وكيف يوظف هذه التقنيات البلاغية في التعبير عن رفضه للسلطة أو مقاومتها؟ وهل يكشف استخدام الحكاء لخصائص بلاغية بعينها عن ميله إلى مهادنة السلطة والرضوخ لها أو تبرير أفعالها والتوحد معها؟ وبشكل عام، ما الذي يقوله لنا التحليل البلاغي للحكي الشعبي عن موقف الإنسان من السلطة، وعن كيفية تعبيره عن هذا الموقف؟
سوف توفر الإجابة عن هذه الأسئلة معرفة أساسية نحتاجها في محاولة الإجابة عن أسئلة أكثر عمومية أهمها: ما الذي يؤسس بلاغة الحكي الشعبي المعني بالعلاقة بين المواطن والسلطة؟ هل يمكن الوقوف على "تحولات" في بلاغة هذا الحكي نتيجة تعرض المصري المعاصر لأشكال جديدة من الحكي مثل الدراما التليفزيونية والإذاعية وأفلام السينما..إلخ؟ ما هذه التحولات؟ وما دلالتها؟ وما مدى تأثيرها؟ هل يمكن إعادة صياغة العلاقة بينهما بواسطة حكي جديد وبلاغة جديدة؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟ وسوف أحاول في هذه الورقة الإجابة عن بعض هذه التساؤلات، من خلال طرح مجموعة من الأفكار الأولية التي آمل أن يتم بلورتها في بحث أوسع لاحقًا .
لقد اهتمت بحوث محدودة بدراسة العلاقة بين المكونات البلاغية للخطاب، واستراتيجيات أدائه الخطابي من ناحية واستجابات الجمهور من ناحية أخرى. وبرهنت هذه البحوث على أن الاستجابات الاستحسانية التي يُنتجها الجمهور لا تتأثر بمحتوى الخطبة ومعانيها ودلالاتها والقرارات التي تقدمها والمواقف السياسية التي تروجها فحسب، بل إنها تتأثر - ربما بدرجة أكبر - بطرق تشكل النص وآدائه. وظهر مصطلح "الفخاخ البلاغية" للإشارة إلى مجموعة من التقنيات أو الحيل أو الأساليب اللغوية والبلاغية التي يتم تصميمها لاصطياد استجابات الاستحسان من الجمهور. غالبًا ما تعمل هذه الفخاخ بشكل غير مباشر، ودون وعي من الجمهور. كما أنها تتكون من مزيج ممَّا يُعرف بفخاخ التصفيق claptraps مثل القوائم ثلاثية الأجزاء three- part lists والثنائيات المتقابلة contrastive pairs، إضافة إلى فخاخ صوتية مثل النبر والتنغيم، وفخاخ الأدائية مثل حركات الجسد واليدين.
تقوم الفخاخ البلاغية بدفع الجمهور إلى إنتاج استجابات استحسانية بشكل خفي. فالسياسيون عادة ما يُضمرون رغبتهم في هذه الاستجابات، ويتحرزون من طلبها بشكل مباشر من الجمهور، على الرغم من حرصهم الشديد على اصطياد هذه الاستجابات وتحفيزها. ومن هذه الزاوية، فإن الفخاخ البلاغية تُعد مثالاً دالاً على كيفية تُنتج حزم من الظواهر البلاغية والأدائية لتأثيرات واستجابات من المتلقين.
يدرس هذا البحث الفخاخ البلاغية في عينة من الخطب، محاولاً الكشف عن العلاقة بين الصياغات البلاغية للخطب وطرق أدائها من ناحية، وطبيعة استجابات الجماهير لها من ناحية أخرى. كما يُقدم توصيفًا للوظائف التي تسعى استجابات الجماهير لإنجازها، والكيفية التي تقوم من خلالها بالفعل بإنجازها. وكذلك يرصد الطرق المختلفة التي يستخدمها الخطباء السياسيون لحث الجمهور على إظهار استجابات استحسانية. إضافة إلى مناقشة الدور الذي تقوم به استجابات الجماهير في تدعيم سلطة الخطباء السياسيين أو مقاومتها.
وقد تناولت المؤلفة بالتحليل على مدى ثلاثة فصول دور الاستعارة في مجموعة نصوص وأنواع تنتمي إلى أربعة حقول واسعة للأنشطة الاجتماعية - الثقافية: هي الأدب في الفصل الثاني، والسياسة في الفصل الثالث، والعلم والتربية في الفصل الرابع وقد بدأ كل من هذه الفصول بتحليل مثال تمهيدي، تبعه موجز عام لاستخدامات الاستعارة ووظائفها في نصوص وأنواع مرتبطة في هذا الحقل الاجتماعي - الثقافي. وينتهي كل فصل بدراستي حالة، هما على وجه التحديد تحليل ممتد لنصوص محددة (مثل منشور سياسى) أو تحليل لنصوص استعارية معينة تتضمن العديد من النصوص (مثل استخدام استعارة "خارطة الطريق" في علاقتها بالصراع العربي – الفلسطيني).
ويوسع الفصل الخامس المناقشة لتشمل دور الاستعارة في أنواع وخطابات أخرى، ويحتوي على دراستي حالة إضافيتين، في حين يركز الفصل السادس تحديدًا على استخدام تقنيات معتمدة على المدونة في دراسة الاستعارة، وينتهي بدراسة حالة تشرح بعض تلك التقنيات وتأتي الخاتمة لتقدم نتائج الكتاب ككل.
يؤكد الكتاب على أن الاستعارة ظاهرة لغوية متغلغلة في النشاط اللفظي البشري، وهي تمثل في الوقت الراهن أكثر الظواهر اللغوية خضوعًا للدراسة في إطار الدراسات اللغوية بوجه خاص والدراسات الاجتماعية والإنسانية بشكل عام، وقد تحولت دراسات الاستعارة بالفعل على مدى العقود الثلاثة الماضية إلى حقل بيني تتشارك فيه علوم اللغة بفروعها المختلفة وعلوم الأدب والبلاغة والفلسفة وعلم النفس والاجتماع والسياسة والقانون والاتصال، وكان ذلك متبوعًا –أو مصحوبا– بتطور هائل في مناهج دراستها والنظريات المفسرة لعملها.
الكتاب يعد من أبرز الإسهامات الأكاديمية في نهر دراسة الاستعارة، فهذا الكتاب يدرس الاستعارة في معظم الخطابات العامة المعاصرة مثل الخطاب الأدبي والسياسي والإعلامي والتعليمي والعلمي والاقتصادي، كما أنه يدمج بين مدخلين مهمين لدراسة الاستعارة، هما نظرية المفاهيم الاستعارية والنظرية الأحدث التي تطورت في العقد الأخير وهي نظرية المزج الاستعاري.
بالنظر إلى مثل هذه الخطب سوف أحاجج بأن استكشاف ما تقوله الخطبة أقل إفادة من استكشاف ما تفعله؛ أقصد الوظائف الاجتماعية أو السياسية أو غيرها من الوظائف التي تقوم الخطبة بأدائها لهؤلاء المنخرطين في إنتاجها. سوف أوضح أن بناء الهوية العامة في الخطاب العام حول الديمقراطية في مصر المعاصرة، والتفاوض حول علاقات السلطة (مثل وضع الخصوم والحلفاء المحليين والأجانب وجهًا لوجه) يأتي في صدر قائمة الوظائف التي تؤديها الخطب. ومن ثمَّ فإن الأسئلة المفتاحية هي: ما الذي يفعله مثال محدد من الخطاب حول الديمقراطية بالنسبة لجماعة البشر التي تكمن خلفه؟ وكيف يتم إنجاز هذه الوظائف على المستوى اللغوي؟
لقد حاولتُ –بواسطة توظيف فهم اجتماعي للغة مأخوذ من أعمال السيميائي الروسي باختين وعالم اللغة رون سكولون- أن أرى كيف ينجز الخطاب أهدافًا اجتماعية تفاعلية، وكيف تترابط شواهد الخطاب مع بعضها البعض؛ فكما يقول باختين فإن المتكلم (أو الكاتب) "لا يزعج صمت الكون الأبدي"، وبالأحرى فإن كل شاهد للخطاب هو حلقة في سلسلة مترابطة من الشواهد . تحولت إلى دراسة شواهد الخطاب المختارة دراسة لغويةً، بعد أن درست السياق الاجتماعي الذي أُنتجت فيه. لقد قررت استنادًا إلى أعمال ويلسون وبيليج وعلماء لغة آخرين أن أركز على أشياء صغيرة مثل استخدام الضمائر وأدوات التعريف لكي أوضح الفائدة الكبرى التي يمكن أن نجنيها في فهم ما يحدث في نص ما. وآمل أنني سأكشف ما تطلق عليه تانن أسباب إثارة اندهاش الجمهور“the aha factor” من خلال تحليل ما يشعر به فعلا متلقو الخطاب –سواء أكانوا لغويين أم علماء سياسة أم متخصصين في حقل الشرق الأوسط- على نحو ضمني لكنهم غير قادرين على التعبير عنه بدقة تامة.
للمنهجية التي سأقوم بشرحها مستويان؛ مستوى اجتماعي/إثنوغرافي يستكشف السياق التفاعلي الذي أُنتج فيه الخطاب، ومستوى لغوي يستكشف أدوات لغوية محددة تمَّ توظيفها في الخطاب. سوف أحاول بتطبيق هذه المنهجية أن أجيب عن الأسئلة الآتية: ما الوظائف الاجتماعية والسياسية التي يحققها الكلام حول الديمقراطية للفاعلين السياسيين المتنوعين على المسرح السياسي المصري؟ وما الآثار اللغوية الدالة على هذه الوظائف، والتي يستطيع المرء اقتفاء أثرها في شواهد الخطاب حول الديمقراطية؟"
هذه الطبعة الجديدة تم تحديثها بالكامل، وتضمنت مدخلا يصور سياق تطور المقاربات المختلفة للتحليل النقدي للخطاب، وفصلين جديدين عن «الفاعلين الاجتماعيين» واستخدام علم لغة المدونات فى التحليل النقدي للخطاب.
لقد قدَّم المحرران إسهام الخبراء في هذا المجال. هؤلاء الخبراء يقدِّم كل منهم مقاربته الخاصة في إطار التحليل النقدي للخطاب. ويقدمون أمثلة لذلك على مدار الكتاب، من خلال استخدام أدوات وإجراءات مختلفة في تحليل كثير من الأنواع والنصوص المكتوبة حول عديد من الموضوعات؛ مثل الاحتباس الحراري، والقيادة الإدارية، والعولمة.
هذا الكتاب سوف يكون محط اهتمام الطلاب والباحثين في مجال اللغويات، وعلم الاجتماع، والسياسة، ودراسات الإعلام، ودراسات إدارة الأعمال، وعلم النفس، والمهتمين بالاتجاهات البينية في التعامل مع المشاكل الاجتماعية.
أولاً: العنصرية: وعلى وجه التحديد، التمييز والتحيز ضد الأقليات العرقية (مثل السود والمسلمين..إلخ) وضد المهمَّشين (المرأة، الفقراء..إلخ).
ثانيًا: التلاعب السياسي: وعلى وجه التحديد، كيف تبرر الأنظمة الحاكمة عدوانها على شعوب ودول مستضعفة؟ وكيف تحاول إضفاء الشرعية على الحروب غير العادلة؛ كما هو الحال في الاحتلال الأمريكي للعراق، المدعوم من بعض الدول الغربية؟
ثالثًا: الهيمنة: وعلى وجه التحديد، كيف تُمارَس الهيمنة في فضاءات السياسة والإعلام والتربية..إلى آخره؟ وما دور الخطاب في إنجاز الهيمنة، ومقاومتها؟ وما الأدوات التي يُمكن أن تُسهم في إنتاج خطاب سياسي وإعلامي وثقافي وتربوي ..إلخ خالٍ منها؟
رابعًا: سُبل السيطرة على الخطاب: ويكرس فان دايك فصلا وعدة أجزاء من فصول أخرى لدراسة ظاهرة السيطرة على الخطاب، بواسطة السيطرة على منافذ أو مداخل الخطاب (من له حق الكلام؟ وأين؟ ومتى؟ وكيف؟)، والسيطرة على عمليات توزيع الخطاب واستهلاكه، وتوجيه التأويلات الممكنة له. كما درس على مدار خطابه، الدور الذي تمارسه النخب (السياسية والثقافية والتعليمية..إلخ)، في دعم خطابات السلطة، وفي إحكام السيطرة على الخطاب العام، بهدف خدمة الجماعات والمؤسسات المهيمنة.
كما يقدم الكتاب إسهامات نظرية مهمة، تهدف إلى تطوير العدة النظرية لدراسات الخطاب، وعلى وجه التحديد، فإن فان دايك يحاول في مقاربته للخطاب أن يوظف مفاهيم إدراكية وتفاعلية بهدف تحقيق فهم أفضل للعلاقة بين الخطاب والمجتمع. وفي إطار هذا الفهم يتوجه الاهتمام أساسًا إلى عمليات التفاعل المحيطة بالخطاب، وعمليات معالجته في الذهن. ويُعد هذا الاهتمام بالأبعاد المعرفية والتفاعلية للخطاب من أهم خصوصيات مقاربة فان دايك للخطاب، وربما يكمن وراء تسميتها بالمقاربة الاجتماعية الإدراكية (المعرفية).
لقد تصدى فان دايك عبر مقالات الكتاب إلى تحليل عدد كبير من الأنواع المكتوبة والمنطوقة. فقد درس الحوارات الشخصية، ومحادثات العمل، والمداولات البرلمانية، والخطب السياسية، وافتتاحيات الصحف، ومقالات الرأي، والتصريحات السياسية، والكتب المدرسية، والتقارير الإخبارية، وغيرها. وهو ما يضفي على كتابه ثراءً في المادة المدروسة، يوازيه ثراء في أدوات التحليل. فهو يستعين بأدوات من علوم اللغة والسيميوطيقا والبلاغة ودراسات الأدب وعلم النفس والسياسة والفلسفة وعلم الاجتماع وغيرها.
يتضمن الكتاب عشر مقالات مستقلة، نُشرت على فترات زمنية متباعدة نسبيًا. ولم يُحدث المؤلف أية تعديلات على المقالات الأصلية. وقد أدى ذلك إلى بعض المشكلات، أشار المؤلف إلى إحداها وهي تكرار عديد من الأطروحات والموضوعات بسبب تقارب انشغالات بعض المقالات؛ كما نرى في الفصول الخاصة بالخطاب والعنصرية والخطاب وإنكار العنصرية، والفصلين الخاصين بمحاولات رئيس الوزراء الأسباني الأسبق خوسيه أثنار إضفاء الشرعية على دعمه للغزو الأمريكي للعراق، عام 2003.
تنوعت النصوص العربية المدروسة بين القصة القصيرة والرواية والمسرح، وإن حظيت الرواية بالنصيب الأكبر من الدرس. تنتمي معظم النصوص المدروسة إلى العقود الثلاث الأخيرة من القرن العشرين، وهي تمثل أقطارا عربية متعددة هي مصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والمغرب وليبيا، وتصور بيئات عربية أساسية في مقدمتها بيئتي الصحراء والمدينة. تناولت أربعة من هذه الدراسات أعمالا لإبراهيم الكوني، بينما اهتمت الدراسات الأخرى بأعمال الروائي العراقي جبرا إبراهيم جبرا، والفلسطيني غسان كنفاني، والمصري جمال الغيطاني، واللبنانيتين حنان الشيخ وهدى بركات، والسوري ممدوح عدوان، والمغربي محمد شكري.
ترجع أهمية الكتاب إلى أنه يعالج موضوعا من الموضوعات المهمة في حقل النقد الأدبي، هو جماليات المكان. كما أنه يتناول بالدرس والتحليل شريحة كبيرة من أعمال الأديبات والأدباء العرب ممن قدمن وقدموا إضافات حقيقية للأدب العربي. إضافة إلى أن الكتاب قد حفل بتعدد المناهج والمقاربات المستخدمة في تحليل الأعمال القصصية والروائية والمسرحية، وهو ما قد يجعله مدخلا مناسبا للتعرف على الخريطة المعرفية لمقاربات دراسة المكان الروائي ومناهجه.
يتكون الكتاب من قسمين، ويتضمن، كما سبق القول مقالات باللغتين الإنجليزية والفرنسية. وقد قام الدكتور عماد عبد اللطيف بترجمة مقالات المؤلفين صبري حافظ وأشرف عيسى وكاثرين كوبام وشتيفن فيلد وريتشارد فان لوفن، وهي جميعًا مكتوبة بالإنجليزية، في حين قامت الدكتورة نهى أبو سديرة بترجمة بقية مقالات الكتاب وهي جميعًا مكتوبة بالفرنسية.
يتكون هذا الكتاب من تمهيد وقسمين. ناقشتُ في التمهيد أثر أفلاطون في التراث العربي من خلال الفحص المدقّق للتراث الفلسفي والبلاغي، وتتبعتُ المقولات المنسوبة إليه في مظانها المختلفة، وحاولتُ تفسير الحضور المحدود للغاية لبلاغة أفلاطون في التراث العربي. وتناولتُ في هذا التمهيد أيضًا مظاهر الاهتمام العربي المعاصر ببلاغة أفلاطون وتجلياته في الترجمة والتأليف. يُخصص القسم الأول للدراسات العربية المؤلَّفة عن بلاغة أفلاطون، ويتكون من أربعة بحوث، لثلاثة مؤلفين على نحو ما عرضنا سابقًا، تُعالج أبعادًا مختلفة من محاورات أفلاطون المعنية بالبلاغة وهي جورجياس وفيدروس ومنكسينوس والجمهورية ويوثيديموس وبروتاجوراس ومينون. أما القسم الثاني فيتضمن مقدمات وافية لمحاورات أفلاطون الثلاث المخصصة لدراسة البلاغة
التّحيّز البحثيّ قرين البحث العلميّ، لا يمكن التخلّص الكامل منه؛ لا سيّما في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة. وقد يتسبّب هذا التّحيّز البحثيّ أحيانا في أضرار هائلة على البحث العلميّ، لكنّه في أحيان أخرى، قد يكون ضروريًّا ومثمرًا. وغايتنا في هذا المقال أن نناقشَ أنواع التّحيّز وطرق التّعامل معها، متخذًين من تحليل الخطاب في السّياق العربي مثالًا.
إسهام وسائل التواصل الاجتماعي في خلق مجتمع بحثي عربي
لقد اختارت الهوية المصرية تعبير "الأمة" لوصف شعورها الجديد بوحدتها. وأصبح هذا التعبير بوابة فسيحة ما إن يلجها المرء حتى يكتسب كينونة جمعية يذوب في إطارها الملايين. كان لابد لهذا التعبير من ارتباطات مادية ومعنوية عديدة، يتمكن من خلالها من زيادة رأسماله الرمزي من ناحية واستثماره لصالح قضاياه المصيرية من ناحية أخرى. وقد وجدت الأمة في شخص سعد زغلول –السياسي الذي تتماهى صورته مع الصورة النمطية للفلاح المصري بصلابته وسماره وجديته- أيقونتها. فجعلت منه "زعيم الأمة" وحولت بيته إلى "بيت الأمة"، وغدت زوجته صفيَّة "أم المصريين (الأمة)". السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف تصنع الأمم زعماءها؟ كيف تدفعهم إلى التطهر والتفاني بل والفناء في كينونتها؟ لم يكن سعد زغلول قبل الثورة الشخصية الأهم من بين الوطنيين المصريين، كما لم يكن الأكثر نقاءً وطهارة سياسية، بل كانت له علاقات متذبذبة مع القصر والإنجليز. حتى على المستوى الشخصي كان يعاني من مشكلات قد يعتبرها البعض الآن –وربما حينها- مشينة مثل إدمان القمار. فكيف حدث هذا الاصطفاء؟
يعالج هذا الكتاب استجابات الجمهور لقصائد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب (1926-1964). تدرس المؤلِّفة آلاف الاستجابات التي أنتجها جمهور السياب المعاصر على قصائده المقروءة والمسموعة والمرئية في اليوتيوب وتويتر والفيسبوك وجودريدز. يكتسب إسهام الكتاب أهميته الكبرى من أمرين مهمين هما تعقد وشمول الإطار التحليلي الذي صممته الباحثة لدراسة جمهور السياب، والبراعة المتناهية في تطبيق هذا الإطار التحليلي على المادة المدروسة. والكتاب من هذه الزاوية يقدم أنموذجًا قابلا للاستلهام والاحتذاء من قِبَل الباحثين في بلاغة الجمهور.
لقد شهد التراث العربي بدوره علاقات متوترة ومرتبكة بين البلاغة والفلسفة. زاد من تعقدها ارتباط البلاغة العربية على نحو وثيق بالقرآن الكريم، والنظر إلى الفلسفة على أنها معارف منقولة عن غير العرب من اليونان القدماء!
ورث البلاغيون العرب المحدثون تلك العلاقات المرتبكة بين البلاغة والفلسفة، وتطورت تصوراتهم لها، ففي حين رأى الشيخ أمين الخولي أن تطور البلاغة لا يكتمل إلا بإحداث قطيعة بينها وبين الفلسفة، مهاجماً الفلسفة نفسها بوصفها أحد عوامل انحطاط البلاغة، احتفى تلامذتُه بالمساهمات البلاغية للفلاسفة العرب، وكان الدكتور شكري عياد، أقرب تلامذة الخولي إليه، وهو نفسه من حقَّق فن الشعر لأرسطو، تحت إشراف الشيخ الخولي نفسه. ظلت أجيال تالية من الباحثين العرب تُردِّد دعوات فصل البلاغة عن الفلسفة استناداً إلى دعوى جناية الفلسفة على البلاغة التي اقترفتها مدرسة شُراح التلخيص، لكن إعادة التقدير إلى بلاغة السكاكي (555-626 هـ) في أوائل ثمانينيات القرن العشرين، علاوة على اكتشاف أعمال القرطاجني (608-684 ه) والسجلماسي (ت 704؟هـ) وابن البناء العددي (654-721 هـ)، وتحقيقها في أوقات متقاربة، قاد إلى ازدياد الاحتفاء بالأثر الفلسفي في البلاغة العربية، وتمهيد الطريق أمام استكشاف أوجه مختلفة للعلاقة بين البلاغة والفلسفة، تتجاوز سرد فصول الصراع بينهما إلى فحص سُبل تعاونهما، على نحو ما نرى في كتاب العالم الدكتور إدريس جبري البلاغة والفلسفة في أعمال محمد عابد الجابري (1935-2010)، وهو عمل قيم أشرُف بكتابة هذه السطور تقديماً له.
تتعدد أسباب أهمية كتاب البلاغة والفلسفة. فهو يُقدِّم مقاربة بلاغية لمشروع واحد من أكثر الفلاسفة العرب تأثيراً في الفكر العربي المعاصر، مركزاً على عملين خالدين هما رباعيتا نقد العقل العربي وتحليل الخطاب القرآني. يدرس الدكتور إدريس جبري الأستاذ الجابري الفيلسوف بوصفه بلاغياً، محللا تصوراته للبلاغة العربية، ودورها في تشكيل العقل العربي من ناحية، وفي تحليل القرآن الكريم من ناحية أخرى. وبذلك يرتاد كتاب البلاغة والفلسفة أفقاً مهماً للدرس البلاغي هو النص الفلسفي، ويؤكد أهمية البلاغة في فهم المشاريع الفكرية الكبرى، ويرصد أثر التصورات التي يبنيها الفلاسفة لعلم البلاغة والكلام البليغ في مشاريعهم الفلسفية.
علاوة على ذلك، تحضر البلاغة في كتاب الدكتور إدريس جبري بوصفها أداة لفهم مطارحات الأستاذ الجابري مع خصومه، التي تنطلق من أرضية فلسفية؛ لتُقارِب حال العرب معرفياً وفكرياً وسياسياً واجتماعياً؛ إذ يدرسُ الدكتور إدريس جبري مساجلات الأستاذ الجابري ونقاده على أرضية بلاغية، مُحلِّلا حُججها واستراتيجياتها الخطابية.
تندرج إذن اشتغالات عماد عبد اللطيف، ضمن المقاربات التي لا ترى إلى البلاغة بوصفها مجرد دراسات أسلوبية فنية، همها البحث عن مكامن التصوير والتحسين، بل ترى إلى البلاغة من خلال ارتباطها الوثيق بالحياة الاجتماعية. بهذا المنظور، لا تبقى البلاغة مبحثا يرقد في الكتب، ويسكن مجردا في القواعد، ويهتم فقط بالتجميل، بل هو استراتيجيات إقناعية وقيمية وعقلية وعاطفية لها دور في قراءة وتوجيه السلوكات الاجتماعية وفي تفسيرها وإنتاجها. الأمر الذي يجعل البلاغة ضرورة مجتمعية. يعي الباحث عماد عبد اللطيف هذا المبدأ ويعتمده منطلقا في الدراسات البلاغية، كما يجريه على مستوى التطبيق، من خلال تحليلاته لخطابات لها علاقة مباشرة بحياة المجتمع.
ورغبة في الاقتراب من بعض إسهامات الدكتور عماد عبد اللطيف ستتابع هذه الدراسة علاقة البلاغة بالمجتمع، من خلال أربع دراسات علمية أنجزها الباحث .
وهكذا يمكن أن نفكر في هذه العلاقة في ضوء الأسئلة الآتية:
ـ ما حدود التأويل بين الجمهور والقارئ؟
ـ وما أوجه التكامل والتمايز المعرفي بين بلاغة الجمهور ونظرية التلقي؟
ـ وهل ثمة تكامل أم تمايز معرفي؟
ـ وهل هو تكامل نصي مسائل للنظرية بجذورها الفلسفية والابستمولوجية؟ أم هو تكامل خارج نصي؟
ـ وكيف يحدد الجمهور البليغ؟
ـ وهل الاستجابة استجابة ذات معرفة جمالية أم معرفة تاريخية بالخطابات؟
ـ وهل الاستجابة أحكام مسبقة prejuges أم تأويل وتطبيق؟
وللإجابة عن هذه التساؤلات تنطلق الدراسة من مسلّمتين اثنتين:
ـ إن كان ثمة تكامل معرفي بين نظرية التلقي وبلاغة الجمهور، على مستوى الثورة على التاريخ الأدبي، الذي كرّس نظرة دونية للمتلقي/الجمهور، شهدنا على إثرها تقديس لسلطتي النص، والمخاطِب، فإنه توجد تمايزات معرفية، تأتي في مقدمتها، اختلاف على مستوى المفاهيم المؤسسة، كاختلاف التأويل بين القارئ والجمهور. فالتأويل عند القارئ (نظرية التلقي) مفهوم له شروطه الخاصة في تلقي الخطاب، عنصر محدد وفق أسئلة فكرية وفلسفية، أما الاستجابة (بلاغة الجمهور) فهي خاضعة لتجانس معرفي جماهيري، تجمع بين النخبوي والشعبي.
ـ إن كان ثمة تكامل بين نظرية التلقي وبلاغة الجمهور، فهو تكامل خارج نصي، مرتبط بإجراءات غير خاضعة للأسئلة المعرفية، ووظيفة المفاهيم المؤسسة عندهما.
يقوم الكتاب بالتنظير لأنواع التصفيق وتجلياته، والوظائف التي يقوم بها في المجتمع المصري. إضافة إلى تناول الأبعاد الاجتماعية والسيكولوجية للتصفيق لدى الجماهير المصرية، مع العناية بشكل خاص بالدور الذي يقوم به التصفيق في ترسيخ السلطة القائمة؛ سواء أكانت سياسية أم أكاديمية أم فنية. وكيف يمكن أن يتحول إلى أداة لمقاومة السلطة القائمة، وشروط تحقيق ذلك. ولأن التصفيق هو في أغلب الأحيان علامة على إعجاب الجماهير وحماسهم وتأييدهم للشخص الذي يصفقون له، فإن هذا الكتاب معني بإبراز الطرق التي تُستخدم للاستحواذ على إعجاب المصريين وإشعال حماسهم وكسب رضاهم وتأييدهم أثناء التواصل الجماهيري. لكن التصفيق أيضًا قد لا يكون اختيارا حرًا؛ لذا فالكتاب معني بشدة بتعرية الدور الذي يقوم به التصفيق في خداع الجماهير والتلاعب بهم وتضليلهم، من خلال دراسة ظاهرة المصفقاتية والهتيفة، وظاهرة المصفق المأجور والتصفيق القهري والتصفيق المعد سلفًا. وهو ما يفتح الباب أمام مناقشة العلاقة بين التصفيق والحرية من ناحية، والتصفيق والكلمة من ناحية ثانية، والتصفيق والفعل من ناحية ثالثة.
يحاول الكتاب إعادة وصل البلاغة العربية بأشكال الإبداع الجماهيرية المعاصرة؛ وذلك من خلال إعادة رسم حدود البلاغة العربية مع العلوم الأخرى؛ لتنفتح على بلاغة الحياة اليومية وعلى الأنواع الأدبية الجديدة. ولتنفتح على مناهج ومقاربات في حقول معرفية أخرى لكي تغدو علما بينيا تتلاقى فيه علوم الاتصال والاجتماع والأنثربولوجيا والعلوم السياسية وعلم النفس وتحليل الخطاب. وينشأ عن ذلك تغير في إدراك الظواهر البلاغية يتم فيه إدراكها بوصفها ظواهر مجتمعية تتسم بالتعقد والتركيب، شأنها شأن بقية ظواهر المجتمع، وهو ما يفرض تطورا في مناهج وإجراءات دراستها بما يتيح فهمها وتحليلها وتقييمها وتقويمها. وقد سعى الكتاب لرسم ملامح هذا التطوير من خلال اقتراح مقاربة خاصة في البلاغة العربية أطلق عليها "بلاغة الجمهور" .
ويؤكد الكتاب أن فهم ظاهرة التصفيق في التواصل الجماهيري في المجتمع المصري المعاصر يمثل مدخلا مثاليا لفهم خصائص التواصل الجماهيري في المجتمع المصري من ناحية، وسمات هذا المجتمع من ناحية ثانية، وطبيعة المصريين المعاصرين أنفسهم من ناحية ثالثة. فالتصفيق الجماعي في السياسة والفن قد يكون رمزا للرضى والتأييد، أو نتاجا للقهر والإجبار أو تجليا للخداع والتضليل. وفي جميع الحالات فإنه من الأهمية بمكان معرفة متى وكيف ولماذا ترضى جماعة المصريين، أو تخضع للقهر والإجبار، أو تنطلي عليها الخدع والألاعيب. وتزداد هذه الأهمية في عصر ثورة التواصل الجماهيري، التي جعلت من السهولة بمكان نفاذ الخطاب –أي خطاب- إلى حشود لا نهائية، بواسطة وسائط لم يعد من الممكن احتكارها مثل الإنترنت والإذاعات الشخصية..إلخ، تبث رسائلها في سماوات لم يعد متاحا إغلاقها. أما التصفيق الفردي في مصر فهو غالبا ما يكون امتدادا لتراث طويل في التواصل الفردي، نحتته الجماعات القديمة، وحفظته العادات والتقاليد.
تتطور المعارف بفضل قدرتها على تغيير هوياتها وموضوعاتها ومناهجها ووظائفها. عادة ما تحدث هذه التغيرات ببطء، ويشترك في إنجازها باحثون عديدون، لكنها تتراكم منتجةً تحولات جذرية، تعصف بالتصورات السائدة في حقل معرفي ما. تكتسب أعمال دكتور سراج أهمية خاصة في سياق دراسة العلاقات بين اللغة والمجتمع عربيًا؛ فهي ترسم ملامح مشروع لساني، يستمد خصوصية من طبيعة الموضوعات التي يدرسها، والمنهجية التي يستعملها في دراستها. فهو يتناول الأبعاد اللغوية لظواهر اجتماعية راهنة مهمة، مثل الرشوة، والاحتجاجات، والتواصل بين الشباب، ويعالجها بواسطة منهجية متعددة المستويات، تجمع بين التحليل المعجمي والصرفي والتركيبي وصولاً إلى تحليل سياقات الإنتاج والتداول.
إن نظرة مدققة إلى أعمال دكتور سراج تجعلنا نضعها في منطقة أقرب إلى علم اجتماع اللغة Sociology of Language منها إلى اللسانيات الاجتماعية Socio-linguistics. فعلى الرغم من التشابكات العميقة بين هذين الحقلين المعرفيين فإنه يمكن التمييز بينهما انطلاقًا من اهتمام علم اجتماع اللغة العام بدراسة العلاقات المتنوعة بين اللغة والمجتمع بهدف فهم الظواهر الاجتماعية في مقابل اهتمام اللسانيات الاجتماعية بدراسة أثر المجتمع في اللغة؛ بهدف فهم الظواهر اللغوية . استنادًا إلى هذا التمييز فإنني أضع أعمال دكتور سراج دون تردد في إطار علم اجتماع اللغة. ففهم الظاهرة اللغوية ليس غاية بحوثه بقدر ما هو فهم الظواهر الاجتماعية التي ترتبط بها، وتؤثر في نشأتها، وازدهارها، أو تراجعها.
يفحص هذا المقال ظاهرة مقاومة بعض المبدعين والأكاديميين للإبداعات الجديدة في الأدب والعلم. ويتخذ من حكاية العقاد المشهورة مع شعراء التفعيلة أمثولة لمصير المواقف المعادية للتجديد، لا سيما إن كانت مبنية على جهل حقيقي بما تعاديه.
يناقش المقال –بإيجاز شديد- الدوافع التي تجعل من الضروري على المثقف الدفاع عن "المواقف الخاسرة".
• خطابات قوى المقاومة وقوى الاحتلال في مواجهات مايو 2021؛ وتشمل خطاب الاحتجاج على التهجير من شارع الشيخ جراح، والبيانات العسكرية، والخطب السياسية، والتصريحات الصحفية للطرفين.
• خطابات الأفراد العاديين على مواقع التواصل الاجتماعي على فيسبوك وتويتر وإنستجرام وتيك توك وغيرها.
• خطابات الإذاعات والتليفزيونات والوكالات الإخبارية والصحف الكبرى المحلية والعالمية.
• خطابات المؤسسات السياسية الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأزهر الشريف، وغيرها حول حرب سيف القدس.
• خطابات المشاهير من رجال الدين والرياضيين والفنانين والعلماء وغيرهم.
• خطابات العرب الناطقين باسم الاحتلال الإسرائيلي في الفضاءات الحية وفضاءات التواصل الاجتماعي مثل تويتر، والمواقع الناطقة بالعربية المتبنية للخطاب الصهيوني.
• الاستجابات اللغوية لمستخدمي مواقع التواصل في مواجهة ممارسات التحيز والإقصاء من مالكي تلك المنصات.
• البحوث اللغوية الحاسوبية، والدلالية المتعلقة باكتشاف الكلمات الدالة التي تُحظر بسببها المنشورات المتعلقة بالقضية.
• الخطابات التي تقترن فيها اللغة بالصورة الثابتة أو المتحركة أو الاثنين معا، كالتعليقات على الكاريكاتور والكوميكس.
• الأنواع الخطابية الفاعلة مثل الإنفوجراف، والهاشتاجات، والتغريدات، وغيرها.
• التجليات الأدبية للمقاومة والاحتلال مثل الأشعار والأناشيد والقصص وغيرها.
يمكن لدارسي هذه الخطابات استعمال حزمة واسعة من المقاربات والمنهجيات والنظريات والمعارف التي تفحص الأبعاد النظرية والتطبيقية لخطابات المقاومة والاحتلال، ومنها ما يأتي:
التحليل الناقد للخطاب
الاستعارة المفهومية/ التصورية
علم لغة النص
النحو الوظيفي النظامي
التداولية
بلاغة الجمهور
دراسات ما بعد الاستعمار
دراسات أدب المقاومة
حرصت مجلة خطابات منذ تأسيسها على تحفيز جهود الباحثين لدراسة أمراض الخطاب الأكثر تأثيرًا في مصير البشرية، انطلاقًا من إدراك المسئولية الإنسانية والأخلاقية للبحث العلمي. خصصنا عددًا لدراسة خطاب المرض، وثانٍ لدراسة التلاعب في الخطاب، وثالث لخطابات الاحتلال والمقاومة في فلسطين، وبصدد إنجاز عدد عن العنصرية في الخطاب العربي. ويأتي ملف العدد السادس من المجلة ليعالج موضوعًا لم يحظ بدراسات كافية على الرغم من خطورته، وهو ما أسميه "خطاب المذابح". فعلى الرغم من مقتل ملايين البشر خلال القرن والنصف الماضيين على يد الاستعمار المتوحش فإن الخطاب الذي مهَّد لهذه المذابح، وبررها، وأخفاها، وشوه إدراكنا لها لم يحظ بالفحص والتمحيص الملائمين. والعدد المزمع نشره في يونيو 2023 من مجلة خطابات يحاول تجسير هذه الفجوة.
ندعو الباحثين من شتى الحقول المعرفية ذات الصلة أن يقدموا بحوثًا حول (خطاب المذابح) في العالم العربي وخارجه. وتجدون في الصفحات المرفقة الخلفية النظرية للعدد، ومحاوره، وتواريخ التقديم.
1. مفهوم الاستجابة، وحدوده، والمجالات التي اهتمت بدراسته، ومناقشة التعريف المقترح لمصطلح "الاستجابة البليغة" نقدا أو تطويرا، وخصائص الاستجابة البليغة والاستجابة غير البليغة في السياقات المختلفة (الدينية والرياضية والفنية).
2. العلاقة بين تشكل الخطاب وأدائه من ناحية والاستجابات البليغة له من ناحية أخرى.
3. المقاربات النظرية والحقول المعرفية التي يمكن من خلالها دراسة الاستجابات الجماهيرية البليغة، التي تمثل إضافة لحقل بلاغة الجمهور وتستفيد من كونه ممارسة عبر-نوعية.
4. الاستجابات الجماهيرية بين العالمين الواقعي والافتراضي (مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال)، وما درجة تأثير السياق في عملية التواصل واستجابات الجماهير.
5. الاستجابات الجماهيرية المهمشة أو المهملة من قِبل الدرس الأكاديمي: أنماطها، وخصائصها، وسياقات إنتاجها، وهل يمكن وصفها بأنها بليغة؟ ولماذا؟
6. الأشكال التي يمكن وصفها بأنها "استجابات بليغة" – من منظور بلاغة الجمهور – في التراث العربي القديم، خاصة تلك التي تكون في سياق التواصل المباشر بين متكلم وجمهور (مخاطبين).
7. البرامج التدريبية العملية التي يمكن تصميمها لتعزيز القدرة على إنتاج استجابات بليغة، من خلال تطوير مهارات التفكير النقدي والتواصل الفعال وتقديم الحجج المضادة.
8. إمكانية الاستفادة من الدراسات الكمية والإحصائية في الحصول على نتائج كمية دقيقة عن استجابات الجماهير على خطابات معينة في سياقات معينة، خاصة في ظل توفر برامج حاسوبية تستطيع رصد واسترجاع وإحصاء وتصنيف الاستجابات.
9. الآفاق المتوقعة لدراسات استجابة الجماهير من منظور بلاغي، خاصة ذلك المنظور الذي يعنى بالجانب النقدي، المقاوم للسيطرة والهيمنة، في البلاغة.
1. دراسة طرق تمثيل المرض، والمصابين به في الفضاءات العمومية والخاصة.
2. دراسة استراتيجيات الإقناع والتأثير المستعملة في حفز الشعوب على الالتزام بالتوصيات الصحية للوقاية من المرض.
3. دراسة استجابات الأفراد العاديين للخطاب المؤسسي حول المرض.
4. دراسة الخطابات المنتَجة على هامش خطاب المرض، مثل خطاب الإشاعات، والفكاهة، والأدب، والتبسيط العلمي، وغيرها.
5. مراجعة الكتابات النظرية حول خطاب الأمراض في الأدبيات العالمية والعربية.
6. دراسة ظاهرة "الاحتلال الخطابي" التي أوجدها فيروس كورونا.
7. البحوث المترجمة عن لغات أخرى حول خطاب المرض في أية فترة تاريخية أو بقعة جغرافية.
ترحب مجلة خطابات بأية موضوعات أخرى ذات صلة بخطاب المرض. وستواصل المجلة تلقي الأبحاث في الموضوعات الأخرى المتصلة بالخطاب.
مواعيد مهمة:
آخر موعد لتقديم ملخصات البحوث المرشحة للمساهمة في العدد:1/5/2020
آخر موعد لتقديم البحوث الكاملة: 15/7/2020
للتواصل: majalat.khitabat@gmail.com
من تحرير أ. د. مصطفى شميعة،
مدير المركز الأكاديمي للدراسات الثقافية والأبحاث التربوية.
لكل جوع خطابُه. فخطاب الصوم تعبدًا مغاير لخطاب المجاعة، وخطاب الزهد، غير خطاب الحمية الغذائية، وخطاب الإضراب عن الطعام احتجاجًا يباين خطاب التجويع، أو خطاب الترشيد، أو خطاب المعونات الغذائية، أو غيرها. في المقابل، فإن خطاب الجوع يستدعي خطابات أخرى نقيضة مثل خطابات الشبع، والنهم، والامتلاء، والتخمة. راكم البشر إرثًا هائلًا من خطابات الجوع والعطش، ونقيضهما من شبع وارتواء، تجسد في أنواع شتى مثل الأساطير الشعبية والحكايات الخرافية والتراتيل الدينية والعبارات المقدسة والحكم والأمثال والوصايا والوعظ والقصائد واللوحات والتماثيل وصور الجدران والمسرحيات والروايات والأغاني والسير الشعبية والأفلام والمسلسلات الإذاعية والكاريكاتير والخبر الصحفي والبحوث العلمية...إلخ. وكما تتعدد الأنواع التي يتجسد خطاب الجوع فيها، تتعدد الخطابات التي تدور حوله، فالجوع تيمة أساسية في الخطابات الدينية والأدبية والسياسية والاجتماعية والتاريخية والاقتصادية والترفيهية وغيرها.
لم يحظ خطاب الجوع باهتمام أكاديمي يوازي أهميته في حياة معظم البشر، وتعدد تجلياته، وثراء مدونته، لا سيما في السياق العربي. وكعادة مجلة خطابات في سعيها إلى سد الفجوات المهمة في دراسة الخطابات العربية، تخصص عددًا لخطابات الجوع والشبع، بعد أن أصدرت أعدادًا عن موضوعات مهمشة مهمة أخرى منها خطابات التلاعب، والعنصرية، ومقاومةالاحتلال، والمرض، والمذابح والمجازر. ونأمل أن يحفِّز نشر هذا العدد عن خطابات الجوع الباحثين في تحليل الخطاب والبلاغة ودراسات الأدب والإعلام والسياسة وعلم النفس وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا والاقتصاد والأديان على دراسة خطابات الجوع التي تتغلغل في شتى أوجه حياتنا.
لماذا نجري بحوثًا في تحليل الخطاب العربي؟
ربما يكون سؤال (لماذا نكتب؟) أحد أكثر الأسئلة إلحاحًا على عقول الكتاب والباحثين. ويبدو هذا الإلحاح منطقيًا وضروريًا في الآن نفسه. فالكتابة جهد وقلق ومعاناة، ومن الطبيعي ألا ينخرط المرء فيها إلا إنْ كان ثمة حافز مُعين.
تتعدد الدوافع المحفزة على الكتابة عمومًا، والكتابة البحثية على وجه الخصوص. يرتبط كثير منها بالالتزامات الوظيفية والمهنية مثل الحاجة إلى الحصول على وظيفة أكاديمية، أو الترقي في العمل، أو نحوها. وهذا أمر طبيعي ومقبول. لكن هذه الحوافز المهنية لا تمنح الشغف، ولا تدفع إلى الحرص على الأصالة والإبداع. وكثيرًا ما تكتفي الأعمال المنجزة بدافع المسئولية المهنية والوظيفية بالحد الأدنى المقبول من الجهد والإبداع. لذا، قليلا ما تترك أثرًا حاسمًا في المعرفة.
هناك حوافز أخرى للكتابة البحثية ترتبط بالطموح الشخصي في ترك أثر معرفي فارق، وتحقيق مكانة مرموقة بين القرناء في الحقل المعرفي الدقيق، وجني ثمار هذا الأثر، وتلك المكانة. وهذا حافز هائل، يدفع إلى تحمل المشاق والصعوبات، ويحفز على اجتراح آفاق معرفية غير مطروقة، وعلى التجدد والابتكار. لكن مشكلة هذا الحافز تظهر حين لا يجد الباحث مردودًا مكافئًا لجهوده المعرفية المبذولة، لا سيما في مجتمعاتنا العربية التي يُمنَح فيها التقدير، والمكانة، والمكافآت لغير مستحقيها في أكثر الأحيان. والنتيجة أن الدوافع الذاتية للبحث قد تؤدي إلى النكوص، إذا لم يتحقق تقدير مشبع للباحث، فيميل حينها إلى الانزواء وإهمال مشروعه العلمي، والتخلي عنه. ويمكننا أن نرى أمثلة كثيرة لباحثين أصلاء مبدعين تعثرت مشاريعهم البحثية الواعدة بسبب إحباطاتهم الشخصية.
في ضرورة دراسة خطابات المقاومة والاحتلال
يأتي العدد الخامس من مجلة خطابات ممثلا لحلقة جديدة في سلسلة من بحوث تحليل الخطاب، مُركِّزًا على قضية المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، مسبوقًا بعدد اختص بدراسة التلاعب والتضليل، ومتبوعًا بعدد يختص بدراسة العنصرية بكل أشكالها. ولعل هذا التتابع يكشف عن المسلك الذي تتخذه المجلة، والرؤية الإنسانية والنقدية التي تنطلق منها، والقضايا التي تشغلها. تلك القضايا التي لا تقتصر دراستها على المختصين في اللغة والأدب بل يُعنى بها المختصون في الإعلام والعلوم السياسية والاجتماعية وعلوم الاتصال والتواصل وغيرهم.
يرجع تاريخ الاحتلال الإسرائيلي إلى نحو مئة عام، حين غرز الاحتلال الإنجليزي العصابات الصهيونية في جسد الدولة الفلسطينية لاحتلالها، وطرْدِ أهلها منها، فارتكبت هذه العصابات بعض أبشع الجرائم ضد الإنسانية خلال العصر الحديث. جرى التمهيد لهذه الجرائم، وتبريرها، والتحريض عليها تحت ستار كثيف من التلاعب والأكاذيب والأساطير والدعايا السوداء التي شكلت واحدًا من أكثر الخطابات البشرية تهافتًا ووحشية في الآن نفسه. في المقابل، استطاعت خطابات الشعب الفلسطيني المقاوم، رغم ضعف أدواتها، والقيود المفروضة على انتشارها، الدفاع عن حقوقه في الحياة والحرية، وفضح الجرائم الإسرائيلية، وتمكنت خطابات المقاومة في وقت الصراع العسكري من القيام بدور لا يقل أهمية عن الصواريخ، على نحو ما تجلى في الجولة الأخيرة من جولات الصراع بين المقاومة والاحتلال في مايو 2021.
اتسمت المواجهات الأخيرة في حي الشيخ جراح بخصوصية مهمة على مستويات مختلفة، كان أبرزها مستوى الاتصال والتواصل؛ فقد كانت وقائع الاشتباك بين المقاومة والاحتلال في الساحات والحارات والأزقة تُنقل آنيًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإخباريات، وكانت الانتماءات السياسية عاملا حاسما ومُوجِّهًا لعدسات الكاميرات، كما كانت التحيزات السياسية هي البوصلة الموجهة لأفعال الاجتزاء والتهويل والتهوين. ومع النقل المتزامن للأحداث جاءت استجابات الحكومات والشعوب جماعات وأفرادًا على الأصعدة العربية والإسلامية والعالمية، وتضامن بعض الرياضيين والفنانين مع المقاومة مثلما تحيزت بعض مواقع التواصل الاجتماعي ضدها. واختارت حفنة من الساسة ورجال الدين العرب في بعض البلدان أن يكونوا ناطقين باسم الاحتلال الصهيوني خلال هذه الحرب، فكان خطابهم جزءًا من ترسانة الخطاب الإسرائيلي الرامي إلى التشكيك في المقاومة، وإضفاء الشرعية على جرائم الحرب الإسرائيلية. في المقابل، كان خطاب بعض الساسة والمفكرين اليهود مساندًا للحقوق الفلسطينية المشروعة، وناقدًا لجرائم الاحتلال الإسرائيلية.. كل هذه الخطابات المرئية والمكتوبة والمسموعة في أرجاء العالم كانت تُنقل عبر الزمان والمكان نقلا غير مسبوق في تاريخ القضية.
بدا واضحا للمتابع لهذه الخطابات كيف أن اللغة والصورة شكلتا ميدانا من ميادين الصراع بين الاحتلال والمقاومة، وسلاحًا من أسلحته يتجلى من خلال علاقات المطابقة والمفارقة بين الاختيارات اللغوية والممارسات الاجتماعية، وكل صور التلاعب وإساءة استعمال اللغة والبلاغة لتكريس السلطة الظالمة وإضفاء الشرعية والقبول على ممارساتها، حيث تتحول اللغة إلى سلاح للقهر والهيمنة والتمييز والتضليل، وحيث المناورات اللغوية في تسمية الأفعال والممارسات الاجتماعية وفي وصف الوقائع. وهو ما يُحفز على دراسة هذه الخطابات بأدوات علمية، سعيًا نحو تحليلها، ونقدها.
من أجل ذلك، يهدف هذا العدد الخامس من المجلة -من خلال عدد من البحوث النظرية والتطبيقية- إلى الكشف عن دور اللغة والبلاغة، والصورة المرئية والاستعارية، ووسائل الاتصال ووسائطه وتأثيراتها الفعالة والحاسمة في قضية المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. يقدم هذا العدد خمسة بحوث علمية قيمة، رغم اتحاد وجهتها العامة، فإنها وصلت إليها من مداخل شتى، فهي متنوعة تنوعا ثريا في مادة دراستها، وفي موضوعها وأسئلتها، وفي مداخلها ومناهجها، واهتمامات باحثيها وتخصصاتهم.
يُفتتح العدد -مع علوم الاتصال والإعلام، وفي ساحة الشبكات الاجتماعية الرقمية- ببحث: "هاشتاغ "#غزة-تحت-القصف": الوسم لغة وسائطية مقاومة أم بلاغة مراوغة؟" لفحص فاعلية الوسم الرقمي "الهاشتاغ" ومدى قدرته على خلق رأي عام مؤثر وكاشف عن التضليل والتزييف الذي يمارسه الإعلام الإسرائيلي بقلب الحقائق، كأن يجعل المقاومة إرهابًا، والتهجير والتشريد وطرد الفلسطينيين من بيوتهم تطبيقًا لقرارات قضائية نافذة، فضلا عن تبريراته لجرائم التطهير العرقي، والفصل العنصري التي يرتكبها. يعتمد البحث على التحليل النقدي للخطاب و"بلاغة الجمهور" في سعيه لمقاربة الوسوم الرقمية "الهاشتاغات" بوصفها استجابات بليغة من جماهير الشعب العربي في مواجهة خطاب الإعلام الإسرائيلي والمؤيدين له. ويحلل البحث جانبا من الصراع الرقمي بين المستخدمين وبعض مواقع التواصل الاجتماعي الداعمة للاحتلال الإسرائيلي مثل موقع فيس بوك الذي كان يقيد ويحجب ويحظر كل مفردة ذات ارتباط وثيق بالقضية الفلسطينية.
وينقلنا البحث الثاني "بلاغة الخطاب الجماهيري الثابت واستراتيجيات التأثير: فن جداريات المقاومة الفلسطينية نموذجا" من الخطبة إلى الجدارية، ومن صوت المقاومة الفنية الفردية إلى لوحات المقاومة الجماهيرية، ومن الحجاج إلى السيمائية، حيث يصبح الخطاب متعدد الوسائط (Multimodal) تلتحم فيه الكلمة بالصورة والرمز، لتعبر عن أسلوب احتجاج عصري إبداعي. يستعين البحث ببلاغة الجمهور والسيمائية بوصفهما من المداخل الأقرب لطبيعة الموضوع، محاولا – عبر تحليل بلاغي وتشكيلي للصور والرموز والأيقونات والخطوط والألوان- أن يبرز استراتيجيات التأثير والإقناع ووسائل الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والدفاع عن أرضه وعرضه وهويته.
نواصل مع الفنون البصرية ومناهج التحليل المتكاملة، منتقلين من جدران شوارع فلسطين وحاراتها العتيقة إلى صفحات التواصل الاجتماعي، مع بحث "بناء المعنى وآليات إنتاجه في الصورة الكاريكاتيرية" حيث نجد الصورة وسيطًا لرسم ملامح هوية طرفي الصراع، وتصير السخرية سلاحًا مشهرًا في وجه الصهيوني والعربي المتصهين. يحاول البحث الإجابة عن سؤال مركزي عن كيفية إنتاج المعنى في الصورة الكاريكاتيرية من خلال تحليل ثلاثي: لغوي وأيقوني وتشكيلي يُجلِّي للقارئ الدلالات المباشرة والضمنية والإيحائية للكلمة والرمز والصورة والملبس واللون، على المستويين الأيديولوجي والأكسيولوجي، وتمثيلاتها الثنائية لهوية طرفي الصراع المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
يرتحل بنا البحث الرابع من عالم الصورة البصرية إلى فضاء الصورة الاستعارية، حيث تقوم الاستعارة بدورها الإقناعي المشهود في الخطاب السياسي خلال "معركة سيف القدس". يتناول بحث "الاستعارة التصورية في خطاب حركة حماس خلال انتفاضة مايو 2021: مقاربة بلاغية" الاستعارة من المنظور المعرفي كما صاغه لايكوف وجونسون في كتابهما الرائد "الاستعارات التي نحيا بها"، ويقدم عرضًا نظريا لمفهوم الاستعارة التصورية وأنواعها، ودورها في بناء التصورات والاعتقادات وفي تدعيمها أو تفنيدها. ويركز البحث على أربع استعارات هي استعارات الرحلة، والشخص، والعائلة، والكيان؛ محاولا إيضاح أبعادها التداولية والحجاجية.
ويينتهي القسم الأول من العدد ببحث "تقنيات الحجاج في الخطاب المقاوم عند تميم البرغوثي" الذي يمتاز بتناوله لعينة أدبية لعَلَم من كبار أدباء المقاومة الفلسطينية، جعل فنه نثره وشعره متراسًا في أمام زحف الاحتلال الإسرائيلي لتهويد الأرض، وطمس الهوية الفلسطينية. يحلل البحث التقنيات الحجاجية لهذا الخطاب الإقناعي، مازجًا العرض النظري لتاريخ نشأة الحجاج ونظريته من أرسطو إلى بيرلمان وتيتيكا بتطبيق ذلك على بعض خطب البرغوثي، كاشفا عن الحجج وطبيعتها ومنطقيتها وعلاقتها بالواقع. ويكشف البحث أيضا عن الحجج التي ساقها البرغوثي لتفنيد خطاب الاحتلال، ذلك الخطاب الذي يضلل الرأي العام العالمي مقدما إسرائيل في صورة دولة سلام تقاوم إرهابيين.
كان المأمول أن يضم هذا العدد بحوثًا أكثر من ذلك تتناول جوانب أخرى من خطابات قوى المقاومة وقوى الاحتلال في مواجهات مايو 2021، فما زالت الحاجة قائمة إلى دراسة خطابات أخرى مثل البيانات العسكرية، والخطب السياسية، والتصريحات الصحفية، وخطابات الوكالات الإخبارية والصحف الكبرى المحلية والعالمية، وخطابات المؤسسات السياسية الدولية والإقليمية، وخطابات المشاهير، وكذلك دراسة أنواع خطابية موجزة كان لها تأثير كبير في تلك الأحداث مثل الإنفوجراف، والتغريدات، والأناشيد والأغاني وغيرها.
علاوة على ملف خطاب المقاومة والاحتلال، يضم هذا العدد مقالات منوعة منها ما يفحص "خطاب المقدمات في رسائل دكتوراة اللغة في الجامعة التونسية"، ومنها ما يناقش عددا من "قضايا الأسلوبية". ومن المقالات ما عُني بالجوانب النظرية لمفهوم الاستعارة مثل مقال "المقولة والتجسد" بوصفهما مفهومين أساسيين في نظرية المعرفة، ومنها ما عُني بدراسة ظواهر الاستعارة في المدونات المختلفة: الدينية – كما في مقال "الاستعارة التصورية لأركان الإسلام الخمسة" – والشعرية – كما في مقال "الاستعارة وأنسنة الأفضية في شعر أدونيس"، وكانت الاستعارة أيضا موضوع المقال المترجم في نهاية العدد. وتحضر المدونة التراثية في هذا العدد من مجلة خطابات من خلال مقال "التردد والاتساع في رسالة التربيع والتدوير للجاحظ".
نرجو أن نكون قد خطونا خطوة مكينة على هذه الخريطة البحثية الواسعة، وأن نكون قد وُفِّقنا بتقديم هذه البحوث الجادة المتنوعة، آملين أن تكون سببًا في إثراء الدرس اللساني والبلاغي العربي، وأن تكون عونًا ومرشدا لكل باحث يريد أن يستكمل دراسة هذه الخطابات، كما نرجو من الله أن يكون عملنا دعمًا علميًا صادقًا لقضية عادلة. نشكر السادة الأجلاء الباحثين والمحكَّمين جزيل الشكر لوقتهم الثمين وجهدهم المخلص.
يهدف العدد الثالث من مجلة خطابات إلى سد فجوة مهمة في دراسات الخطاب العربي. فالعدد، بمقالاته السبعة عشر، مخصص لدراسة ظاهرة لم تحظ بالاهتمام البحثي الذي تستحقه هي "التلاعب في الخطاب". فعلى الرغم من أن الخطابات التلاعبية تكاد تهيمن على الخطاب العمومي في معظم أرجاء العالم العربي فإنها نادرًا ما تخضع للدراسة العلمية الفاحصة، لا سيما النقدية منها. والعدد الحالي هو أول عمل جماعي شامل يُخصص لدراسة ظاهرة التلاعب في الخطاب عربيًا، ويقدم أطرًا نظرية لدراستها، وتطبيقات متنوعة على مدونات مختلفة تمثِّلها.
يشكل عدد "التلاعب في الخطاب" الحلقة الأولى ضمن سلسلة أعداد خاصة تكرسها مجلة خطابات لمعالجة موضوعات حيوية غير ممثلة على نحو جيد في دراسات الخطاب العربية، ستتلوه أعداد حول "خطابات الاحتلال والمقاومة"، و"خطابات العنصرية"، و"خطاب الكراهية"، "والخطاب العلمي"، و"الخطاب الاقتصادي"، وغيرها. تهدف هذه السلسلة من الأعداد الخاصة إلى تحفيز الباحثين العرب على ارتياد موضوعات بحثية مهمة، وتطوير أطر تحليل تلائم الخطابات العربية لمقاربتها.
أشكر د. محمد يطاوي، محرر العدد، على الجهود المبذولة في إخراجه على هذه الصورة المشرفة. وآمل أن يفتح هذا الملف الباب أمام مزيد من الدراسات العربية المعنية بالتلاعب في الخطاب، في عالم تتوحش فيه الخطابات المتلاعبة، حتى تكاد تفترس الحقيقة في كل مكان.
د. عماد عبد اللطيف
تنضم مجلة خطابات إلى المجلات العربية المتخصصة التي يُشكل الخطاب موضوعًا أساسيًا أو فرعيًا لها. تسعى مجلة خطابات إلى تقديم إضافة نوعية إلى هذه المجلات من خلال الانفتاح على الأعمال المنجزة على اتساع العالم العربي. فهي لا تحصر اهتمامها في الأعمال المنجزة في بلد بعينه، أو إقليمًا جغرافيًا محددًا؛ بل تنفتح أمام الدراسات العربية من شتى البلدان. كما تقصر مجلة خطابات اهتمامها على الدراسات المعنيَّة بالخطاب، دون غيره من الحقول المعرفية الأخرى. ويتيح قصر المجلة على دراسات الخطاب مزيدًا من التخصصية والعمق، وفي الآن نفسه يفتح باب المجلة لإسهامات باحثين ينتمون إلى تخصصات متنوعة تتخذ من تحليل الخطاب موضوعًا لها مثل دراسات التواصل، والسياسة، والعلوم المعرفية، والاجتماعية والنفسية، وغيرها. تُعنى مجلة خطابات بجميع الدراسات التي تقع في إطار تحليل الخطاب بغض النظر عن منهجياتها أو مقارباتها، أو منطلقاتها النظرية. وإن كانت توجه اهتمامًا أكبر إلى الدراسات التي تتبنى توجهات نقدية للخطاب.
تتبنى مجلة خطابات سياسة تحريريَّة تتسم بالشفافية والنزاهة. فهي تُحكِّم جميع البحوث تحكيمًا علميًّا سريًّا، بواسطة محكمين متخصصين في مجال كل بحث من البحوث المقدمة للنشر. كما تقوم المجلة بالتعامل بشكل صارم مع أية انتهاكات للأمانة العلميّة، من خلال فحص البحوث المقدمة للنشر بواسطة برامج كشف الانتهاكات العلميَّة، والحفاظ على سريَّة هويَّة الباحثين والمحكمين، والحرص على وفاء الباحثين بالمقترحات المعتمدة من المحكمين. ويخضع قبول البحوث المنشورة في المجلة لمعايير علمية وأكاديمية حصريًا، دون أية اعتبارات أخرى. وبالطبع فإن الآراء والأفكار الواردة في البحوث المنشورة تعبر عن أصحابها دون مسئولية من المجلة.
يتضمن هذا العدد عشرة بحوث؛ تسعة منها مؤلَّفة، وبحث واحد مترجم. باستثناء البحث المترجم، فإن البحوث التسعة تطبيقية، فهي تقدِّم تحليلات لخطابات عمومية وأدبية متنوعة. عُنيت ثلاثة من هذه البحوث بالخطاب السياسي، هي "آليات الشرعنة في خطاب التقاعد" لأحمد الوظيفي، و"مقاربة تداولية للخطاب السياسي المغربي المعاصر لرضوان نحال، و"التقليل من الخصم في الخطاب السجالي" لياسين الشعري. وحظي الخطاب التربوي ببحثين مستقلين هما "بلاغة جمهور خطاب التّعلّم" لعابد دروش، و" الخطاب التربوي الإصلاحي بالمغرب" لسعيد بكار. في حين تناول بحث "الخصائص الحجاجية في الخطاب السجالي" لمحمد الوردي السجالات الأدبية النثرية، عالج بحث "التحليل الدلالي للضمائر والإحالة الخارجية في مرثية شوقي لحافظ" لعمرو عطيفي الخطاب الشعري، وعلى نحو قريب، اهتم بحث "انحطاط الشرق عند جيل لو كليرك في رحلة من موغادور إلى بسكرة" لأصيل الشابي بدراسة خطاب الرحلة الأدبية، وعالج بحث "النص التفاعلي" لإبراهيم الشتوي الخطابات الأدبية التفاعلية التي أتاحت وجودها تقنيات التواصل الراهنة على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)..
تعددت المقاربات المستعملة في الدراسات المنشورة بين التحليل الحجاجي، والتحليل الناقد للخطاب، والتداولية، وبلاغة الجمهور، والتحليل الثقافي، والأسلوبيات. وتنوعت الأنواع المدروسة بين الخطبة السياسية، والتقرير التربوي، والقصيدة، والرحلة الأدبية، والسجال النثري، والمحاضرة المدرسية واستجابات الطلاب لها، والتعليقات الإلكترونية على النصوص. وفي حين انشغلت جميع الدراسات المؤلفة بخطابات عربية حديثة ومعاصرة، اهتمت الدراسة المترجمة – وعنوانها "البلاغة" للمؤلف بريت إنجرام والمترجم معتز سلامة – بخطابات أمريكية معاصرة، وقدمت مقاربة لمفهوم البلاغة من منظور ثقافي.
Manipulating metaphorical representations of grammatical subjects and social actors in contemporary economic discourse (International Monetary Fund annual reports under language microscopes) Abstract: Metaphor is a widely used, multi - functional, and multi - dimensional rhetorical linguistic phenomenon. It has conceptual or perceptual dimensions, psychological and social, aesthetic, or artistic, and semantically or grammatically linguistic dimensions. This research focuses on the social and grammatical dimensions - in its investigation of metaphor and its relationship to the issue of rhetorical manipulation in extracts from the annual reports of the International Monetary Fund (IMF( - without neglecting other closely related dimensions. It aims to reveal the functions of metaphor in representing actors and social actions in the discourse of the reports and in the discourse of their opponents, as well as to reveal its communicative and textual functions. The paper adopts a historical approach that traces the elements of change and stability in allegorical representations in contemporary economic discourse during the period (2007 - 2019(. It monitors shifts in the methods of formulating language as a result of changing economic conditions or situations or failure in economic performance. This paper depends on concepts and tools of Systemic Functional Grammar and Arabic Rhetoric; and attempts to reveal the manipulation of metaphorical representations and their functions, and to clarify and classify forms of the relationship between social actors and grammatical agents, and to provide a preliminary account of linguistic and rhetorical means to hide or ambiguously present the logical actor. Key words: (Arabic) Systemic Functional Grammar, Arabic Rhetoric, Grammatical Metaphor, International Monetary Fund (IMF(, Economic Discourse Analysis, Social Actor and Grammatical Subject