Article 08
Article 08
Article 08
ﺯ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ +ﺃ /ﻓﻮﺯﻳﺔ ﺭﻣﻴﲏ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ :ﲢﻮﻝ ﺻﻌﺐ ﰲ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ
ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ
ﲢﻮﻝ ﺻﻌﺐ ﰲ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ
ﺩ /ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ٭
ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ -ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ
ﺃ /ﻓﻮﺯﻳﺔ ﺭﻣﻴﲏ ٭٭
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ -ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ
ﻣﻘﺪﻣﺔ:
ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ 11ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳊﺠﻢ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻭ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ )ﺍﻧﻈﺮ
ﺍﻟﺸﻜﻞ ،(1ﻭﻳﺼﻞ ﺣﺠﻢ ﻣﺒﺎﺩﻻﺎ ﺍﻹﲨﺎﱄ ﺇﱃ130ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ .ﻭﲣﺪﻡ % 95ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﻻﺕ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﻛﻌﺎﻣﻞ ﺣﻴﻮﻱ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ.
ــــــــــــــ
٭ ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﳏﺎﺿﺮﺓ ﺑﺎﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ -ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ .ﻣﺎﻳﻞfzmedcherif31000@yahoo.fr :
٭٭ ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﻭﺱ ،ﻛﻠﻴﺔ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻴﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ،
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ .ﻣﺎﻳﻞf.remini@hotmail.fr:
ﻭﺪﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﱃ ﲢﺪﻳﺪ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺴﺘﻮﻯ
ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﺪﺓ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﺘﺮﺍﺑﻄﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛﺎﻟﺒﲎ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ
ﻭﺍﳌﻌﺪﺍﺕ ،ﻭﻣﺪﻯ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ .ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ.
ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﳝﺜﻞ ﻋﻘﺪﺓ ﰲ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻬﲑ ﻭ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻳﺔ ،ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﺍﳊﺎﱄ ﻟﻠﻤﻮﺍﻧﺊ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻩ ﺍﳌﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﲝﺘﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﻗﻊ ﻭ ﺍﳌﻮﺿﻊ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻫﻼ
ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﳍﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﲡﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﻫﻲ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﰲ
ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﺘﺸﺎﺔ ،ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﺞ ﳏﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ،ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺃﺱ ﲝﺮﻱ ﻣﺮﺗﻔﻊ ،ﻭ ﻣﻮﺟﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ .ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺿﺤﻪ
ﺍﻟﺸﻜﻞ 2ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ .ﻭ ﲰﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﶈﻤﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻟﻠﻤﻮﺍﻧﺊ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺑﻨﺸﺎﻃﺎﺎ.
ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍﳌﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ،ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ ) 29
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ ( ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ) 101ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ ( ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺮﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲤﺜﻞ %96
ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺻﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ .ﻭ ﺗﺴﺘﺄﺛﺮ ﺎ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ) ﺃﺭﺯﻳﻮ ـ ﺳﻜﻴﻜﺪﺓ ـ
ﲜﺎﻳﺔ(.
ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻮﺍﻧﺊ ﺍﺳﺘﲑﺍﺩﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺇﺫ ﲤﺜﻞ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ ﻧﺴﺒﺎ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ
ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﲔ % 80ﻭ % 93ﻣﻦ ﳎﻤﻞ ﻣﺒﺎﺩﻻﺎ ،ﻭﲤﺜﻞ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﳌﻨﺘﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ
ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﻧﺼﻒ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ ) ،(% 45.76ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺩ
ﻣﺼﻨﻌﺔ ﺃﻭ ﻧﺼﻒ ﻣﺼﻨﻌﺔ ) ﻣﻨﺘﻮﺟﺎﺕ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻋﺘﺎﺩ ،ﺁﻻﺕ ،ﻣﻨﺘﻮﺟﺎﺕ ﺑﺘﺮﻭﻟﻴﺔ ( ) ،(1ﻭ ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ
ﳎﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﴰﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ -ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ 169
ﺩ /ﻑ.ﺯ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ +ﺃ /ﻓﻮﺯﻳﺔ ﺭﻣﻴﲏ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ :ﲢﻮﻝ ﺻﻌﺐ ﰲ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ
ﺗﻘﺘﺼﺮ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ)ﺩﻭﻥ ﺍﶈﺮﻭﻗﺎﺕ( وﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ % 4ﻣﻦ ﺇﲨﺎﱄ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺩ ﻏﲑ ﻣﺼﻨﻌﺔ ﺃﻭ ﻧﺼﻒ ﻣﺼﻨﻌﺔ.
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﲑ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﺇﱃ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻻﺧﺘﻼﻝ ﰲ
ﻫﻴﻜﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﻉ ﺇﻧﺘﺎﺟﻲ ﺗﺼﺪﻳﺮﻱ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﶈﺮﻭﻗﺎﺕ .ﻣﻊ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ .ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﺃﻥ
ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻳﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺩﻭﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ،ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻴﺰ
ﺍﳌﺒﺎﺩﻻﺕ ﴰﺎﻝ ﺟﻨﻮﺏ ،ﳛﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﲢﺴﲔ ﻣﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﺍﻟﻮﻃﲏ.
-2ﻧﻘﻞ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ :ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﳌﻀﻄﺮﺩ ﻭ ﺍﳌﻠﺤﻮﻅ ﰲ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﲝﺮﺍ ،ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺸﺠﻌﺎ
ﻟﻠﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ،ﻭ ﺫﻟﻚ ﺭﻏﻢ ﲣﻔﻴﺾ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺘﺄﺷﲑﺍﺕ ﺍﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ) 400ﺃﻟﻒ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﺳﻨﻮﻳﺎ(.
ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺍﳌﺘﺨﺬﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﲟﻨﻊ ﺍﺳﺘﲑﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ
)ﺍﻟﱵ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ 3ﺳﻨﻮﺍﺕ ( ،ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻤﻮﻻ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .
ﰒ ﺇﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺑﺎﲡﺎﻩ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ،ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺫﻫﺎﺑﺎ ،ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺧﺮﺓ ﺇﻳﺎﺑﺎ
).ﳑﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﻗﻴﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﻐﺎﺩﺭﻳﻦ ﲝﺮﺍ( ،ﻷﻢ ﰲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ
ﻳﺸﺘﺮﻭﻥ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ.
ﻭﺗﻌﺘﱪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ـ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﻑ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﻣﻜﺜﻔﺎ ﰲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺼﻴﻒ
ﻣﻨﺎﻓﺴﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻟﻠﻨﻘﻞ ﺍﳉﻮﻱ ،ﻭ ﻳﻌﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺇﱃ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﳌﻨﺨﻔﻀﺔ ،ﻭ ﻗﺪﺭﺓ
ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺎﺧﺮﺓ ،ﺇﺫ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﺻﻴﻔﺎ ) ﻭ ﲢﺪﻳﺪﺍ ﺍﳌﻐﺘﺮﺑﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻭﻥ
ﺇﱃ ﺍﻟﻮﻃﻦ( ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﻣﺘﻌﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻏﻠﻖ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﺍﳌﻐﺮﺏ.
ﻭﻳﺴﺘﺄﺛﺮ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﺑﻨﺴﺒﺔ % 70ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﻧﻘﻞ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ،ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺆﻣﻨﻬﺎ ) 2ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ( .
.3ﺗﻮﻓﲑ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ :ﺗﻮﻓﺮ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ 14000ﻣﻨﺼﺐ ﻋﻤﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ) ﳝﺜﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ
ﺍﳌﻨﻔﺬﻳﻦ( ،ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻤﻮﻉ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ .ﻭﻳﺴﺘﺄﺛﺮ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ )ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﱪ ﺃﻫﻢ
ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ( ﻟﻮﺣﺪﻩ ﺑـ 8000ﻣﻨﺼﺐ ﺷﻐﻞ.
ﻭﺗﻮﻇﻒ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻘﻄﺒﻬﺎ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﰲ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﳌﺮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻔﻦ ،ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺑﺎﳌﺨﺎﺯﻥ ﻭﺍﳌﺴﺘﻮﺩﻋﺎﺕ ﻭﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ،ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻷﺭﺻﻔﺔ
)ﺍﳊﻤﺎﻟﻮﻥ( .ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ .ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻭﺭﺷﺎﺕ ﲝﺮﻳﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﻦ ،ﻓﻼ
ﺗﻮﺟﺪ ﻳﺪ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﻫﺪﺍ ﺍﺎﻝ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺃﻗﻄﺎﺑﺎ ﲢﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻭﻇﺎﺋﻒ ،ﺇﻻ ﺃﺎ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ
ﺑﻨﺸﺎﻁ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺃﻱ ﲝﺠﻢ ﻭ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﳌﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﻡ ﺎ .ﻓﺎﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻟﻴﺔ ﻣﺜﻼ ) ﺃﺭﺯﻳﻮ
ﺳﻜﻴﻜﺪﺓ ـ ﲜﺎﻳﺔ( ﻻ ﺗﻮﻓﺮ ﺳﻮﻯ ﻋﺪﺩﺍ ﳏﺪﻭﺩﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﻭ ﳑﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺪﻥ
ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﺃﻥ ﺗﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺣﻞ ،ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻗﻄﺎﺑﺎ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ،
ﻭﻛﺮﺱ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ" ﺍﻟﻘﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ" ﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﱂ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺬﻩ ﺍﳌﺪﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ) ﺳﻴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ( ،ﻭﱂ ﺗﻮﻝ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ
ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﱏ ﻣﻦ ﺍﻹﳘﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﺧﻼﻗﺎ ﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺸﻐﻞ ،ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺑﻔﺎﺋﺪﺓ ﻛﱪﻯ
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﲏ .ﻭ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻥ ﻫﻮ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﻮﺍﻧﺌﻬﺎ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ -ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ
ﺭﻛﺰﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺎ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ،ﻭ ﻫﻲ ﻣﻮﺍﻧﺊ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ،ﻻ ﲣﺪﻡ ﺇﻻ ﻗﻄﺎﻋﺎ
ﳏﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ،ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺗﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﺗﺄﺧﺮ ﻛﺒﲑ ،ﻭﺗﻌﺎﱐ ﻣﻦ
ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻋﺪﺓ:
.1ﻣﻮﺍﻧﺊ ﻣﻦ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻗﺪﳝﺔ ) ﻣﻦ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ( ،ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﲤﺜﻞ
ﺳﻮﻯ ﻧﻘﺎﻁ "ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﳊﻤﻮﻟﺔ " ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﲪﻮﻟﺔ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻟﻠﺸﺤﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻎ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺍﻛﺘﻔﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﺑﺘﺴﻴﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ
ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺃﻳﺔ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ
ﺃﺣﻮﺍﺽ ﺻﻐﲑﺓ ﻭﺿﻴﻘﺔ ،ﻭﺳﻘﺎﺋﻒ ﻭﳐﺎﺯﻥ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،ﻭﺃﺭﺻﻔﺔ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺣﻮﺍﺟﺰ
ﺿﻴﻘﺔ .ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺗﻄﺮﺡ ﺃﻳﺔ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺒﺎﺩﻻﺕ ـ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺃﺻﻐﺮ ،ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺷﺤﻦ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺃﺑﺴﻂ ـ ﻓﺈﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﱂ ﺗﻌﺪ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ
ﻭﺍﳌﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺓ ﻭﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪﻩ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ .ﻓﺎﻟﺴﻔﻦ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻛﱪ ،ﻭﲟﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﳏﺪﺩﺓ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ ﻣﻊ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ
ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ) %60ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﲪﻮﻟﺘﻬﺎ ﺑﲔ 2000ﻭ 10.000ﻃﻦ( ﻭﺯﻥ
ﺛﻘﻴﻞ .ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺳﻔﻦ ﻏﲑ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﺇﺫ ﺃﺎ ﲢﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﳌﺼﺪﺭﻳﻦ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﲔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺸﺤﻦ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺷﺤﻦ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ .ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﻌﻤﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻘﻠﺺ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻜﺪﺱ ﺍﻟﻄﻤﻲ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﻝ
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻬﲑ ﻭ ﺍﻟﻜﺴﺢ ﻣﻨﺬ 20ﺳﻨﺔ .ﳑﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺭﺳﻮ
ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺎ .ﻭﻗﺪ ﺗﻀﻄﺮ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺍﳊﻤﻮﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮ ﰲ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ
ﺻﻐﺮ ﺍﻟﻐﺎﻃﺲ ﺇﱃ ﺃﻥ ﲢﻮﻝ ﻭﺟﻬﺘﻬﺎ ﳓﻮ ﻣﻮﺍﻧﺊ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻔﺮﻍ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﲪﻮﻟﺘﻬﺎ
ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻮﺯﻥ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﺍﻷﺻﻠﻲ .ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ )ﻭﻗﺖ
ﻭﻋﻤﻞ ﺇﺿﺎﻓﻴﲔ ،ﻭﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ (.
.2ﻧﻘﺺ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ :ﻭﺗﻌﺎﱐ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﻛﺒﲑ ﰲ
ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ،ﻭﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﻓﻌﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ) ﻗﻮﺎ 300
ﻃﻦ( .
ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺗﺼﻨﻒ ﺿﻤﻦ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ﻟﻠﺤﺒﻮﺏ ) ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﻋﺎﳌﻴﺎ ﺇﺫ
ﺗﺴﺘﻮﺭﺩ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ 6ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻦ ﺳﻨﻮﻳﺎ ( .ﻓﺈﻥ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻤﻞ
ﻋﻠﻰ ﺃﻛﱪ ﻣﺮﻛﺰ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﳊﺒﻮﺏ ) ﺳﻌﺘﻪ 30.000ﻃﻦ ( ،ﻭﻳﻌﺘﱪ ﻏﲑ ﻛﺎﰲ ،ﻭ ﻫﺬﺍ ﳑﺎ
ﻳﻀﻄﺮـ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ـ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻧﺎﻗﻼﺕ ﺍﳊﺒﻮﺏ ﺇﱃ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﳌﺪﺓ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﳌﻌﻤﻮﻝ ﺎ
ﺩﻭﻟﻴﺎ )ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﰲ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺴﻔﻦ 16ﻳﻮﻣﺎ ( .ﻭ ﻳﻔﺮﺽ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﻠﻔﲔ ﺑﺎﻟﻨﻘﻞ ،ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺍﳊﺒﻮﺏ ﰲ ﺃﻛﻴﺎﺱ ،ﻭﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻜﻠﻔﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻗﻮﺭﻧﺖ ﺑﺘﺮﻙ
ﺍﳊﺒﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺑﻀﺎﺋﻊ ﺻﺐ.
ﺃﻣﺎ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ ،ﻓﺈﻥ ﺳﻌﺔ ﺻﻮﻣﻌﺔ ﺍﳊﺒﻮﺏ ﺑﻪ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ 3000ﻃﻦ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ
ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﳊﺒﻮﺏ ،ﳑﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺿﻴﺎﻉ
ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻣﻌﺘﱪﺓ ﻣﻨﻪ.
.3ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﰲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ :ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻓﺎﺋﻀﺎ ﰲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ،ﳑﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﲣﺎﺫ
ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺮﻣﻲ ﺇﱃ ﲢﻮﻳﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﳓﻮ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺃﻭ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ﺍﳌﺴﺒﻖ ﺃﻭ ﺩﻓﻊ
ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﳍﻢ .ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﺷﺎﺋﻜﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺗﺴﺘﻔﺤﻞ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ.
. 4ﺗﺄﺧﺮ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﳊﺎﻭﻳﺎﺕ :ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳊﺎﻭﻳﺎﺕ ﰲ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ
ﻋﺎﻣﺎ .ﻭﻣﺎ ﻓﺘﺌﺖ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺑﺎﳊﺎﻭﻳﺎﺕ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ ﻭﻣﺘﺴﺎﺭﻉ.
ﻭﲢﺎﻭﻝ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ)ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ(
ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﳊﺎﻭﻳﺎﺕ ﻣﻦ % 9,42ﰲ ﺳﻨﺔ 1994ﺇﱃ % 35,09ﰲ ﺳﻨﺔ
، 2004ﻭﺗﺒﻠﻎ ﺣﺎﻟﻴﺎ ) % 37,15ﰲ ﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ . (2)( 2008
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﺠﻞ ﺗﺄﺧﺮﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺎﻝ ،ﻋﻠﻰ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﺪﻝ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﳊﺎﻭﻳﺎﺕ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ .% 62
ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﲡﺎﻩ ،ﺑﻐﺮﺽ ﺗﻮﻓﲑ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﻤﺤﻄﺎﺕ
ﻟﻠﺤﺎﻭﻳﺎﺕ.
ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ ،ﲤﺖ ﺗﻮﺳﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ 12ﻫﻜﺘﺎﺭ ﺇﱃ
ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺍﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺤﺎﻭﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻠﻎ 11ﻫﻜﺘﺎﺭ .ﻭ ﺑﺮﳎﺔ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺁﺧﺮ ﻳﻘﻀﻲ
ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ 30ﻫﻜﺘﺎﺭ ﺃﺧﺮﻯ .ﳑﺎ ﺳﲑﻓﻊ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﺍﳌﺨﺼﺼﺔ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﳊﺎﻭﻳﺎﺕ ﺇﱃ 53ﻫﻜﺘﺎﺭ.
ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻴﻨﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﻭﺪﻑ ﲣﻔﻴﻒ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻠﻘﺪ ﰎ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﻴﻨﺎﺀ
ﺟﺎﻑ ﳐﺼﺺ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﳊﺎﻭﻳﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﻳﺒﺔ ﺑﻀﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ.
.5ﺍﳔﻔﺎﺽ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ :ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ ،ﺗﻮﻗﻒ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﻟﻴﻼ.
ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﻨﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ.
.6ﻃﻮﻝ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ :ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﲢﺪﻳﺪﺍ ،ﻭﻣﺎ
ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ،ﻓﺎﳊﺠﺮ ﺍﻟﺒﻴﻄﺮﻱ ،ﰒ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ..ﺇﱁ.
.7ﺳﻮﺀ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﳌﻬﺎﻡ ﺑﲔ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ :ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺳﻲﺀ ﻟﻠﻤﻬﺎﻡ ﺍﳌﻨﻮﻃﺔ ﺑﻜﻞ
ﻣﻴﻨﺎﺀ ،ﻓﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻣﺜﻼ ﻭﻫﻮ ﺃﻫﻢ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﳛﺘﻜﺮ ﺟﻞ ﺍﳌﺒﺎﺩﻻﺕ
)ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ %60ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ (.
ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﻘﻰ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﳏﺼﻮﺭﺍ ﰲ ﺃﻗﺎﻟﻴﻤﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻮﺯﻥ
ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻀﻰ ﺑﻪ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﻬﺠﻬﺎ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻓﻬﻮ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﻋﺪﻡ ﺃﺧﺬ ﻣﻔﻬﻮﻡ
ﺍﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﳌﺨﻄﻄﲔ .ﰒ ﺇﻥ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ،
ﳚﻌﻠﻪ ﻳﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻨﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﻜﺪﺱ.
.8ﺍﺧﺘﻨﺎﻕ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ :ﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﺓ ﺍﺧﺘﻨﺎﻕ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﻭﺗﻜﺪﺱ
ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
• ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻄﺔ ﻣﻨﺴﻘﺔ ﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﺍﻻﺳﺘﲑﺍﺩ ﻟﺪﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﳍﻴﺌﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ﳑﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ
ﻭﺻﻮﻝ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭ ﺍﳌﻌﺪﺍﺕ ﺍﳌﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ،ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﻭﻗﺖ
ﻭﺍﺣﺪ.
• ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﺳﺘﲑﺍﺩ ﻣﺎﺩﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳔﻔﺎﺽ ﺃﺳﻌﺎﺭﻫﺎ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ
ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ.ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﺧﲑﺓ ) ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ( 2009ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ
ﺷﻬﺪﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﺳﺘﲑﺍﺩﻩ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﳔﻔﺎﺽ ﺳﻌﺮﻩ ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﳌﻴﻨﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ
ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﳐﺘﻨﻘﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﺎﻝ ﰲ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻷﺧﲑﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﱵ ﺑﻘﻴﺖ ﰲ
ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻹﺫﻥ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮ ﰲ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﻟﺘﻔﺮﻳﻎ ﲪﻮﻟﺘﻬﺎ 34ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ )4 /6
.(2009/ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮ ،ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﰲ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ،ﺗﻜﻠﻒ ﺍﳋﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ 20.000 -5000ﺩﻭﻻﺭ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
.9ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﳊﻀﺮﻱ :ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻫﻲ
ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﳊﻀﺮﻱ ،ﳑﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺿﻌﻒ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ
ﻓﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻣﺜﻼ ،ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻨﺎﻓﺬ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻨﻪ ﰲ ﳏﻮﺭ ﺍﳌﻮﺍﺻﻼﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﳌﺰﺩﺣﻢ
ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ.
ﻭﻻ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﺃﺳﻌﺪ ﺣﻈﺎ ،ﻓﻮﺟﻮﺩﻩ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﳏﺎﺻﺮ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﺑﺎﳊﺮﻭﻑ
ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ،ﳚﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻨﻪ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﲟﻜﺎﻥ .ﻭﻫﻮ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﺇﻻ
ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻔﺬ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ ،ﳐﺼﺺ ﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﻟﻠﺴﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﻳﻌﻮﺩ
ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻐﻞ !...ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺧﺺ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﱪﻱ ،ﻓﺈﻥ
ﻣﺴﺎﳘﺘﻪ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ،ﺑﻞ ﻭﰲ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﻣﻦ
%23,48ﺳﻨﺔ ،1993ﺇﱃ % 1,57ﺳﻨﺔ ،2001ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ
2004ﻭﺍﻗﺘﺼﺮﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﻓﻘﻂ.
ﻭﺗﻘﺪﺭ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺑﺎﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﲟﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ 5
ﻣﻼﻳﲔ ﻃﻦ ﰲ ﺃﻓﻖ ﺳﻨﺔ .2013ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺍﳌﺴﺌﻮﻟﻮﻥ ﲟﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﺗﺒﻘﻰ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺍﳌﺴﺠﻠﺔ ﰲ ﺳﻨﺔ 2008ﻭ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ 5.612.000ﻃﻦ ﻓﺎﻗﺖ
)(3
ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﻢ ﻟﺴﻨﺔ !...... 2013
.10ﺿﻌﻒ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﳌﺴﺎﺣﻠﺔ :ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﳌﺴﺎﺣﻠﺔ )ﺃﻭ ﺍﳌﻼﺣﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ( ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻭﻣﻜﺜﻒ .ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ـ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺆﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺑﲔ
ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ـ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﲣﻔﻴﻒ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻦ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﱪﻱ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﱐ ﻫﻲ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻧﻘﺎﺋﺺ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﺩﻣﺎﺟﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘﻞ.
ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﳏﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ
ﻟﺘﺤﺴﻴﺲ ﺍﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ ،ﻭﺇﻋﻼﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﳌﺴﺎﺣﻠﺔ.
ﺛﺎﻟﺜﺎ -ﻓﺸﻞ ﳕﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ
ﺗﺒﻨﺖ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻣﻨﺬ ﺍﺳﺘﻘﻼﳍﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﺗﺴﻴﲑ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ) ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ (.
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ﺳﻨﺔ ،1962ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ
ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ .ﻷﻥ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻬﺞ
ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺄﻥ ﺗﺴﻴﲑ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻭﰎ ﺫﻟﻚ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ
ﻫﻴﺌﺘﲔ ﺗﺎﺑﻌﺘﲔ ﳍﺎ ﻭﳘﺎ :ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﻤﻮﺍﻧﺊ ) ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻨﺪﺕ ﻟﻪ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺴﻴﲑ ﻛﻞ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ( ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻼﺣﺔ )ﺍﻟﱵ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ( ﻭﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ،ﻇﻬﺮﺕ ﻋﺪﻡ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ ،ﻭﺍﻟﱵ ﲡﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ:
ﻇﻬﻮﺭ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻋﺪﺓ ﻧﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﲔ ﺍﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳝﺎﺭﺳﻮﻥ ﻧﺸﺎﻃﺎﻢ •
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﺇﱃ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ.
ﰒ ﺇﻥ ﺗﺴﻴﲑ ﻛﻞ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ •
ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﻛﻞ ﻣﻴﻨﺎﺀ .ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﻭﻫﺬﺍ ﰲ ﻏﲑ ﺻﺎﱀ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ
ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺒﲏ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﲡﺎﺭﻳﺔ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ،ﻭﻧﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﻲ
ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﳌﻼﺣﻲ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ
ﲢﺪﺩ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺗﺒﻌﺎ ﳊﺠﻢ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﲏ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ،ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻀﺨﺎﻣﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻜﻞ " ﺩﻭﻟﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ " .ﻭﻻ ﺯﺍﻝ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ،
ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﱄ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺘﱪ ﺃﺭﺻﻔﺔ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﻣﺴﺘﻮﺩﻋﺎﺕ
ﳍﺎ ﺑﺄﺭﺧﺺ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ،ﻟﺬﺍ ﻓﺈﺎ ﺗﺘﺒﺎﻃﺄ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﺤﺐ ﺑﻀﺎﺋﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺻﻔﺔ ،ﻭﺗﺒﻘﻰ ﰲ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ
ﳌﺪﺓ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﳌﺴﻤﻮﺡ ﺎ .ﻓﻔﻲ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 100ﺣﺎﻭﻳﺔ ﻣﻌﺒﺄﺓ
ﳎﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﴰﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ -ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ 175
ﺩ /ﻑ.ﺯ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ +ﺃ /ﻓﻮﺯﻳﺔ ﺭﻣﻴﲏ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ :ﲢﻮﻝ ﺻﻌﺐ ﰲ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ
ﺑﻘﻄﻊ ﻏﻴﺎﺭ ﻭﲟﻮﺍﺩ ﻏﺬﺍﺋﻴﺔ ﲢﺖ ﺍﳊﺠﺰ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻼﻑ ﺑﲔ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳉﻤﺎﺭﻙ .ﻭﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﻓﺈﻥ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﳝﻠﻚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﻟﻺﻓﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻭﻳﺎﺕ.
ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺗﻘﺼﲑ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﺌﻮﻟﲔ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺣﱴ ﰲ ﻣﻌﺎﻣﻼﻢ ﻣﻊ ﺍﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ
ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ،ﻭﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ:
ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﻭﻳﺎﺕ. •
ﻭﻛﺬﺍ ﺍﶈﺎﺑﺎﺓ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﺇﺫ ﺗﻌﻄﻰ ﺍﻷﺳﺒﻘﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﺳﻮ ﻟﻠﺴﻔﻦ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ. •
ﺃﻣﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ،ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻢ ﺿﻤﺎﻥ •
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ،ﻷﻥ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮ ﺑﺎﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ.
ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺑﺎﻫﻈﺔ ،ﻓﻴﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﰲ
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ .ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﻒ ﺣﻘﺎ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﱂ ﺗﻨﺠﺢ ﰲ
ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻫﺬﻩ .ﺑﻞ ﺃﺳﻨﺪﺕ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﲣﻄﻴﻂ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺇﱃ ﻋﺪﺓ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺃﻭ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰ،
ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺍﳍﻴﺌﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﺎﻣﺶ.
ﻓﺴﻴﺎﺳﺔ ﲣﻄﻴﻂ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺇﺫﻥ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﳌﻔﺮﻃﺔ ،ﻭ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺜﲑﺍ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ
ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﺑﺎﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻂﺀ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻐﺮﻕ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺳﻨﻮﺍﺕ
ﻋﺪﺓ ،ﻗﺒﻞ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺧﺼﺔ ﺑﺪﺀ ﺍﻹﳒﺎﺯ.
ﰒ ﺇﻥ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﲔ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﲔ ﰲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺍﳌﺘﺨﺬﺓ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ .ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻴﻨﺎﺀ ﺟﻦ ﺟﻦ )ﺍﻧﻈﺮ ﺍﳋﺮﻳﻄﺔ ( ،ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ ﻴﺌﺘﻪ
ﻭﲢﺪﻳﺚ ﻣﻨﺸﺂﺗﻪ ،ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺟﺪﻳﺪ ) ﺟﻦ ﺟﻦ ﺍﳉﺪﻳﺪ ( ﻏﲑ ﺑﻌﻴﺪ
ﻋﻦ ﻣﻴﻨﺎﺋﻲ ﲜﺎﻳﺔ ﻭﺟﻴﺠﻞ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﳜﺪﻡ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﺼﻨﻊ ﺍﳊﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺐ ﲟﻴﻠﺔ.
ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﳌﻘﺪﺭﺓ ﺑـ 400ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻳﻨﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺧﺼﺼﺖ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﱂ ﻳﺘﻢ
ﺗﺴﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻓﺈﻥ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﻻ
ﺯﺍﻝ ﻳﻌﺎﱐ .ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﳝﺜﻞ ﻗﻄﺎﻋﺎ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﻋﺎﻣﻼ ﺣﻴﻮﻳﺎ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ.
ﺭﺍﺑﻌﺎ-ﺍﻟﺘﻐﻴﲑﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﲑ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ
ﺍﳊﻴﻮﻱ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﻃﻦ ،ﻭﺍﺭﺗﺄﺕ ﺧﻮﺻﺼﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻧﺊ ،ﻭﺍﺿﻌﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺪﺍ
ﳎﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﴰﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ -ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ 176
ﺩ /ﻑ.ﺯ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ +ﺃ /ﻓﻮﺯﻳﺔ ﺭﻣﻴﲏ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ :ﲢﻮﻝ ﺻﻌﺐ ﰲ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ
ﻟﺘﺴﻴﲑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﻡ 45ﺳﻨﺔ .ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 16
ﻭ ،2006/4/17ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﲞﻮﺻﺼﺔ ﻛﻞ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻟﻴﺔ )ﺃﺭﺯﻳﻮ,
ﺳﻜﻴﻜﺪﺓ ﻭﲜﺎﻳﺔ ( ﺍﻟﱵ ﺳﺘﻤﻨﺢ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ ) ﺳﻮﻧﺎﻃﺮﺍﻙ (.
ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﻮﺻﺼﺔ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻧﺊ ،ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ
ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺎ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﻳﺔ .ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻠﻲ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ
ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺗﻌﺪﻳﻠﻲ ﻻﺣﻖ ،ﳜﻮﻝ ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤﺮ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﲝﻘﻮﻕ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺗﺴﻴﲑ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ
ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻃﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺗﺴﺠﻞ ﺗﺄﺧﺮﺍ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ
ﻭﻫﻲ ﺍﳋﻮﺻﺼﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻣﺴﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮﺓ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻤﻮ ،ﻓﺎﳌﻐﺮﺏ
ﻣﺜﻼ ﺧﻮﺻﺺ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ،1990ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ
ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ .ﻭﺳﻴﻔﺘﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻮﺍﻧﺊ
ﺍﺎﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﰲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ .
ﻭﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﻣﺮﺳﻮﻡ
ﺧﻮﺻﺼﺔ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ .ﻭﺷﻦ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺇﺿﺮﺍﺑﺎ ﻳﻮﻡ ،2006 /5 /22ﺷﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﻭﻛﻠﻒ
ﺍﳋﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﺏ 26ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺳﻨﺘﻴﻢ .ﻓﻔﻲ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻘﻴﺖ 48ﺳﻔﻴﻨﺔ
ﳏﺼﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻷﺭﺻﻔﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﲪﻮﻟﺘﻬﺎ .ﻭ 5ﺳﻔﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﰲ ﻋﺮﺽ
ﺍﻟﺒﺤﺮ .ﻭﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺍﳋﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﲔ 14ﻭ 15ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺳﻨﺘﻴﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﳌﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ .ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﻓﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﶈﺼﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻷﺭﺻﻔﺔ 15ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻭ5
ﺳﻔﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﰲ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﳑﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﰲ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﲟﻠﻴﺎﺭ ﺳﻨﺘﻴﻢ .ﻭﻳﻌﺘﱪ ﻗﻄﺎﻉ
ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ،ﻭﻟﻘﺪ ﰎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﲔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ
ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﺇﳒﺎﺯ ﻣﺘﺮﻭ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻨﺪ ﺇﱃ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻣﻘﺎﻭﻟﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ .ﻭﻛﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﺘﺰﻭﻳﺪ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ،ﻭﺗﺴﻴﲑ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﳉﺪﻳﺪ .ﻭﺑﻠﻎ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﳌﺎﱄ
ﺍﳌﺨﺼﺺ ﻟﻠﻤﺨﻄﻂ ﺍﳋﻤﺎﺳﻲ) 2005ـ 55 (2009ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ،ﻣﻨﻬﺎ 10ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ
ﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻨﻘﻞ .ﳑﺎ ﻗﺪ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺑﺎﺳﺘﺪﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﺄﺧﲑ ﺍﳌﺘﺮﺍﻛﻢ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ.
ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ
ﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ :
ﺍﺳﺘﺤﻮﺍﺫ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ % 95ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﳌﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ. •
ﺍﳔﻔﺎﺽ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ. •
ﺗﺪﱐ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ،ﻭ ﺻﻐﺮ ﺃﺣﺠﺎﻡ ﺍﻟﺴﻔﻦ. •
ﻧﻘﺺ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ. •
ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ % 60ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ. •
ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺘﺴﻴﲑ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﻭﻣﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ، •
ﻛﺒﻂﺀ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﻭﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺗﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﺗﻜﺪﺱ ﺍﳌﺨﺎﺯﻥ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﳍﺎ ﺍﻟﻼﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ.
ﻓﺎﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺇﺫﻥ ﻧﻘﻂ ﺍﺧﺘﻨﺎﻕ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺭﺩﺍﺀﺓ ﻣﻨﺸﺂﺎ ،ﻭﺿﻌﻒ •
ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺎ ،ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰﻫﺎ .ﲝﻴﺚ ﺃﻇﻬﺮ ﺗﺴﻴﲑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﳍﺎ،
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﺘﻜﺮ ﻧﺸﺎﻃﺎﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺑﺎﳌﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ،ﳏﺪﻭﺩﻳﺘﻪ.
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺗﺴﻴﲑ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻠﺤﺔ. •
ﻭﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﳝﻜﻦ ﺗﻘﺪﱘ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻬﻢ ـ ﺇﻥ ﺃﺧﺬﺕ •
ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭـ ﰲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺇﱃ ﻣﺼﺎﻑ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳌﺘﻄﻮﺭﺓ:
ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻭﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻧﺊ ،ﺗﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ •
ﺍﳊﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ .ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺍﳌﺴﺎﺣﺎﺕ
ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﳊﺎﻭﻳﺎﺕ.
ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻧﺊ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ،ﻭ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺎ ﻟﻴﻼ. •
ﺍﳊﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺒﲑﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ •
ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﰲ ﺗﺴﻴﲑ ﺍﳌﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﲢﺪﻳﺪﺍ ،ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ
ﺇﻃﺎﺭﺍﺕ ﻣﺆﻫﻠﺔ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ.
ﺍﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﱵ ﲣﺪﻡ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ .ﻭﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻴﻨﺎﺀ •
ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺧﻂ ﻣﻮﺍﺻﻼﺕ ﺇﺿﺎﰲ ﳛﻴﻂ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻐﺮﺽ ﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﳌﺮﻭﺭ ﺑﻮﺳﻄﻬﺎ
)ﺇﻻ ﺃﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻜﻠﻔﺔ(.
ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ ،ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻣﻨﻔﺬ ﺛﺎﱐ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺘﻢ ﺇﳒﺎﺯﻩ ﺃﺳﻔﻞ
ﺍﳉﺮﻭﻑ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﺷﺮﻕ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ،ﻟﻴﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭ ﺍﶈﻴﻂ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ،ﳑﺎ ﺳﻴﺠﻨﺐ
ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﺍﳌﺮﻭﺭ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﱐ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻨﺎﻗﺎﺕ ﻣﺮﻭﺭﻳﺔ ﺣﺎﺩﺓ .ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ
ﺑﺘﻬﻴﺌﺔ ﺧﻂ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ ﺑﺎﳌﻴﻨﺎﺀ ،ﻭ ﲡﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﺑﻐﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺸﻐﻴﻠﻪ .ﻭ ﻻ ﺷﻚ
ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎﻝ ،ﺳﻴﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺴﻴﺎﺑﻴﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﺑﺘﻜﺎﻟﻴﻒ
ﺃﻗﻞ ،ﳑﺎ ﳜﻔﻒ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻨﺎﻕ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻘﻄﺐ ﻟﻮﺣﺪﻩ %67ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ.
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﳌﻬﺎﻡ ﺑﲔ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﳑﺎ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻨﺎﻗﻬﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ •
ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻛﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻭ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﻴﻨﺎﺀ ،ﺇﻋﺎﺩﺓ
ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠﻤﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻛﻤﻴﻨﺎﺋﻲ ) ﺗﻨﺲ ﻭ ﺩﻟﺲ ( ،ﻭ ﻣﻨﺤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﳋﺪﻣﺔ ﻇﻬﲑﻳﻬﻤﺎ
ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﱪ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﳌﻬﺎﻡ ﺑﻴﻨﻪ •
ﻭﺑﲔ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻐﺎﱎ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ .ﺑﻞ ﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ )ﻣﺜﻞ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﺕ(،
ﺃﻭ ﺣﱴ ﻣﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ،ﻣﺜﻞ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺑﲏ ﺻﺎﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻏﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻋﻨﺪ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﲡﺎﺭﻳﺎ ،ﰒ ﲢﻮﻝ ﺇﱃ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻟﻠﺼﻴﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﺺ ﻇﻬﲑﻩ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻨﻀﻮﺏ ﺧﺎﻣﺎﺕ
ﺍﳊﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ.
ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﻬﲑ ﻣﺆﺧﺮﺍ ) ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻭﻭﺣﺪﺍﺕ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ( ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻣﻜﺎﺗﺐ ﻣﻌﺎﻣﻼﺕ ...ﺇﱁ
ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻮﺯﻳﻌﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻟﻠﻤﻬﺎﻡ ﺍﳌﻨﻮﻃﺔ ﺑﺎﳌﻮﺍﻧﺊ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﱵ
ﺗﺆﺩﻳﻬﺎ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﺣﺎﻟﻴﺎ ،ﻭ ﺍﻟﱵ ﺑﺈﻣﻜﺎﺎ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﳎﺎﳍﺎ ﺍﳉﻬﻮﻱ ﻭﺍﶈﻠﻲ.
ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ •
ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺃﻗﻞ ،ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﺎﻭﺭﺓ )ﺗﻮﻧﺲ
ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ(.
ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﳌﺴﺎﺣﻠﺔ ،ﻓﻌﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺰﺍﻳﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻨﻘﻞ ﺍﳌﺎﺋﻲ ،ﻓﺈﺎ ﰲ ﻧﻔﺲ •
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﻚ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺑﺎﳌﻮﺍﻧﺊ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ .ﻭﺗﻌﺘﱪ ﰲ ﺑﻠﺪ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻸﻗﺎﻟﻴﻢ ﻣﻦ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺇﱃ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ،ﺣﻼ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎ ﻟﺮﺑﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻭﺗﻨﺸﻴﻂ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ.
:ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ
252 ص23 ﺍﻟﻌﺪﺩ،ﻤﻮﻋﺔ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ ﺍ. (2007 ) (ـ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼﺎﺀ1)
. 2009 ﺃﺑﺮﻳﻞ، ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ. (ـ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻭﻫﺮﺍﻥ2)
. 7 ﺹ،2009 / 4 / 7 ( ـ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ3)
:ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
ﳎﻠﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ٌ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ،(2001)ـ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﻠﻴﻞ
. 52 ﺍﻟﻌﺪﺩ26 ﳎﻠﺪ،ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ
. ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ، " ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ" ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ،(2003)ـﻤﺤﻤﺪ ﲬﻴﺲ ﺍﻟﺰﻭﻛﺔ
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ،" ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻪ ﻭ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﻬﲑ: " ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺑﲏ ﺻﺎﻑ.(1977) ـ ﻓﻮﺯﻳﺔ ﺭﻣﻴﲏ
. ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ،ﺍﳌﻌﻤﻘﺔ
. 2 ﺹ. 2006 / 5 / 22 ـ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﺍﳋﱪ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ